recent
أخبار عاجلة

متي يكون القَزع مكروهاً ومعصية ؟ ومتي يكون حراماً ؟

 


متي يكون القَزع  مكروهاً ومعصية ؟ ومتي يكون حراماً ؟ 

القزع وأنواعه

 ما الحكمة فى النهى عن  القزع ؟

متي يكون القزع مكروه ومعصية لله ورسوله؟

متي يكون القزع حراماً؟

ماحق الشعر فى الإسلام ؟

الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله وبعد

فقد ابتلينا في هذا الزَّمانِ ببعض حُدَثاءُ الأَسْنانِ، من صِغارٌ السِّنِّ والعُمُرِ، "سُفَهاءُ الأَحْلامِ  ضُعَفاءُ العُقولِ،ليس لهم هم إلاالتقليد الأعمي ..

وصدق رسول الله صلي الله عليه وسلم حيث قال :" لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَن قَبْلَكُمْ شِبْرًا بشِبْرٍ، وَذِرَاعًا بذِرَاعٍ، حتَّى لو سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ، قُلْنَا: يا رَسُولَ اللَّهِ، اليَهُودَ وَالنَّصَارَى؟ قالَ: فَمَنْ؟"(البخاري).

فكان للمُسلمِ هُويَّتُه التي تُميِّزُه عن غيرِه، وشَريعتُه التي فضَّلَه اللهُ بها على العالَمِين، وقدْ كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حَريصًا على بَقاءِ هذا التَّميُّزِ والتَّفضيلِ، ومِن ثَمَّ كان صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَأمُرُ بمُخالَفةِ أهلِ الكِتابِ مِن اليَهودِ والنَّصارَى، ويُحذِّرُ مِن مُتابعتِهم.

القزع وأنواعه

ومما ابتلينا به هذه الأيام حلاقة القزع

والقزع : أن يحلق بعض رأسه ، ويترك بعضه الآخر .

وهو أنواع :

النوع الأول : أن يحلق غير مرتب ، فيحلق من الجانب الأيمن ، ومن الجانب الأيسر ، ومن الناصية ، ومن القفا"أي:يحلق أجزاءمتفرقة من الرأس ويترك باقيه"

النوع الثاني : أن يحلق وسطه ، ويترك جانبيه .

النوع الثالث : أن يحلق جوانبه ويترك وسطه .

النوع الرابع : أن يحلق الناصية فقط ويترك الباقي.

وقد نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن القزع في أحاديث كثيرة ؛ روى عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" نَهَى عَنْ الْقَزَعِ" قيل لنافع : ما القزع ؟ : قال :" أن يحلق بعض رأس الصبي ويترك بعضه(البخاري،ومسلم).

وعَنِ ابْنِ عُمَرَ أيضاً  أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"رَأَى صَبِيًّا قَدْ حُلِقَ بَعْضُ شَعَرِهِ وَتُرِكَ بَعْضُهُ ، فَنَهَى عَنْ ذَلِكَ ، وَقَالَ :" احْلِقُوا كُلَّهُ أَوْ اتْرُكُوا كُلَّهُ"(أحمد).

وعَنْ عبْدِاللَّه بنِ جعْفَر رضي اللَّه عَنْهُما: أنَّ النبي صلي الله عليه وسلم أمْهَل آلَ جعْفَرٍ  ثَلاثًا، ثُمَّ أتَاهُمْ فَقَالَ: لا تَبْكُوا عَلَى أخي بَعْدَ الْيوم، ثُمَّ قَال: ادْعُوا لِي بَنِي أخي، فجيء بِنَا كَأَنَّا أفْرُخٌ، فَقَال: ادْعُوا لِي الحلَّاقَ، فَأَمرهُ فَحَلَقَ رُؤُوسنَا"(أَبُو داود بإسنادٍ صحيحٍ عَلَى شَرْطِ البخاري ومُسْلِمٍ). 

وهكذا لما دخل أولاد جعفر بن أبي طالب أمر بحلق رؤوسهم للمصلحة في ذلك، فإذا دعت الحاجة إلى حلقه فالحلق جائز، وإن ترك فلا بأس، الأمر واسع في حق الرجل، ولكن ليس له أن يحلق البعض ويدع البعض،

  ما الحكمة فى النهى عن  القزع ؟

(1)ظلم للرأس :

"من كَمَال محبَّة الله وَرَسُوله للعدل فَإِنَّهُ أَمر بِهِ حَتَّى فِي شَأْن الانسان مَعَ نَفسه فَنَهَاهُ أَن يحلق بعض رَأسه وَيتْرك بعضه لِأَنَّهُ ظلم للرأس حَيْثُ ترك بعضه كاسيا وَبَعضه عَارِيا وَنَظِير هَذَا أَنه نهى عَن الْجُلُوس بَين الشَّمْس والظل فَإِنَّهُ ظلم لبَعض بدنه "(تحفة المودود بأحكام المولود /ص100).

(2)التشبه باليهود :

 قَالَ الْعُلَمَاءُ وَالْحِكْمَةُ فِي كَرَاهَتِهِ

 أَنَّهُ تَشْوِيهٌ لِلْخَلْقِ وَقِيلَ لِأَنَّهُ أَذَى الشَّرِّ وَالشَّطَارَةِ وَقِيلَ لِأَنَّهُ زِيُّ الْيَهُودِ.(شرح النووى(14/101).

عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ :«مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ"(أبو داود)

وفي رواية:"مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ" : أَيْ مَنْ شَبَّهَ نَفْسَهُ بِالْكُفَّارِ مَثَلًا فِي اللِّبَاسِ وَغَيْرِهِ، أَوْ بِالْفُسَّاقِ أَوِالْفُجَّارِ أَوْ بِالصُّلَحَاءِ الْأَبْرَارِ. (فَهُوَ مِنْهُمْ) : أَيْ فِي الْإِثْمِ وَالْخَيْرِ".(مرقاة المفاتيح (7/2782).

(3) زِيّ أهل الشَّرّ والدعارة

-:فَإِن قلت مَا الْحِكْمَة فِي النَّهْي عَن القزع قلت تَشْوِيه الْخلقَة وَقيل زِيّ الْيَهُود وَقيل زِيّ أهل الشَّرّ والدعارة"(عمدة القارى /22/58).

متي يكون القزع مكروه ومعصية لله ورسوله؟

والنهي في هذه الأحاديث الواردة عن القزع ، محمول على الكراهة لا التحريم .

قال النووي رحمه الله : " يُكْرَهُ الْقَزَعُ ، وَهُوَ حَلْقُ بَعْضِ الرَّأْسِ ؛ لِحَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما فِي الصَّحِيحَيْنِ قَالَ :" نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ الْقَزَعِ "اهـ .(المجموع" (1/347).

وقال صاحب "مطالب أولي النهى" رحمه الله :"وَكُرِهَ القَزَعٌ , وَهُوَ حَلْقُ بَعْضِ الرَّأْسِ وَتَرْكُ بَعْضٍ" اهـ .

فالقزع مكروه ومعصية ولاسيما في هذا الزمان الذي ازدادت فيه المحن والمصائب ومخالفة شرع الله وسنة رسوله صلي الله عليه وسلم  فأصبحت هذه الحلقة موضة وسجية يتشبث بها الشباب والصغار والكبار تشبهاً بالممثلين ولاعبي الكرة وغيرهم ممن لايقيمون للدين وزناً ولايأتمرون بمعروف ولايتناهون عن منكر فعلوه..

والرسول صلي الله عليه سولم صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يقولُ:"ما نَهَيْتُكُمْ عنْه فَاجْتَنِبُوهُ، وَما أَمَرْتُكُمْ به فَافْعَلُوا منه ما اسْتَطَعْتُمْ، فإنَّما أَهْلَكَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ، كَثْرَةُ مَسَائِلِهِمْ، وَاخْتِلَافُهُمْ علَى أَنْبِيَائِهِمْ".وفي رواية: ذَرُونِي ما تَرَكْتُكُمْ"(مسلم).

متي يكون القزع حراماً؟

سبق أن بينا أن القزع مكروه، وإذا كان في القزع تشبه بالكفار، فإنه يحرم؛ لحرمة التشبه بهم لأن النبي صلى الله عليه وسلم رأى صبيًّا حلق بعض رأسه، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يحلق كله، أو يترك كله 

وعليه فالقزع يكون حراماً   إذا فعله صاحبه على وجه التشبه بالكفار أو الفساق ، ففي هذه الحالة يكون محرماً لامكروهاً فما كان فيه تشبه بالكفار فهو محرم ؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم :":"من تشبَّهَ بقومٍ فَهوَ منْهم"(أبوداود وأحمد).

فحَذَّر النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم أمَّتَه مِن التَّشبُّهِ بغيرِ المسلِمين؛ وذلك أنَّ الأمَّةَ مأمورةٌ بمخالَفةِ المشرِكين وأهلِ الكِتابِ.

وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "مَن تشبَّه بقومٍ"، أي: اتَّبَعَهم في أفعالِهم أو أقوالِهم أو لِباسِهم وعاداتِهم، كمَأكَلِه ومَشرَبِه وهَيئاتِه وحلاقته وغيرِ ذلك؛ "فهو مِنهُم"، أي: حُكمُه حُكمُهم؛ فإنْ كانوا أَهلَ فِسقٍ أو كُفرٍ أصبَح مِنهُم، ويَشمَلُه ما يَشمَلُهم مِن العَذابِ بحَسبِ ما تَشبَّه بهم فيه، وبحسَبِ ما قَصَدَ من هذا التشبُّهِ،

وإنْ كانوا مِن أهلِ الصَّلاحِ والإسلامِ شَمِلَه ما يَشمَلُهم مِن نعيمِ اللهِ عزَّ وجلَّ.

 وتحذيرُ الإسلام من التَّشبُّهِ بأهلِ الكُفرِ والفُسوقِ والعِصيانِ، والإرشادُ إلى التَّشبُّهِ بأهلِ الإيمانِ والطَّاعةِ ينبغي أن يحمل علي محمل الجد وكفانا هوان.

 فالقزع علي عهد النبي كان مكروهاً  ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم رأى غلاماً حلق بعض شعره وترك بعضه ، فنهاهم عن ذلك . وقال : "احلقوا كله أو اتركه كله".

فهناك جملة من الأحاديث  تتعلق بالقزع والنهي عنه في حق الرجل، وأن الواجب حلق الرأس كله، أو تركه كله، هذا هو الواجب،  وترك الواجب إثم ما لم يكُنْ فيه تشَبُّهٌ بالكُفَّارِ أو الفَسَقةِ فيَحرُمُ..

وللأسفِ هذا منتَشِرٌ بين الشَّبابِ المفتونينَ بتَقليدِ لاعِبِي الكُرةِ وأصحابِ الغِناءِ الماجِنِ منهم مسلمون ومنهم كفار.

 قال ابنُ القيم عن حلق الرأسِ:"وأمَّا حَلْقُ بعضِه وتركُ بعضِه فهو مراتِبُ: أشدُّها أنْ يحلقَ وسطَه ويتركَ جوانِبَه، كما تفعلُ الشَمامِسَةُ ، ويَلِيه أنْ يحلقَ جوانِبَه ويدعَ وسطَه كما يفعلُ كثيرٌ مِنَ السَّفلةِ وأسقاطِ النَّاسِ، ويَلِيه أنْ يحلِقَ مُقَدَّمَ رأسِه ويتركَ مُؤَخَّرَه. وهذه الصُّوَرُ الثَّلاثُ داخِلَةٌ في القزعِ الَّذي نهَى عنه رسولُ اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم، وبعضُها أقبحُ مِن بعضٍ"(أحكام أهل الذمة 3/1294). 

والمرْتَبةُ الثَّانية هي المنْتَشِرة الآن بين بعض الشَّباب هداهُم الله.

المسلم الحقيقى الذى يتمسك بدينه إعتقاداً صحيحاً و إيماناً قوياً وقولاً

 سليماً وعملاً جاداً مستقيماً يكون دائماً أبداً سباق فى كل زمان ومكان

 والأدلة على ذلك كثيرة يكفى فقط مراجعة التاريخ الإسلامى الصحيح لنرى

 العظمة والتقدم والرقى والحضارة ومن ذلك مثلاً العناية والإهتمام بالشعر.

 ماحق الشعر فى الإسلام ؟

-عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ الله صلي الله عليه وسلم  قَالَ: "مَنْ كَانَ لَهُ شَعْرٌ فَلْيُكْرِمْهُ"(أبو داود ) .

النظافة والدهن :

 قَالَ صلي الله عليه وسلم :"مَنْ كَانَ لَهُ شَعَرٌ" الْمُرَادَ بِهِ شَعْرُ الرَّأْسِ (فَلْيُكْرِمْهُ) : أَيْ فَلْيُزَيِّنْهُ وَلْيُنَظِّفْهُ بِالْغَسْلِ وَالتَّدْهِينِ وَلَا يَتْرُكُهُ مُتَفَرِّقًا ; فَإِنَّ النَّظَافَةَ وَحُسْنَ الْمَنْظَرِ مَحْبُوبٌ"(مرقاة المفاتيح (7/2827).

-عن عَطَاءَ بْنَ يَسَارٍ قَالَ: كَانَ رَسُولَ الله صلي الله عليه وسلم  في الْمَسْجِدِ. فَدَخَلَ رَجُلٌ ثَائِرَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ. فَأَشَارَ إِلَيْهِ رَسُولَ الله صلي الله عليه وسلم  بِيَدِهِ أَنِ اخْرُجْ. كَأَنَّهُ يَعْنِي إِصْلاَحَ شَعَرِ رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ. فَفَعَلَ الرَّجُلُ، ثُمَّ رَجَعَ. فَقَالَ رَسُولَ الله صلي الله عليه وسلم  "أَلَيْسَ هذَا خَيْراً مِنْ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدُكُمْ ثَائِرَ الرَّأْسِ كَأَنَّهُ شَيْطَانٌ؟"(موطأ مالك).

 تسريح الشعر :

 -(من كان له شعر فليكرمه) بتعهده بالتسريح والترجيل والدهن ولا يتركه حتى يتشعث ويتلبد لكنه لا يفرط في المبالغة في ذلك.(فيض القدير (6/208) عن سهل بن سعد مرفوعا

"كان  رَسُولَ الله صلي الله عليه وسلم  يكثر دهن رأسه و يسرح لحيته بالماء " .(صحيح).

 حلقه كله أو تركه كله :

 عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ الله صلي الله عليه وسلم  رَأَى صَبِيًّا قَدْ حُلِقَ بَعْضُ شَعْرِهِ وَتُرِكَ بَعْضُهُ، فَنَهَاهُمْ عَنْ ذَلِكَ، وَقَالَ: «احْلِقُوهُ كُلَّهُ، أَوِ اتْرُكُوهُ كُلَّهُ"(سنن أبى داود). وَهَذَا صَرِيحٌ فِي إِبَاحَةِ حَلْقِ الرَّأْسِ لَا يَحْتَمِلُ تَأْوِيلًا قَالَ أَصْحَابُنَا حَلْقُ الرَّأْسِ جَائِزٌ بِكُلِّ حَالٍ لَكِنْ إِنْ شَقَّ عَلَيْهِ تَعَهُّدُهُ بِالدُّهْنِ وَالتَّسْرِيحِ.(شرح النووى (7/167).

مجمل القول في الشعر أنه يُسن غسله وتمشيطه وتهذيبه ودهنه بين الفينة والفينة دون مبالغة، وأنه يجوز تطويله ليضرب المنكبين، ويجوز أن يصل إلى منتصف الأذنين، ويجوز أن يكون أقصر من ذلك، ويجوز حلقه بالكامل،ولايجوز أن يحلق بعضه ويترك بعضه وهوالقزع المنهي عنه ..

وصلي اللهم علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه  وسلم

google-playkhamsatmostaqltradent