recent
أخبار عاجلة

هل يجوز أن يُبنى منبر الجمعة كالشرفة ؟

 


هل يجوز أن يُبنى منبر الجمعة كالشرفة ؟

صفة منبر رسول الله صلي الله عليه وسلم

أنين الجذع الذي كان يخطب عليه صلي الله عليه وسلم

حكم الخطبة على المنبر الذي يكون كالشرفة

الحمد  لله رب العالمين والصلاة والسلام علي أشرف المرسلين وبعد

 فللإجابة غلي هذا السؤال لابد لنا أولاً أن نعرف

صفة منبر رسول الله صلي الله عليه وسلم

كان منبر رسول الله من خشب صنع من شجرة الأثل وكان فيه ثلاث درجات

 فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قال :" كَانَ مِنْبَرُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ

 وَسَلَّمَ قَصِيرًا ، إِنَّمَا هُوَ ثَلَاثُ دَرَجَاتٍ"(أحمد).  

وعن سهل بن سعيد الساعدى رضي الله عنه" أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه

 وسلَّمَ أرْسَلَ إلى امْرَأَةٍ مِنَ المُهَاجِرِينَ، وكانَ لَهَا غُلَامٌ نَجَّارٌ، قَالَ لَهَا: مُرِي

 غلامك فَلْيَعْمَلْ لَنَا أعْوَادَ المِنْبَرِ، فأمَرَتْ غلامها ، فَذَهَبَ فَقَطَعَ مِنَ الطَّرْفَاءِ،

 فَصَنَعَ له مِنْبَرًا، فَلَمَّا قَضَاهُ، أرْسَلَتْ إلى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إنَّه قدْ

 قَضَاهُ، قَالَ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أرْسِلِي به إلَيَّ، فَجَاؤُوا به، فَاحْتَمَلَهُ النبيُّ

 صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَوَضَعَهُ حَيْثُ تَرَوْن"(البخاري).

أنين الجذع الذي كان يخطب عليه صلي الله عليه وسلم

فقد أخرج البخاري عن جابر بن عبد الله قال: كان جذع يقوم إليه النبي ،

 فلما وضع له المنبر سمعنا للجذع مثل أصوات العشار ـ الناقة العشراء إذا

 حمل عليها حنت وأصدرت صوتا ـ، حتى نزل النبي فوضع يده عليه فسكت.

وأخرج البخاري عن جابر أن النبي كان يقوم إلى نخلة، فجعلوها له منبراً،

 فلما كان يوم الجمعة دفع إلى المنبر، فصاحت النخلة صياح الصبي، فنزل

 فضمها إليه، فجعلت تئن أنين الصبي الذي يسكن، قال: كانت تبكي على ما

 كانت تسمع من الذكر عندها.

وأخرج الدارمي من طريق عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: كان النبي

 يخطب إلى جذع، فاتخذ له منبر، فلما فارق الجذع وعمد إلى المنبر الذي

 صنع له جزع الجذع، فحن كما تحن الناقة، فرجع النبي فوضع يده عليه

 وقال:"اختر أن أغرسك في المكان الذي كنت فيه فتكون كما كنت، وإن

 شئت أغرسك في الجنة فتشرب من أنهارها وعيونها، فيحسن نبتك

 وتثمر، فيأكل أولياء الله من ثمرك"، فسمع النبي وهو يقول:"نعم قد

 فعلت" مرتين، فسئل النبي فقال:"اختار أن أغرسه في الجنة".

وقال أبي بن كعب كان النبي يخطب إلى جذع فصنع له منبر، فلما قام عليه

 حن الجذع، فقال له:"اسكن، إن تشأ أغرسك في الجنة فيأكل منك

 الصالحون، وإن تشأ أن أعيدك رطبا كما كنت"، فاختار الآخرة على الدنيا.

وقال أبو سعيد الخدري : كان رسول الله يخطب إلى جذع، فصنع له

 منبر،فلما قام عليه حن الجذع حنين الناقة إلى ولدها، فنزل إليه رسول الله

 فضمه إليه فسكن.

حن جذع النخيل حين نأى…عنه حنينا كأنه عشراء

لو قلاه ولم يصله بضم…أحرقته من وجده الصعداء

وفي البخاري عن ابن عمر أن النبي كان يخطب إلى جذع، فلما اتخذ المنبر

 تحول إليه، فحن الجذع،فأتاه النبي فمسحه فسكن.

وفي رواية ابن عباس أن النبي احتضنه فسكن وقال:"لو لم أحتضنه لحن

 إلى يوم القيامة"(البخاري).

وفي رواية أنس كان رسول الله يقوم إلى جذع، فلما اتخذ المنبر وقعد عليه

 خار الجذع كخوار الثور حتى ارتج المسجد بخواره، فنزل إليه رسول الله

 فالتزمه فسكت، فقال:"والذي نفسي بيده، لو لم ألتزمه لما زال هكذا إلى

 يوم القيامة حزنا على رسول الله ".

ولما رأى الناس هذه المعجزة لم يتمالكوا أنفسهم، وظلوا يبكون من عظيم هذه الآية،

حكم الخطبة على المنبر الذي يكون كالشرفة

فالمنبر هو من مستحبات خطبة الجمعة باتفاق أهل العلم ، فهوليس من

 واجبات ولا من أركان خطبة الجمعة .

فقط يندب للإمام أن يلقى خطبة الجمعة على المنبر كما يقول صاحب الإعلام فى باب مندوبات صلاة الجمعة قال:"واتخذ المنبر لها"  

فإن لم يكن منبر في المسجد يستحب لخطيب الجمعة أن يقف على موضع

 عال وإلا فإلى خشبة ونحوها للحديث المشهور في الصحيح أن النبي صلى

 الله عليه وسلم:" كان يخطب إلى جذع قبل اتخاذ المنبر"

يندب للامام ان يلقى خطبة الجمعة على المنبر فان لم يكن هناك منبر وقف على أي شئ عال

الأصل في مشروعية المنبر الأحاديث التي دلت على أن النبي صلى الله

 عليه وسلم كان يخطب على المنبر ومن ذلك حديث سَهْل بْن سَعْدٍ

 السَّاعِدِيَّ : " أَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى فُلاَنَةَ - امْرَأَةٍ مِنَ

 الأَنْصَارِ قَدْ سَمَّاهَا سَهْلٌ -: " مُرِي غُلاَمَكِ النَّجَّارَ ، أَنْ يَعْمَلَ لِي أَعْوَادًا

 أَجْلِسُ عَلَيْهِنَّ إِذَا كَلَّمْتُ النَّاسَ "، فَأَمَرَتْهُ فَعَمِلَهَا مِنْ طَرْفَاءِ الغَابَةِ ... "

(البخاري ومسلم). وفي رواية مسلم " فَعَمِلَ هَذِهِ الثَّلَاثَ دَرَجَاتٍ ".

وقد نبه أهل العلم إلى أن هذا الحديث وأمثاله يستفاد منه استحباب خطبة

 الإمام على المنبر حتى يراه الناس ويسمعوه جيدا

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى : " وفيه استحباب اتخاذ المنبر لكونه

 أبلغ في مشاهدة الخطيب والسماع منه "(فتح الباري2 / 400 ) .

فالمنبر من المستحبات باتفاق أهل العلم ، وليس من واجبات ولا أركان

 خطبة الجمعة ، وكل ما قام مقام المنبر من مكان مرتفع ، ويؤدي المقصود

فهو كاف .

قال النووي رحمه الله تعالى :

" أجمع العلماء على أنه يستحب كون الخطبة على منبر ، للأحاديث

 الصحيحة التي أشرنا إليها ، ولأنه أبلغ في الإعلام ، ولأن الناس إذا

 شاهدوا الخطيب كان أبلغ في وعظهم ...

فإن لم يكن منبر استحب أن يقف على موضع عال وإلا فإلى خشبة ونحوها

 للحديث المشهور في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم "كان يخطب

 إلى جذع قبل اتخاذ المنبر" .(المجموع " ( 4 / 527 ) .

وقال ابن قدامة رحمه الله تعالى :" ويستحب أن يصعد للخطبة على منبر ليسمع الناس ... وليس ذلك واجبا، فلو خطب على الأرض ، أو على ربوة ، أو وسادة ، أو على راحلته ، أو غير ذلك ، جاز؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد كان قبل أن يصنع المنبر يقوم على الأرض " انتهى من "المغني"( 3 / 160 - 161 ) .

الخلاصة:" لا نعلم أن هناك دليلا من الشرع يحدد شكل وهيئة المنبر

 بشيء ، إلا أن الوارد في السنة : أن منبر الرسول صلى الله عليه وسلم

 كان ثلاث درجات ، فسواء كان المنبر على هيئة الشرفة ، كما في السؤال

 ، أو كان على هيئة كرسي وله درجات ... أو كان غير ذلك فقد حصل

 المقصود ، وهو الاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم في الخطبة على

 المنبر ليكون ذلك أبلغ في رؤية الناس له وسماعهم لكلامه ، ولا نعلم أحداً

 من العلماء منع هذا المنبر الذي سألت عنه .

وصلي الله علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه وسلم

google-playkhamsatmostaqltradent