recent
أخبار عاجلة

حاجة الأئمة إلي الدروس أكثر من حاجة رواد المساجد

 حاجة الأئمة إلي الدروس أكثر من حاجة رواد المساجد

لدروس الأئمة في المساجد خصائص تميزها 

الدروس التي يحتاجها الناس اليوم أصناف 

منها الدروس العلمية المركزة 

ومنها الدروس الخفيفة 

ومنها الدروس الرافدة 

الدروس وأعني بها تلكم الحلقات العلمية التي تقام في المساجد ، يتعلم فيها الناس أصول الدين وفروعه ومتطلباته ، في العقيدة والأحكام والتفسير والحديث واللغة وسائر العلوم الشرعية وما يلحق بها .

والدروس في نظري هي أهم المجالات وأعظمها فائدة ، كما أنها الوسيلة الأنفع والأجدى والأبقى ، وقد أثبتت التجارب عبر تاريخ الإسلام الطويل أن الدروس العلمية الشرعية ، هي الطريقة التربوية الأسلم في نشر الدين وتعليم الناس ، وتفقيههم في الدين ، وكانت أعظم وسائل العلم والتعليم والتربية عند السلف الصالح ، ولا تزال أفضل الوسائل لذلك .

وأئمة المساجد هم أولي بهذا ، ويجب أن يتصدروا الدروس  في كل مكان ، والدروس في المساجد بخاصة وما أحوج الإمام للدرس الذي يلقيه ويتعب في تحضيره لترسيخ العلم لديه وتوسيع مداركه .

ولدروس الأئمة في المساجد خصائص تميزها منها :

1- أنه يتحقق فيها معنى مجالس الذكر أكثر من غيرها ، حين تكون في بيت من بيوت الله ( وهو المسجد ) ، وتحضرها الملائكة ، ويباهي الله بأهلها ملائكته ويعودنفعها وثوابها علي العالم والمتعلم .

2- أن المتلقي في المسجد يشعر بشيء من الطمأنينة والسكينة والهدوء والسمت أكثر من أي مكان آخر وكذا الإمام يشعر براحة نفسية حينما يؤدي ماعليه و الدرس الملكلف به.

3- أن الناس في المساجد يكونون أكثر التزاما للأدب والإنصات واحترام المكان والحضور وهكذا الإمام يكون أحرص من المتلقي فيتحلي بالوقار والرزانة والسمت الصالح لكي يؤثر في مستمعيه.

4- جلوس المتلقي في المسجد يجعله أكثر استعدادًا لقبول العلم حين يشعر أنه في مكان الصلاة ، والأصل أن يكون على طهارة ويحافظ على ذلك .. وكذاجلوس الإمام في القبلة علي طهارة متجهاً للجمهور يشعره بالفخر والسعادة.

وفي الجملة فإن الدروس هي التي تشعر الإمام والجمهور بالسعادة والطمأنينة؛ لأن الدروس تتسم غالبا بالاستمرارية ، والأصل في الدروس هي العظات المرققة للقلوب  والمهذبة للنفوس والموجهة لوجوه الخير والسعادة في الدنيا والآخرة، ولاسيما أن تلقي العلم من الإمام  مقرونًا بالعمل والأدب والسمت ، إذ العالم قدوة في علمه وعمله .

أصناف الدروس :

والدروس التي يحتاجها الناس اليوم أصناف :

منها الدروس العلمية المركزة :

وهي تلكم الدروس التي ينبغي أن يتصدرها الأئمة، ومن أهم مواصفاتها :

- أن تكون في أحد العلوم الشرعية أو ما يخدمها فقه تفسير حديث عقيدة سيرة.

- وأن تكون من إمام متمكن فيما يدرسه .

- أن تكون على سمت العلماء وأدبهم .

- أن يكون الجمهور مهيأ للتلقي من حيث الاستقامة والأهلية والأدب .

- أن يأخذ الدرس صفة الثبات والاستمرارية .

وهذه الدروس هي الأنفع والأبقى ، والتي يمكن للإمام أن يربي جمهوره على عينه ويتأثرون بسمته ويعملون بنصائحه ومواعظه وبالتالي فهم يحبونه ويحبهم ..

ومنها الدروس الخفيفة :

وهذه الدروس الموجزة المؤقتة التي يلقيها الإمام في زمن محدود عقب الصلاة أوبين الأذان والإقامة، أو في حلقة ذات زمن محدد قصير ، كالحلقات والدروس التي تلقى في الدورات أو المواسم الثقافية ، أو المراكز الصيفية أوموعظة عند صلاة الجنازة ينتظر فيها أن يجمع الناس للتكثير علي صلاة الجنازة ونحوها .

فتلك الكلمات والتوجيهات والمواعظ :

  يتناول فيها ما يحتاجه المصلون وجماعة الحي في أمورهم الشرعية والاجتماعية وغيرها . وأهمها : تعليم أصول الدين ، والأحكام ، والآداب ، والوعظ ، والتنبيه على الأخطاء وبعض جوانب التقصير ، ومعالجة المشكلات الاجتماعية ، والتربوية ونحو ذلك .

وكما أن منطلق هذه التوجيهات هو المسجد ، فكذلك يحسن أن تكون بعد الصلوات ، أو قبيل الإقامة ، حيث يجتمع أكبر عدد ممكن من المصفين ( جماعة المسجد ) ويتولى ذلك  الإمام .

وهذه الدروس طيبة ومفيدة،فهي أشبه بجرعات خفيفة للتوعية والتثقيف. 

ومنها الدروس الرافدة :

وهي تلكم الدروس التي يقوم بها الإمام في بعض الجلسات التي يجتمع فيها أكثر من ثلاثة أفراد  والتي لا تحتاج إلى التعمق في العلم ، أو التبحر في العقائد والأحكام ، إلا إذا كانت إجابة علي بعض الأسئلة من الحضور فلابد أن يركز جيداً ولايفتي بغير علم والولي له عند عدم حضور الحصيلة العلمية أن يقول لاأدري أو سوف أبحث هذا الأمر جيداً وخاصة في مسائل الميراث والعقيدة وغيرها.

والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل

google-playkhamsatmostaqltradent