recent
أخبار عاجلة

ماذا تفعل مع الكذاب الذي لايراعي فيك إلاولاذمة؟

 


ماذا تفعل مع الكذاب الذي لايراعي فيك إلاولاذمة؟

من ادعي عليك ادعاءات كاذبة وباطلة  فأنت مخير بين ثلاث :"

أولاً :"إن شئت فاصبر قال الله تعالى:"وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ"(الشورى:43).

فلو صبر المظلوم ولم يدع على ظالمه، واحتسب أجره عند الله، فإن الله لا يضيع أجره.

ثانياً:"  قول "حسبنا الله ونعم الوكيل" مع الكيس أي الدفاع عن نفسك وذكر حجتك ..وعَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ ، أَنَّهُ حَدَّثَهُمْ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَضَى بَيْنَ رَجُلَيْنِ ، فَقَالَ الْمَقْضِيُّ عَلَيْهِ لَمَّا أَدْبَرَ : حَسْبِيَ اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ . فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :"إِنَّ اللَّهَ يَلُومُ عَلَى الْعَجْزِ ، وَلَكِنْ عَلَيْكَ بِالْكَيْسِ ، فَإِذَا غَلَبَكَ أَمْرٌ فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ"(أبوداود).

ثالثاً:" الدعاء عليه لما ورد من قصة أروى بنت أوس، وقد ادعت على سعيد بن زيد أنه أخذ شيئاً من أرضها... فقال سعيد: اللهم إن كانت كاذبة فأعم بصرها، واقتلها في أرضها، قال: فما ماتت حتى ذهب بصرها، وبينما هي تمشي في أرضها إذ وقعت في حفرة فماتت"(البخاري ومسلم).

أما قولك: هل يكفي ذلك أم لا؟

نعم لك أن تكتفي  بقولك: "حسبنا الله ونعم الوكيل"،

ولك أن تدعو على من ظلمك دون تعد في الدعاء، حيث لم يرد في الشرع ما يلزم المظلوم بدعاء معين يدعو به على ظالمه دون غيره، ودليل ذلك إطلاق الأحاديث "دعوة المظلوم" دون تقييدها بدعوة خاصة،

وكذلك ما روي عن جابر بن سمرة قال: شكا أهل الكوفة سعد بن أبي وقاص إلى عمر بن الخطاب، فعزله واستعمل عليهم غيره... إلى أن قال: أرسل معه عمر رجلاً إلى الكوفة يسأل عنه، فلم يدع مسجداً إلا سأل عنه، ويثنون معروفاً، حتى دخل مسجداً لبني عبس، فقام رجل منهم يقال له: أسامة بن قتادة فقال: أما إذ نشدتنا، فإن سعداً لا يسير بالسرية، ولا يقسم بالسوية، ولا يعدل في القضية، قال سعد: أما والله لأدعون بثلاث: اللهم إن كان عبدك هذا كاذباً قام رياءً وسمعة فأطل عمره، وأطل فقره، وعرضه للفتن، فكان بعد ذلك يقول: شيخ مفتون أصابتني دعوة سعد"(البخاري ومسلم).

فلا شك أن قول:"حسبنا الله ونعم الوكيل" عظيم النفع بالغ الأثر، لما فيه من تفويض الأمر لله، وإظهار التوكل عليه سبحانه، وقد قال ذلك إبراهيم الخليل عليه السلام حين ألقي في النار، وقاله محمد صلى الله عليه وسلم حين قالوا له:"إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم"(البخاري من حديث ابن عباس).

فقول المظلوم: "حسبنا الله ونعم الوكيل" ليس من قبيل الدعاء على الظالم، ولكنه اعتصام بالله، وركون إليه، ولا شك أن الله مطلع، ولا يخفى عليه حال الظالم ولا المظلوم.

كما أنه سبحانه يجيب دعوة المظلوم كما في الحديث: يقول الرب عز وجل:"وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين"(أحمد والترمذي وابن ماجه ).

وقال صلى الله عليه وسلم: "دعوة المظلوم مستجابة وإن كان فاجراً ففجوره على نفسه"(أحمد بإسناد حسن).

وقال صلى الله عليه وسلم: "واتق دعوة المظلوم، فإنها ليس بينها وبين الله حجاب"(البخاري ومسلم).

"وَقَالُواحَسْبُنَااللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ"

يناسب هذا الدعاء كل موقف يصيب المسلم فيه هم أو فزع أو خوف ،وكذلك كل ظرف شدة أو كرب أو مصيبة ، فيكون لسان حاله ومقاله الالتجاء إلى الله ، والاكتفاء بحمايته وجنابه العظيم عن الخلق أجمعين .

وقد وردعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :"إِذا وَقَعْتُمْ فِي الأَمْرِ العَظِيمِ فَقُولوا :"حَسْبُنا الله وَنِعْمَ الوَكِيلُ"(ابن مردويه).

 وعن أَبِي سَعِيدٍ الخدري رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :" كَيْفَ أَنْعَمُ وَصَاحِبُ القَرْنِ قَدِ التَقَمَ القَرْنَ وَاسْتَمَعَ الإِذْنَ مَتَى يُؤْمَرُ بِالنَّفْخِ فَيَنْفُخُ ، فَكَأَنَّ ذَلِكَ ثَقُلَ عَلَى أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ لَهُمْ : قُولُوا :"حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الوَكِيلُ ، عَلَى اللهِ تَوَكَّلْنَا"(الترمذي).

فعندما داهَمهم الخوف بشأن أهوال القيامة كانت أنسب كلمة أرشدهم النبي

 صلى الله عليه وسلم إليها هي هذه الكلمة التي تعد سلاحًا واقيًا يقيهم هذا

 الهول، ويدفع عنهم هذه المخافة العظيمة التي تعدُّ أعظم مخافة في حياة

 البشرية، وهي دمارُ الكون بأكمله، ومشاهدة هذا الحدث الجلل المُرعب

 الذي تنخلعُ القلوب لِمْرَآه.

ولذلك بوب النسائي على هذا الدعاء بقوله : " مَا يَقُول إذا خَافَ قوما " انتهى من " عمل اليوم والليلة " (ص/392)

وذكره ابن القيم رحمه الله في " الفصل التاسع عشر في الذكر عند لقاء العدو ومن يخاف سلطاناً وغيره " انتهى من " الوابل الصيب " (ص/114).

ونلاحظ مما سبق أن هذا الدعاء يمكن أن يقال في مواجهة المسلم الظالم ، وليس فقط الكافر ، كما يمكن أن يلجأ إليه المهموم أو المكروب أو الخائف بسبب تعدي أحد المسلمين .

وأما الظالم الذي قيل في حقه هذا الدعاء فليس له إلا التوبة الصادقة ، وطلب العفو ممن ظلمهم وانتهك حقوقهم ، ورد المظالم إلى أهلها ؛ وإلا فإن الله عز وجل سيكون خصمه يوم القيامة ، وغالبا ما يعجل له العقوبة في الدنيا ، فإن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب .

google-playkhamsatmostaqltradent