إغاثة المكروبين والملهوفين
إغاثة المكروبين والملهوفين واجبة
إغاثة المكروب الملهوف صدقة
إغاثة المكروب الملهوف من قوة الإيمان
إغاثة المكروب الملهوف شكر لله تعالي
خير الناس أنفعهم للناس
الحمد
لله رب العالمين والصلاة والسلام علي أشرف المرسلين وبعد فحديثنا اليوم عن إغاثة المكروبين والملهوفين
قال تعالى:"فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ"(الضحى/ 9-10)،
عباد الله
:" إن تقديم العون والنصرة لمن يحتاج إليها سلوك إسلامي أصيل، وخلق رفيع
تقتضيه الأخوة الصادقة، وتدفع إليه المروءة ومكارم الأخلاق. وقد كانت حياة النبي صلي
الله عليه وسلم خير مثال يحتذى في كل شيء،
ولا سيما إغاثة الملهوف، وتقديم العون لكل من يحتاج إليه، حتى لقد عرف بذلك قبل
بعثته صلي الله عليه وسلم فعند نزول الوحي عليه أول مرة رجع إلى خديجة
فأخبرها الخبر ثم قال:"لقد خشيت على نفسي". عندئذ أجابته أم المؤمنين
خديجة رضي الله عنها: كلا والله! ما يخزيك ا لله أبدًا، إنك لتصل الرحم، وتحمل
الكلَّ، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق.هكذا استدلت أم
المؤمنين خديجة رضي الله عنها على حفظ الله له، وعدم تضييعه إياه بصنائع المعروف
التي كان يصنعها، وبإغاثة الملهوف؛ فالجزاء من جنس العمل.
إغاثة المكروبين والملهوفين واجبة
عباد الله :" وفي
الإسلام رأينا كيف أن الإغاثة أصبحت واجبًا ينهض به القادرون، وعملاً من أعمال
الخير يتنافس فيه المتنافسون، وأصبح من الحقائق المسلمة عند المسلمين أن: "من
كان في حاجة الناس كان الله في حاجته"، كما أخبرهم نبيهم صلى الله عليه وسلم.
بل
رأينا رسول الله صلي الله عليه وسلم يأمر
المسلمين بإغاثة الملهوفين، فحين نهاهم عن الجلوس في الطرقات، إلا إذا أعطوا
الطريق حقها، بيَّن لهم أن من حق الطريق: إغاثة الملهوف:"وتعينوا الملهوف،
وتهدوا الضال".
وعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: مرَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم
بقوم جلوس في الطريق. قال: "إن كنتم لابد فاعلين فاهدوا السبيل، وردوا
السلام، وأغيثوا المظلوم"(أحمد).
إغاثة المكروب الملهوف صدقة
وإغاثة الملهوف صدقة من العبد له أجرها وبرها..قال صلي الله عليه وسلم:"
إن
الذي يطلب العون قد يكون مظلومًا أو عاجزًا أو مكروبًا، وفي كل الأحوال فإن إعانته
وقضاء حاجته فيها تفريج لكربته، وفي مقابل ذلك تكفل الله لمن فرج كربة الملهوف أن
يفرج عنه كربة من كربات يوم القيامة: "... ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه
كربة من كربات يوم القيامة...".
إن للاعتكاف فضلاً عظيمًا وأجرًا كبيرًا، كيف لا
وقد فرَّغ المسلم نفسه لربه، وقطع علائقه بالدنيا، لكنَّ الذي يقضي حوائج الناس
أعظم من المعتكف أجرًا: "من مشى في حاجة أخيه كان خيرًا له من اعتكاف عشر
سنين".
ولأجل
هذا المعنى لما أمر الحسن رضي الله عنه ثابتًا البناني بالمشي في حاجة قال
ثابت: إني معتكف. فقال له: يا أعمش! أما
تعلم أن مشيك في قضاء حاجة أخيك المسلم خير لك...".
إغاثة الملهوف من قوة الإيمان
عباد الله:" إن إغاثة الملهوف وإجابة المحتاج والسعي في
قضاء حوائج الناس لهو دليل على قوة الإيمان وصدق الإخاء. قال عليٌّ:
إن
أخاك الحق من كان معك ومن يضر نفسه لينفعك
ومَنْ
إذا ريب زمانٍ صدَّعك شتَّت فيك شمله ليجمعك
إن أصحاب النجدة والمروءة لا تسمح لهم نفوسهم بالتأخر أو التردد عند رؤية ذوي الحاجات؛ فيتطوعون بإنجاز وقضاء حوائجهم طلبًا للأجر والثواب من الله تعالى. وانظر إلى الشهم الكريم نبي الله موسى عليه السلام، حين فرَّ هاربًا من بطش فرعون، وقد أصابه الإعياء والتعب، فلما ورد ماء مدين ووجد الناس يسقون، وجد امرأتين قد تنحيتا جانبًا تنتظران أن يفرغ الرجال حتى تسقيا، فلما عرف حاجتهما لم ينتظر منهما طلبًا، بل تقدم بنفسه وسقى لهما:"وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنْ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمْ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ"(القصص: 23، 24).
وهكذا أصحاب النجدة والمروءة يندفعون دفعا نحو
المكرمات ومنها إغاثة الملهوفين وذوي الحاجات.
إغاثة المكروب الملهوف شكر لله تعالي
عباد الله :" إغاثة الملهوف وإعانة المحتاج هي من قبيل شكر الله تعالى على نعمه، وبالشكر تدوم النعم، فمن كثرت نعم الله عليه كثرت حوائج الناس إليه، فإن قام بما يجب لله فيها عرضها للدوام والبقاء، وإن لم يقم فيها بما يجب الله عرضها للزوال، نعوذ بالله من زوال نعمه، وتحول عافيته، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وجميع صحبه وسلِّم تسليمًا كثيرًا.
إن
الإنسان بطبيعته السوية، مجبول على تقديم العون وبذل المعروف والإحسان للآخرين،
فهي فطرة مغروسة في النفوس، وسجية نسجتها سماحة القلوب، وقد جاءت الشريعة الغراء
لتشكل لبنة ترسيخ لهذه الخصلة الرفيعة، وعمود ثبات لتقريرها في النفوس الصادقة
البديعة ألم يقل صاحب الشريعة – صلى الله عليه وسلم- :"أحَبُّ الناسِ إلى اللهِ أنفعُهم للناسِ ، وأَحَبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سرورٌ تُدخِلُه على مسلمٍ ، تَكشِفُ عنه كُربةً ، أو تقضِي عنه دَيْنًا ، أو تَطرُدُ عنه جوعًا ، ولأَنْ أمشيَ مع أخٍ في حاجةٍ ؛ أَحَبُّ إليَّ من أن اعتكِفَ في هذا المسجدِ يعني مسجدَ المدينةِ شهرًا ، ومن كظم غيظَه ولو شاء أن يُمضِيَه أمضاه ؛ ملأ اللهُ قلبَه يومَ القيامةِ رِضًا ، ومن مشى مع أخيه في حاجةٍ حتى يَقضِيَها له ؛ ثبَّتَ اللهُ قدمَيه يومَ تزولُ الأقدامُ"(الطبراني صحيح الترغيب)."(الطبراني ).
فكم حرمنا أنفسنا من أبواب الخير العظيمة يوم انكفأنا على ذواتنا، ولم نلتفت إلى المنكوبين والمحتاجين والمعسرين، أنك لا تكاد تجد حياً من أحيائنا أوقرية يخلو من معسر بنار الديون يتلفع، أو مكروب بسيط المدلهمات يتوجع، أومن مصاب بلهيب الأسقام يتروع ومع هذا قليل هم أولئك الذين أسعدهم الله –تعالى- بقضاء حاجات العباد، وإغاثة ملهوفهم، والإحسان إلى ضعيفهم.
فما أغلاها من فرصة، وما أعلاها من درجة، وما أسعده من اصطفاه الله لمنفعة الناس ببشارة نبيه محمد – صلى الله عليه وسلم -:يوم قال "من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ماكان العبد في عون أخيه.."(ابن حبان).
وما أهنأهم من بين أهل المواقف، وما أربح سعيهم في ذلك اليوم ! قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " من سره أن يظله الله في ظل يوم لا ظل إلا ظله، فلييسر على معسر، أو ليضع عنه"(الترمذي).
وما أروع الحسن البصري رحمه الله، يوم أن قال: " لأن أقضي حاجة لأخي أحب إلي
من عبادة سنة ".
ولم أر كالمعروف أما مذاقه فحلو
وأما وجــهه فـجـميل
وقال
جعفر الصادق -رحمه الله-:" إن الله خلق خلقاً من رحمته برحمته، وهم الذين
يقضون حوائج الناس، فمن استطاع منكم أن يكون منهم فليكن".
أخي
المسلم : لقد كان الصالحون من هذه الأمة، إذا وجدوا فرصة لنفع الخلق، وإغاثة
ملهوفهم، فرحوا لذلك فرحاً شديداً، وعدوا ذلك من أفضل أيامهم فلله درهم! كم شيدوا
من المكارم؟ وكم بذلوا من معروف؟.
كان سفيان الثوري -رحمه الله- ينشرح إذا رأى
سائلاً على بابه ! ويقول: "مرحباً بمن جاء يغسل ذنوبي" . وكان الفضيل بن
عياض – رحمه الله – يقول:" نعم السائلون، يحملون أزوادنا إلى الآخرة، بغير
أجرة حتى يضعوها في الميزان "
وكم في
مجتمعنا من أولئك المحتاجين الذين لا يسألون الناس، ولا يمدون أيديهم عفة وحياءً؟.
فحري بأمثال هؤلاء أن يتفقدهم الناس ويكفونهم ذاك السؤال، وما أحسن ما قاله معمر – رحمه الله :"من أقبح المعروف أن تحوج السائل إلى أن يسأل وهو خجل منك، فلا يجئ معروفك قدر ما قاسى من الحياء، وكان الأولى أن تتفقد حال أخيك وترسل إليه ما يحتاج، ولا تحوجه إلى السؤال".
فما
أجدر سكان الحي الواحد، أن يعملوا بمبدأ التكافل والتعاطف بينهم، فيجعلوا للمعسرين
والمحتاجين في حيهم حيزاً من تفكيرهم، ومكانا في اهتماماتهم.
بحيث
يكون هناك سعي حثيث، وتفكير جاد مصحوباً بخطوات عملية، من أرباب ذلك الحي وكبار
الوجهاء والعقلاء فيه، بالتنسيق مع إمام المسجد؛ للخروج بحلول كفيلة بأن تعيد
البسمة إلى شفاه هولاء المحرومين، وترفرف البهجة في نفوس أولئك المكلومين.
الخطبة الثانية
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: فياعباد الله
خير الناس أنفعهم للناس
كما قال صلي
الله عليه وسلم:"خيـرُ النَّاسِ أنفعُهُم للنَّاسِ"(أبن أبي الدنيا وابن
عساكروابن حبان والطبراني)
وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"أَحَبُّ الْعبادِ إلى اللهِ، أَنْفَعُهُمْ لِعِيَالِهِ"(الطبري).
وخير الناس . وأحبُّ الناس إلى الله أنفعهم للناس، بجهده بماله، أنفعهم للناس بدعائه وكفِّ شره عنهم،عن ابن عمررضي الله عنهما قال :" أحبُّ الناسِ إلى اللهِ أنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ ، و أحبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سُرُورٌ يدْخِلُهُ على مسلمٍ ، أوْ يكْشِفُ عنهُ كُرْبَةً ،أوْ يقْضِي عنهُ دَيْنًا، أوْ تَطْرُدُ عنهُ جُوعًا،ولأنْ أَمْشِي مع أَخٍ لي في حاجَةٍ أحبُّ إِلَيَّ من أنْ اعْتَكِفَ في هذا المسجدِ ، يعني مسجدَ المدينةِ شهرًا ، و مَنْ كَفَّ غضبَهُ سترَ اللهُ عَوْرَتَهُ ، و مَنْ كَظَمَ غَيْظَهُ ، و لَوْ شاءَ أنْ يُمْضِيَهُ أَمْضَاهُ مَلأَ اللهُ قلبَهُ رَجَاءً يومَ القيامةِ ، و مَنْ مَشَى مع أَخِيهِ في حاجَةٍ حتى تتَهَيَّأَ لهُ أَثْبَتَ اللهُ قَدَمَهُ يومَ تَزُولُ الأَقْدَامِ ،"و إِنَّ سُوءَ الخُلُقِ يُفْسِدُ العَمَلَ ، كما يُفْسِدُ الخَلُّ العَسَلَ"(الطبراني في "المعجم الأوسط"وأبو الشيخ ).
وفي
هذا الحديثِ يقول النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "أحَبُّ الناسِ إلى اللهِ
أنفَعُهم للناسِ"
أي: أكثَرُ مَن يَنتفِعُ الناسُ بهم، وهذا لا
يَقتصِرُ على النَّفعِ المادِّيِّ فَقَطْ، ولكنَّه يمتَدُّ ليشمَلَ
النَّفعَ
بالعِلمِ، والنَّفعَ بالرَّأْيِ، والنَّفعَ بالنَّصيحَةِ، والنَّفعَ بالمَشورةِ،
والنَّفعَ بالجاهِ، والنَّفعَ بالسُّلطانِ، ونحوَ ذلك، فكُلُّ هذه من صُوَرِ
النَّفعِ التي تجعَلُ صاحِبَها يشرُفُ بحُبِّ اللهِ له،
"وأحَبُّ الأعمالِ إلى اللهِ سُرورٌ
يُدخِلُه على مُسلِمٍ"،
أي: أنَّ أحَبَّ الأعمالِ: هي السَّعادَةُ التي
تُدخِلُها على قَلبِ المُسلِمِ، وهذا يَختلِفُ باختِلافِ
الأحوالِ والأفرادِ، فقد يتحقَّقُ السُّرورُ في
قلْبِ المُسلِمِ بسُؤالِ أخيه عنه، وقد يتحقَّقُ
بزيارةِ أخيه له، وقد يتحقَّقُ بهدِيَّةِ أخيه
له، وقد يتحقَّقُ بأيِّ شَيءٍ سِوى ذلك، الأصْلُ أنْ
تُدخِلَ السُّرورَ عليه بأيِّ طريقةٍ استطَعْتَ،
"أو يَكشِفُ عنه كُربَةً"، والكُربَةُ: هي الشِّدَّةُ
العظيمةُ التي تُوقِعُ صاحِبَها في الهَمِّ
والغَمِّ، فمَنِ استطاعَ أنْ يَكشِفَ عن أخيه كُرُبَه،
ويَرفَعَ عنه غَمَّه، فقد وُفِّقَ بذلك إلى
أفضَلِ الأعمالِ، "أو يَقضي عنه دَينًا"، أي: تَقْضي
عن صاحِبِ الدَّينِ دَينَه؛ وذلك فيمن يَعجَزُ
عن الوفاءِ بدَينِه، "أو تطرُدُ عنه جُوعًا"، أي:
بإطعامِه أو إعطائِه ما يقومُ مَقامَ الإطعامِ،خير الناس لايغضب لعلمه أن "مَن كَفَّ غَضَبَه سَتَرَ اللهُ عَورَتَه" "ومَن كَظَمَ غيظَه، ولوشاءَ أنْ يُمضِيَه أمضاهُ مَلَأَ اللهُ قلْبَه رَجاءً يومَ القيامَةِ"، وهذا فضْلُ مَن كَظَمَ غيظَه للهِ،مع استطاعَتِه أنْ يُمضِيَ غيظَه، ولكِنَّه كَظَمَه ومَنَعَه للهِ؛ ولأنَّ هذا الأمرَ عزيزٌ على النَّفسِ، فكان فضْلُه عظيمًا، فضبط النفس أمر مطلوب خصوصاً في وقتنا الحاضر، "ومن كف غضبه ستر الله عورته ومن كظم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رجاءاً يوم القيامة"، فالأمر جدير بالإلتفات إليه،والاستفزازحاصل، وضبط النفس مطلوب ومندوب إليه ومحظوظ عليه فأنت تلاقي نماذج منه سواءاً في الشارع أو في السوق أو في الإعلام وحتى في بيتك فالله المستعان على هذا الأمر.
"ومَن مَشى معَ أخيه في حاجَةٍ حتى تتهيَّأَ له"، أي: حتى تُقْضى له،"أَثْبَتَ اللهُ قَدَمَه يوم تَزولُ الأقدامُ"، أي: ثبَّت اللهُ قَدَمَه يومَ القيامَةِ على الصِّراطِ.
خير الناس من ينتفع به الناس من كشف الكربه عن الناس: فيجدأخاه به كربة من كرب الدنيا؛ إما لمصاب أصابه، أو توفي قريب له .. والحياة ليست صفواً بلا كدر، بل هي كدر وهم وحزن، فيسارع بتفريج كربته ومساعدته عند احتياجه ومواساته وهو نعم الأخ للأخ الذي يسنده ويقوم معه ضد الدنيا بأسرها.
خير الناس للناس حرص علي كل ما فيه نفع للناس وإحسان إليهم ومنها "أن يطرد عنه جوعا" قال تعالى:"فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ"(الضحى/ 9-10)،
وقال صلى الله عليه
وسلم:"والله لايؤمن، والله لايؤمن، والله لايؤمن، قيل : من يارسول الله ؟ قال
: من بات شبعاناً وجاره جائع"(متفق عليه).
خير
الناس من يمشي في قضاء حوائج الناس لعلمه بالأجر والثواب العظيم :"ولأن أمشي
مع أخ في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد شهراً" وهذا هو السعي في
نفع الأخوة المشهور عند الناس، مهما كانت هذه الحاجة، ومهما كان هذا الأمر،
بإطلاقه صغيراً أو كبيراً؛ والحكمة من أن هذا الفعل هو أفضل من الاعتكاف في مسجد
الرسول صلى الله عليه وسلم شهراً: هي أن هذا الفعل وهو المشي في حاجة الأخ هو فعل
متعد النفع؛ فأنت تنفع غيرك وتكسب معه الأجر لنفسك، وفيه من المصالح الشيء الكثير،
فربما يكون بمشيك معه في حاجته نفع للمسلمين، وربما يكون فيه دفع للأذى عنهم، أما
الاعتكاف فمع معرفتنا بفضله والأجر الوارد فيه إلا أنه عمل نفعه قاصر على النفس
وعلى الإنسان وحده الاعتكاف في مسجد
النبي شهراً كاملاً، كم ثوابه؟ عظيم عند الله، أعظم منه وأحب إلى النبي صلى الله
عليه وسلم أن تمشي مع أخيك المسلم تقضي حاجتَه..