recent
أخبار عاجلة

حكم بناء المنارة ومن أول من بني مئذنة في الإسلام؟

 


حكم بناء المنارة ومن أول من بني مئذنة في الإسلام؟

الحكمة من مشروعية المنارة:"

أول من أحدث المنارة بالمسجد

النبي لم يتحذ منارة ولم يبن لمسجده مئذنة

بناء المأذن من زمن الصحابة 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

بناء المنارات أو المأذن بالمساجد من الأمور المستحبة في الإسلام حيث تدخل السرور والفرح علي من ينظرإليها وهي شامخة مرتفعة يصدرمنها صوت الأذان الله أكبر وعدم وجود منارة للمسجد لاينقله عن كونه مسجدا، ولا تأثير له على صحة الصلاة فيه،

الحكمة من مشروعية المنارة:"

 صعود المؤذن عليها ليكون أذانه مسموعاً أكثر، وقد يقول قائل بأن مكبرات الصوت الأن تغني عن المؤذن ونقول له بأن مكبرات الصوت تحتاج لمكان مرتفع  كالمئذنة وفي حالة عدم وجود المئذنة توضع علي أعلي بيت مجاور للمسجد نظراً لوجود المباني المرتفعة في هذا الزمان ..ولا ترابط بين وجود المنارة وبين رفع الملائكة الصلاة أو الدعاء إلى السماء،

 والفقهاء قد نصوا على استحباب ارتفاع المؤذن، واستدلوا لذلك بما روى أبو داود في السنن أن بلالا كان يجلس على أرفع بيت قريب من المسجد، وبوب عليه أبو داود بقوله: باب الأذان فوق المنارة. 

وروى ابن سعد بسند فيه الواقدي رواية في حديث بلال أصرح في قضية المنارة فروى عن النوار قالت: كان بيتي أطول بيت حول المسجد، فكان بلال يؤذن فوقه من أول ما أذن إلى أن بنى رسول الله صلى الله عليه وسلم مسجده، فكان يؤذن بعد على ظهر المسجد، وقد رفع له شيء فوق ظهره،  وروى ابن أبي شيبة بسنده عن عبد الله بن شقيق قال: من السنة الأذان في المنارة والإقامة في المسجد.

أول من أحدث المنارة بالمسجد

ومعلوم أن مسجد النبي صلى الله عليه وسلم لم تكن فيه منارة وإنما استحدثت المنائر بعد ذلك للمصلحة التي ذكرنا آنفا.

وقد ذكر ابن أبي العز في شرح الطحاوية أن أول من أحدث المنارة بالمسجد للأذان هو سلمة بن خلف الصحابي، وكان أميراً على مصر في زمن معاوية.

وروى ابن أبي شيبة بسنده عن عبد الله بن شقيق قال: من السنة الأذان في المنارة والإقامة في المسجد.

وقد يقول قائل بأن النبي لم يتحذ منارة ولم يبن لمسجده مئذنة ؟

ونقول:" النبي صلى الله عليه وسلم لم يبن المنارة للمسجد قول صحيح، فإنه لا يوجد ما يدل على أن المنائر كانت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وليس وجود المنارة شرطاً في المسجد، بل المسجد يكونُ مسجداً ولو لم تبنَ له المنارة،  وليس معنى هذا أن اتخاذ المنارة لا يشرع، بل قد ذهب إلى مشروعية بنائها كثيرٌ من أهل العلم بناءً على ما في اتخاذها من المصلحة بصعود المؤذن عليها للتأذين، وقد ثبتت مشروعية التأذين على المكان المرتفع من فعل بلال رضي الله عنه.

 قال في المغني:  ويستحب أن يؤذن على شيء مرتفع ليكون أبلغ لتأدية صوته، وقد روى أبو داود، عن عروة بن الزبير عن امرأة من بني النجار قالت : كان بيتي من أطول بيت حول المسجد، وكان بلال يؤذن عليه الفجر، فيأتي بسحر، فيجلس على البيت ينظر إلى الفجر فإذا رآه تمطى، ثم قال : اللهم إني أستعينك وأستعديك على قريش، أن يقيموا دينك . قالت: ثم يؤذن. انتهى.

وقال بعضهم:" ليس وجود المنار شرطا في الإسلام ولا واجبا، وفي استحبابه نزاع، لعدم وجوده في عهده صلى الله عليه وسلم، وكان المؤذن يتحرى أعلا المسجد وسطحه ليحصل الإسماع. انتهى.

بناء المأذن من زمن الصحابة 

والظاهرُ أن المنارات كانت موجودة زمن الصحابة ويدل لذلك ما رواه ابن أبي شيبة بسند صحيح عن عبد الله بن شقيق قال: من السنة الأذان في المنارة والإقامة في المسجد. وكان ابن مسعود يفعله، وما رواه الإمام أحمد بسند حسن عن أبي هريرة قال: كان قيام النبي صلى الله عليه وسلم قدر ما ينزل المؤذن من المنارة ويصل إلى الصف .

 تراجم الأئمة على هذه الأحاديث وعلى أحاديث الأذان فوق سطح الكعبة، وفوق سطح بيت امرأة من بني النجار ونحوها تفيد إقرارهم بجواز أو استحباب اتخاذ المنائر من أجل التأذين فوقها  فمن ذلك قول الإمام ابن أبي شيبة رحمه الله: المؤذن يؤذن على المواضع المرتفعة المنارة وغيرها. وقول الإمام أبي داود رحمه الله: باب الأذان فوق المنارة .وقول الإمام البيهقي رحمه الله: الأذان في المنارة .

 وهذا كله يفيدُ مشروعية اتخاذ المنارات، وأن القول باستحبابها أقربُ من القول بعدم استحبابها،

وعلى هذا فمن بنى المسجد وبنى له منارة، فقد أحسن ومن لم يبن له منارة فلا جُناح عليه، وبناء المسجد صحيح، وكلٌ على خير، والأمر واسعٌ -إن شاء الله- لا تثريب فيه ولا إنكار.

وصلي اللهم علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه وسلم 

google-playkhamsatmostaqltradent