recent
أخبار عاجلة

حكم سب الدين أوشيء من مقدساته

 


حكم سب الدين أوشيء من مقدساته

أقوال الفقهاء في حكم من سب الدين

  هل له من توبة وأقوال الفقهاء في توبته؟

حكم من سب رسول الله صلي الله عليه وسلم؟

 هل هناك فرق بين المجاهر بالسب والمسربه؟

الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله وبعد

فقد اتفق الفقهاء وأهل العلم   على أن سب الدين أوشيء من مقدساته كفر بالله عز وجل، فإذا وقع من مسلم فقد ارتد عن الإسلام والعياذ بالله، ولا يعذر بالجهل. 

فمَن سب ملة الإسلام أو دين المسلمين فإنه يكون كافرًا، أما مَن شتم دينَ مسلم فإنه لا تجوز المسارعة إلى تكفيره؛ لأنه وإن أقدم على أمر محرَّم شرعًا إلا أنه لَمّا كان محتملًا للدِّين بمعنى تدين الشخص وطريقته فإن هذا الاحتمال يرفع عنه وصف الكفر، إلا أنه مع ذلك لا ينفي عنه الإثم شرعًا؛ لأنه أقدم على سب مسلم، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ وَقِتَالُهُ كُفْرٌ"(متفق عليه).

 كما أنه تجرأ بذلك على لفظ سَيِّئٍ قبيحٍ دائر بين الكفر والإثم، فإن سلم من الكفر فإنه واقع في المعصية، وقد نهى الشرع عن إطلاق الألفاظ الموهمة التي تحتمل معاني فاسدة، فكيف إذا احتملت الكفر وسب دين الإسلام! وعلى ذلك جرى كلام الفقهاء في تأثيم صاحبه واستحقاقه للأدب من قبل الحاكم، مع المنع مِن المبادرة بتكفيره:

أقوال الفقهاء في حكم من سب الدين 

الحنفية:" فمقتضى كلام فقهاء الحنفية :"أنه لا يكفر بشتم دين مسلم؛ أي لا يحكم بكفره لإمكان التأويل. وعلى هذا ينبغي أن يكفر من شتم دين مسلم، ولكن يمكن التأويل بأن مراده أخلاقه الرديئة ومعاملته القبيحة لا حقيقة دين الإسلام، فينبغي أن لا يكفر حينئذ، والله تعالى أعلم" اهـ،"(العلامة ابن عابدين في "رد المحتار على الدر المختار" (4/230، ط. دار الفكر).

وأقره في "نور العين"، ومفهومه: أنه لا يحكم بفسخ النكاح، وفيه البحث الذي قلناه. وأما أمره بتجديد النكاح فهو لا شك فيه احتياطاً خصوصاً في حق الهمج الأرذال الذين يشتمون بهذه الكلمة فإنهم لا يخطر على بالهم هذا المعنى أصلا" اهـ.

المالكية:"

ونص على ذلك المالكية أيضًا:"يُؤخَذ مِن هذا: الحكمُ فيمن سب الدين أو الملة أو المذهب، وهو يقع كثيرًا مِن بعض سفلة العوام كالحمّارة والجمّالة والخدّامين، وربما وقع من غيرهم؛ وذلك أنه إن قصد الشريعة المطهرة والأحكام التي شرعها الله تعالى لعباده على لسان نبيه صلى الله عليه وآله وسلم فهو كافر قطعًا.. وإن قصد حالة شخص وتَدَيُّنَه فهو سب المسلم؛ ففيه الأدب باجتهاد الحاكم، ويفرق بين القصدين بالإقرار والقرائن" اهـ."(فتاوي العلامة الشيخ عليش المالكي "فتح العلي المالك في الفتوى على مذهب مالك" (2/347، ط. دار المعرفة).

وعلى ذلك جرت الفتوى بدار الإفتاء المصرية:"لا يُفتَى بكفر مسلم أمكن حمل كلامه على محمل حسن، وأن من ذلك ما يقع من العامة من سب الدين، فإنه يمكن حمل كلامهم على محمل حسن؛ لأنهم لا يقصدون سب دين الإسلام"اهـ.(الفتوى رقم (638) لسنة 1941م، لفضيلة المفتي الأسبق الشيخ عبد المجيد سليم).

وبناء على ما ذكر وفي واقعة السؤال: فإن سب الدين أمر محرم شرعًا؛ فإن قصد به المتلفظ طريقة الشخص وتدينه وأخلاقه فهو آثم شرعًا مرتكب لمعصية سمّاها النبي صلى الله عليه وآله وسلم فسقًا، ولكنه لا يكون كافرًا ولا يجوز إطلاق الكفر عليه، أمّا مَن سب الدين مريدًا به دينَ الإسلام قاصدًا عالمًا مختارًا فهو كافر مرتد عن الدين. 

 هل من توبة لمن سب الدين ؟

اختلف العلماء في توبة من سب الدين أوشيء من مقدساته

فبعض أهل العلم يقول: لا توبة له من جهة الحكم بل يقتل،

وبعضهم قال يستتاب ثلاثة أيام وإن لم يتب فيقتل .

ولكن الأرجح إن شاء الله أنه متى أبدى التوبة وأعلن التوبة ورجع إلى ربه عز وجل أن يقبل، وإن قتله ولي الأمر ردعا لغيره فلا بأس، أما توبته فيما بينه وبين الله فإنها صحيحة، إذا تاب صادقا فتوبته فيما بينه وبين الله صحيحة. اهـ.

و هناك مجالاً للتوبة منه؛ لقول الله تعالى: "قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ"(الزمر/53).

 فإذا تاب الإنسان من أي ردة توبة نصوحاً استوفت شروط التوبة فإن الله تعالى يقبل توبته اهـ.

والذي يكرر هذا الأمر حتى أصبح عادة له هو على خطر عظيم، ومع ذلك فإن خُتم له بتوبة نصوح قبلت منه، وقد سبق أن بيَّنا أن تكرر الردة لا يؤثر في قبول التوبة"

وأما اختلاف العلماء في قبول توبة من تكررت ردته فإنما هو في قبول توبته في الظاهر، أما في ما بينه وبين الله فإن حقق شروط التوبة فإنها مقبولة،  

فسب الله تعالى وسب رسوله صلى الله عليه وسلم كفر مخرج من الملة والعياذ بالله، ومع ذلك فمن تاب منه فجمهور أهل العلم على صحة توبته،

أقوال الفقهاء في توبته؟

 قال الحنفية بقبول توبة ساب الله تعالى.

 وكذا الحنابلة، مع ضرورة تأديب الساب وعدم تكرر ذلك منه ثلاثا. وفي المذهب المالكي خلاف، الراجح عندهم قبول توبته، وهو رأي ابن تيمية.

حكم من سب رسول الله صلي الله عليه وسلم؟

أما ساب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد ذهب الحنفية والحنابلة إلى قبول توبته. 

وقال الشافعية: تقبل توبة قاذفه صلى الله عليه وسلم على الأصح، وقال أبو بكر الفارسي: يقتل حداً ولا يسقط بالتوبة. 

وقال الصيدلاني: يجلد ثمانين جلدة ؛ لأن الردة ارتفعت بإسلامه وبقي جلده. 

وفي قول عند الحنابلة: لا تقبل توبته. 

وقال المالكية: من شتم نبيا مجمعاً على نبوته بقرآن أو نحوه فإنه يقتل ولا تقبل توبته؛ لأن كفره يشبه كفر الزنديق، ويقتل حدا لا كفرا إن قتل بعد توبته لأن قتله حينئذ لأجل ازدرائه لا لأجل كفره. انتهـى.

ومن قال من أهل العلم بعدم قبول توبته فمرادهم في الدنيا وأنه يقتل بكل حال، كما جاء في الموسوعةالفقهية : اختلفوا في قبول توبته فذهب جمهور الفقهاء إلى قبولها. وذهب الحنابلة إلى عدم قبولها ويقتل بكل حال .. وأما بالنسبة للآخرة ، فإن كان صادقا في توبته قبلت باطنا ونفعه ذلك. انتهـى.

 هل هناك فرق بين المجاهر بالسب والمسربه؟

ولا فرق في قبول التوبة النصوح بين المجاهر بالسب والمسر به ، وبين وصول الأمر للإمام وعدم وصوله ، وبين المحارب للإسلام وغير المحارب، فمن تاب توبة صحيحة قبلت توبته مهما كان جرمه وعظم ذنبه.

وأما ما يتعلق بالوسوسة في هذه الأمور، فليس المرء بمؤاخذ عليها طالما أنها مجرد وساوس وخواطر تهجم على النفس، يكرهها الإنسان وتزعجه،

ويجب على المسلم أن يحذر كذلك من القنوط من رحمة الله تعالى، فالوقوع في القنوط لا يقل خطرا عن الذنب نفسه لما فيه من إساءة الظن بالله تعالى.

وصلي اللهم علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه وسلم 


google-playkhamsatmostaqltradent