recent
أخبار عاجلة

جزاء من أفطر يوماً من رمضان بغيرعذر الحلقة الثالثة والعشرون

جزاء من أفطر يوماً من رمضان بغيرعذر

الحلقة الثالثة والعشرون

الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله أما بعد فياعباد الله..حديثنا إليكم اليوم عن"جزاء من أفطر يوماً من رمضان بغيررخصة ولا عذر"

إخوة الإسلام:"صوم رمضان فريضة واجبة على كل مسلم، بالغ، عاقل، مقيم، قادر، سالم من الموانع, ويحرُم على المسلم الفِطْر في رمضان عمداً دون عذرٍ شرعيٍّ يُبيح الإفطار..

و مَن أفطر عمداً وقاصداً في رمضان تترتّب عليه عدّة أحكامٍ، بيانها وتفصيلها فيما يأتي:"

"الإثم"يترتّب على مَن أفطر في رمضان بدون عذر الإثم؛ لاقترافه كبيرة من الكبائر؛ بانتهاكه حرمة الشهر، وتعمُّده إخراج العبادة عن وقتها، ولفعله ما لا يحلّ، وهذا في حال أنّه أفطر دون أن يكون مُستحِلّاً لفِطره،أمّا الاعتقاد بعدم فرضية الصيام في رمضان، وأقر بأنه ليس هناك صيام أوسخر من الصيام فهو يُعدّ من الأمور التي تُخرج الإنسان من الإسلام..لأنه أنكر أمراً معلوماً من الدين بالضرورة, فَيُسْتَتَاب فإن تاب وأقر بوجوبه وإلا فهو مرتد عن الإسلام، لا يجالس ولايصاحب ولايصاهر وإن مات علي ذلك لايُغَسَّل ولا يُكفَّن ولا يُصلَّى عليه ولا يُدْعَى له بالرحمة، ويدفَن لئلا يؤذي الناس برائحته ويتأذى أهله بمشاهدته.

والأدلة علي ذلك كثيرة يقول  صلى الله عليه وسلم :"بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالْحَجِّ، وَصَوْمِ رَمَضَان(البخاري ومسلم).

وعنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال:"عُرَى الْإِسْلَامِ وَقَوَاعِدُ الدِّينِ ثَلَاثَةٌ عَلَيْهِنَّ أُسِّسَ الْإِسْلَامُ مَنْ تَرَكَ مِنْهُنَّ وَاحِدَةً فَهُوَ بِهَا كَافِرٌ حَلَالُ الدَّمِ:"شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَالصَّلَاةُ الْمَكْتُوبَةُ، وَصَوْمُ رَمَضَانَ"(صححه الذهبي،وحسنه الهيثمي في مجمع الزوائد والترغيب والترهيب).

وقال الحافظ الذهبي، في كتابه"الكبائر:"إن إفطار يوم من رمضان بلا عذر؛كبيرة مستشهداً بقول الله تعالى:"يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ"(البقرة/183).

وقال في موضع آخر من الكتاب:"عند المؤمنين مقرر: أن من ترك صوم رمضان بلا مرض ولا عرض أنه شر من المكَّاس والسارق أو قاطع الطريق..والزاني ومدمن الخمر،بل يشكون في إسلامه،ويظنون به الزندقة والانحلال"

فهؤلاء الذين يفطرون دون رخصة ولاعذر لهم الويل والنكال وسوء العذاب يوم القيامة.. ولقد رهب الرسول صلي الله عليه وسلم من هتك حرمة شهر رمضان بالإفطارفروي عنه صلي الله عليه وسلم:"مَن أَفطرَ يومًا من رمضانَ من غيرِ عُذْرٍ ولا مَرضٍ لَم يَقضِه صَومُ الدَّهرِ وإن صامَه"(ابن خزيمة في صحيحه وضعفه بعض علماء الحديث).

عباد الله:"ويوم رمضان له جلاله وقداسته ,وبركته وثوابه المضاعف ,لذا كان الإفطار من كبائر الإثم ومن ثم فلا يباح بحال من الأحوال إفطار من وجب عليه الصيام في رمضان من غيرعذر مبيح ولا رخصة مجيزة..

فاتقي الله أيها العاصي،واحذر نقمته وغضبه وأليم عقابه ،ولتبادر إلى التوبة قبل أن يفاجأك هازم اللذات ومفرق الجماعات  فإن اليوم عمل ولا حساب ،وغداً حساب ولا عمل ،واعلم أن من تاب تاب الله عليه ، ومن تقرب إلى الله شبراً تقرب إليهذراعاً ومن تقرب إليه ذراعاًتقرب إليه باعاً، فهو الكريم الحليم الرحيم سبحانه:"أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ"(التوبة / 104).

ولو تعودت الصوم وعلمت ما فيه من اليسر،والأنس ، والراحة ، والقرب من الله ، ما تركته.وتأمل قول الله تعالى في ختام آيات الصوم:" يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ" وقوله" وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ" لتدرك أن الصوم نعمة تستحق الشكر،ولهذا كان جماعة من الأولين يتمنون أن يكون العام كله رمضان .

عباد الله:"وأما عقوبة من أفطر يوماً من رمضان بدون رخصة ولاعذر ولم يتب من ذنب الإفطارعمداً  ولم يقضي ماعليه في الدنيا فليس هناك قانون يجرم هذه الجريمة النكراء ونطالب بتغليظ العقوبة فيؤدب بالضرب والحبس..

عباد الله:"أما في الآخرة فينتظر هذا المستهتر المجاهر بالفطر عمداً عذاب الله   فعن أبي أمامة الباهلي قال:"سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:"بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ إِذْ أَتَانِي رَجُلانِ فَأَخَذَا بِضَبْعَيَّ فَأَخْرَجَانِي ، فَأَتَيَا بِي جَبَلا وَعْرًا ، وَقَالا لِيَ : اصْعَدْ . فَقُلْتُ : إِنِّي لا أُطِيقُهُ . فَقَالا : سَنُسَهِّلُهُ لَكَ . قَالَ : فَصَعِدْتُ حَتَّى إِذَا كُنْتُ فِي سَوَاءِ الْجَبَلِ إِذَا أَنَا بِأَصْوَاتٍ شَدِيدَةٍ . فَقُلْتُ:"مَا هَذِهِ الأَصْوَاتُ؟فَقَالا:"هَذَا عُوَاءُ أَهْلِ النَّارِ . ثُمَّ انْطَلَقَا بِي،وَإِذَا بِقَوْمٍ مُعَلَّقِينَ بِعَرَاقِيبِهِمْ مُشَقَّقَةٍ أَشْدَاقُهُمْ تَسِيلُ دَمًا ،فَقُلْتُ : مَنْ هَؤُلاءِ ؟ فَقَالَ:"هَؤُلاءِ الَّذِينَ يُفْطِرُونَ قَبْلَ مَحِلَّةِ إِفْطارِهِمْ.وفي رواية قال الَّذين يُفطِرون قبل تَحِلَّةِ صومِهم"(النسائي وابن خزيمة والحاكم وغيرهم).

وهذا الحديث دليل على عظم ذنب من أفطر في نهار رمضان عمداً من غير عذر ، فقد أطلع الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم على عذاب المفطرين قبل وقت إفطارهم،فرآهم في أقبح صورة وأبشع هيئة،رآهم معلقين بعراقيبهم كما تعلق الذبيحة ، الأرجل إلى أعلى والرأس إلى أسفل،وقد شقت أشداقهم،والدم يسيل منها "هذه عقوبة من صام ثم أفطر عمداً قبل حلول وقت الإفطار، فكيف يكون حال من لا يصوم أصلاً؟!نسأل الله السلامة والعافية في الدنيا والآخرة".

وصلي اللهم علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه وسلم .

 

 

 

 

 

google-playkhamsatmostaqltradent