
الحمد من أعظم ما مدح الله به نفسه
كم مرة وردت كلمة الحمد في القرآن الكريم؟
الحمد تسبيح الملائكة
الحمد ملأحياة الأنبياء
الحمد في السنة النبوية المطهرة
الحمد لله
رب العالمين، القائل في كتابه العزيز:" هُوَ اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ
الْحَمْدُ فِي الأُولَى وَالآخِرَةِ"(القصص
70)،وأشهد أن
لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، القائل
في حديثه الشريف: "إِنَّ أفْضَلَ عِبادِ اللَّهِ يَوْمَ القيَامَةِ الحَمَّادُونَ"(الطبراني)، اللهم
صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد
فحديثنا
إليكم اليوم عن الحمد في القرآن والسنة النبوية المطهرة
عباد الله :"إنَّ الله سبحانه وتعالى هو المستحق للحمد على الإطلاق؛
فتكررت كلمة "الحمد لله" في القرآن في ثلاثة وعشرين موضعاً، افتتح الله
تعالى بها خمس سور، وهي: سورة الفاتحة، قال تعالى:"الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ
الْعَالَمِينَ"، وسورة الأنعام، قال تعالى:"الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ"().والكهف،
قال تعالى: "الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا"،
سبأ، قال تعالى:"الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ
الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ ۚ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ" وفاطر، قال تعالى:"الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۚ
يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"، كما اختتم بها أيضا
أربع سور من كتابه العزيز، وهي: سورة الصافات، قال تعالى:"وَالْحَمْدُ لِلَّهِ
رَبِّ الْعَالَمِينَ"وسورة الإسراء، قال تعالى: "وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ
وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا"
وسورة الزمر، قال تعالى: "وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ
الْعَالَمِينَ"، وسورة النمل، قال تعالى :"وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ
فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا
رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ".
كما قال سبحانه عن نفسه:"الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ"(الفاتحة 2) فقد تكررت
هذه الآية "بلفظها" في ستة مواضع من القرآن الكريم،
فهو سبحانه له جميع المحامد كلها، وليس ذلك لأحد إلا له، لا نحصي ثناء
عليه، هو كما أثنى على نفسه، فمن أسمائه الحسنى "الحميد"، وقد ذكر
هذا الاسم في أكثرَ من خمسةَ عشَر موضعًا من القرآن، منها قوله تعالى
"يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ
وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ" (فاطر15).
والحمد من أعظم ما مدح الله (عز وجل) به نفسه، قال تعالى: "لَهُ الْحَمْدُ
فِي السَّمَاوَاتِ
وَالأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ "(الروم 18).
والحمد تسبيح الملائكة،
فقد قال تعالي عنهم: "وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ
حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ
الْعَالَمِينَ"(الزمر 75)، وقال:"وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ
لِمَنْ فِي الْأَرْضِ"(الشورى5)، وقال:"الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ
يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ
رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ"(غافر 7).
والحمد تسبيح أهل الجنة
يقولون:"الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلاَ أَنْ هَدَانَا اللَّهُ "
(الأعراف 43)،
وقال تعالي:"الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ"(فاطر/34)
وآخردعواهم كما قال تعالى: "وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنْ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ"
(يونس/10).
ولقد ملأ
الحمد حياة الأنبياءعليهم السلام،
والحمد لله : هي أول كلمة نطق بها آدم عليه السلام: فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): "لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ وَنَفَخَ فِيهِ الرُّوحَ
عَطَسَ، فَقَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ ، فَحَمِدَ اللَّهَ بِإِذْنِهِ، فَقَالَ لَهُ رَبُّهُ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ يَا آدَمُ،
اذْهَبْ إِلَى أُولَئِكَ الْمَلائِكَةِ، إِلَى مَلإٍ مِنْهُمْ جُلُوسٍ، فَقُلْ: السَّلامُ عَلَيْكُمْ ، قَالُوا
: وَعَلَيْكَ السَّلامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى رَبِّهِ فَقَالَ: إِنَّ هَذِهِ تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ
بَنِيكَ بَيْنَهُمْ" (الترمذي).
وقال تعالى لنوح عليه السلام:"فإذَا اسْتَوَيْتَ أَنتَ وَمَن مَّعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ" (المؤمنون 28)،
وعن إبراهيم (عليه السلام)، قال:"الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ
إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ"(إبراهيم 39)، وعن داود وسليمان عليهما السلام ،
قال:"وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا ۖ وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَىٰ
كَثِيرٍ مِّنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ"(النمل 15).
ولسيد ولد آدم صلى اللهُ عليه وسلم قال:"وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا
وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا"(الإسراء 111)،
وقال:"قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ"
(النمل 59) .
الحمد في
السنة النبوية المطهرة
عباد الله :"والحمد هو أحب الكلام إلى الله، فعَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"أَلا أُخْبِرُكَ بِأَحَبِّ الْكَلامِ إِلَى اللَّهِ ؟ قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنِي
بِأَحَبِّ الْكَلامِ إِلَى اللَّهِ، فَقَالَ: إِنَّ أَحَبَّ الْكَلامِ إِلَى اللَّهِ: "سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ
"، وعَنْ أَبِي ذَرٍّ أيضا: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) سُئِلَ : أَيُّ
الْكَلامِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ : "مَا اصْطَفَى اللَّهُ لِمَلائِكَتِهِ أَوْ لِعِبَادِهِ : سُبْحَانَ اللَّهِ
وَبِحَمْدِهِ"(رواهما مسلم)،
وعَنِ الأَسْوَدِ بْنِ سَرِيعٍ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلاَ أُنْشِدُكَ
مَحَامِدَ حَمِدْتُ بِهَا رَبِّى تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَالَ " أَمَا إِنَّ رَبَّكَ
عَزَّ وَجَلَّ يُحِبُّ الْحَمْدَ"(أحمد).
والحمد أفضل الدعاء كما أن لا إله إلا الله أفضل الثناء، فقد قال صلى اللهُ
عليه وسلم: "أَفْضَلُ الذِّكْرِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَأَفْضَلُ الدُّعَاءِ الْحَمْدُ لِلَّهِ "
(الترمذي).
ولقد كان صلى اللهُ عليه وسلم يحمد الله عز وجل في كل أحواله،
وعلى كل أحيانه؛ حتى إذا أوى إلى فراشه قالَ: "الحَمْدُ لِلَّهِ الذي أَطْعَمَنَا
وَسَقَانَا، وَكَفَانَا وَآوَانَا، فَكَمْ مِمَّنْ لا كَافِيَ له وَلَا مُؤْوِيَ" (مسلم)،
وإذَا أصْبَحَ قَالَ: "الحَمْدُ لِلَّهِ الذي أحْيَانَا بَعْدَ ما أمَاتَنَا، وإلَيْهِ النُّشُورُ"
(البخاري)
وإذا استجدَ ثوبًا ليلبسه: سمَّاهُ باسمِهِ، عِمامةً، أو قميصًا، أو رِداءً، ثمَّ
يقولُ: "اللَّهمَّ لَكَ الحمدُ أنتَ كسوتَنيهِ، أسألُكَ خيرَه، وخيرَ ما صُنعَ لَه،
وأعوذُ بِكَ من شرِّه، وشرِّ ما صُنِعَ لَهُ"، وكذلك إذا عطس أو ركب دابته أو
طعم أو شرب، فكان يحمد الله في كل وقت ومكان، فهو صلى اللهُ عليه
وسلم إمام الحمادين ، وبيده لواء الحمد يوم القيامة؛ إذ يقول: " أنا سيِّدُ
ولدِ آدمَ يومَ القيامةِ ولا فخرَ، وبيدي لِواءُ الحمدِ ولا فخرَ، وما مِن نبيٍّ
يَومئذٍ آدمَ فمَن
سِواهُ إلَّا تحتَ لِوائي".
إن الحمد لله نعمة في حق العبد، فمن وفق للحمد فقد وفق لأعظم النعم، إذ
يقول النبي صلى اللهُ عليه وسلم: "مَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَى عَبْدٍ نِعْمَةً فَقَالَ الْحَمْدُ
لِلَّهِ إِلَّا كَانَ الَّذِي أَعْطَاهُ أَفْضَلَ مِمَّا أَخَذَ"، فالحمد فضائله كثيرة لا تحصى،
وثماره وآثاره على الحمادين لا تعد ولا تستقصَى، وثوابه عند الله (جلَّ
وعلا)
جزيل، ومن ذلك:
- أنه أفضل ما يأتي به العبد يوم القيامة: فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) : " مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ وَحِينَ يُمْسِي : سُبْحَانَ
اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ مِائَةَ مَرَّةٍ لَمْ يَأْتِ أَحَدٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ إِلا أَحَدٌ
قَالَ مِثْلَ مَا قَالَ أَوْ زَادَ عَلَيْهِ"(مسلم).
تُفتح لها أبواب السماء: فعَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: "بَيْنَمَا نَحْنُ نُصَلِّي مَعَ رَسُولِ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْقَوْمِ : اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ
كَثِيرًا ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
مَنْ الْقَائِلُ كَلِمَةَ كَذَا وَكَذَا ؟ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْقَوْمِ : أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ :
عَجِبْتُ لَهَا فُتِحَتْ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ " قَالَ ابْنُ عُمَرَ: "فَمَا تَرَكْتُهُنَّ مُنْذُ
سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَقُولُ ذَلِكَ"(مسلم).
- والحمد لله تملأ الميزانَ، فعن أبي مالكٍ الأشعري رضي الله عنه أن
النبي صلى اللهُ عليه وسلم قال : "الطُّهُورُ شَطْرُ الْإِيمَانِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَأُ
الْمِيزَانَ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَآَنِ أَوْ تَمْلَأُ مَا بَيْنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ"
(مسلم).
والحمادون أفضل عباد الله يوم القيامة، كما قال صلى اللهُ عليه وسلم: "إِنَّ
أفْضَلَ عِبادِ
اللَّهِ يَوْمَ القيَامَةِ الحَمَّادُونَ"(الطبراني في الكبير).
والحمد لله مضاعفة في الحسنات ورفعة في الدرجات، عَنْ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ
الزُّرَقِيِّ، قَالَ: " كُنَّا يَوْمًا نُصَلِّي وَرَاءَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَلَمَّا
رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرَّكْعَةِ قَالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ "، قَالَ رَجُلٌ وَرَاءَهُ: رَبَّنَا
وَلَكَ الحَمْدُ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ، قَالَ: "مَنِ المُتَكَلِّمُ"
قَالَ: أَنَا، قَالَ: "رَأَيْتُ بِضْعَةً وَثَلاَثِينَ مَلَكًا يَبْتَدِرُونَهَا أَيُّهُمْ يَكْتُبُهَا أَوَّلُ"
(البخاري).
والحمد
لله من أسباب المغفرة، تسقط الذنوب عن العبد كما يتساقط ورق الشجر:
قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"مَا عَلَى الأَرْضِ رَجُلٌ يَقُولُ: لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ، وَاللَّهُ
أَكْبَرُ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ، إِلا كُفِّرَتْ عَنْهُ
ذُنُوبُهُ، وَلَوْ كَانَتْ أَكْثَرَ مِنْ زَبَدِ الْبَحْرِ"(أحمد)،
وعَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِشَجَرَةٍ يَابِسَةِ الْوَرَقِ ،
فَضَرَبَهَا بِعَصَاهُ فَتَنَاثَرَ الْوَرَقُ فَقَالَ: إِنَّ الْحَمْدُ لِلَّهِ ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ ، وَلا إِلَهَ
إِلا اللَّهُ ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، لَتُسَاقِطُ مِنْ ذُنُوبِ الْعَبْدِ كَمَا تَسَاقَطَ وَرَقُ هَذِهِ الشَّجَرَةِ
(الترمذي).
وفي الجنة بيتا يسمى بيت الحمد: قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِذَا مَاتَ وَلَدُ
العَبْدِ قَالَ اللَّهُ لِمَلَائِكَتِهِ: قَبَضْتُمْ وَلَدَ عَبْدِي، فَيَقُولُونَ: نَعَمْ، فَيَقُولُ: قَبَضْتُمْ
ثَمَرَةَ فُؤَادِهِ، فَيَقُولُونَ: نَعَمْ، فَيَقُولُ: مَاذَا قَالَ عَبْدِي؟ فَيَقُولُونَ: حَمِدَكَ
وَاسْتَرْجَعَ، فَيَقُولُ اللَّهُ: ابْنُوا لِعَبْدِي بَيْتًا فِي الجَنَّةِ، وَسَمُّوهُ بَيْتَ الحَمْدِ "
(الترمذي).
إن أمر المؤمن كله خير، كما قال النبي صلى الله عليه وسَلم:"عَجَبًا لأمرِ
المؤمنِ إِنَّ أمْرَه كُلَّهُ لهُ خَيرٌ وليسَ ذلكَ لأحَدٍ إلا للمُؤْمنِ إِنْ أصَابتْهُ سَرَّاءُ
شَكَرَ فكانتْ خَيرًا لهُ؛ وإنْ أصَابتْهُ ضَرَّاءُ صَبرَ فكانتْ خَيرًا لهُ "(مسلم)،
فحري بنا ملازمة الحمد في السراء والضراء، فعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: "كَانَ
رَسُولُ اللَّهِ صلى اللهُ عليه وسلم إِذَا رَأَى مَا يُحِبُّ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي
بِنِعْمَتِهِ تَتِمُّ الصَّالِحَاتُ، وَإِذَا رَأَى مَا يَكْرَهُ قَالَ: "الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ"
(ابن ماجه).
وقال صلى اللهُ عليه وسلم: "أَوَّلُ مَنْ يُدْعَى إِلَى الْجَنَّةِ الْحَمَّادُونَ الَّذِينَ
يَحْمَدُونَ اللهَ عَلَى السَّرَّاءِ، وَالضَّرَّاءِ".