recent
أخبار عاجلة

صنائع المعروف تقي مصارع السوء

 


صنائع المعروف تقي مصارع السوء

التعاون علي البر والتقوي وأنواعه

بذل المعروف للحيوان 

بذل المعروف مع الكافرين

 بذل المعروف مع المنافقين

 بذل المعروف علي نفس الإنسان

مكافأة من صنع إلينا المعروف

التحذير من عدم بذل المعروف 

ثمرات بذل المعروف وقضاء الحوائج

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي أشرف المرسلين وبعد 

فيقول الله تعالي:"وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ"(المائدة /2).

في دلالة الآية في الأمر بالتعاون على كل أنواع البِرِّ والخير وما فيه تقوى لله تعالى.

وأنواع البر والتقوى لا تحصر، فمن صورها:

التعاون في دفع المال، والتعاون في بذل النفس من دفع الصائل، والجهاد في سبيل الله، والتعاون في كف الظالم ونصرة المظلوم وردِّ الحقوق لأهلها، والإصلاح بين الناس والتعاون في تعليم الجاهل وبذل العلم، والتعاون في قضاء الحاجات وإعطاء المحتاج وإغاثة الملهوف، ومن ذلك إعانة ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والأرامل والعوانس، ومن ذلك أن تعين أحدهم في سداد الدَّين الذي عليه، ومن ذلك الهبة والعارية بين الناس، وإجابة الدعوى وتفطير الصائم وإطعام الطعام، والصلاة على الجنازة والمشي فيها وتعزية أهله، والمشاركة في عقد النكاح، وإعانة طالب العلم في طلبه، أو من يريد الزواج في زواجه، والنصيحة لكل مسلم والشورى بين المسلمين، ومن ذلك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومن ذلك التعاون على تقوى الله واجتناب ما حرمه تعالى، وهذا باب لا حصر له، ويجمع ذلك التعاونُ بين الناس على كل ما يحبه الله ويرضاه، من الأعمال الظاهرة والباطنة، من حقوق الله وحقوق الآدميين.

" وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى"أي :"وليُعِنْ بعضكم، أيها المؤمنون، بعضًا على البر، وهو العمل بما أمر الله بالعمل به، والتقوى، هو اتقاء ما أمر الله باتقائه واجتنابه من معاصيه. انتهى.(تفسير الطبري).

و ليعن بعضكم بعضًا على البر، وهو: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه، من الأعمال الظاهرة والباطنة، من حقوق الله وحقوق الآدميين. والتقوى في هذا الموضع: اسم جامع لتركِ كلِّ ما يكرهه الله ورسوله، من الأعمال الظاهرة والباطنة. انتهى.(تفسير السعدي).

"وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ"

وصور ما فيه إثم وعدوان كثيرة:

فمن صور التعاون على الإثم: التعاونُ على شرب الخمر وبيعها، أو بيع السجائر التي تضر في صحة الإنسان، أو بيع آلات المعازف والطرب، أو تأجير مكان من أجل أن يُعمل فيه بمعصية الله تعالى، أو التعاون على مال فيه ربا، أو بغير ذلك من المعاصي الفعلية والقولية، ويدخل في الآية التعاونُ على كل ما فيه معصية لله تعالى.

ومن صور التعاون على العُدْوان، وهو ما فيه تعدٍّ: الإعانة على الشرك بالله تعالى، أو الإعانة على البدعة، أو الإعانة في طباعة كتب سِحر وضلالة، أو الإعانة في قتل معصوم الدم ولو بكلمة، أو بيع سلاح لمن يقتل به مسلمًا، أو شراء مال مسروق من سارقه، أو حماية جانٍ من أن تناله العدالة، أو نصرة الظالم والدفاع عنه، وغير ذلك من التعاون على العدوان على الخلق في أموالهم أو دمائهم أو أعراضهم، ويدخل في ذلك كلُّ عدوانٍ على حقوق الله تعالى أو حقوق العباد.

يعني: ولا يُعِنْ بعضكم بعضًا على الإثم، يعني: على ترك ما أمَرَكم الله بفعله، والعدوان، يقول: ولا على أن تتجاوزوا ما حدَّ الله لكم في دينكم، وفرض لكم في أنفسكم وفي غيركم. انتهى.(تفسير الطبري).

"وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ" وهو التجرؤ على المعاصي التي يأثم صاحبها ويحرج."وَالْعُدْوَانِ"وهو التعدي على الخَلْق في دمائهم وأموالهم وأعراضهم، فكل معصية وظلمٍ يجب على العبد كفُّ نفسه عنه، ثم إعانة غيره على تركه. انتهى.(تفسير السعدي).

ويقول صلى الله عليه وسلم:"إن صدقة السر تطفئ غضب الرب، وإن صنائع المعروف تقي مصارع السوء، وإن صلة الرحم تزيد في العمر وتقي الفقر، وأكثروا من قول لا حول ولا قوة إلا بالله، فإنها كنز من كنوز الجنة وإن فيها شفاء من تسعة وتسعين داء أدناها الهم”. وفي رواية: صنائع المعروف تقي مصارع السوء، والصدقة خفيا تطفئ غضب الرب، وصلة الرحم زيادة في العمر، وكل معروف صدقة، وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة، وأهل المنكر في الدنيا هم أهل المنكر في الآخرة، وأول من يدخل الجنة أهل المعروف". (الطبراني وغيره).

وأخرج البخاري ـ في الأدب المفرد من حديث ابن عمر ـ مرفوعا: من اتقى ربه ووصل رحمه نسئ له في عمره، وثرى ماله، وأحبه أهله.

 ولا تقتصر صناعة المعروف على ما ذكرنا بل الشفاعة تعتبر من صناعة المعروف : فقد ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام:"اشفعوا تؤجروا ويقضي الله علي لسان رسوله ما يشاء"(البخاري).وقد كان عليه الصلاة والسلام مثالا يحتذى به في الشفاعة فكم من شفاعة قضاها لأصحابه.

قال صلي الله عليه وسلم:"نَفعَ النَّاسِ مِن أَعظَمِ الأَعمَالِ وَالقُرُبَاتِ، فقال عليه الصلاة والسلام:"مَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ بِهَا كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ"(البخاري  ومسلم)،

قال صلي الله عليه وسلم:"مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَنْفَعَ أَخَاهُ فَلْيَفْعَلْ"(مسلم ).

قال صلي الله عليه وسلم:"مَن كانَ معهُ فَضْلُ ظَهْرٍ، فَلْيَعُدْ به على مَن لا ظَهْرَ له، وَمَن كانَ له فَضْلٌ مِن زادٍ، فَلْيَعُدْ به على مَن لا زادَ له. قالَ: فَذَكَرَ مِن أَصْنافِ المالِ ما ذَكَرَ حتّى رَأَيْنا أنَّهُ لا حَقَّ لأَحَدٍ مِنّا في فَضْلٍ"(مسلم).    وفي هذهِ الآياتِ والأحاديثِ الحثُّ على الصدقةِ، والجودِ، والمواساةِ، والإحسانِ إلى المسلمينَ والاعتناءُ بمصالِحهم.

فقضاء حوائج الناس يعتبر من أعظم العبادات وأجل القربات إلى الله:

أخرج الطبراني وغيره عن ابن عمرَ رضي الله عنهما أنّ رجلاً جاء إلى النبيّ- عليه الصلاة والسلام - فقال:

يا رسولَ الله، أيُّ الناسِ أحبّ إلى الله؟ وأيّ الأعمالِ أحبُّ إلى الله؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "أحب الناس إلى الله - عز وجل - أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه ديناً، أو تطرد عنه جوعاً، ولأن أمشي مع أخ لي في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد شهراً (في مسجد المدينة) ومن كف غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غضبه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رخاء يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى تتهيأ له ثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام". حسن الألباني إسناده في السلسلة الصحيحة.

بذل المعروف للحيوان :"

 الإسلام قد أولي الاهتمام بالحيوان وبذل المعروف له من قبل مايسمي بجمعيات الرفق بالحيوان بقرون عديدة واعتبر ذلك صدقة تكفر السيئات والذنوب وتقي من النار وتدخل صاحبها الجنة

وما قصة الجمل الذي جاء يشتكى للنبي عليه الصلاة والسلام صاحبه منكم ببعيد فعن يعلى بن مرة الثقفيى قال : ثلاثة أشياء رأيتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم بينما نحن نسير معه إذ مررنا ببعير لبني علية فلما رآه البعير جرجر ووضع جرانه فوقف عليه رسول صلى الله عليه الصلاة السلام فقال أين صاحب هذا البعير فجاء فقال عليه الصلاة و السلام بعنيه فقال بل أهبه لك وإنه لأهل بيت ما لهم غيره قال ( أما إذا ذكرت هذا من أمره فإنه شكى كثرة العمل وقلة العلف فأحسن إليه"(أحمد). 

وفي رواية عن عبد الله بن جعفر ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلي الله عليه وسلم: "دخل حائطاً لرجل من الأنصار فإذا جمل، فلما رأى النبيَ – صلى الله عليه وسلم – حنّ وذرفت عيناه، فأتاه النبي صلي الله عليه وسلم فمسح ذِفراه فسكت، فقال: من رب (صاحب) هذا الجمل؟!، فجاء فتى من الأنصار فقال: لي يا رسول الله، فقال: أفلا تتقي الله في هذه البهيمة التي ملكك الله إياها؟، فإنه شكا إليَّ أنك تجيعه وتدئِبُه أي تتعبه"(أبوداود).

وعن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -:"ما من مسلم يغرِس غرساً إلا كان ما أُكِل منه له صدقة، وما سُرق منه له صدقة، وما أَكل السبُع منه فهو له صدقة، وما أكلت الطيرُ فهو له صدقة، ولا يرزؤه ( يسأله ) أحد إلا كان له صدقة "(مسلم). 

وعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ:"بينا رجل بطريق اشتد عليه العطش، فوجد بئراً، فنزل فيها فشرب، ثم خرج، فإذا كلب يلهث يأكل الثرى من العطش، فقال الرجل: لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغ مني، فنزل البئر فملأ خفه ماء، فسقى الكلب، فشكر الله له فغفر له، قالوا: يا رسول الله، وإن لنا في البهائم لأجراً؟!، فأجابهم صلي الله عليه وسلم “: في كل ذات كبد رطبة أجر"( البخاري) .

لقد كان صنعُ المعروف وبذله شيمةً وصفة لا تغادر نبينا ـ صلي عليه وسلم وأحاديثه وسيرته شاهدة على ذلك، فما أحوجنا إلي التأسي والاقتداء به ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ لنسعد في الدنيا والآخرة .. 

بذل المعروف مع الكافر : 

 من المفاهيم الخاطئة عند البعض أن علاقة المسلم بالكافر هي علاقة عنف وشدة بإطلاق، وهو خلاف هدي النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في التعامل مع الكفار، وصناعة المعروف معاملة مع الله قبل أن تكون معاملةً مع الخلق، لذا يُبْذل المعروف للإنسان ولو كان كافراً، وقد وصف الله ـ عز وجل المؤمنين بقوله:"يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُوراً إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً"(الإنسان: 7 – 10). 

فقوله:"وَأَسِيراً " يقصد به الأسير الكافر ولا ريب، فالآية توصي بإطعامه الطعام على حبه، قال ابن عباس: ” كان أُسراؤهم يومئذ مشركين “. وعقَّب ابن كثير بالقول: ” يشهد لهذا أن رسول الله صلي الله عليه وسلم أمر أصحابه يوم بدر أن يكرموا الأسرى، فكانوا يقدمونهم على أنفسهم عند الغداء “. وعن عمرو بن شعيب عن أبيه قال: ذُبِحتْ شاة لابن عمرو في أهله، فقال: أهديتم لجارنا اليهوديّ؟ قالوا: لا، قال : ابعثوا إليه منها ، فإني سمعتُ رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول:"ما زال جبريل يوصيني بالجار، حتى ظننت أنه سيورِّثه"(أحمد) .

 وعنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” الْجِيرَانُ ثَلاثَةٌ : جَارٌ لَهُ حَقٌّ وَاحِدٌ ، وَهُوَ أَدْنَى الْجِيرَانِ حَقًّا ، وَجَارٌ لَهُ حَقَّانِ ، وَجَارٌ لَهُ ثَلاثَةُ حُقُوقٍ ، فَأَمَّا الَّذِي لَهُ حَقٌّ وَاحِدٌ : فَجَارٌ مُشْرِكٌ لا رَحِمَ لَهُ ، لَهُ حَقُّ الْجِوَارِ ، وَأَمَّا الَّذِي لَهُ حَقَّانِ : فَجَارٌ مُسْلِمٌ ، لَهُ حَقُّ الإِسْلامِ وَحَقُّ الْجِوَارِ ، وَأَمَّا الَّذِي لَهُ ثَلاثَةُ حُقُوقٍ : فَجَارٌ مُسْلِمٌ ذُو رَحِمٍ ، لَهُ حَقُّ الإِسْلامِ ، وَحَقُّ الْجِوَارِ ، وَحَقُّ الرَّحِمِ “(قَالَ الْبَزَّارُ:”لا نَعْلَمُهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلا بِهَذَا الإِسْنَاد). 

بذل المعروف مع المنافقين :"

 بلغ من أخلاق رسول الإنسانية محمد صلي الله عليه وسلم أنه قد أسدي المعروف للكافر واليهودي وليس ذلك فحسب بل للمنافق فلما توفي عبد الله بن أبي جاء ابنه عبد الله بن عبد الله بن أبي بن سلول إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله أن يعطيه قميصه يكفن فيه أباه فأعطاه، ثم سأله أن يصلي عليه فقام الرسول صلى الله عليه وسلم ليصلي عليه، فقام عمر فأخذ بثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، وقد نهاك ربك أن تصلي عليه؟ فقال رسول الله : إنما خيرني الله فقال:اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ"(التوبة/80). وسأزيده على السبعين، قال: إنه منافق. يقول ابن عمر: فصلى عليه رسول الله، فأنزل الله عز وجل هذه الآية:"وَلا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَداً وَلا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ"(التوبة/84).

 وفي رواية أنه لما كان عبد الله مريضا عاده رسول الله فطلب منه أن يصلي عليه إذا مات ويقوم على قبره، ثم إنه أرسل إلى الرسول عليه الصلاة والسلام يطلب منه قميصه ليكفن فيه فأرسل إليه القميص الفوقاني، فرده وطلب منه الذي يلي جسده ليكفن فيه فقال عمر رضي الله عنه: لا تعط قميصك الرجسَ النجس، فقال صلي الله عليه وسلم:"إن قميصي لا يغني عنه من الله شيئا فلعل الله يدخل به ألفا في الإسلام وكان المنافقون لا يفارقون عبد الله"، فلما رأوه يطلب هذا القميص ويرجو أن ينفعه أسلم منهم يومئذ ألف، فلما مات جاءه ابنه يعرفه فقال عليه الصلاة والسلام لابنه: «صل عليه وادفنه»، فقال: إن لم تصل عليه يا رسول الله لم يصل عليه مسلم، فقام عليه الصلاة والسلام ليصلي عليه فقام عمر فحال بين رسول الله وبين القبلة لئلا يصلي عليه فنزل قوله تعالى:"وَلاَ تُصَلّ عَلَى أَحَدٍ مّنْهُم مَّاتَ أَبَدا وَلاَ تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُواْ وَهُمْ فَسِقُونَ"(التوبة/84). 

وعن عبد الله بن عباس قال: سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: لما توفي عبد الله بن أبي بن سلول ودعي رسول الله للصلاة عليه فقام إليه فلما وقف عليه يريد الصلاة تحولتُ حتى قمتُ في صدره فقلت: يا رسول الله أتُصلي على عدو الله عبد الله بن أُبي القائل يوم كذا، كذا وكذا، أعدِّد أيامه ورسول الله عليه السلام يبتسم حتى إذا أكثرت عليه قال:"أخِّر عني يا عمر إني خيرت فاخترت وقد قيل لي استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم فلو أني أعلم أني إن زدت على السبعين غفر له لزدت" قال: ثم صلى عليه ومشى معه فقام على قبره حتى فرغ منه، قال: أتعجب لي وجرأتي على رسول الله صلي الله عليه وسلم والله ورسوله أعلم فوالله ما كان إلا يسيرٌ حتى نزلت هاتان الآيتان ولا تصل على أحد منهم مات أبدا فما صلى رسول الله على منافق ولا قام على قبره حتى قبضه الله.

 بذل المعروف علي نفس الإنسان

صناعة المعروف صدقة يتصدق بها الإنسان عن أعضاء بدنه كما جاء في الحديث الصحيح  :"يُصْبِحُ عَلى كُلِّ سُلامَى مِنْ أَحدِكُمْ صَدَقةٌ: فكُلُّ تَسْبِيحةٍ صدقَةٌ، وكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ، وكُلُّ تَكْبِيرةٍ صدقَةٌ، وَأَمْرٌ بِالمعْرُوفِ صَدقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنِ المُنكَرِ صدقَةٌ. وَيُجْزِيءُ مِنْ ذلكَ ركْعتَانِ يَرْكَعُهُما منَ الضُّحَى"(مسلم).

يصبح على كل سلامى من الناس صدقة سلامى يعني مفصل، على كل مفصل والإنسان فيه ثلاثمائة وستين مفصل جاء في الحديث الصحيح أن الله خلق آدم على ثلاثمائة وستين مفصل كما جاء في حديث عائشة عند مسلم، فإذا سبح الله، وحمد الله، وكبر الله، وقال لا إله إلا الله، وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر بعدد هذه السلاميات أمسى وقد زحزح نفسه من النار، فإن إتيانه بهذه الأذكار بهذا العدد من أسباب خلاصه من النار وتكفير سيئاته، وقوله:" ويكفي من ذلك ركعتان تركعهما من الضحى هذا فيه فضل هاتين الركعتين وأن هاتين الركعتين تقوم مقام هذه الخصال كونه يسبح ويحمد ويكبر ويهلل ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر إذا صلى ركعتين أدت هاتان الركعتان هذه الأجور التي تتعلق بالسلاميات، فإذا ضم إلى ذلك التسبيح والتهليل والتحميد والتكبير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله وغير هذا من وجوه الخير ضم خيرا إلى خير، وضم أسباب هدى إلى أسباب هدى، والتوفيق بيد الله جل وعلا، لكن المؤمن يشرع له أن يعتني بهذا ويكثر من هذا يرجو ثواب الله ويخشى عقاب الله سبحانه وتعالى، ولو لم يكن في هذا من الفائدة إلا أن الله جل وعلا يحفظه من الشيطان، قال تعالى: وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا"(الزخرف:36). فالغافل تسلط عليه الشياطين، والذاكر يحرز نفسه.

وقال صلى الله عليه وسلم" إن الصدقة لتطفئ غضب الرب، وتدفع ميتة السوء"(الترمذي وغيره). 

قال العلماء: والمراد بميتة السوء أو مصارع السوء: ما استعاذ منه النبي صلي الله عليه وسلم كالهدم والتردي والغرق والحرق، وأن يتخبطه الشيطان عند الموت، وأن يقتل في سبيل الله مدبرا. وقال بعضهم: هي موت الفجاءة. وقيل ميتة الشهرة ـ كالمصلوب. ومثل ذلك: الحوادث والكوارث التي تشاهد اليوم في كل مكان. والذي يقي من ذلك: هو صنائع المعروف ـ من الصدقة، وبر الوالدين، وصلة الرحم، وإغاثة الملهوف، والإحسان إلى الناس، وعمل الخير بصفة عامة. قال رسول الله: “صنائع المعروف تقي مصارع السوء ،والصدقة خفيآ تطفئ غضب الرب ،وصلة الرحم زيادة في العمر، وكل معروف صدقة ،وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة، وأهل المنكر في الدنيا هم أهل المنكر في الآخرة، وأول من يدخل الجنة هم أهل المعروف” لذلك كانت خديجة تبشر رسول الله وتعلمه أن الله يجنبه مصارع السوء ـ بقولها لنبينا صلى الله عليه وسلم: أبشر فوالله لا يخزيك الله أبدا، فوالله إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق. (متفق عليه).

مكافأة من صنع إلينا المعروف

وقد أَمَرَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمكافأة من صنع إلينا معروفاً فقال :" مَنْ صَنَعَ إِلَيْكُمْ مَعْرُوفًا فَكَافِئُوهُ ، فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا مَا تُكَافِئُونَهُ فَادْعُوا لَهُ حَتَّى تَرَوْا أَنَّكُمْ قَدْ كَافَأْتُمُوهُ"(أبو داود). من صنع إليكم معروفا أي من قدم لكم إحسانا قولياً أو فعلياً”فَكَافَئُوهُ": أَيْ : أَحْسِنُوا إِلَيْهِ مِثْل مَا أَحْسَنَ إِلَيْكُمْ .”فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا مَا تُكَافِئُوه" أَيْ : بِالْمَالِ .فادعوا الله له حتي تروا أنكم قد كفأتموه .

 يحظى العمل في الإسلام بمنزلة خاصة واحترام عظيم ، ويكفي في إظهار قيمته ما قاله النبي صلى الله عليه وآله وسلم:"إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها ، فليفعل"(أحمد وغيره).

أداب صناعة المعروف 

 و لصناعة المعروف أداب ينبغي مراعاتها منها:

1-أن المعروف معاملة لله لا توزن بالقلة ولا بالكثرة قال عليه الصلاة والسلام :” اتقوا النار ولو بشق تمرة "(البخاري).

 2- قبول الشيء وأن كان قليلا: قال عليه الصلاة والسلام :” لو دعيت إلى كراع لأجبت ولو أهدي إلى كراع لقبلت"(البخاري).

3- أن صاحب المعروف مأجور ولو وقع في يد من لا يستحقه . عن أبي هريرة رضي الله عنه‏:‏ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‏:‏ “قال رجل لأتصدقنَّ الليلة بصدقة فخرج بصدقته فوضعها في يد زانية فأصبح الناس يتحدثون : تـُـصِّـدق على زانية ..فقال : اللهم لك الحمد .. على زانية ؟! لأتصدقن الليلة بصدقة فوضعها في يد غني فأصبحوا يتحدثون : تـُـصِّـدق على غني .. قال : اللهم لك الحمد .. على غني ؟! لأتصدقن الليلة فخرج فوضعها في يد سارق فأصبحوا يتحدثون : تـُـصِّـدق الليلة على سارق .. فقال : اللهم لك الحمد .. على زانية وعلى غني وعلى سارق ؟! فأتي فقيل له : أمّـا صدقتك فقد قـُـبِـلتْ ؛ و أمّـا الزانية فلعلها أن تستعفف بها عن زنا ، و لعلَّ الغني يَـعتبِـر فينفق مما أعطاه الله ، و لعلَّ السارق أن يستعف بها عن سرقته "(أحمد والشيخان ).

4- عدم المن للمعروف فإن ذلك يبطله . قال تعالي :”يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاء النَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْداً لاَّ يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِّمَّا كَسَبُواْ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ"(البقرة/264).

 5- الإخلاص قدر الاستطاعة وغيرها من الآداب. عن النبي صلي الله عليه وسلم في قصة الثلاثة الذين حُبسوا في الغار ، ليقرر أن أحد أسباب دفع البلاء واستجابة الدعاء ، هو الإخلاص لله والأمانة في أداءِ حق العامل ، لما تصنعه الأمانة في النفوس من التوازن ، واليقين بأن جهد العامل لا يضيع مع مرور الوقت : "…وقال الثالث: اللهم إني استأجرت أجراء وأعطيتهم أجرهم غير رجل واحد ترك الذي له وذهب ، فثمَّرتُ أجره حتى كثرت منه الأموال ، فجاءني بعد حين فقال: يا عبد الله أدِّ إليَّ أجري ، فقلت: كل ما ترى من أجرك : من الإبل والبقر والغنم والرقيق. فقال: يا عبد الله لا تستهزئ بي! فقلت: لا أستهزئ بك ، فأخذه كله فاستاقه فلم يترك منه شيئا ، اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه من هذه الصخرة ، فانفرجت الصخرة فخرجوا يمشون"(متفق عليه).

التحذير من عدم بذل المعروف 

 ولقد حذر ديننا الحنيف من غلق الأبواب أمام حاجات الناس .

عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ لِلَّهِ أَقْوَامًا اخْتَصَّهُمْ بِالنِّعَمِ لِمَنَافِعِ الْعِبَادِ، وَيُقِرُّهَا فِيهِمْ مَا بَذَلُوهَا، فَإِذَا مَنَعُوهَا نَزَعَهَا عَنْهُمْ وَحَوَّلَهَا إِلَى غَيْرِهِمْ "(الطبراني) .

وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " ما من عبدٍ أنعمَ اللهُ عليه نعمَةً فأسْبَغَها عليه ثم جعل من حوائِجِ الناسِ إليه فتَبَرَّمَ فقَدْ عرَّضَ تلْكَ النعمةَ للزوالِ"(الطبراني في الأوسط وإسناده جيد).

عنْ أَبِي الْحَسَنِ ، قَالَ : قَالَ عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ لِمُعَاوِيَةَ : إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:مَا مِنْ إِمَامٍ يُغْلِقُ بَابَهُ دُونَ ذَوِي الْحَاجَةِ ، وَالْخَلَّةِ ، وَالْمَسْكَنَةِ ، إِلاَّ أَغْلَقَ اللهُ أَبْوَابَ السَّمَاءِ دُونَ خَلَّتِهِ ، وَحَاجَتِهِ ، وَمَسْكَنَتِهِ. فَجَعَلَ مُعَاوِيَةُ رَجُلاً عَلَى حَوَائِجِ النَّاسِ "(أحمد والتِّرمِذي).

إن خدمة الناس ومسايرة المستضعفين دليل على طيب المنبت، ونقاء الأصل، وصفاء القلب، وحسن السريرة، وربنا يرحم من عباده الرحماء، ولله أقوامٌ يختصهم بالنعم لمنافع العباد، والجزاء من جنس العمل

 ثمراتِ قضاءِ حَوائجِ الناس 

ـ لبذل المعروف وقضاء حوائج الناس ثمرات كثيرة منها 

تجاوزُ اللهِ تعالى عن العبدِ يومَ القيامةِ: قال صلي الله عليه وسلم :"كانَ تاجِرٌ يُدايِنُ النّاسَ، فإذا رَأى مُعْسِرًا قالَ لِفِتْيانِهِ: تَجاوَزُوا عنْه، لَعَلَّ اللَّهَ أنْ يَتَجاوَزَ عَنّا، فَتَجاوَزَ اللَّهُ عنْه"( البخاري  ومسلم).

 التيسيرُ على العبدِ وتنفيسُ كُرَبِه في الدنيا والآخرةِ: قال صلي الله عليه وسلم:"‌وَمَنْ ‌يَسَّرَ ‌عَلَى ‌مُعْسِرٍ يَسَّرَ اللهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ"( مسلم)،

قال صلي الله عليه وسلم:"مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ"(مسلم).

وفي لفظ له: "من سرَّه أن ينجيه الله من كرب يوم القيامة فلينفس عن معسر أو يضع عنه" (مسلم ).

 إعانةُ اللهِ تعالى لعبدِه: قال صلي الله عليه وسلم:" وَاللهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ"( مسلم ).

ـ يكونُ اللهُ تعالى في حاجةِ العبدِ قال صلي الله عليه وسلم:"مَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ"(مسلم).

ـ دخولُ الجنةِ:قال صلي الله عليه وسلم :"لقَدْ رَأَيْتُ رَجُلًا يَتَقَلَّبُ في الجَنَّةِ، في شَجَرَةٍ قَطَعَها مِن ظَهْرِ الطَّرِيقِ، كانَتْ تُؤْذِي النّاس"(مسلم).

وقال سلمانُ رضي اللهُ عنه: "إنَّ أهلَ المعروفِ في الدنيا هم أهلُ المعروفِ في الآخرةِ، وإنَّ أوَّلَ أهلِ الجنةِ دخولاً أهلُ المعروفِ"(صحيح الأدب المفرد).

ويقول صلي الله عليه وسلم :"صنائع المعروف تقي مصارع السوء والآفات والهلكات، وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة"(ابن حبان و الحاكم في المستدرك).

وعن أبي سعيد الخدري- رضي الله عنه -عن النبي - صلى الله عليه وسلم -قال "صدقة السر تطفىء غضب الرب وصلة الرحم تزيد في العمر وفعل المعروف يقي مصارع السوء"حسنه الألباني في صحيح الجامع.

 بذل المعروف وفعل الخير سبب من أسباب الفلاح:

قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ"(الحج:77).

 قضاء حوائج المسلمين أمان من الفزع الأكبر:

جاء في تكملة الحديث السابق: "...ومن مشى مع أخيه المسلمِ في حاجةٍ حتى تتهيأ له أثبتَ اللهُ قدمَه يومَ تَزِلُّ الأقدامُ".

قال ابن عباس: إن لله عباداً يستريح الناس إليهم في قضاء حوائجهم وإدخال السرور عليهم أولئك هم الآمنون من عذاب يوم القيامة.

قال إبراهيم بن أدهم: " من لم يواسِ الناس بماله وطعامه، وشرابه - فليواسهم ببسط الوجه، والخلق الحسن" [مواعظ الإمام إبراهيم بن أدهم للشيخ محمد الحمد].

قال ابن عباس رضي الله عنه: صاحب المعروف لا يقع فإن وقع وجد متكئاً.

وعليه أن يشكر من سعي في قضاء حاجته ومن صنع له معروفاً .

قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من صنع إليكم معروفًا فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه، فادعوا له حتى ترَوا أنكم قد كافأتموه"(أبو داود، والنسائي، بإسناد صحيح).

معاشر المسلمين..

اصنعوا المعروف لكي تنالوا مغفرة الله تعالى وتدخلوا جنته، وأحسنوا إلى عباد الله، وأدوا إليهم حقوقهم الواجبة والمستحبة حتى يحسن الله إليكم، وييسر لكم أموركم، ويفرج عنكم كربكم في الدنيا والآخرة. نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العليا أن يوفقنا وإياكم لفعل الخير والإحسان إلى الخلق إنه سميع مجيب، واسأله أن يجعلني وإياكم من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنة أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب.

أخوة الإسلام : إن من المؤسف كثيرا أنك تجد من وسع الله عليهم يحبسون أموالهم عن الإسهام في الخير ويحرمون أنفسهم من الثواب وهم قادرون على ذلك فيكون ممن جمع فأوعى . فيا حسرة على من كان جماعا للمال مناعا للخير لا يقدم لنفسه ما يجده عند الله خيرا وأعظم أجرا. فاتقوا الله عباد الله وقدموا لأنفسكم وأعلموا أنكم ملاقوه وبشر المؤمنين. فاللهم أكرمنا ولا تهنا وأعطنا ولا تحمنا واجعلنا مفاتح للخير مغاليق للشر وتقبل منا إنك أنت السميع العليم.

google-playkhamsatmostaqltradent