
سيناء في القرآن الكريم
منزلة سيناء وأهميتها
قدسية جبل الطور عبر العصور
- جبل الطور فى العصر المسيحى و الإسلامى
التوصيف الجغرافى لموقع الطور فى القرآن الكريم
من الأماكن التى تحدث عنها القرآن الكريم هى سيناء ، فسيناء أرض مصرية بها "جبل
الطور" وهو جبل مذكور فى القرآن يقول المولى عز جل فى كتابه العزيز:"والتين
والزيتون ، وطور سينين"(التين 1-2). وهو الجبل الذى كلم الله عليه سيدنا موسى
عليه السلام ،وقد كلم الله موسى كلاما حقيقيًا بصوت يسمعه موسى عليه السلام وذلك
لقوله تعالى:"وكلم الله موسى تكليماً"(النساء: 164).
وقال تعالى:"فلما أتاها نودي يا موسى إني أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس
طوى"( طه: 11-12). و جاء في تفسير ابن كثير "قال علي بن أبي طالِب وأبو ذر وأبو
أيوب وغير واحد من السلَف كانَتَا مِن جِلْد حِمَار غير ذَكِيّ (المقصود نعليه أى حذائه)
وَقِيلَ إِنَّمَا أَمَرَهُ بِخَلْعِ نَعلَيهِ تَعْظِيمًا لِلْبَيْعَةِ وَقَالَ سَعِيد بْن جُبَيْر كَمَا يُؤمَر الرَّجُل أَنْ يَخْلَع
نَعْلَيْهِ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَدْخُل الْكَعْبَة وَقِيلَ لِيَطَأ الْأَرْض الْمُقَدَّسَة بِقَدَمَيْهِ حَافِيًا غَيْر مُنْتَعِل،أما
المراد من "المقدس" فهو المبارك ، وقوله " طُوًى " قال علي بن أبي طلْحة عن ابن
عباس هو اسم للْوادي .
والله جل وعلا يصف منطقة الوحي في جبل الطور بأنها " بقعة مباركة " وذلك قوله
تعالى :"فَلَمَّا
أَتَاهَا نُودِي مِن شَاطِئِ الْوَادِي الأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ
مِنَ الشَّجَرَةِ "(القصص:30).
سيناء فى القرآن الكريم
وسيناء هي أرض ذكرت فى القرآن الكريم ترابها يحمل أثار أقدام أنبياء الله و رسله .. و بين كثبانها أماكن مقدسة ، تحمل لنا حكايات مباركة .. إنها أرض سيناء .
وقد ذكر الله سيناء
فى سورة المؤمنون حين قال المولى تعالى :"وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ
للآكلين"(المؤمنون: 20). فإن من نعم الله علينا أنه أخرج للعباد ما يأكلون، وأخرج
لهم طعامهم وأقواتهم، وأخرج لهم فاكهتهم، ومن ضمن ما أخرج الله عز وجل للعباد: "شَجَرَةً
تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ" أي أصلها من هذا المكان فى سيناء وقوله تعالى: تَنْبُتُ
بِالدُّهْنِ المقصود بها: شجرة الزيتون، وهي شجرة لا تكلف الإنسان ولا يعاني في زرعها،
ولكن الله عز وجل يزرعها للإنسان فتخرج سريعة فستفيدو منها.
ومما لا شك فيه أن ذكر الله لسيناء فى القرآن الكريم فيه تعظيم وتشريف لها ومما يزيدها
تشريفاً أكثر أن الله كلم سيدنا موسى عليه السلام على هذه الأرض وهي في سيناء ولقد
وصفها المولى عز وجل بالبقعة المباركة مما جعل لسيناء مكانة كبيرة فى الإسلام.
و
ذُكرت في القرآن في سورة التين حين قال تعالى
: وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ وَطُورِ سِينِينَ وَهَذَا الْبَلَدِ الأَمِينِ لَقَدْ
خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ .
- فالله
تعالى يقسم في بداية السورة بالتين و الزيتون ، و هما من منتجات سيناء ، ثم يقسم بجبل
الطور و بنسبه إلى سيناء "وطور سينين" ثم يقسم بمكة البلد الأمين ، و نرى
هنا أن سيناء جاءت في الترتيب قبل مكة ، بالرغم من مكانة مكة العظيمة في موضوع يقسم
به رب العزة على خلق الإنسان في أحسن تقويم ،،
منزلة سيناء وأهميتها
- و أهمية سيناء هنا تتلخص في "جبل الطور"
.. و لذلك إنتسبت سيناء ، أو سينين إلى الطور "وطور سينين" ، و لم تأت كلمة
الطور فى القرآن الكريم إلا فى الحديث عن طور سيناء ، وقد تكررت الكلمة في القرآن الكريم
كثيراً فمرة حينما جاء الوحي الأول لموسى هناك ،،
- و مرة أخرى عند أخذ العهد على بني إسرائيل
و رفع جبل الطور فوقهم ثم ذكر أهمية جبل الطور في سيناء و شجرة الزيتون المباركة فيه
مع الربط بين جبل الطور و المسجد الأقصى و البيت المعمور أو المسجد الحرام ،،
- و لنا أربعة مشاهد في قصة موسى كلها عند جبل
الطور في سيناء و هى الوحي الأول حين ناداه ربه لأول مرة ، ثم تلقى الألواح ، و مجىء
موسى بسبعين رجلاً من قومه للتوبة عند الطور ، فأخذتهم الرجفة ، و أخيراً ، أخذ الميثاق
عليهم حين رفع جبل الطور فوقهم ،،
- و الله جل و علا حين يتكلم عن جبل الطور فإنه يجعله معرفا بالأف و اللام ، وقد ورد هذا في سورة الأعراف :" وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ ".
- وَإِذ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّواْ أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُواْ مَا
فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ .
- ثم يأتي التحديد بموضع معين في الجبل و ذلك
في اللقاء الذى حدث عنده فيقول تعالى لبني إسرائيل :
- يَا
بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنجَيْنَاكُم مِّنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ
الطُّورِ الأَيْمَنَ - طه
- و
جانب الطور الأيمن من جبل الطور كان فيه أول وحى ، و حوار جرى بين نبى الله موسى مع
ربه ، كما كان ذلك اللقاء الذي رفع فيه الله الجبل فوق بني إسرائيل و أخذ عليهم فيه
العهد و الميثاق .
- وَنَادَيْنَاهُ مِن جَانِبِ الطُّورِ الأَيْمَنِ
وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا . سورة مريم .
- و يأتى التحديد بدقة أكثر في المكان الذي جرى
فيه أول حوار بين الله تعالى و موسى عليه السلام :
- فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ
آنَسَ مِن جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا
لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ
فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي مِن شَاطِئِ الْوَادِي الأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ
مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ . سورة
القصص .
- حيث كان موسى يسير بزوجه ماراً بجبل الطور
فرأى ناراً تخرج من شجرة تلوح له من بعيد ، فالله جل و علا يصف البقعة بأنها مباركة،
و أنها في ناحية من الشجرة ، و ذلك كله يقع في أرض سيناء المباركة .
- و قد كانت سيناء المسرح الكبير لقصة موسى عليه
السلام ، عبرها إلى مدين هارباً من فرعون و جنوده ، ثم عاد بعدها إلى مصر و معه زوجته
، ثم إنتقل بقومه إلى سيناء ، حيث إحتضنت أرضها رفاته ،،
- و كما كانت سيناء مسرحاً لقصة موسى عليه السلام
، فكانت أيضاً معبراً لأنبياء الله مثل ، إبراهيم ، و إسماعيل ، و يعقوب ، و يوسف عليهما
السلام .
- و بها أهم الآثار الدينية مثل جبل الطور حيث توجد في أعلى قمته كنيسة صغيرة و مسجد و يحرص السائحون على تسلق الجبل عقب منتصف الليل ؛ ليصلوا إلى قمته قبيل شروق الشمس ، و بها عيون موسى ، و دير سانت كاترين .. و غيرها ،،
جبل الطور عبر العصور
- جبل الطور : المذكور فى القرآن الكريم بالطور
، و المعروف في التوراة بإسم جبل حوريب أو جبل سيناء أو جبل الله و هو مؤلف من عدة
قمم جبلية أعلاها و التكوين الصخرى لهذه القمم تشكل لفظ الجلالة ، و الذى يعتبر أكبر
تجسيد ظهر فى الكون حتى الأن للفظ الجلالة فى الطبيعة .
- الموقع : يقع جبل الطور في خط عرض شمالي 6
32 28 5 ، و خط طول شرقي 38 58 33 5 ، و يعلو نحو 7363 قدم عن سطح البحر ،،
- معجزة لفظ الجلالة : شكلت قمة جبل الطور بتكوينة
الصخرى لفظ الجلالة ، و الذى لا يشاهد من على سطح الأرض ، و تتضح من الروية الفضائية
للجبل من إرتفاع 4000 قدم التكوين الصخرى بالجبل و تشكيل أحرف لفظ الجلالة ،،
- قدسية حرم الطور :
- جاء فى القرآن الكريم قول الله تعالى:"فَلَمَّا
أَتَاهَا نُودِي يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ
الْمُقَدَّسِ طُوًى"(طه/11-12).
- جبل الطور فى العصر المسيحى و الإسلامى :
- فى العصر المسيحى : أنشأوا أشهر دير علي مستوي
العالم ، و الذي أخذ شهرته من موقعه في حضن هذا الجبل ، و هو دير طور سيناء ، الذي
أنشأه الإمبراطور بسيتنيان في القرن السادس الميلادي ، وقد تحول اسمه إلي دير سانت
كاترين في القرن العشرين الميلادي ،،
- و في العصر الإسلامي : أنشأ الأمير أبو المنصور
أنوشتكين مسجداً داخل الدير ، و مسجداً علي قمة جبل الشريعة عام 500 هجرية 1106م في
عهد الخليفة الفاطمي أبو علي منصور بن أحمد "الأمر بأحكام الله" ، و قد حرص
المسلمون علي زيارته و زيارة الجبل أثناء رحلتهم للحج إلي مكة المكرمة ،،
- التوصيف الجغرافى لموقع الطور فى القرآن الكريم
:
- جاء ذكر أكثر من توصيف جغرافى لجبل الطور فى
أكثر من آية و موضع مثل جانب الطور الأيمن – الجانب الغربى – شاطىء الوادى الأيمن قال
الله تعالى مخاطباً نبيه الهادى محمد صلى الله علية و سلم .
- وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا
إِلَى مُوسَى الْأَمْرَ وَمَا كُنتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ سورة القصص ، الأية 44 .
"وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا
وَلَكِن رَّحْمَةً مِّن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْماً مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن
قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ"(القصص/ 46).
- مواضع ذكر الطور فى القرآن الكريم :
"وَنَادَيْنَاهُ مِن جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ
وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيّاً"(مريم/ 52).
"يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنجَيْنَاكُم
مِّنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ
الْمَنَّ وَالسَّلْوَى"(طه/ 80).
" إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ
طُوًى "( النازعات/ 16).
"وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا
فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُواْ مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ
تَتَّقُونَ"(البقرة/ 63).
"وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا
فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُواْ قَالُواْ سَمِعْنَا
وَعَصَيْنَا"(البقرة /93).
"وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَاءَ تَنبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِّلْآكِلِينَ"( المؤمنون/20).
كليم الله لنبيه موسى علي جبل الطور بسيناء
قال الله سبحانه:"وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ
تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ
دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ"
(الأعراف/143).
يقول الشيخ السعدي في تفسير هذه الآية: "وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا الذي وقتناه له
لإنزال الكتاب وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ بما كلمه من وحيه وأمره ونهيه، تشوق إلى رؤية الله،
ونزعت
نفسه لذلك، حبا لربه ومودة لرؤيته.
فـ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ اللَّهِ لَنْ تَرَانِي أي: لن تقدر الآن على رؤيتي، فإن الله تبارك
وتعالى أنشأ الخلق في هذه الدار على نشأة لا يقدرون بها، ولا يثبتون لرؤية الله، وليس
في هذا دليل على أنهم لا يرونه في الجنة، فإنه قد دلت النصوص القرآنية والأحاديث
النبوية على أن أهل الجنة يرون ربهم تبارك وتعالى ويتمتعون بالنظر إلى وجهه الكريم،
وأنه ينشئهم نشأة كاملة، يقدرون معها على رؤية الله تعالى، ولهذا رتب الله الرؤية في
هذه الآية على ثبوت الجبل، فقال - مقنعًا لموسى في عدم إجابته للرؤية - وَلَكِنِ انْظُرْ
إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ إذا تجلى الله له
فَسَوْفَ تَرَانِي .
فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ الأصم الغليظ جَعَلَهُ دَكًّا أي: انهال مثل الرمل، انزعاجًا من رؤية الله
وعدم ثبوته لها. وَخَرَّ مُوسَى حين رأى ما رأى صَعِقًا فتبين له حينئذ أنه إذا لم يثبت
الجبل لرؤية الله، فموسى أولى أن لا يثبت لذلك، واستغفر ربه لما صدر منه من السؤال،
الذي لم يوافق موضعًا، ولذلك قَالَ سُبْحَانَكَ أي: تنزيها لك، وتعظيما عما لا يليق بجلالك
تُبْتُ إِلَيْكَ من جميع الذنوب، وسوء الأدب معك وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ أي: جدد عليه الصلاة
والسلام إيمانه، بما كمل الله له مما كان يجهله قبل ذلك، فلما منعه الله من رؤيته - بعدما
ما كان متشوقا إليها - أعطاه
خيرًا كثيرًا"، انتهى من "تفسير السعدي" (302).
ثانيًا:
قال سبحانه في ذكر مناداته لموسى عليه السلام: (وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ
وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا) مريم/52، وقال: (فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِنْ جَانِبِ
الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ
تَصْطَلُونَ) القصص/29، (وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ
قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ
نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) القصص/46.
والمشهور عند أكثر العلماء أن الله سبحانه وتعالى ناجى موسى عليه السلام عند جبل
الطور المعروف بسيناء.