recent
أخبار عاجلة

صبر أيوب

 


صبر أيوب

الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله وبعد

كان النبي أيوب رجلاً صالحاً يدعو لعبادة الله وتقياه، ويأمر بالمعروف ويفعل الخير، وكان يتبع ملة جده إبراهيم صلي الله عليه وسلم .وهوأحد الأنبياء المرسلين لهداية البشرية، كما قال الله تعالى:"وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ  كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَىٰ وَهَارُونَ  وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ"(الأنعام/84).

نسب النبي أيوب

هو أيوب ابن عيص ابن إسحاق ابن إبراهيم ابن سام ابن نوح ابن إدريس ابن شيث ابن آدم عليهم السلام أجمعين، وهو ابن شقيق النبي يعقوب عليه السلام، وابن عم النبي يوسف عليه السلام.

والنبي أيوب كنعاني أو شامي الجنسية، نسبة لجده إسحاق عليه السلام الذي عاش في أرض كنعان، وهي فلسطين ولبنان وأجزاء من الأردن وسوريا حالياً.

صبر أيوب

اشتهر النبي أيوب بالصبر الطويل، وباتت عبارة "صبر أيوب"مضرباً للمثل بين الناس، كما يقول البعض عبارة "صبر أيوب" عند حاجته للصبر، فما هي قصة صبر النبي أيوب، وما هي الحكمة منها؟

يعتبر سيدنا أيوب عليه السلام القدوة في الصبر والتسليم لله، فبعد أن عاش سبعين عامًا بعزٍ وجاه يملك الكثير من الخيرات والأرزاق والأولاد؛ ابتلاه ربه بفقدان كل ممتلكاته وأولاده في وقت قصير، ولم يبقَ برفقته سوى زوجته التي أحسنت صحبته وكانت سندًا قويًا له بعد الله، أصاب المرض جسده المنهك ولم يسلم منه إلا قلبه ولسانه فلم يشكُ ولم يشكّ لحظة بربه.

استمرّ مرضه زمنًا طويلًا بعضهم قال 3 سنوات والبعض الآخر 18 سنة، اضطرت زوجته للعمل من أجل إعالة نفسها وزوجها المريض، فلم تتكبر على أي فرصة عمل .. بقي سيدنا أيوب صابرًا على بلواه -لأنه يعلم أن الله يبتلي عبده المؤمن محبة به واختبارًا لصبره وإيمانه – حتى علم ما تواجهه زوجته من مصاعب، حيث تراكمت الديون عليها فتضرّع إلى ربه وسأله كشف الكرب والبلوى، فاستجاب له ربه.

وذكر ذلك في القرآن الكريم في سورة ص؛ قال -تعالى-:"وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ ارْكُضْ بِرِجْلِكَ ۖ هَٰذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنَّا وَذِكْرَىٰ لِأُولِي الْأَلْبَابِ وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِب بِّهِ وَلَا تَحْنَثْ ۗ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا ۚ نِّعْمَ الْعَبْدُ ۖ إِنَّهُ أَوَّاب".

متى بدأت اختبارات الله عز وجل لسيدنا أيوب؟

بدأت اختبارات النبي أيوب عليه السلام عندما ذهبت منه كل الخيرات بمختلف أصنافها، من أنعامٍ، وإبلٍ، وأراضٍ زراعية.وأولاد  أتاه الله سبعة من البنين و مثلهم من البنات وأتاه الله المال و الأصحاب وأراد الله أن يبتليه ليكون اختبارا له و قدوة لغيره من الناس..

فخسر تجارته و مات أولاده و ابتلاه الله بمرض شديد حتى أقعد ونفر الناس منه حتى رموه خارج مدينتهم خوفا من مرضه , ولم يبقى معه إلا زوجته تخدمه حتى وصل بها الحال أن تعمل عند الناس لتجد ما تسد به حاجتها وحاجة زوجها

فضلًا عن فقدانه لبصره وانتشار المرض في جسده وقلبه. وما كان من النبي أيوب سوى الصبر والدعاء لله تعالى لكشفّ الهمّ والغمّ عنه.

 قال علماء التفسير والتاريخ وغيرهم إن أيوب كان رجلاً كثير المال من سائر صنوفه وأنواعه، فامتلك الأنعام، والعبيد، والمواشي، والأراضي المتسعة في أرض حوران في بلاد الشام، ناحية سوريا والأردن.

وورد عن الحسن البصري وعن المؤرخ اليهودي من أصل فارسي وهب بِن منبِّه، إن أيوب كان جواداً سخياً عابداً لله تعالى مؤدياً واجباته قائما بحقوق الناس، حتى بلغ من رضا الله تعالى عنه أن الملائكة كانت تصلي عليهِ في السماوات، وقد سمع إبليس صلوات الملائكة، فزعم أنَّ أيوب يعبد الله بسبب ما أنعم به عليه من المال والخدم والأولاد وصحة تامة، وأنه إذا سلط عليه وأذهب عنه كل النعم فلن يشكر الله أبدا.

أَذن الله تعالى بابتلاء واختبار أيوب فجعل للشيطانِ سلطاناً في إيذائه وأعلن حربه على ممتلكاته فسلَّطَ جنوده وأتباعه ليحرقوا كل ما يملك، وكان يأتيه كل مرة بخبر هلاك جزء من ممتلكاته فيجيبه أيوب: "إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون، لله ما أعطَى، ولله ما أخذ".

وروى الإمام ابن عساكر أن أيوب كان له أولاد وأهل كثيرون، فسلب من ذلك جميعه، وابتلى في جسده بأنواع البلاء، ولم يبق منه عضو سليم سوى قلبه ولسانه، يذكر الله عز وجل بها، وهو في ذلك كله صابر محتسب ذاكر لله عز وجل في ليله ونهاره، وصباحه ومسائه، فطال مرضه 18 عاما حتى ابتعد عنه الجليس، وأوحش منه الأنيس، وانقطع عنه الناس، ولم يبق أحد يحنو عليه سوى زوجته، التي كانت ترعاه لقديم إحسانه إليها، وشفقته عليها، فكانت تتردد إليه، فتصلح من شأنه، وتعينه على قضاء حاجته.

 هل مرض أيوب مرضا منفرا؟

قال بعض المفسرين :" أن أيوب تساقط لحمه حتى لم يبق إلا العظم والعصب، فكانت امرأته تأتيه بالرماد تفرشه تحته، فلما طال عليها قالت: يا أيوب لو دعوت ربك لفرج عنك، فقال لها: قد عشت سبعين سنة سليماً، فهو قليل لله أن أصبر له سبعين سنة، فجزعت زوجته عن الكلام.

ابتلاء الأخوة أشد ابتلاء

 قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا أبو سلمة، حدثنا جرير بن حازم، عن عبد الله بن عبيد بن عمير، أنه كان لأيوب أخوان، فجاءا يومًا فلم يستطيعا أن يدنوا منه بسبب مرضه، فقاما من بعيد، فقال أحدهما لصاحبه: لو كان الله علم من أيوب خيرًا ما ابتلاه بهذا، فجزع أيوب من قولهما جزعًا لم يجزع قبله من شيء قط، ودعا ربه ساجداً فقال: اللهم بعزتك لا أرفع رأسي أبدًا حتى تكشف عني، فما رفع رأسه حتى كشف عنه.

استجاب الله تعالى لدعاء أيوب وأمره أن يضرب برجله الأرض فخرجت منها عين باردة تغسل بها حتى أذهبت عنه السوء، وعندما رأته زوجته خدعت فيه، فقال لها "أنا أيوب لقد رد الله على جسدي".

ويقول الله في كتابه العزيز، في سورة ص: "وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ  ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنَّا وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ  وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِبْ بِهِ وَلَا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ".

أخلف الله على أيوب أهله، كما قال في كتابه العزيز: "وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ"، ويعتقد أن الله تعالى رد على زوجة النبي أيوب جمالها وشباباها فأنحبت له 26 ذكرا.

ويروى عن أبي هريرة أن رسول الله صلي الله عليه وسلم  قال: "بينما أيوب يغتسل عريانًا خرّ عليه جراد من ذهب، فجعل أيوب يحثي في ثوبه فناداه ربه عز وجل: يا أيوب ألم أكن أغنيتك عما ترى؟ قال: بلى يا رب، ولكن لا غنى لي عن بركتك"( البخاري).

وقد ذكر الإمام ابن جرير الطبري وغيره من علماء التاريخ أن أيوب عليه السلام لما توفي كان عمره ثلاثًا وتسعين سنة، وقيل إنه عاش أكثر من ذلك..

ماهو صبر أيوب ؟ أيوب عليه السلام:

. و لما وصل بهم الحال الى ما وصل قالت له زوجته يوما لو دعوت الله ليفرج عنك،  فقال: كم لبثنا بالرخاء قالت: 80 سنة

قال: إني استحي من الله لأني ما مكثت في بلائي المدة التي لبثتها في رخائي

فعندها يأست و غضبت و قالت الى متى هذا البلاء فغضب و أقسم أن يضربها 100 سوط إن شفاه الله كيف تعترضين على قضاء الله

و بعد أيام خاف الناس أن تنقل لهم عدوى زوجها فلم تعد تجد من تعمل لديه، قصت بعض شعرها فباعت ضفيرتها لكي تآكل هي و زوجها

وسألها من أين لكي هذا ولم تجبه و في اليوم التالي باعت ضفيرتها الأخرى و تعجب منها زوجها و ألح عليها فكشفت عن رأسها

فنادى ربه نداء تأن له القلوب .. استحى من الله أن يطلبه الشفاء وأن يرفع عنه البلاء

فقال كما جاء في القرآن الكريم :

" ربي اني مسني الضر وانت أرحم الراحمين "

فجاء الأمر ممن بيده الأمر : أركض برجلك هذا مغتسل بارد و شراب " فقام صحيحا و رجعت له صحته كما كانت

فجاءت زوجته ولم تعرفه فقالت: هل رأيت المريض الذي كان هنا ؟ فوالله ما رايت رجلا أشبه به إلا انت عندما كان صحيحا ؟

فقال : أما عرفتني ! فقالت من انت؟ قال أنا ايوب

يقول ابن عباس : لم يكرمه الله هو فقط بل أكرم زوجته أيضا التي صبرت معه أثناء هذا الابتلاء فرجعها الله شابة وولدت لأيوب عليه السلام ستة وعشرين ولد وبنت ويقال ستة وعشرون ولد من غير الإناث

يقول سبحانه :

“واتيناه أهله و مثلهم معهم"

و كان قد حلف بأن يضرب زوجته 100 سوط فرفق الله بزوجته و أمره أن يضربها بعصى من القش

كلما فاض حملك تذكر صبر أيوب

و أعلم أن صبرك نقطة من بحر أيوب

الحكمة والعظة من قصة سيدنا أيوب

الأنبياء قدوة لنا, وقد أمرنا بأن نقتدي بهم حتى نستطيع أن نعايش مختلف ظروف الحياة ,فالصبر الذي أبداه سيدنا أيوب في مواجهة اعظم الأبتلاءات هو درس قيم لنا ومنه نتعلم الكثير, فالبلاء مهما طال سيعقبه الفرج, والعسر يليه يسر ويسر.

وقد ذُكِر النبي أيوب (عليه السلام) في القرآن الكريم أربع مرات، وقد كان مثال المؤمن المنكوب الذي ظلّ صبورًا ومخلصًا لربه. قبل مرضه، كان النبي أيوب رجلًا ثريًا للغاية وامتلك كنوزًا من الذهب والفضة، وأراضٍ ومزارع وماشية، وكان متزوجًا ولديه العديد من الأطفال. أصاب المرض النبي أيوب عندما بلغ السبعين من عمره، وقد كان شديدًا لدرجة أنه لم يكن جزء من جسمه خالٍ من المرض باستثناء قلبه ولسانه، وفقد عائلته، أولاده جميعهم باستثناء زوجته.

لم يندب عليه الصلاة والسلام، ولم يغضب أو يرفض المصير الذي كتبه الله له، على الرغم من أن مرضه استمرّ طويلًا، فبعض المصادر تقول أنه استمر ثلاث سنوات، وأخرى سبعة والبعض الآخر يقول ثمانية عشر عامًا. بغض النظر عن العدد الدقيق للسنوات، فقد تحمّل النبي وصبرَ واستخدمَ قلبه ولسانه في الدعاء إلى الله.

فيعلم الأنبياء والمؤمنون أن الله يختبر صبر العباد بالمِحن، ولا يجب أن يُنظر إلى المصائب على أنها كارثة؛ بل اختبار وعلامة أن الله يحبه، فكما قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: “إن الله إذا أحب عبدًا ابتلاه”. كلاهما صبر؛ النبي وزوجته، فقد اعتنت زوجته به بمفردها، وعملت كي تكسب الرزق لإطعامه، وعندما كانت تسأله لما لا يتضرع إلى الله ليخلصه من مرضه، فيجيبها: “عشت سبعين سنة في رخاء وصحة، فلماذا لا أصبر من أجل الله سبعين سنة”. عندما علم النبي أيوب الخسائر التي لحقت بزوجته وديونها، فرفع يديه وتضرّع إلى الله قائلًا، وقد سطّر القرآن الكريم دعائه في الآية التالية: “وَأيُّوبَ إِذْ نادَىٰ رَبَّهُ أنِّي مَسَّنيَ الضُّرُّ وأَنتَ أَرحَمُ الرَّاحِمينَ” سورة الأ،بياء الآية 83. فاستجاب الله سبحانه دعوته وشُفي النبي وأعاد الله الشباب لزوجته.

 صبر أيوب الشديد على المرض والبلاء

أشار الله تعالى في القرأن الكريم الى صبر أيوب على مرضه فقال: "إِنَّا

 وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ"،

 أبدى النبي أيوب صبرًا كبيرًا، يضرب به المثل. فكافأه الله عزّ وجلّ، ووهبه عظمةً وصحةً وعافيةً، وجمعه بأولاده، ومنحه مالًا كثيرًا. وذكر صبره في القرآن الكريم عدة مراتٍ، ووصفه بالنبيّ الصابر، والأوّاب.يعود ذكر الآية الكريمة التي تنصّ على قوله تعالى:” ارْكُضْ بِرِجْلِكَ ۖ هَٰذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ”.إلى اشتداد البلاء على النبي أيوب، ورؤية زوجته تقدم الخدمة للناس، لتقتات لنفسها ولزوجها. فحينها توسّل النبي أيوب وتضرّع إلى ربه، سائلًا إياه الرحمة وانقضاء الهمّ. فاستجاب الله لدعائه، وأمره حسب الآية القرآنية بضرب الأرض بقدمه، لتنفجر منها عين ماءٍ يغتسل منها، فيذهب منه كلّ مرضٍ وسقمٍ.

google-playkhamsatmostaqltradent