عالم القطط وعلاقتها بالسحر والجن

 

الحج رحلة إيمانية
علاقة الحج بالتقوى واليوم الآخر؟

  الحج والتقوي وسيلة لمغفرة الذنوب

الحج والتقوي وسيلة للرزق

الحج والتقوي وسيلة للجهاد 

الحج والتقوي وسيلة للعلم

الحج والتقوي جمعا جميع الفضائل

 تحميل الخطبة ور د

تحميل الخطبة pdf

الحمد لله رب العالمين ..يارب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك ..ولك الحمد حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه ..

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في سلطانه ..أمر نبيه إبراهيم أن يؤذن في الناس بالحج :" وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (الحج / 27).

وأشهد أن سيدنا ونبينا وحبينا محمداً عبد الله ورسوله قال :" العمرة إلي العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له ثواب إلا الجنة "

اللهم صلاة وسلاماً عليك يا سيدي يا رسول الله وعلي ألك وصحبك وسلم . أما بعد .

فيقول الله تعالي :"الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ "(البقرة/ 197).

أخوة الإيمان والإسلام :

هل هناك علاقة   بين الحج والتقوى واليوم الأخر؟

هذا السؤال سوف نجيب عليه في هذه الدقائق المعدودة ..وبداية نقول :

نعم  هناك علاقة بين الحج والتقوي واليوم الآخر ونقول أولاً علاقة الحج بالتقوي ..وهي علاقة وطيدة ووثيقة..

فعندما يتحدث عن إتمام الحج والعمرة :" وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ .. في أخر الآية نجده يقول :" وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ"(البقرة / 196)..

وعندما يتحدث المولي عزوجل عن الحج في سورة البقرة :" الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ.. نجد أنه في أخر الآية يقول :" وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ " 

وعندما يتحدث عن ذكر الله في الحج يقول :"  وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ "(البقرة /203).

  الحج والتقوي وسيلة لمغفرة الذنوب:

قال تعالي :" ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ "(البقرة /199).ويقول صلي الله عليه وسلم : " من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كما ولدته أمه "( صحيح) ويقول :"العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهماوالحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة"(مالك والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي ). 

 وعن ابن شماسة رضي الله عنه قال حضرنا عمرو بن العاص وهو في سياقة الموت فبكى طويلا وقال فلما جعل الله الإسلام في قلبي أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله ابسط يمينك لابايعك فبسط يده فقبضت يدي فقال ما لك يا عمرو قال أردت أن أشترط  قال:" تشترط ماذا؟ قال :"أن يغفر لي "

 قال:" أما علمت يا عمرو أن الإسلام يهدم ما كان قبله وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها وأن الحج يهدم ما كان قبله "( ابن خزيمة في صحيحه هكذا مختصرا ورواه مسلم وغيره أطول منه).

    والتقوى هي وسيلة المغفرة :" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا "(الأحزاب / 70 ، 71).

والحج والتقوي وسيلة الرزق 

والتقوي وسيلة الرزق :" وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا . وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ "(الطلاق / 2 ، 3).

قال تعالي :" لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ "(البقرة/198).

وقال تعالي:" لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ "(الحج / 28).ويقول صلي الله عليه وسلم :"   تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة وليس للحجة المبرورة ثواب إلا الجنة"( الترمذي وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما وقال الترمذي حديث حسن صحيح).

والحج والتقوي وسيلة لمعية الله 

 والتقوي وسيلة لمعية الله عزوجل :" إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ " (النحل : 128).

والحج أيضاً :" وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ "(التوبة / 3).

والحج والتقوي وسيلة للبركة

والتقوي هي وسيلة البركة :"  وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ"(الأعراف /96).

  والحج هو البركة أيضاً : ومن ثواب الحج أن النفقة فيه مضاعفة إلي أضعاف كثيرة   قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"النفقة في الحج كالنفقة  في سبيل الله بسبعمائة ضعف "(الترغيب والترهيب للمنذري).

والحج والتقوي جد واجتهاد وجهاد 

 والتقوي جد واجتهاد وجهاد كما عرفها الصحابي الجليل أبي بن كعب عندما سأله عمر بن الخطاب عنها قائلاً له:" هل مررت بوادً به شوك قال له عمر :"نعم "قال أبي :"و ماذا فعلت ؟قال عمر :"شمرت عن ساعدي" فقال له :"والتقوي   هي أن تشمر عن ساعد الجد وتجتهد في طاعة الله عزوجل " 

والحج جهاد في سبيل الله وللجهاد في سبيل الله فضل عظيم وثواب جزيل ..عن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إني جبان وإني ضعيف فقال هلم إلى جهاد لا شوكة فيه الحج "(صححه الألباني) وعن عائشة رضي الله عنها قالت :قلت يا رسول الله نرى الجهاد أفضل الأعمال أفلا نجاهد فقال: لكن أفضل الجهاد حج مبرور" (البخاري وغيره وابن خزيمة في صحيحه) .ولفظه" قالت قلت يا رسول الله هل على النساء من جهاد قال عليهن جهاد لا قتال فيه الحج والعمرة"(صححه الألباني ) .

 والحج و التقوي وسيلة العلم 

:" وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ "  (البقرة /282).

والحج هو وسيلة العلم  فعندما يأمر المولي عز وجل أن نتزود من التقوي :" وتزودوا فإن خير الزاد التقوي " يأمر نبيه صلي الله عليه وسلم في سورة طه أن يتزود من العلم :" وقل ربي زدني علماً " و:ان هناك علاقة وطيدة بين التزود من التقوي والتزود من العلم فهما خير زاد ..لذلك  قال  صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: "مَاءُ زَمْزَمَ لِمَا شُرِبَ لَه"(البخاري)

  هو حصول بركةِ ماءِ زمزمَ بحَسَب نية الشارب له، فإن شربه للشبع به أشبعه الله، وإن شربه  للاستشفاء شفاه الله   وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنّه كان إذا شرب ماء زمزم قال :" اللهم إني أسألك علماً .نافعاً ورزقاً واسعاً  وشفاءً من كل داء"( الحاكم). فالشرب منه بنية العلم النافع والرزق الواسع والشفاء من كلّ داء.

عباد الله أقول ماتسمعون وأستغفرالله لي ولكم 

الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول اللخ وبعد فياعباد الله 

الحج والتقوي جمعا جميع الفضائل 

  والتقوي تجمع جميع الفضائل والخيرات قال عنها الإمام علي كرم الله وجهه:"هي العمل بالتنزيل والرضا بالقليل والخوف من الجليل والاستعداد ليوم الرحيل " لذلك لما مر علي مقابر الكوفة أو البصرة قال :" السلام عليكم دار قوم مؤمنين أنتم السابقون ونحن بكم إن شاء الله لاحقون أنتم لنا سلف ونحن لكم تبع أما الأزواج فقد نكحت وأما الديار فقد سكنت وأما الأموال فقد قسمت هذا خبر ما عندنا فما نبأ ما عندكم والتفت إلي أصحابه وقال :" والله لو أذن الله لهم أن يتكلموا  لقالوا :"وجدنا خير الزاد التقوي " ثم أنشد قائلاً:"

تزود من حياتك للمعـاد  

                              وقم لله واجمع خير زاد

 ولا تركن إلى الدنيا قليلاً 

                         فإن المال يجمع للنفـاد

  أترضى أن تكون رفيق 

                               قوم لهم زادٌ وأنت بغير زاد

والحج جمع جميع فضائل العبادات  جمع بين عبادة البدن وعبادة المال :

والحج عبادة بدنية ومالية جمع بين الاثنين في آن واحد فالذي ينظر إلى العبادات الأخرى يجد أنها إما عبادة بدنية وإما عبادة مالية فالصلاة عبادة بدنية لأنها أفعال وأقوال مفتتحة بالتكبير مختتمة بالتسليم ..والصيام عبادة بدنية لأنه امتناع المسلم عن الطعام والشراب والشهوة من طلوع الفجر الصادق إلي غروب الشمس وهذا الأمر فيه مشقة علي البدن ..والزكاة عبادة مالية ..والحج جمع بين هؤلاء ..

اللهم ارزقنا الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل ،وتقبل صيامنا

 وقيامنا،إنك سميع الدعاء.

عباد الله قوموا لي صلاتكم يرحمني ويرحمكم الله..