recent
أخبار عاجلة

صلوا كما رأيتموني أصلي الركن الخامس: الركوع



صلوا كما رأيتموني أصلي

 الركن الخامس

الركوع

وهو مجمع علي فرضيته من جميع المذاهب لقول الله تعالى:"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا"(الحج/77).

 ولحديث أبي هريرة رضي الله عنه في قصة المسيء صلاته، وفيه:"ثمّ اركعْ حتى تطمئنَّ راكعًا" (متفق عليه).

بم يتحقق الركوع

يتحقق الركوع بمجرد الانحناء بحيث تصل اليدان إلى الركبتين، ولا بد من الطمأنينة فيه،

يقول صلي الله عليه وسلم:"أسوَأُ النَّاسِ سَرِقةً الذي يَسرِقُ مِن صَلاتِه، قالوا: يا رسولَ اللهِ، وكيف يَسرِقُ مِن صَلاتِه؟ قال: لا يُتِمُّ رُكوعَها ولا سُجودَها -أو قال: لا يُقيمُ صُلبَه في الرُّكوعِ والسُّجودِ."(أحمد وابن خزيمة).

الصَّلاةُ عِبادةٌ تَوْقيفيَّةٌ، وقد علَّمَنا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أركانَها، وكيفيَّاتِها، وآدابَها، ومِن ذلِكَ أنْ يُؤْتَى بكُلِّ رُكْنٍ فيها على الوَجْهِ الأكمَلِ له.

وفي هذا الحَديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "أسوَأُ النَّاسِ سَرِقةً"، أي: أشَدُّهم قُبحًا وأعظمُهم جُرمًا في السَّرِقةِ، "الَّذي يَسرِقُ من صَلاتِهِ" فشبَّهَ السَّرِقةَ من الصَّلاةِ كمَن أخَذَ ما ليس له أخْذُهُ في خَفاءٍ، وجَعَلَهُ الأسوأَ؛ لأنَّ أخْذَ مالِ الغَيرِ رُبَّما يَنتَفِعُ به في الدُّنيا، ويَستحِلُّ من صاحِبِهِ أو تُقطَعُ يَدُهُ، فيَتخلَّصُ من العِقابِ في الآخِرةِ، بخِلافِ هذا السَّارِقِ؛ فإنَّه سرَقَ حقَّ نَفسِهِ من الثَّوابِ، "قالوا: يا رسولَ اللهِ، وكيف يَسرِقُ من صَلاتِهِ؟ قال: لا يُتِمُّ رُكوعَها ولا سُجودَها -أو قالَ: لا يُقيمُ صُلبَهُ في الرُّكوعِ والسُّجودِ"، والمُرادُ بالسَّرِقةِ من الصَّلاةِ؛ بأنْ يَستَعجِلَ الرُّكوعَ والسُّجودَ، فلا يَأْتي المُصلِّي بهما على الوَجهِ الأكمَلِ والباعِثِ للخُشوعِ والطُّمَأنينةِ، وقد جاءَ في تَمامِ الرُّكوعِ والسُّجودِ ما جاءَ عِندَ ابنِ ماجَهْ: "إذا ركَعَ سوَّى ظهْرَه، حتَّى لو صُبَّ عليه الماءُ لاستَقَرَّ"، وكذلِكَ ما رواهُ أبو داودَ والنَّسائيُّ: "ثُمَّ يُكبِّرُ ويَركَعُ حتى تَطمَئِنَّ مَفاصِلُهُ وتَسْتَرخي، ثُمَّ يقولُ: سَمِعَ اللهُ لِمَن حَمِدَهُ، ثُمَّ يَسْتوي قائِمًاحتى يُقيمَ صُلْبَهُ، ثُمَّ يُكبِّرُ ويَسجُدُ حتى يُمكِّنَ وَجهَهُ"

وقوله صلي الله عليه وسلم:" لا تُجزئُ صلاةُ الرَّجلِ حتَّى يُقيمَ ظهرَهُ في الرُّكوعِ والسُّجودِ"(أبو داود واللفظ له، والترمذي  والنسائي وابن ماجه  وأحمد ). 

الطُّمَأنِينَةِ فِي الصَّلَاةِ رُكنٌ من أركانِها، ومِنَ الطُّمَأنِينَةِ: استِواءُ الأعضاءِ، وفي ذَلِكَ يَقُول النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ علَيْهِ وسَلَّم: "لَا تُجزِئُ صَلَاةُ الرَّجُلِ"، أي: لَا تَكُونُ تامَّةً وكامِلَةً، بل تَكونُ صلاتُه ناقِصَةً، "حَتَّى يُقِيمَ ظَهرَه فِي الرُّكوعِ والسجودِ"، أي: حَتَّى يسوِّيَ ظهرَه، ويجعلَه مُستقيمًا غيرَ مُنْحَنٍ، وساكِنًا غيرَ متحرِّكٍ، ومُطمَئِنًّا عِنْدَ ركوعِه وعندَ سُجودِه فِي الصَّلَاةِ.

وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:"وقوله صلي الله عليه وسلم :"إنَّ الرجلَ ليُصلِّي ستِّينَ سنةً و ما تُقبَلُ له صلاةٌ ، لعله يتمُّ الركوعَ ، ولا يتمُّ السُّجودَ ، ويتمُّ السجودَ ولا يتمُّ الركوعَ"(صحيح الترغيب).

 ورأى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلًا لا يتم ركوعه، وينقر في سجوده وهو يصلي فقال:"لو ماتَ هذا على حالهِ هذه؛ مات على غيرِ ملَّةِ محمد. ينقُر صلاتَه كما ينقرُ الغرابُ الدَّمَ! مثَلُ الذي لا يتمُّ ركوعَه وينقرُ في سجودهِ، مَثلُ الجائعِ الذي يأكلُ التمرةَ والتمرتينِ، لا يُغنيانِ عنه شيئًا"(صحيح الترغيب).

 وعن أبي هريرة رضي الله عنه: "أن النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم دخل المسجد، فدخل رجلٌ فصلَّى، ثم جاء فسلم على الرسول صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فرد النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عليه السلامُ، فقال: "ارجع فصل، فإنك لم تصلِّ». فصلَّى، ثم جاء فسلم على النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال: "ارجع فصل، فإنك لم تصل "ثلاثًا"، فقال: والذي بعثك بالحق فما أحسن غيره، فعلمني، قال: "إذا قمتَ إلى الصلاة فكبِّر واقرأ ما تيسَّر معك من القرآن، ثم اركع حتى تطمئنَ راكعًا، ثم ارفع حتى تعتدلَ قائمًا، ثم اسجد حتى تطمئنَ ساجدًا، ثم ارفع حتى تطمئنَ جالسًا، ثم اسجد حتى تطمئنَ ساجدًا، ثم افعل ذلك في صلاتك كلها"(البخاري).

 

ويقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه:"إن الرجل ليشيب في الإسلام ولم يُكمِل لله ركعة واحدة".

قيل: كيف يا أمير المؤمنين قال:"لا يتم ركوعها ولا سجودها".

قال الشافعي وأحمد وإسحاق: "من لا يُقيم صلبَه في الركوعِ والسجود فصلاتُه فاسدة، لحديث النبي صلَّى الله عليه وسلَّم:"لا تجزئ صلاة لا يُقيم الرجل فيها صلبه في الركوع والسجود ". 

ويقول الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله: "يأتي على الناس زمان يُصلُّون وهم لا يُصلُّون، وإني لأتخوف أن يكون الزمان هو هذا الزمان!". 

فماذا لو أتيتَ إلينا يا إمام لتنظر أحوالنا؟! 


 

google-playkhamsatmostaqltradent