
حافظوا علي أوطانكم واحذروا شاس بن قيس
من هذا الشيطان شاس بن قيس؟ وهل لايزال بيننا ؟
الرسول صلي الله عليه وسلم يحبط المؤامرة وينهي عن العصبية
استجابة القوم بعد معرفة العدو الحقيقي
دروس وعظات وعبر من القصة
الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله وبعد فياعباد الله
أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ"(البقرة: 109).
أيها الناس :" حافظوا علي أوطانكم من شاس بن قيس فلايزال شاس بن قيس يبث
الفرقة والشتات بين المسلمين وبين العرب وبين أبناء الوطن الواحد كما حدث في
العراق وسوريا واليمن ويحدث
الآن بالسودان ..وهذا لايخفي علي أحد
أيهاالمسلمون
احذروا شاس بن قيس يبث الفرقة بيننا ..
عباد
الله :"و يتسأل الكثيرون من هذا الشيطان شاس بن قيس؟ وهل لايزال بيننا ؟
وللإجابة علي السؤال الأول؟ لابد أن نعرف أن شاس بن قيس هذا كان شيخًا يهوديًا قد
عسا في الكفر والحقد والعداوة للإسلام والمسلمين، وكان من يهود المدينة الذين
استطاعوا أن يكون لهم نفوذ وثروة وتجارة كبيرة في المدينة قبل وصول النبي صلى
الله عليه وسلم والمهاجرين إليها، وذلك بسبب تجارة السلاح بين قطبي المدينة
المتنافرين (الأوس والخزرج)
و كان في بدء الإسلام علي عهد الرسول صلي الله عليه وسلم قائد من قادة الطابور
الخامس مع عبدالله بن أبي بن سلول كان عمله الحقيقي التحريش بين الأوس
والخزرج من الخصومة بعد الإسلام حتى ثاروا إلى السلاح وكادوا يقتتلون لولا تدخل
النبي صلى الله عليه وسلم بينهم، وذلك بسبب دسائس اليهود ومكرهم وكيدهم، وما
دبره اليهودي شاس بن قيس لحقده على ألفة الأوس
والخزرج على الإسلام.
فقد روى
الطبري بسنده وغيره عن زيد بن أسلم قال: "مر شاس بن قيس -وكان شيخا قد عسا في
الجاهلية عظيم الكفر شديد الضغن على المسلمين شديد الحسد لهم- على نفر من أصحاب رسول
الله صلى الله عليه وسلم من الأوس والخزرج في مجلس قد جمعهم يتحدثون فيه، فغاظه ما
رأى من جماعتهم وألفتهم وصلاح ذات بينهم على الإسلام بعد الذي كان بينهم من العداوة
في الجاهلية، فقال: قد اجتمع
ملأ بني قيْلة (وقيلة هي امرأة أم أوس وقيظي وزوجة خزرج ولكن العرب كان ينادون أبناء
المرأة قوية الشخصية باسم أمهم فكانوا يسمون أولاد قيلة ) بهذه البلاد، لا والله ما
لنا معهم إذا اجتمع ملؤهم بها من قرار، فأمر فتى شابًا من يهود كان معهم، فقال: اعمد
إليهم، فاجلس معهم، ثم اذكر يوم بعاث (وكانت الغلبة فيه في الجاهلية للأوس ) وما كان
قبله، وأنشِدْهم بعض ما كانوا تقاولوا فيه من الأشعار .. ففعل.
فتكلم القوم عند ذلك، وتنازعوا وتفاخروا، حتى تواثب رجلان من الحيّيْن على الرُّكب،
أوس بن قيظي، أحد بني حارثة بن الحارث من الأوس، وجبّار بن صخر، أحد بني
سلمة من الخزرج، فتقاولا، ثم قال أحدهما لصاحبه: إنْ شئتم رَدَدْناها الآن جذعة،
فغضب الفريقان جميعًا، وقالوا: قد فعلنا، موعدكم الظاهرة - والظاهرة: الحرة
السّلاح، السّلاح، فخرجوا إليها.
الرسول صلي الله عليه وسلم يحبط المؤامرة وينهي عن العصبية
فبلغ ذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فخرج إليهم فيمن معه من أصحابه
المهاجرين حتى جاءهم، فقال: "يا معشر المسلمين، الله الله، أبدعوى الجاهلية وأنا بين
أظهركم بعد أن هداكم الله للإسلام، وأكرمكم به، وقطع به عنكم أمر الجاهلية،
واستنقذكم به من الكفر، وألف بين قلوبكم؟".وفي رواية :" دعوها فإنها منتنة"
(البخاري). وفي رواية قال: "مَا بَالُ دَعْوَى أَهْلِ الجَاهِلِيَّةِ؟، ثم قال: "مَا شَأْنُهُمْ"، فأُخبر بكسعة المهاجريِّ الأنصاريَّ، قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "دَعُوهَا؛ فَإِنَّهَا خَبِيثَةٌ"(الترمذي ومسلم).
استجابة القوم بعد معرفة العدو الحقيقي
فعرف القوم أنها نزغة من الشيطان، وكيد من عدوهم، فبكوا، وعانق الرجال من
الأوس والخزرج بعضهم بعضًا، ثم انصرفوا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
سامعين مطيعين، قد أطفأ الله
عنهم كيد عدو الله شاس بن قيس
فأنزل الله
تعالى في ذلك: "قُلْ يَا أَهْلَ الكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللهِ وَاللهُ
شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ قُلْ يَا أَهْلَ
الكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ مَنْ آَمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجًا وَأَنْتُمْ
شُهَدَاءُ وَمَا اللهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ"(آل
عمران:98-99).
وأنزل في الأوس والخزرج: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ
يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آَيَاتُ اللهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ
وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى
صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ "(آل عمران:100-101).
دروس وعظات
وعبر من القصة
وفي هذه القصة وفي الآيات التي نزلت بسببها من الدروس والعظات والعبر ما ينبغي
للمسلمين أن يقفوا عنده ويتأملوه طويلاً، وخاصة في هذه الأيام التي كثرت فيها
دسائس اليهود والنصارى، وتنوعت مكائدهم لتمزيق صف المسلمين وإثارة النعرات
القبلية والطائفية بينهم حتى أصبحوا يقتتلون في كل مكان وعلى أتفه الأسباب، وما
كان لهم أن يصلوا إلى ما وصلوا إليه لولا بعد المسلمين عن دينهم وتجاهلهم لتاريخ
هؤلاء الأعداء مع نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم ومع المسلمين على مر التاريخ،
وقد حذرنا القرآن الكريم من كيدهم فقال تعالى: وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ
بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ"(البقرة: 109).
وقال تعالى:"وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً"(النساء:
89).
معشرَ المُسلِمينَ لعل رسول الله صلي الله عليه وسلم يقصد: " اللهَ اللهَ أبِدَعْوَى الجاهليةِ
وأنا بينَ أظهُرِكُم بعدَ إذْ هدَاكُم اللهُ إلى الإسلامِ وأكرمَكُمْ بِهِ وقطَعَ بِهِ عنكُم أمرَ الجاهليةِ
واستنقذَكُم به من الكفرِ وألَّفَ به بينَكم ترجِعونَ إلى ما كنتم عليه كفارًاكما في حَجَّةِ
الوَدَاعِ: اسْتَنْصِتِ النَّاسَ فَقَالَ: لا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا، يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ
بَعْضٍ(البخاري).
الحمد لله
رب العالمين والصلاة والسلام علي أشرف المرسلين اما بعد فياعباد الله
احذروا أحفاد شاس بن قيس
هل شاس بن قيس لازال موجود بيننا ؟
نعم نموذج شاس بن قيس هذا نموذج دائم الحضور في حياة المسلمين، لا يكاد يخلو
منه عصر، فهو لازمة من لوازم المدافعة بين الحق والباطل، نموذج المحرّش
والمحرض على الفتنة، وشق الصفوف، وبذر الخلاف والشقاق بين الصفوف، وهو
يتطور عبر التاريخ، فقديما كانت أداة التحريش والتحريض بين الناس إنشاد الأشعار،
والمنافرات والمفاخرات، وكان للشعر سوق رائجة عند العرب، حتى أنه من كان يريد
أن يذيع أمراً هاماً عبر القبائل كلها، كان يستخدم الشعر في ذلك، وكان الشعر ينتقل
بسرعة عجيبة، حتى شك الناس أن الجان كانوا ينقلون هذه الأشعار.
واليوم ومع تطور العلم أصبحت أدوات التحريش والتحريض وإيقاع الفتنة بين الناس
أكثر تطورا، وأنكى أثرًا وأشد فتكًا، أصبحت الأدوات فضائيات عابرة للقارات، ووسائل
إعلام تفوق الخيال، ومواقع إلكترونية تنقل الخبر من أقصى الأرض لأدناها بكبسة زر،
أصبح الإعلام أقوى أدوات التأثير وتوجيه الرأي العام، وتجاوز دوره من نقل الحدث
إلى صناعته وتكييفه، وأصبح شاس
بن قيس العصري هو الإعلام
وقعت كلها بقبضة الصهيون، فألاف القنوات تبث عداءها للإسلام إعلام شاس بن قيس
لم يكتف بدوره في التحريض بل وصل لمرحلة تفكيك بنية الدول ، وتمزيق أواصر
التعاون والإخوة
بين أبناء القطر الواحد ..
وماعلي المسلمين إلا أن يفيقوا ويرجعوا لكتاب ربهم وسنة نبيهم صلي الله عليه وسلم
:"وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ"(آل عمران/103).
اللهم إنا نعوذ بك من شرورهم ونجعلك في نحورهم يارب العالمين