
النبي صلى الله عليه وسلم يحدثنا عن نفسه
حديثه عن تواضعه صلي الله عليه وسلم
حديثه عن تفضيله صلي الله عليه وسلم علي الأنبياء
حديثه صلي الله عليه وسلم عن نسبه الشريف
حديثه صلي الله عليه وسلم عن شفاعته يوم القيامة
حديثه صلي الله عليه وسلم عن سلامة عقله وحواسه
حديثه صلي الله عليه وسلم عن تفضيله علي الأنبياء
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فيقول الله تعالي:" قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا"(الكهف/110).
عباد الله :"نقف اليوم مع النبي ليحدثنا عن نفسه
وقد ورد نصوص عديدة من الكتاب والسنة المطهرة يتحدث فيها الرسول عن نفسه فقد أمره المولي عز وجل أن يحدثنا عن نفسه بقوله :"قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ " أي: لست بإله، ولا لي شركة في الملك، ولا علم بالغيب، ولا عندي خزائن الله، فأنا عبد من عبيد ربي،
" يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ " أي: فضلت عليكم بالوحي، الذي يوحيه الله إلي، الذي أجله الإخبار لكم: أنما إلهكم إله واحد، أي: لا شريك له، ولا أحد يستحق من العبادة مثقال ذرة غيره، وأدعوكم إلى العمل الذي يقربكم منه، وينيلكم ثوابه، ويدفع عنكم عقابه.
ولهذا قال: "فَمَنْ كَانَ
يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا
" أي: لا يرائي بعمله بل يعمله خالصا لوجه الله تعالى وقد وردت بعض الأحاديث التي يتحدث فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نفسه
وهو يظهر تواضعه كما أمره ربه"
حديثه عن تواضعه صلي الله عليه وسلم
فالنبي صلي الله عليه وسلم ضرب لنا أروع الأمثلة في هذا الخلق كما شهد له القاصي والداني ولكن تعالوا لنراه وهو يحدثنا عن نفسه بعدما أمره المولي عزوجل أن يقول للناس إنما أنا بشر مثلكم يقول صلي الله عليه وسلم:"آكل كما يأكل العبد وأجلس كما يجلس العبد فإنما أنا عبد"(أبو يعلى صحيح).
ويقول:"إني لست بملك إنما أنا ابن امرأة تأكل القديد"(ابن ماجه).
ويقول :"ما بعث الله نبياً إلا رعى الغنم، فقال أصحابه وأنت، فقال نعم، كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة."(البخاري).
ويقول:" أنا ابن العواتك من سليم"(الطبراني ).
وسلم أربع عشرة: ثلاث قرشيات وأربع سلميات وعدوانيتان وهذلية وقحطانية وثقفية وأسدية أسد خزيمة وقضاعية"(ابن عساكر).
ويقول صلي الله عليه وسلم :" إن لي خمسة أسماء أنا محمد وأنا أحمد وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي وأنا الماحي الذي يمحوا الله بي الكفر، وأنا العاقب"(البخاري ومسلم).
حديثه صلي الله عليه وسلم عن نسبه الشريف
ويحدثنا النبي صلي الله عليه وسلم عن نسبه
وشرفه وكان يذكر ذلك في الحروب بين أعدائه فلو كان في نسبه شائبه لردعليه أبوجهل وغيره
ولكن الرسول صلي الله عليه وسلم كان يقول:"
إن الله اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل، واصطفى من ولد إسماعيل بني كنانة، واصطفى
من بني كنانة قريشا، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم"(الترمذي، وقال : حسن صحيح).
ويقول صلي الله عليه وسلم :"إن لي خمسة أسماء: أنامحمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر،وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي، وأنا العاقب الذي ليس بعده نبي"(متفق عليه).
ويقول صلي الله عليه وسلم:"بعثت من خير بني آدم قرنًا فقرنًا، حتى كنت من القرن الذي كنت فيه"(البخاري).
ويقول صلي الله عليه وسلم:"إن الله خلق الخلق، فجعلني من خير فرقهم وخير الفريقين، ثم تخير القبائل، فجعلني من خير قبيلة، ثم تخير البيوت، فجعلني من خير بيوتهم، فأنا خيرهم نفسًا وخيرهم بيتًا"(الترمذي).
ويقول صلي الله عليه وسلم "إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشًا من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم"(مسلم).
حديثه صلي الله عليه وسلم عن شفاعته يوم القيامة
ويحدثنا رسول الله صلي الله عليه وسلم عن
هذه الفضيلة والخصوصية التي اختص الله بها نبيه وهي الشفاعة الكبري فيقول صلي الله
عليه وسلم :" أنا أول الناس يشفع في الجنة وأنا أكثر الناس تبعا"(مسلم).
ويقول صلي الله عليه وسلم:" أنا أكثر الأنبياء تبعاً يوم القيامة، وأنا أول من يقرع باب الجنة"(مسلم).
ويقول:" أنا أول شفيع في الجنة لم يصدق نبي من الأنبياء ما صدقت
وإن من الأنبياء ما يصدقه من أمته إلا رجل واحد"(مسلم).
ويقول :"أنا سيد ولد آدم يوم القيامة وأول من ينشق عنه القبر وأول شافع وأول مشفع "(مسلم).
ويقول:" أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر، وبيدي لواء الحمد
ولا فخر، وما من نبي يومئذ آدم فمن سواه إلا تحت لوائي وأنا أول شافع وأول مشفع ولا
فخر."(أحمد والترمذي
).
ويقول:"أنا أول شفيع في الجنة، لم يُصدَّق نبي من الأنبياء ما صدقت،
وإن من الأنبياء نبيًّا ما صدقه من أمته إلا رجل واحد"(مسلم).
ويحثنا علي نيل شفاعته بقوله :" إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا علي، فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا، ثم سلوا لي الوسيلة، فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، وأرجوا أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حلت عليه الشفاعة"(مسلم).
وقال صلي الله عليه وسلم :" إنى اختبأت دعوتى شفاعة لأمتى يوم القيامة.
(البخارى ومسلم واللفظ له).
عباد الله أقول ماتسمعون وأستغفر الله العظيم لي ولكم
حديثه صلي الله عليه وسلم عن سلامة عقله وحواسه
عباد الله : قال تعالي:"
قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ أَن تَقُومُوا
لِلَّهِ مَثْنَىٰ وَفُرَادَىٰ ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا ۚ مَا بِصَاحِبِكُم مِّن جِنَّةٍ
ۚ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَّكُم بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ"(سبأ/46).
يقول تعالى : قل يا محمد لهؤلاء الكافرين الزاعمين أنك مجنون:" إنما أعظكم بواحدة " آمركم وأوصيكم بواحدة ، أي : بخصلة واحدة ، ثم بين تلك الخصلة وهي : "أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا ما بصاحبكم من جنة " أي : تقوموا قياماً خالصاً لله ، من غير هوى ولا عصبية ، فيسأل بعضكم بعضاً : هل بمحمد من جنون ؟ فينصح بعضكم بعضاً ،" ثم تتفكروا " أي : ينظر الرجل لنفسه في أمر محمد صلى الله عليه وسلم ، ويسأل غيره من الناس عن شأنه إن أشكل عليه ، ويتفكر في ذلك; ولهذا قال :"أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا ما بصاحبكم من جنة "
وقوله :"إن هو إلا نذير لكم بين يدي عذاب شديد " : قال البخاري عندها : عن ابن عباس قال : صعد النبي صلى الله عليه وسلم الصفا ذات يوم ، فقال : " يا صباحاه " . فاجتمعت إليه قريش ، فقالوا : ما لك ؟ فقال : " أرأيتم لو أخبرتكم أن العدو يصبحكم أو يمسيكم ، أما كنتم تصدقوني ؟ " قالوا : بلى . قال : " فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد " . فقال أبو لهب : تبا لك! ألهذا جمعتنا ؟ فأنزل الله :" تبت يدا أبي لهب وتب"(المسد )(البخاري) .
وعن عبد الله بن بريدة ، عن أبيه قال : خرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً فنادى ثلاث مرات فقال : " أيها الناس ، أتدرون ما مثلي ومثلكم ؟ " قالوا : الله ورسوله أعلم . قال : " إنما مثلي ومثلكم مثل قوم خافوا عدواً يأتيهم ، فبعثوا رجلاً يتراءى لهم ، فبينما هو كذلك أبصر العدو ، فأقبل لينذرهم وخشي أن يدركه العدو قبل أن ينذر قومه ، فأهوى بثوبه : أيها الناس ، أوتيتم . أيها الناس ، أوتيتم ثلاث مرات"(أحمد).
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي أشرف المرسلين أما بعد
فياعباد الله
حديثه صلي الله عليه وسلم عن نفسه أنه رحمة مهداه
عباد الله يقول تعالي:"وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ"(الأنبياء/107).
وقال عن
نفسه:"إنما أنا رحمةٌ مهداة"(الحاكم –صحيح).
بُعِثَ
النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ليُخْرِجَ الناسَ مِنَ الظُّلُماتِ إلى النُّورِ،
فكانَ رحْمةً مُهْداةً للعالَمين، يَحْنو على الكَبيرِ، ويرْحَمُ الصَّغيرَ، ويُواسي
الكَسيرَ، يشْعُرُ بمَنْ حوْلَه، ويهْتَمُّ به اهتمامًا بالغًا، ومِن كمالِ رحْمتِهِ
صلَّى اللهُ عليه وسلَّم انْسابَتْ من فَمِهِ الشَّريفِ هذه الكلِماتُ التي يقولُ فيها:
"إنَّما أنا رَحْمةٌ مُهْداةٌ"، أي: أهْداني اللهُ للناسِ؛ فجَعَلَني سببًا
لأنْ يَدْخُلوا في رحْمةِ الحقِّ سُبْحانَهُ، ولأَدُلَّهم على النَّجاةِ، وأُجَنِّبَهم
مَسالِكَ الهلاكِ؛ فمَنْ قَبِلَ رحْمةَ اللهِ وهَديَّتَه فازَ وأفْلَحَ، ومَنْ رَدَّها
خابَ وخَسِرَ،ويقول صلي الله عليه وسلم عن نفسه "إنى
لم أبعث لعاناً، وإنما بعثت رحمة"(مسلم)
ويقول:" إن
الله لم يبعثنى معنــتا (مشدداً على الناس) ولا متعنــتاً (طالباً لزلة أحد)، ولكن بعثنى
معلما ميسـراً"(مسلم).
حديثه صلي الله عليه وسلم عن تفضيله علي الأنبياء
عباد الله :" المولي عزوجل فضل نبيه صلي الله عليه وسلم علي سائر الأنبياء والرسل الكرام وهذا واضح في قوله تعالي:"تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ للَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ "(البقرة/253).
والذي عليه المحققون من العلماء والمفسرين أن المقصود بقوله تعالي:" بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ "هو سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم لأنه هو صاحب الدرجات الرفيعة,وصاحب المعجزة الخالدة المتمثلة في القرآن الكريم,وصاحب الرسالة الجامعة لمحاسن الرسالات السماوية السابقة.
يخبر تعالى أنه فضل بعض الرسل على بعض كما قال تعالى:"وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُورًا".(الإسراء/55).
وقال ههنا:" تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ".(البقرة/253).
يعني موسى ومحمداً صلى الله عليهما وكذلك آدم كما ورد به حديث الإسراء حين رأى النبي صلى الله عليه وسلم الأنبياء في السماوات بحسب تفاوت منازلهم عند الله عز وجل"
فإن قيل"فما الجمع بين هذه الآية وبين الحديث الثابت في الصحيحين : " لا تفضلوني على الأنبياء فإن الناس يصعقون يوم القيامة فأكون أول من يفيق فأجد موسى باطشاً بقائمة العرش فلا أدري أفاق قبلي أم جوزي بصعقة الطور ؟ فلا تفضلوني على الأنبياء "الحديث رواه الشيخان عن أبي هريرة بلفظ : استب رجل من المسلمين ورجل من اليهود فقال اليهودي : لا والذي اصطفى موسى على العالمين فرفع المسلم يده فلطم بها وجه اليهودي . . . الخ" وفي رواية : " لا تفضلوا بين الأنبياء " فالجواب من وجوه"
أحدها":أن هذا كان قبل أن يعلم بالتفضيل وفي هذا نظر"
الثاني":أن هذا قاله من باب الهضم والتواضع"
الثالث":أن هذا نهي عن التفضيل في مثل هذه الحال التي تحاكموا فيها عند التخاصم التشاجر"
الرابع":لا تفضلوا بمجرد الأراء والعصبية"
الخامس":ليس مقام التفضيل إليكم وإنما هو إلى الله عز وجل وعليكم الانقياد والتسليم له والإيمان به ..(مختصر ابن كثيرج1ص176).
وهذا هوالنبي يحدثنا عن ذلك فيقول صلي الله عليه وسلم :"فضلت على الأنبياء
بستٍّ: أُعْطِيت جوامع الكلم، ونصرت بالرعب، وأحلت لي الغنائم، وجعلت لي الأرض مسجدًا
وطهورًا، وأرسلت إلى الخلق كافة، وختم بي النبيون".(مسلم).
ويقول:
"أنا أكثر الأنبياء تبعًا يوم القيامة، وأنا أول من يقرع باب الجنة"(مسلم).
ويقول :"إن مثلي ومثل الأنبياء من قبلي، كمثل رجل بنى بنيانًا فأحسنه وأجمله، إلا موضع لبنة من زاوية من زواياه، فجعل الناس يطوفون به ويعجبون له، ويقولون: هلاَّ وُضِعَت هذه اللبنة؟". قال: "فأنا اللبنة، وأنا خاتم النبيين"(متفق عليه).
ويقول:"أنا سيد الناس يوم القيامة"(البخارى ومسلم).
ويقول:"
أنا فرطكم على الحوض"(البخارى ومسلم).