recent
أخبار عاجلة

العلامة الثانية من علامات الساعة الصغري انشقاق القمر



            العلامة الثانية من علامات الساعة الصغري 

                               انشقاق القمر


ومن علامات الساعة الصغرى انشقاق القمر في عهده صلى الله عليه وسلم ، قال تعالى

 :"اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَر" (القمر:1).

 وعن ابن مسعود رضي الله عنه ، قال :" انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله

 عليه وسلم فرقتين ، فرقة فوق الجبل وفرقة دونه ، فقال رسول الله صلى الله عليه

 وسلم : اشهدوا"(البخاري ومسلم ).

و حادثة انشقاق القمر التي حدثت في عهد النبي محمد دليل على اقتراب الساعة، قال الله في سورة القمر:  اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ  وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ  .

 قال ابن كثير: "قد كان هذا في زمان الرسول صلى الله عليه وسلم كما ورد في الأحاديث المتواترة بالأسانيد الصحيحة وهذا أمر متفق عليه بين العلماء أن انشقاق القمر قد وقع في زمان النبي صلى الله عليه وسلم وأنه كان إحدى المعجزات الباهرات". وقال أنس بن مالك: إن أهل مكة سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلمأن يريهم آية فأراهم انشقاق القمر".

 وقال عبد الله بن مسعود: "بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلمبمنى إذ انفلق القمر فلقتين فكانت فلقةً وراء الجبل وفلقةً دونه فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم (اشهدوا)".

وقد حكى ابن عباس هذه الحادثة الكبيرة التي أبهرت قريشا، وزعموا أنها سحر، قال:

 اجتمع المشركون على عهد رسول الله – صلى الله عليه وسلم -؛ منهم: الوليد بن

 المُغيرة، وأبو جهل بن هشام، والعاصي بن وائل، والعاصي بن هشام، والأسود بن عبد

 يغوث، والأسود بن المطلب، وزمعة بن الأسود، والنَّضر بن الحارث، فقالوا للنبي 

 صلى الله عليه وسلم -: إن كنتَ صادقًا فشُقَّ لنا القمر فِرْقَتين؛ نِصفًا على أبي قبيس،

 ونِصفًا على قُعَيْقِعان. فقال لهم النبيُّ – صلى الله عليه وسلم -: "إن فعلتُ تؤمنوا؟".

 قالوا: نعم. قال: وكانت ليلة بدر. فسأل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ربّه أن

 يُعطيَه ما سألوا، فأمسى القمرُ قد مُثِّل نِصفًا على أبي قبيس، ونِصفًا على قُعَيْقِعان،

 ورسول الله – صلى الله عليه وسلم – يُنادي: «يا أبا سلمة بن عبد الأسد، والأرقم بن

 أبي الأرقم، اشهدوا"(خرجه أبو نعيم في دلائل النبوة ص 279 – 280 (209). 

 نعم فقد أخبر الله تعالى عن قرب القيامة وعلامة انتهاء الدنيا بانشقاق القمر، فقال عز

 من قائل: اقتربت الساعة  أي قربت القيامة ودنت، واقترب موعد انقضاء الدنيا، أي قد

 صارت باعتبار نسبة ما بقي بعد النبوة المحمدية إلى ما مضى من الدنيا قريبة. 

ومما يقوي هذا المعنى أن حدوث الانشقاق للقمر آية من آيات الساعة، وعلامة من

 علامات الساعة الصغرى أن هذه الحادثة وقعت للنبي صلى الله عليه وسلم، وبعثته

 كذلك آية في نفسها على قرب قيام الساعة وفناء الدنيا، فقد جاء في الحديث الصحيح:

 يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «بعثت أنا والساعة هكذا» وأشار بأصبعيه: السبابة

 والوسطى. وقيل: المراد تحقق وقوع الساعة. قال ابن كثير: قد كان هذا في زمان

 رسول الله صلى الله عليه وسلم كما ورد ذلك في الأحاديث المتواترة بالأسانيد

 الصحيحة، وهذا أمر متفق عليه بين العلماء، وأنه كان إحدى المعجزات الباهرات. ما

 هو موقف المشركين بعد رؤية انشقاق القمر؟ ثم أخبرنا الله تعالى عن موقف الكفار

 وعنادهم أمام هذه المعجزة، فقال: "وإن يروا آية يعرضوا، ويقولوا: سحر مستمر" أي

 وإن ير المشركون علامة على النبوة ودليلا على صدق النبي صلى الله عليه وسلم،

 يعرضوا عن التصديق والإيمان بها، ويولوا مكذبين بها قائلين: هذا سحر قوي شديد

 يعلو كل سحر، مأخوذ من قولهم: استمر الشيء: إذا قوي واستحكم، وقيل: مستمر، أي

 دائم مطرد. وهذا رد على المشركين الذين طالبوا بآية، قال المفسرون: لما انشق

 القمر، قال المشركون: سحرنا محمد، فقال الله تعالى: "وإن يروا آية" يعني انشقاق

 القمر. ثم أكد تعالى موقفهم هذا بقوله: "وكذبوا واتبعوا أهواءهم، وكل أمر مستقر"


 أي  وكذبوا بالحق إذ جاءهم، واتبعوا ما أملته عليه أهواؤهم وآراؤهم في أن محمداً

 صلى الله عليه وسلم ساحر أو كاهن، بسبب جهلهم وسخافة عقولهم. ثم هددهم تعالى

 وأخبرهم بأن كل أمر منته إلى غاية مماثلة له، فالخير يستقر بأهل الخير، والشر

 يستقر بأهل الشر، فقوله:"وكل أمر مستقر" استئناف للرد على الكفار في تكذيبهم،

 ببيان أنه لا فائدة لهم في ذلك، لأن كل أمر له غاية حتما، وسينتهي أمر النبي صلى الله

 عليه وسلم إلى غاية يظهر فيها أنه على حق، وهم على باطل . 


قال السعدي في تفسير سورة القمر: يخبر تعالى أن الساعة وهي القيامة اقتربت وآن

 أوانها، وحان وقت مجيئها، ومع ذلك، فهؤلاء المكذبون لم يزالوا مكذبين بها، غير

 مستعدين لنزولها، ويريهم الله من الآيات العظيمة الدالة على وقوعها ما يؤمن على

 مثله البشر، فمن أعظم الآيات الدالة على صحة ما جاء به محمد بن عبد الله صلى الله

 عليه وسلم،أنه لما طلب منه المكذبون أن يريهم من خوارق العادات ما يدل على صحة

 ما جاء به وصدقه، أشار صلى الله عليه وسلم إلى القمر بإذن الله تعالى، فانشق فلقتين،

 فلقة على جبل أبي قبيس، وفلقة على جبل قعيقعان، والمشركون وغيرهم يشاهدون

 هذه الآية الكبرى الكائنة في العالم العلوي، التي لا يقدر الخلق على التمويه بها

 والتخييل. ماذا يستفاد من حادثة انشقاق القمر واعتراض المشركين؟ والآيات المذكورة

 في افتتاح سورة القمر وما جاء فيها من بيان حادثة انشقاق القمر، وعناد المشركين

 بعد رؤية الحق عيانا، تفيد أمورا آتية: 

1 – اقتراب موعد يوم القيامة، فكل آت قريب، وإن مرور عشرات القرون بعد نزول

 هذه الآية وأمثالها لا يعد شيئا في حساب عمر الدنيا الذي قدر بخمسة مليارات سنة. 


2 – حدوث انشقاق القمر بمكة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم معجزة له، قال

 القرطبي: وقد ثبت بنقل الآحاد العدول أن القمر انشق بمكة، وهو ظاهر التنزيل، ولا

 يلزم أن يستوي الناس فيها، لأنها كانت آية ليلية، وأنها كانت باستدعاء النبي صلى الله

 عليه وسلم من الله تعالى عند التحدي. 

وقال الرازي: وأما المؤرخون فتركوه، لأن التواريخ في أكثر الأمر يستعملها المنجم،

 وهو لما وقع الأمر قالوا بأنه مثل خسوف القمر، وظهور شيء في الجو على شكل

 نصف القمر في موضع آخر، فتركوا حكايته في تواريخهم، والقرآن أدل دليل، وأقوى

 مثبت له، وإمكانه لا يشك  فيه، وقد أخبر عنه الصادق، فيجب اعتقاد وقوعه. 


3- لم يجد المشركون طريقا لتكذيب آية الانشقاق إلا بأن يصفوه بأنه سحر محكم قوي

 شديد، من المرة وهي القوة، أو دائم  نافذ مطرد، أو ذاهب، من قولهم: مر الشيء

 واستمر إذا ذهب. 

قال النووي رحمه الله: "قال القاضي: انشقاق القمر من أمهات معجزات نبينا صلى الله

 عليه وسلم، وقد رواها عدة من الصحابة رضي الله عنهم، مع ظاهر الآية الكريمة

 وسياقها، قال الزجاج: وقد أنكرها بعض المبتدعة المضاهين لمخالفي الملة، وذلك لما

 أعمى الله قلبه، ولا إنكار للعقل فيها؛ لأن القمر مخلوق لله تعالى يفعل فيه ما يشاء، كما

 يفنِيه ويُكوِّره في آخر أمره...". (شرح النووي على مسلم: 17/143).

تنبيه:

حط علماء الفضاء في هذا العصر رحالهم على القمر، فوجدوا أثر انشقاق القمر باقياً

 إلى اليوم، وقد نقل عالم الجيولوجيا المسلم د. زغلول النجار عن داود موسى بيتكوك

 (رئيس الحزب الإسلامي البريطاني) أنه شاهد ندوة تلفزيونية بين معلق بريطاني

 وثلاثة علماء فضاء أمريكيين أنهم شاهدوا أثر انشقاق القمر من سطحه إلى جوفه إلى

 سطحه الآخر، أخبروا بذلك، وهم لا يعلمون أن الله تحدَّث بهذه الآية في قرآننا، وقد

 كانت هذه الآية سبباً في إيمان ناقل الخبر داود موسى.


google-playkhamsatmostaqltradent