recent
أخبار عاجلة

كيف تبني بيتك في الجنة ؟ بالصبر .

 


ابني بيتك 

كيف تبني بيتك في الجنة ؟

 بالصبر

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي أشرف المرسلين أما بعد فياعباد الله 

ومن صبر على أعباء الحياة وشغلها، وتوكل على الله  عز وجل في كل أموره، بنى له بيتا في الجنة، قال سبحانه وتعالى:"وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ لَنُبَوِّئَنَّهُم مِّنَ ٱلْجَنَّةِ غُرَفًا تَجْرِى مِن تَحْتِهَا ٱلْأَنْهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَا ۚ نِعْمَ أَجْرُ ٱلْعَٰمِلِينَ  الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"(العنكبوت/58-59).

 أي:"لنسكننهم منازل عالية في الجنة تجري من تحتها الأنهار، ماكثين فيها أبدا، جزاء لحسن أعمالهم، وصبرهم وتوكلهم على ربهم في كل أحوالهم.فهذه هي اسية زوجة فرعون صبرت علي أذي زوجها فطلبت جوار الله وبناء بيت

الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون "  أي صبروا على أوامر الله ونواهيه وعلى أقدار الله المؤلمة وعلى الأذية فيه والمحن ,وعلى ربهم يتوكلون : أي يعتمدون عليه في تنفيذ محابه لا على أنفسهم وبذلك تنجح أمورهم وتستقيم أوالهم وبذلك يكون الصبر والتوكل ملاك الأمور كلها

ثم وصف- سبحانه - هؤلاء المهاجرين بوصفين كريمين فقال:"الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ" أى: هذا الأجر العظيم لهؤلاء المهاجرين الذين صبروا على ما أصابهم من عدوان وظلم، وفوضوا أمرهم إلى خالقهم، فاعتمدوا عليه وحده، ولم يعتمدوا على أحد سواه.

وصفتا الصبر والتوكل على الله.

إذا دخلا في قلب، حملاه على اعتناق كل فضيلة، واجتناب كل رذيلة.

وعبر عن صفة الصبر بصيغة الماضي للدلالة على أن صبرهم قد آذن بالانتهاء لانقضاء أسبابه وهو ظلم أعدائهم لهم، لأن الله-تبارك وتعالى- قد جعل لهم مخرجا بالهجرة، وذلك بشارة لهم.

وعبر عن صفة التوكل بصيغة المضارع للإشارة إلى أن هذه الصفة ديدنهم في كل وقت، فهم متوكلون عليه- سبحانه - وحده في السراء والضراء، وفي العسر واليسر، وفي المنشط والمكره.

والمتأمل في هاتين الآيتين الكريمتين، يراهما قد غرستا في النفوس محبة هذا الدين، والاستهانة بكل ألم أو ضر أو مصيبة في سبيل إعلاء كلمته، والرغبة فيما عند الله-تبارك وتعالى- من أجر وثواب.

ثم رد- سبحانه - على المشركين الذين أنكروا أن يكون الرسول صلى الله عليه وسلم من البشر، فبين- سبحانه - أن الرسل السابقين الذين لا ينكر المشركون نبوتهم كانوا من البشر، فقال-تبارك وتعالى-.


ثم قال الله سبحانه وتعالى:"الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"(العنكبوت:٥٩).، أي: أنهم عملوا الصالحات وصبروا، 

والصبر أنواع: صبر على أوامر الله، فينفذ الأوامر، بأن يقول له: افعل كذا، فيفعل، ويصبر على ذلك، قال النبي صلى الله عليه وسلم:"إذا أمرتكم بشيء فائتوا منه ما استطعتم"، فيجاهد الإنسان نفسه في العمل الصالح والعمل بما أمر الله سبحانه.

وإذا نهى الله عز وجل عن شيء فالمؤمن يجتنبه، قال النبي صلى الله عليه وسلم:"وإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه"، أي: لا تأتوا هذا الشيء واتركوه بالكلية، فالمؤمن يصبر على ذلك.

والله عز وجل نهى العبد عن الحرام وعن شهوات باطلة، وإذا بالنفس تدفعه ليقع فيها، ولكن يصبر ويتصبر لأمر الله سبحانه، فهذا صبر آخر، وهو الصبر عن المعصية.

 

الصبر الثالث: الصبر على قضاء الله وقدره، على أقدار الله سبحانه، فحين تنزل المصيبة بالعبد يقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، كما قال عز وجل:"وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ" (البقرة:١٥٥).

وفي أول هذه السورة قال الله سبحانه وتعالى:"أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ"(العنكبوت:٢)، فلا بد من الابتلاء والاختبار والامتحان من الله عز وجل لعباده، فمن صبر على ذلك فله الأجر من الله سبحانه تبارك وتعالى.


فعلى الإنسان أن يصبر على المصائب، ويصبر على الطاعة، ويصبر عن المعصية وله الجنة .

 جزاء الصابرين الجنة

أخبرالله سبحانه أن ملائكته تسلم علي الصابرين في الجنة بصبرهم كما قال تعالى:" جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ"(الرعد 19 – 24).

وقال تعالى :"وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا"(الإنسان/12)،

وقال تعالي:" أُولَٰئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا"(الفرقان/75).


و عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا مات ولد العبد قال الله لملائكته: قبضتم ولد عبدي؟ فيقولون: نعم فيقول: قبضتم ثمرة فؤاده؟ فيقولون: نعم فيقول: ماذا قال عبدي؟ فيقولون: حمدك واسترجع فيقول: ابنوا لعبدي بيتاً في الجنة وسموه بيت الحمد"(الترمذي وأحمد).

 

وعن  أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه ثم صبر عوضته منهما الجنة"، يريد عينيه(البخاري).

 

وفي رواية :"اذا أخذت كريمتي عبدي في الدنيا لم يكن له جزاء عندي إلا الجنة"( الترمذي).

 

وعن  عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"يقول الله عز وجل من أذهبت حبيبتيه فصبر واحتسب لم أرض له ثواباً دون الجنة"(الترمذي). .

 

وعن  عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يرضى الله لعبده المؤمن اذا ذهب بصفيه من أهل الأرض واحتسبه بثواب دون الجنة "(أبوداود).

وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"يقول الله عز وجل: ما لعبدي المؤمن جزاء اذا قبضت صفيه من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة"(البخاري).

 

وعن عن عطاء بن أبي رباح قال: قال لي ابن عباس: [ألا أريك امرأة من أهل الجنة؟

 قلت: بلى قال: هذا المرأة السوداء أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله

 إني أصرع واني أنكشف فادع الله لي، قال:ان شئت صبرت ولك الجنة وان شئت دعوت

 الله تعالى أن يعافيك فقالت: أصبر، فقالت: اني أتكشف فادع الله أن لا أتكشف، فدعا

 لها"(البخاري).

وعند البخاري في رواية عن عطاء " أنه رأى أم زفر تلك امرأة طويلة سوداء على

 سترالكعبة " .

وعن عطاء بن يسار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "اذا مرض العبد بعث الله اليه ملكين، فقال: انظروا ماذا يقول لعواده؟ فان هو إذ جاءاه حمد الله وأثنى عليه رفعا ذلك إلى الله وهو أعلم، فيقول: إن لعبدي على أن توفيته أن أدخله الجنة وان أنا شفيته أن أبدله لحماً خيراً من لحمه ودماً خيراً من دمه وأن أكفر عنه سيئاته"(موطا مالك).

وصليي اللهم علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه وسلم 


 

google-playkhamsatmostaqltradent