recent
أخبار عاجلة

لاتحزن إن الله معنا

 لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا

معني لاتحزن إن الله معنا 

نماذج ممن اتخذوا منهج إن الله معنا

قوة وروعة كلمة لاتحزن إن الله معنا 

الحمد لله رب العالمين. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في سلطانه ولي الصالحين..وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداًعبده ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه القائل :"ما ظَنُّكَ ياأبابكرٍباثنينِ اللهُ ثالثُهُما"(متَّفقٌ عليه).

اللهم صلاة وسلاماً عليك يا سيدي يارسول الله وعلي آلك وصحبك وسلم . أما بعد فيا جماعة الإسلام :

"إلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ"(التوبة/40).

عباد الله:"إذا نظرنا فى حادث الهجرة نجد أنها لم تكن فراراً من الموت أو طلباً للنجاة أو خوفاً من بطش ظالم وإنما كانت انتقالاً بالعقيدة من وطن كثر فيه الباغى وقل فيه الناصر إلى وطن آخر تأمن فيه على نفسها ويستطيع المؤمنون أن يجدوا تربة طيبة فيغرسوا فيها شجرة التوحيد فلم تكن الهجرة فراراً بل كانت انتصاراً

إخوة الإيمان والإسلام :"

ولابد لنا من وقفة مع هذه الكلمة :"لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا"هذه الكلمة الجميلة الشجاعة القوية قالها صلى الله عليه وسلم  وهو في الغار مع صاحبه أبي بكرٍ الصديق وقد أحاط بهما الكفّار، قالها قويةً في حزمٍ، صادقةً في عزمٍ، صارمةً في جزمٍ:"لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا"فما دام الله معنا فلِمَ الحزن؟ ولِمَ الخوف؟ ولِمَ القلق؟ اسكنْ، اثبتْ، اهدأْ، اطمئنَّ؛ لأنّ الله معنا. لا نُغلب، لا نُهزم، لا نضلّ، لا نضيع، لا نيأس،لا نقنط؛ لأن الله معنا. النصر حليفنا، الفرج رفيقنا، الفتح صاحبنا، الفوز غايتنا، الفلاح نهايتنا؛ لأن الله معنا. 

"لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا" يا أبا بكر! أبشرْ بالفوز، وانتظر النصر، وترقّب الفتح؛ لأنّ الله معنا.

غداً سوف تَعلو رسالتنا، وتَظهر دعوتنا، وتُسمع كلمتنا؛ لأنّ الله معنا.

غداً سوف نُسمع أهلَ الأرض روعةَ الأذان، وكلامَ الرحمن، ونغمةَ القرآن؛ لأن الله معنا.

غداً سوف نُخرج الإنسانيّة، ونحرّر البشريّة من عبوديّة الوثنيّة؛ لأن الله معنا. هذه كلماتٌ قالها صلى الله عليه وسلم  لأبي بكر الصديق وهما في الغار وقد أحاط بهما الكفار من كل ناحية،وطوّقهما الموت من كل مكان، وأُغلقت الأبوابُ إلا باباً واحداً،وقطعت الحبالُ إلا حبلاً واحداً،وعزّ الصديق والقريب،وغاب الصاحب والحبيب،وعجزت الأسرة والقبيلة،وبقي الواحد الأحد الفرد الصمد،حينها قالها:"لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا".

معني لاتحزن إن الله معنا 

وهذه الكلمة في زمانها الذي قِيلت فيه، وفي جوّها المخيف المرعب، وفي مكانها المزلزل المذهل لها طعمٌ آخرُ وقصةٌ أخرى. لقد جاءت في لحظةٍ طُوِّق فيها على المعصوم وصاحبه في الغار، وأغلق الباب، وأحاط الأعداء بكلّ جانب، وسلّوا سيوف الموت، يريدون أشرف مهجةٍ عُرِفتْ، وأزكى نفسٍ وُجدتْ، وأطهر روحٍ خُلقتْ، فما الحيلة؟ الحيلة رفع ملفّ القضية، وأوراق الفاجعة، وسجلّ الكارثة إلى مَن على العرش استوى؛ ليقضي فيها بما يشاء، ولكن صاحب الرسالة ذا القلب المشرق الفيّاض أرسل لصاحبه أبي بكر رسالةً رقيقةً هادئةً حانيةً نَصّها: لا تحزن، إن الله معنا، فصار الحزن سروراً والهمّ فرجاً، والغمّ راحةً، والكرب فرجاً، والهزيمة نصراً عزيزاً.

ظنّوا الحَمامَ وظنّوا العنكبوت على 

                          خير البريّة لم تنسجْ ولم تحمِ

عنايةُ الله أغنتْ عن مضاعفةٍ

                       من الدروعِ وعن عالٍ من الأطُمِ

وكلمة"لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا"يحتاجها المسلم كلّ آن؛ فإذا تكاثف همّك، وكثر غمّك، وتضاعف حزنك فقلْ لقلبك:"لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا". وإذا غلبك الدَّين، وأضناك الفقر، وشواك العدم، فقل لقلبك: "لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا"، وإذا هزّتْك الأزمان، وطوّقتْك الحوادث، وحلّت بك الكُرُبات، فقل لقلبك: إن الله معنا.

عباد الله:" فَأَنزلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ"أي: الثبات والطمأنينة والسكون المثبتة للفؤاد"وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا"وهي الملائكة الكرام الذين جعلهم اللّه حرسا له "وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى"أي:الساقطة المخذولة، وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ"

نماذج ممن اتخذوا منهج إن الله معنا

عباد الله:" ومعنا اليوم نموذجاً لمن استحضر عظمة الله ومعيته فهذا هو  العلاء بن الحضرمي الصحابي الجليل صاحب الكرامات ومن كراماته رضي الله عنه موقف وفاته:  فقد جهزعمربن الخطاب جيشاًواستعمل عليهم العلاء بن الحضرمي قال أنس وكنت في غزاته فأتينا مغازينا فوجدنا القوم قد بدروا بنا فعفوا آثار الماء والحر شديد فجهدنا العطش ودوابنا وذلك يوم الجمعة فلما مالت الشمس لغروبها صلى بنا ركعتين ثم مد يده إلى السماء وما نرى في السماء شيئا قال فوالله ما حط يده حتى بعث الله ريحاً وأنشأ سحاباً وأفرغت حتى ملأت الشعاب فشربنا وسقينا ركابنا واستقينا ثم أتينا عدونا وقد جاوزوا خليجها في البحر إلى جزيرة فوقف على الخليج وقال يا علي يا عظيم يا حليم يا كريم ثم قال أجيزوا بسم الله قال فأجزنا ما يبل الماء حوافر دوابنا فلم نلبث إلا يسيرا فأصبنا العدو عليه فقتلنا وأسرنا وسبينا ثم أتينا الخليج فقال مثل مقالته فأجزنا ما يبل الماء حوافر دوابنا قال فلم نلبث إلا يسيرا حتى رمي في جنازته قال فحفرنا له وغسلناه ودفناه فأتى رجل بعد فراغنا من دفنه فقال من هذا فقلنا هذا خير البشر هذا ابن الحضرمي فقال إن هذه الأرض تلفظ الموتى فلو نقلتموه إلى ميل أو ميلين إلى أرض تقبل الموتى فقلنا ما جزاء صاحبنا أن نعرضه للسباع تأكله قال فاجتمعنا على نبشه فلما وصلنا إلى اللحد إذا صاحبنا ليس فيه وإذا اللحد مد البصر نور يتلألأ قال فأعدنا التراب إلى اللحد ثم ارتحلنا"

(قال البيهقي رحمه الله وقد روي عن أبي هريرة في قصة العلاء بن الحضرمي في استسقائه ومشيهم على الماء دون قصة الموت بنحو من هذا وذكر البخاري في التاريخ لهذه القصة إسنادا آخر وقد اسنده ابن أبي الدنيا ..)."

وهذا هو نموذجاً أخر ممن علم ووثق وأيقن بمعية الله إبراهيم بن الأدهم سافر في سفر وركب في سفيتة والناس لايعرفونه فلما وصلت في عمق الماء جاءت عاصفة هوجاء واشتد الريح والناس يبكون والنساء يولولون وإبراهيم ابن أدهم يجلس في ركن من أركان السفينة حتي أغضب ربان السفينة وقال له أجماد انت يارجل قال له ولما قال الناس يبكون ويصرخون ويستغيثون  وانت لاتشعر بشيء وكأنك قطعة ثلج..

فما كان من ابراهيم بن ادهم إلارفع وجهه الي السماء وقال ياالله ياحي ياحي قبل كل حي وياحي بعد كل حي  أريتنا قدرتك فأرنارحمتك فهدأ البحر كأنه لم يحدث فيه شيء.

إذا أصابتك ضائقة فتذكر لاتحزن إن الله معنا إذا اشتد عليك الجوع وازداد عليك الفقر ولم تجد ماتنفق فارجع الي الذي خزائنة لاتنفد فهومعك

ياسعد من تعلم أنه لن يضر في هذا الكون إلا الله ولن ينفع الا الله ولن يحقق النصرة إلاالله ولن يكون معك في ضيقك الا الله ولن يحقق أملك إلا بمراد الله رسالة موجهة أنك لله وبالله وفي الله ولله ومع الله وفي معية الله

فان كنت كذلك أذهب الله عنك الحزن وجعلك في معيته لاتحزن إن الله معنا"

عباد الله:"لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا" بمعونته ونصره وتأييده، فاتقوا الله - عبادَ الله - وثقوا بمعية الله للمؤمنين؛ فإنَّها لكلِّ مَن اتقى الله في سرِّه وعلنه، وأحسن ابتغاء وجه الله في قوله وعمله:" إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ"(النحل: ١٢٨).وهي المعيَّة الخاصة التي مقتضاها العون والتسديد، والحفظ والتأييد، واللطف بالعبيد، ومعني أن الله معنا أي أنه يتولانا بالحماية والرعاية والإحسان والهداية ومَن كان الله معه فقد آوى إلى ركنٍ شديد. ومن كان الله معه فقد ربح الدنيا والأخرة وذلك هوالفوز العظيم.ومن طرده الله من معيته فقد خسر الدنيا والآخرة وذلك هوالخسران المبين"

عباد الله أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم.

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي أشرف المرسلين:

أما بعد فياجماعة الإسلام : "لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا"بهذه الكلمات لو وقفتِ الدنيا كلّ الدنيا في وجوهنا، لو حاربنا البشر كلّ البشر، ونازلنا كلُّ مَن على وجه الأرض، فلا تحزن؛ لأنّ الله معنا. مَن أقوى منّا قلباً؟ مَن أهدى منّا نهجاً؟ مَن أجلّ منّا مبدأً؟ مَن أحسن منّا مسيرةً؟ مَن أرفع منا قدراً؟ لأنّ الله معنا. 

ما أضعفَ عدوَّنا! ما أذلَّ خصمَنا! ما أحقرَ مَن حاربنا! ما أجبن مَن قاتلنا! لأنّ الله معنا.

 لن نقصد بشراً، لن نلتجئ إلى عبدٍ، لن ندعوَ إنساناً، لن نخاف مخلوقاً؛ لأنّ الله معنا.

 نحن أقوى عدةً، وأمضى سلاحاً، وأثبتُ جَناناً، وأقوم نهجاً؛ لأنّ الله معنا. 

نحن الأكثرون الأكرمون الأعلون الأعزّون المنصورون؛ لأنّ الله معنا. يا أبا بكرٍ! اهجرْ همّك، وأزلْ غمّك، واطردْ حزنك، وانسَ يأسك؛ لأنّ الله معنا. يا أبا بكر! ارفعْ رأسك، وهدّئْ من روعك، وأرحْ قلبك؛ لأنّ الله معنا.

"لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا" معنا الركن الذي لا يُضام، والقوة التي لا تُرام، والعزة التي لا تُغلب. وما دام الله معنا فمِمّنْ نخاف؟ ومن نخشى؟ ومن نرهب؟ فهو القوي العزيز، وهم الضعفاء الأذلاّء، ما دام الله معنا فلا تأسفْ على قِلّةٍ من عدد، أو عوزٍ من عتاد، أو فقرٍ من مال، أو تخاذلٍ من أنصار.

إن الله معنا وكفى، معنا بحفظه ورعايته، بقوته وجبروته، بكفايته وعنايته، وإن أعظم كلمة في الخَطْب وأشرف جملة في الكرْب هي هذه الكلمة الصادقة الساطعة: لا تحزن إن الله معنا.وسرّ هذه الكلمة في مدلولها وعظمتها في معناها يوم تذكر معية الله عزّ وجلّ وهو الذي بيده مقاليد الحكم،ورقاب العباد، ومقاديرالخلق، وأرزاق الكائنات.اللهم كن لناولاتكن علينا يارب العالمين

عباد الله :"أقول قولي هذا وقوموا إلي صلاتكم يرحمكم الله ..وأقم الصلاة.

google-playkhamsatmostaqltradent