
الرحمة في القرآن الكريم
معني لفظ رحمة وكم مرة ذكرت في القرآن
من رحمة الله بعباده إنزال القرآن رحمة
الرحمة في القرآن سبب من أسباب انتشاره
الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمداً عبد ورسوله القائل :"لله أرحم بعباده من الوالدة بولدها" اللهم صلاة وسلاماً عليك ياسيدي يارسول الله وبعد
فياعباد الله حديثنا إليكم اليوم عن الرحمة في القرآن الكريم
معني لفظ رحمة وكم مرة ذكرت في القرآن
عباد الله :" ولفظ (رحم)
يدل على الرقة والعطف والرأفة، يقال: رحمه يرحمه، إذا رقَّ له، وتعطف عليه. وورد ذكر
لفظ "الرحمة" في القرآن 268 مرة، وقد ورد في أكثر مواضعه بصيغة الاسم، نحو
قوله سبحانه: "إنه هو التواب الرحيم" (البقرة:37)، وورد في
14 موضعًا بصيغة الفعل، نحو قوله سبحانه:"قالوا لئن لم يرحمنا ربنا"(الأعراف:149).
من رحمة
الله بعباده "إنزال القرآن رحمة
عباد الله :" ومن رحمة الله تعالي بعباده أن أنزل القرأن رحمة
وورد ذلك في العديد من الأيات القرأنية قال تعالي:"وَنُنَزِّلُ مِن الْقُرْآنِ مَا
هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ "( الإسراء/82).
وننزّل
من القرآن ما هو شفاء للقلوب من الجهل والكفر والشك،
وما هو شفاء للأبدان إذا رقيت به، وما هو رحمة للمؤمنين
العاملين به، ولا يزيد هذا القرآن الكفار إلا هلاكًا؛ لأن سماعه يغيظهم، ويزيدهم تكذيبًا وإعراضًا عنه.الرحمة في القرآن الكريم
وقال تعالي:" وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَىٰ عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ
يُؤْمِنُون"(
الأعراف/).
ولقد جئناهم بهذا القرآن الذي هو كتاب منزل على محمد صلّى الله عليه
وسلّم، وقد بيَّناه على علم منا بما نبينه، وهو هاد للمؤمنين إلى طريق
الرشد والحق، ورحمة بهم لما فيه من الدلالة على خيري الدنيا والآخرة.
إننا نؤمن بأن كل كلمة من كلمات القرآن هي من كلام رب العالمين، إلا أن
النبي - صلى الله عليه وسلم - هو الذي عرف أهل الدنيا بهذا الكلام
الرباني.
وقال تعالي:" يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي
الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِين"(يونس/57).
يا أيها الناس، قد جاءكم القرآن فيه تذكير وترغيب وترهيب، وهو شفاء
لما في القلوب من مرض الشك والارتياب، وإرشاد لطريق الحق، وفيه
رحمة للمؤمنين، فهم المنتفعون به. "وهدى" من الضلالة ،"ورحمة للمؤمنين "والرحمة هي النعمة على المحتاج ، فإنه لو أهدى ملك إلى ملك شيئا لا يقال قد رحمه ، وإن كان ذلك نعمة لأنه لم يضعها في محتاج .
وقال تعالي :" وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ۖ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَىٰ هَٰؤُلَاءِ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ"(النحل/88-89).
واذكر - أيها الرسول - يوم نبعث في كل أمة رسولًا يشهد عليهم بما كانوا
عليه من كفر أو إيمان، هذا الرسول من جنسهم، ويتكلم بلسانهم، وجئنا
بك - أيها الرسول - شهيدًا على الأمم جميعًا، ونزلنا عليك القرآن لتبيين
كل ما يحتاج إلى تبيين من الحلال والحرام والثواب والعقاب وغير ذلك،
ونزلناه هداية للناس إلى الحق، ورحمة لمن آمن به وعمل بما فيه،
وتبشيرًا
للمؤمنين بالله بما ينتظرون من النعيم المقيم.
وقال تعالي:" تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ"(لقمان/1-2).
هذه الآيات المنزلة عليك - أيها الرسول - آيات الكتاب الذي ينطق بالحكمة
وقال تعالي:" إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ ۚ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ
أَمْرٍ حَكِيمٍ أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا ۚ إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ ۚ إِنَّهُ هُوَ
السَّمِيعُ الْعَلِيمُ "(الدخان/3).
إنا أنزلنا القرآن في ليلة القدر، وهي ليلة كثيرة الخيرات، إنا كنا مخوِّفين
بهذا القرآن..
وقال الله تعالى:" وَهَٰذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ "
(الأنعام: ١٥٥).
وقال تعالي:"هَٰذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ"(الجاثية/٢٠).
هذا بصائر
للناس وهدى ورحمة لقوم يوقنون .
وهدى أي
رشد وطريق يؤدي إلى الجنة لمن أخذ به . ورحمة في الآخرة لقوم يوقنون .
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي أشرف المرسلين
عباد الله :"
الرحمة في القرآن سبب من أسباب انتشاره
فلقد نزل هذا الكلام المقدس على رسول الله صلى الله عليه وسلم
على مدار ثلاث وعشرين سنة وجرى على الألسنة وتملك الأفئدة وسيطر
على العقول في الدنيا كلها بنفس الألفاظ التي تلاها محمد رسول الله،
وحفظ هذا الكلام المقدس داخل جميع طبقات المجتمع، يتلو من أجزائه
مئات الآلاف من الناس في جميع أنحاء الدنيا في صلواتهم الخمس.
ومنذ أن نزل على محمد - صلى الله عليه وسلم -، وهو ينتشر وينتشر في
الدنيا، ومنذ أن سمعته أم المؤمنين خديجة الكبرى وحدها يكثر عدد
المؤمنين به لحظة بلحظة ويوما بعد يوم. ولم يستطع وقف تقدمه
وانتشاره ظروف الزمان أو المكان ولا حتى العادات والتقاليد، ولا تعضيد
المؤمنين به أو معارضة المنكرين له أو الظروف الصعبة على مر
الأزمنة.
قال تعالي:"وَإِذَا لَمْ تَأْتِهِمْ بِآيَةٍ قَالُوا لَوْلَا اجْتَبَيْتَهَا ۚ قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يُوحَىٰ
إِلَيَّ مِنْ رَبِّي ۚ هَٰذَا بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ"
(الأعراف/203).
وإذا جئت - أيها الرسول - بآية كذبوك وأعرضوا عنها، وإن لم تأتهم بآية
قالوا: هلَّا اخترعت آية من عندك واختلقتها، قل لهم - أيها الرسول -:
ليس لي أن آتي بآية من تلقاء نفسي، ولا أتبع إلا ما يوحيه الله إلي، هذا
القرآن الذي أقرؤه عليكم حجج وبراهين من الله خالقكم ومدبر شؤونكم،
وإرشاد ورحمة للمؤمنين من عباده، وأما غير المؤمنين فهم ضُلاَّلٌ
أشقياء.