recent
أخبار عاجلة

علاقة الحج بالموت واليوم الأخر؟

 علاقة الحج بالموت واليوم الأخر؟

الموت نهاية المطاف والحج ختام الأركان 

ملابس الإحرام أشبه بكفن الميت

 السفر إلي الحج أشبه بالسفر إلي الدار الأخرة 

الحج يعلن الوحدانية بالتلبية لبيك اللهم لبيك الميت يعلن الوحدانية لله بنطق الشهادتين 

الطواف حول الكعبة المشرفة أشبه بطواف الروح حول عرش الرحمن 

يشرب الحاج من ماء زمزم و يشرب المسلم من حوض رسول الله صلي الله عليه وسلم 

السعي بين الصفا والمروة يذكر بأن ليس للإنسان بعدموته إلا ماسعي 

موقف عرفات أشبه بيوم الموقف العظيم 

رمي الجمرات والتبرأ من الشيطان يذكر بيوم أن يتبرأ الشيطان ممن لم يتبرأمنه في الدنيا

الأيام العشر التي أقسم الله بشرفها أقترنت بأيام يوم القيامة سواء بسواء

سورة الحج تبدأ بالحديث عن اليوم الأخر ثم يأتي الحديث عن الحج 

خطبة الوداع أول ماتبرأ الرسول من الدماء وفي يوم القيامة أول مايقضي يقضي في الدماء 


الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لاإله إلاالله الله وحده لاشريك له  فب سلطانه وأشهد أن

سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله اللهم صلاة وسلاماً عليك ياسيدي يارسول الله أما بعد

فياعباد الله حديثنا إليكم اليوم عن علاقة الحج بالموت واليوم الآخر                            

وهي علاقة وطيدة ووثيقة أيضاً لأمور كثيرة منها :

الموت نهاية المطاف والحج ختام الأركان 

أولاً :

 كما أن الموت نهاية المطاف ..وبه  تنتنهي علاقة الإنسان بالحياة الدنيا ليبدأ مرحلة أخري ..

فالحج أخر الأركان في قول الرسول صلي الله عليه وسلم :"الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت .." ( البخاري ومسلم).


ملابس الإحرام أشبه بكفن الميت 

ثانياً :

الميت يجرد من ثيابه ويغسل ويلبس كفناً أبيض ليس فيه مخيط ولا جيوب ..

وهكذا الحاج ..إذا نوي الإحرام اغتسل وتجرد من ثيابه ولبس ملابس الإحرام وهي رداء وإزار ليس فيه مخيط ..حتى يتذكر يوم خروجه من الدنيا ..

السفر إلي الحج أشبه بالسفر إلي الدار الأخرة 

ثالثاً :

 الحاج يركب في الباخرة أو السفينة أو السيارة ..

والميت يحمل في نعش لهو أقرب الشبه بذلك ..وقد قال صلي الله عليه وسلم :"يا أبا ذرّ جدّد السفينة فإنّ البحر عميق ، وأكثر الزاد فإنّ السّفر طويل ، وأخْلص العمل فإنّ الناقد بصير ، وخفّف الأثقال فإنّ في الطريق عقبةً كؤود لا يقطعها إلا المخفّون"( رواه الإمام المقدسي والديلمي في الفردوس).


الحج يعلن الوحدانية بالتلبية لبيك اللهم لبيك الميت يعلن الوحدانية لله بنطق الشهادتين 

الحاج إذا نوي الحج لبي :" لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة  لك والملك لا شريك لك "متبرأًً من كل شيء تاركاً ماله وأولاده خلف ظهره زاهداً في الدنيا راغباً في الآخرة .. 

 الميت عندما ينام علي فراش الموت ينطق بالشهادتين كما أخبر صلي الله عليه وسلم:"من كان آخرُ كلامهِ لا إلهَ إلَّا اللهُ دخل الجنَّةَ"(أبوداود وأحمد).

ويقول صلي الله عليه وسلم "لقِّنوا مَوْتاكم لا إلهَ إلَّا اللهُ؛ فإنَّ مَن كان آخرَ كلمتِه لا إلهَ إلَّا اللهُ عندَ المَوتِ؛ دخَلَ الجنَّةَ يومًا مِن الدَّهرِ، وإنْ أصابَه قبلَ ذلك ما أصابَه"(مسلم وابن ماجه). والميت حينما يحمل علي الأعناق تاركاً كل شيء خلف ظهره وكأن لسان حاله ينادي :"يا أهلي ويا أحبابي لا تغرنكم الدنيا كما غرتني ولا تلعبن بكم كما لعبت بي فقد جمعت المال من حلة ومن غير حلة وتركته لكم فالنعيم  لكم والحساب علي ..


الطواف حول الكعبة المشرفة أشبه بطواف الروح حول عرش الرحمن 

خامساً :

الحاج إذا ذهب إلي بيت الله الحرام وطاف حول البيت العتيق "الكعبة المشرفة "

وحينما يطوف الحاج حول الكعبة المشرفة هذا البيت الذي هو رمز التوحيد والوحدة والوحدانية والعبودية لله والذي يطوف به بأمر من الله :" وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ"(الحج /29). فلا يجوز لأحد أن يطوف حول أي مكان غيره ..

وهنا يتبرأ من ذنوبه بجوار الكعبة المشرفة يندم علي ما فعله ويتمني أن يغفرها الله عزوجل ..

 وهكذا الميت المسلم الموحد تطوف روحه حول عرش الرحمن كما ورد في الأحاديث الصحيحة .. وكذلك الميت إذا مات ندم كما يقول رسول الله صلي الله عليه وسلم :" إذا مات الميت ندم قالوا وما ندمه يارسول الله قال إذا كان محسناً تدم علي أنه لم يزداد إحساناً وندم علي أنه إذا كان مسيئاً ندم علي أنه لم يتب من إساءته" (متفق عليه ).

يشرب الحاج من ماء زمزم و يشرب المسلم من حوض رسول الله صلي الله عليه وسلم 

سادساً :

 الحاج عندما يطوف بالبيت ويصلي ركعتين بمقام إبراهيم ويشرب من ماء زمزم وماء زمزم لما شرب له .. والمسلم عندما يمر علي الصراط يشرب من الكوثر حوض رسول الله صلي الله عليه وسلم من شرب منه مرة فلا يظمأ بعدها أبداً ..


السعي بين الصفا والمروة يذكر بأن ليس للإنسان بعدموته إلا ماسعي 

 سابعاً :

الحاج عندما يسعي بين الصفا والمروة متذكراً ما حدث لأمنا هاجر يوم أن تركها خليل الله إبراهيم  في هذا المكان المقفر صحراء جرداء لا زرع فيها ولا ماء وهي تقول له:" آلله أمرك بهذا" قال:" نعم "فقالت له :" أذن فلن يضيعنا الله أبداً وهو أرحم الراحمين " ونفد ما معها من مال وزاد وبدأت رحلة البحث عن الماء فظلت تهرول من الصفا إلي المروة سبعة أشواط  حتى نبع الماء من تحت قدم الرضيع فأخذت تقول لها زمي زمي فسميت زمزم ..

وهنا عندما يخرج الميت من الدنيا إلي الآخرة يعلم جيداً :" وأن ليس للإنسان إلا ما سعي وأن سعيه سوف يري"


موقف عرفات أشبه بيوم الموقف العظيم 

 ثامناً :

والحاج عندما يقف بعرفات في هذا الموقف المهيب فالجميع يقفون في مكان واحد يلهج بنداء واحد  لبيك اللهم لبيك .. ويتجلي المولي عزوجل  عليهم بمغفرته ورحمته ويباهي بهم ملائكته :" أنظروا ياملائكتي إلي عبادي أتوني شعثاً غبراً ضاحين يرجون رحمتي ويخشون عذابي أشهدكم ياملائكتي أني قد غفرت لهم "

وفي هذا اليوم يتجلي المولي عزوجل بمغفرته علي كل من وقف بعرفات أو صام عرفات فيقول صلي الله عليه :" صيام يوم عرفات يكفر ذنوب سنتين سنة ماضية وسنة قادمة "

وقد وقف محمد بن المنكدر علي جبل عرفات الحجة الثالثة والثلاثين  وقال يارب :" أشهدك أنني قد حججت ثلاثاً وثلاثين حجة فواحدة عني فرض والثانية عني أبي والثالثة عن أمي ..وأشهدك ياربي أني فد نذرت الثلاثين حجة لمن وقف في مقامي هذا ولم تغفر .. ثم أخذته سنة من النوم وسمع هاتفاً يقول له :" يا ابن المنكدر أتجود علي من خلق الجود أتتفضل علي من خلق الفضل لقد غفر الله لمن وقف بعرفات قبل أن يخلق عرفات بألفي عام .

وهكذا أهل الموقف العظيم يوم تدنوا الشمس من رؤوس الخلائق ويلجم الناس بعرقهم وكل مسلم يومئذ في ظل صدقته أو عدله أو مسجده أو إخلاصه وهنا يلقي الولد والده يا أبي أما تعرفني من أنا ؟ لقد كنت بك باراً ولك مطيعاً ألا أجد معك حسنة اليوم يعود علي نفعها وخيرها اليوم فيقول يابني ليتني أجد ذلك إني أشكو ممن منه تشكو ..وتلقي الأم ولدها في عرصات القيامة يابني أما تعرف من أنا لقد كان بطني لك وعاء وثدي لك سقاء أما أجد معك حسنة اليوم يعود علي نفعها وخيرها فيقول الولد لأمه نعم أعرفك جيداً أنت أمي ولكني أشكو ممن منه تشكين :"يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُور"ُ (لقمان : 33 ).

في هذا اليوم كما تجلي المولي عزوجل علي أهل عرفات يتجلي علي أهل الموقف العظيم وينادي علي ملائكته ياملائكتي أين أهل لاإله إلا الله لأظلهم بظلي يوم لا ظل إلا ظلي فإني أحب أهل لاإله إلا الله "وفي رواية:"إنَّ اللَّهَ يقولُ يَومَ القِيامَةِ: أيْنَ المُتَحابُّونَ بجَلالِي؟ اليومَ أُظِلُّهُمْ في ظِلِّي، يَومَ لا ظِلَّ إلَّا ظِلِّي"(مسلم). 

وفي رواية:" إذا جمَعَ اللهُ الخلائقَ يومَ القيامةِ، نادى مُنادٍ: أين أهْلُ الفضلِ؟ فيقومُ ناسٌ -وهم يَسيرٌ-، فيَنطلِقون سِراعًا إلى الجنَّةِ، فتتلقَّاهم الملائكةُ، فيقولونُ: إنَّا نَراكم سِراعًا إلى الجنَّةِ، فمَن أنتم؟ فيقولونَ: نحن أهْلُ الفضلِ، فيقولونَ: وما فضْلُكم؟ فيقولونَ: كنَّا إذا ظُلِمْنا صَبَرْنا، وإذا أُسِيءَ إلينا عَفَونا، وإذا جُهِلَ علينا حَلِمْنا، فيقالُ لهم: ادْخُلوا الجنَّةَ؛ فنِعْمَ أجْرُ العاملينَ، قال: ثمَّ يُنادي مُنادٍ: أين أهْلُ الصَّبرِ؟ فيقومُ ناسٌ -وهم يَسيرٌ-، فيَنطلِقون إلى الجنَّةِ سِراعًا، فتَتلقَّاهم الملائكةُ، فيقولونَ: إنَّا نَراكم سِراعًا إلى الجنَّةِ، فمَن أنتم؟ فيقولونَ: نحن أهْلُ الصَّبرِ، فيقولونَ: وما صَبْرُكم؟ فيقولونَ: كنَّا نَصبِرُ على طاعةِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ، وكنَّا نَصبِرُ عن معاصي اللهِ، فيُقال لهم: ادْخُلوا الجنَّةَ؛ فنِعْمَ أجْرُ العاملينَ، قال: ثمَّ يُنادي مُنادٍ: أين المُتحابُّون في اللهِ -أو قال: في ذاتِ اللهِ-؟ فيقومُ ناسٌ -وهم يَسيرٌ-، فيَنطلِقون سِراعًا إلى الجنَّةِ، فتتلقَّاهم الملائكةُ، فيقولونَ: إنَّا نَراكم سِراعًا إلى الجنَّةِ، فمَن أنتم؟ فيقولونَ: كنَّا نَتحابُّ في اللهِ عَزَّ وجَلَّ، ونَتزاوَرُ في اللهِ، ونَتعاطَفُ في اللهِ، ونَتباذَلُ في اللهِ، فيُقال لهم: ادْخُلوا الجنَّةَ؛ فنِعْمَ أجْرُ العاملينَ. قال النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ويَضَعُ اللهُ الموازينَ للحسابِ بعْدَما يدخُلُ هؤلاء الجنَّةَ"(ابن أبي الدنيا والبيهقي).

رمي الجمرات والتبرأ من الشيطان يذكر بيوم أن يتبرأ الشيطان ممن لم يتبرأمنه في الدنيا

تاسعاً:

وعندما ينزل الحاج من علي جبل عرفات متوجهاً إلي مني ليرمي جمرة العقبى الأولي ليتبرأ من الشيطان في المكان الذي تبرأ فيه إبراهيم وإسماعيل من الشيطان الذي أراد أن يغويهما كي يخالفا أمر الله في رؤيا خليل الله إبراهيم ورؤيا الأنبياء حق وصدق .. ينزل الحاج ليرمي الجمرات ليعلن عداوته للشيطان :" إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ"(  فاطر/ 6).

وفي يوم القيامة سيتبرأ الشيطان من الإنسان إذا لم يتبرأ الإنسان منه في الدنيا وسوف يقف الشيطان خطيباً في عرصات القيامة :" وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ "(إبراهيم/ 22).

وقال تعالي:" كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ "(الحشر /16).

الأيام العشر التي أقسم الله بشرفها أقترنت بأيام يوم القيامة سواء بسواء

 عاشراً:

هذه الأيام التي أقسم المولي عزوجل بشرفها وهي أيام الحج :" وَالْفَجْرِ . وَلَيَالٍ عَشْرٍ "(الفجر /1-2).

وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم في شأنها :"أفضل أيام الدنيا أيام العشر ـ يعني عشر ذي الحجة ـ قيل: ولا مثلهن في سبيل الله؟ قال : ولا مثلهن في سبيل الله إلا رجل عفر وجهه بالتراب"( البزار وابن حبان وصححه الألباني).

وقال صلي الله عليه وسلم :" ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله عز وجل من هذه الأيام  يعني أيام العشر قالوا يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله قال ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم  لم يرجع من ذلك بشيء "(البخاري والترمذي وأبو داود وابن ماجه).

وكما أقسم الله بأيام الحج أقسم بيوم القيامة :" لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ"(القيامة : 1 ، 2).

وقد جمعها المولي عزوجل في آية واحدة فقال تعالي :" وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ . وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ . وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ" ( البروج/1-3).

" وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ " : أي يوم القيامة إذ وعد الله تعالى عباده أن يجمعهم فيه لفصل القضاء . " وَشَاهِدٍ " : أي يوم الجمعة ." وَمَشْهُود" : أي يوم عرفة..

سورة الحج تبدأ بالحديث عن اليوم الأخر ثم يأتي الحديث عن الحج 

 حادي عشر :

لقد أنزل الله عزوجل سورة باسم الحج وكان من المتوقع أن تبدأ السورة بالحديث عن الحج ومناسك الحج ولكن بدأت السورة بالحديث عن التقوي و اليوم الأخر :" يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ . يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ"(الحج/ 1 ، 2).

ولم يأتي الحديث عن الحج إلا في الآية السابعة والعشرين  قال تعالي :" وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ" (الحج / 27).

إذن أليس هناك علاقة وطيدة ووثيقة بين الحج والتقوي وبين الحج واليوم الأخر..؟؟

خطبة الوداع أول ماتبرأ الرسول من الدماء وفي يوم القيامة أول مايقضي يقضي في الدماء 

 ثاني عشر

في خطبة حجة الوداع يقول رسول الله صلي الله عليه وسلم :"أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خَطَبَ النَّاسَ فَقالَ: ألَا تَدْرُونَ أيُّ يَومٍ هذا قالوا: اللَّهُ ورَسولُهُ أعْلَمُ، قالَ: حتَّى ظَنَنَّا أنَّه سَيُسَمِّيهِ بغيرِ اسْمِهِ، فَقالَ: أليسَ بيَومِ النَّحْرِ قُلْنَا: بَلَى يا رَسولَ اللَّهِ، قالَ: أيُّ بَلَدٍ هذا، أليسَتْ بالبَلْدَةِ الحَرَامِ قُلْنَا: بَلَى يا رَسولَ اللَّهِ، قالَ: فإنَّ دِمَاءَكُمْ، وأَمْوَالَكُمْ، وأَعْرَاضَكُمْ، وأَبْشَارَكُمْ، علَيْكُم حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَومِكُمْ هذا، في شَهْرِكُمْ هذا، في بَلَدِكُمْ هذا، ألَا هلْ بَلَّغْتُ قُلْنَا: نَعَمْ، قالَ: اللَّهُمَّ اشْهَدْ، فَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الغَائِبَ،..(البخاري).

وفي يوم القيامة أو ما يقضي فيه بين الخلائق في الدماء يأتي المقتول يثغب دماً ويتعلق في رقبة القاتل يارب سل هذا لما قتلني ..يقول صلي الله عليه وسلم :"أوَّلُ ما يُقْضَى بيْنَ النَّاسِ يَومَ القِيامَةِ في الدِّماءِ. وفي رواية":يُحْكَمُ بيْنَ النَّاسِ"(مسلم).


الحج ختام الأركان الخمس والموت نهاية العمر

ثالث عشر

فالحج جماع الأركان الخمس شهادة أن لاإله إلاالله وأن محمداً رسول الله ..وبالحج اعلان الوحدانية لله لبيك اللهم لبيك لبيك لاشريك لك لبيك .والصلاة عبادة قولية فهي أقوال وأفعال مفتححة بالتكبير مختتمة بالتسليم والحج كذلك تلبية وأفعال وتهليل والصيام عبادة بدنية فيها مشقة والحج كذلك جهاد في سبيل الله فقد جاء رجل للرسول صلي الله عليه وسلم يقول له يارسول الله أريد أن أجاهد ولطني جبان قال له عليك بجهاد لاشوكة فيه وهو الحج .

والزكاة عبادة مالية وانفاق في سبيل الله الدرهم بهشر إلي سبعمائة ضعف  والحج عبادة مالية شرطها الاستطاعة والدرهم فيها بسمعائة ضعف كما ورد عن رسول الله صلي الله عليه وسلم ..

وهكذا الموت فالميت يتزود بكل هذه الأعمال لتنفعه في قبره كما جاء في الحديث الصحيح :" إنَّ المَيِّتَ إذا وُضِعَ في قبرِه إنَّه يسمعُ خفقَ نِعالِهم حين يُولونَ مُدبرينَ ، فإنْ كان مؤمنًا كانتِ الصَّلاةُ عند رأسِهِ ، وكان الصِّيامُ عن يمينِهِ ، وكانتِ الزَّكاةُ عن شمالِهِ وكان فعلُ الخَيراتِ مِن الصَّدقةِ والصَّلاةِ والمَعروفِ والإحسانِ إلى النَّاسِ عندَ رجلَيْهِ فيُؤتَى مِن قِبَلِ رأسِهِ فتقولُ الصَّلاةُ ما قِبَلي مَدخلٌ ، ثمَّ يُؤتَى عن يمينِهِ فيقولُ الصِّيامُ ما قِبَلي مَدخلٌ ، ثمَّ يُؤتَى عن يسارِهِ فتقولُ الزَّكاةُ : ما قِبَلي مَدخلٌ ، ثمَّ يُؤتَى من قِبَلِ رجلَيْهِ فيقولُ فِعلُ الخَيراتِ من الصَّدقةِ والصَّلاةِ والمعروفِ والإحسانِ إلى النَّاسِ : ما قِبَلي مَدخلٌ .."(صحيح الترغيب).

إذن أليس هناك علاقة وطيدة ووثيقة بين الحج والتقوي وبين الحج واليوم الأخر..؟؟

وصلي اللهم علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه وسلم


google-playkhamsatmostaqltradent