recent
أخبار عاجلة

هل الإمام الفقيه يبين للناس كل ماعلم ؟

 


هل الإمام الفقيه  يبين للناس كل ماعلم ؟  

"لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ"

    الحمد لله  والصلاة والسلام علي رسول الله وبعد 

فالواجب علي العالم والفقيه أن يبين للناس كل ماعلم إن استطاع ذلك ويتأكد ذلك إذا سئل عن مسألة أو أراد أن يوضحها للناس وإلا فيأثم ويحاسب علي كتم علم علمه الله إياه ..

 ولقد ذم الله العلماء  ممن كانوا في أمم  قبلنا لما كتموا العلم بعدما علموه فخالفوا أمر ربهم ووافقوا أهواءهم و أهواء علمائهم المتشددة  أو طلبوا دنياهم بكتمان دينهم .

 و هذه رسالة من الله لكل كاتم علم : "وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ"(آل عمران/ 187).

وهذا الميثاق أخذه الله تعالى على كل من أعطاه الله الكتب وعلمه العلم، أن يبين للناس ما يحتاجون إليه مما علمه الله، ولا يكتمهم ذلك، ويبخل عليهم به، خصوصا إذا سألوه، أو وقع ما يوجب ذلك، فإن كل من عنده علم يجب عليه في تلك الحال أن يبينه، الميثاق هو العهد الثقيل المؤكد،

ويوضح الحق من الباطل. فأما الموفقون، فقاموا بهذا أتم القيام، وعلموا الناس مما علمهم الله، ابتغاء مرضاة ربهم، وشفقة على الخلق، وخوفا من إثم الكتمان. وأما الذين أوتوا الكتاب، من اليهود والنصارى ومن شابههم، فنبذوا هذه العهود والمواثيق وراء ظهورهم، فلم يعبأوا بها، فكتموا الحق، وأظهروا الباطل، تجرؤا على محارم الله، وتهاونا بحقوق الله، وحقوق الخلق، واشتروا بذلك الكتمان ثمنا قليلا، وهو ما يحصل لهم إن حصل من بعض الرياسات، والأموال الحقيرة، من سفلتهم المتبعين أهواءهم، المقدمين شهواتهم على الحق، " فبئس ما يشترون " لأنه أخس العوض، والذي رغبوا عنه -وهو بيان الحق، الذي فيه السعادة الأبدية، والمصالح الدينية والدنيوية- أعظم المطالب وأجلها، فلم يختاروا الدنيء الخسيس ويتركوا العالي النفيس، إلا لسوء حظهم وهوانهم، وكونهم لا يصلحون لغير ما خلقوا له. ويوضح الحق من الباطل.

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من سُئل عن علمٍ فكتمه ألجمه اللهُ بلِجامٍ من نارٍ يومَ القيامةِ"(أبو داود واللفظ له، والترمذي وابن ماجه ، وأحمد).

فزكاةُ العِلمِ نَشرُه وإذاعتُه، وقدْ أخَذَ اللهُ الميثاقَ على الذين أُتوا الكتاب والعلمَ أنْ يُبيِّنوه للناسِ، وحذَّرَ مِن منْعِه وكتْمِه عن النَّاسِ، وفي هذا الحديثِ يقولُ النبيُّ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّم: "مَن سُئِلَ عن عِلمٍ فكَتَمه"، أي: كعالمٍ يمنعُ عِلمَه وفُتياهُ لِمَن يَحتاجُ إلى ذلكَ أو كَمنْ عِندَه علمٌ فيهِ مَنفعةٌ للناسِ، فإذا مَنعَه ولم يَنشُرْه فيهِم أصابَهم ضررٌ أو ما شابَه، "ألْجَمه اللهُ بلِجامٍ مِن نارٍ يومَ القِيامةِ"، أي: إنَّ الجَزاءَ مِن جِنسِ العملِ فعِقابُه عندَ اللهِ عزَّ وجلَّ حيثُ يَضعُ اللهُ في فمِهِ قِطعةً مِن حديدٍ مِن نارٍ يومَ القيامةِ، و"اللِّجامُ": ما يُوضَعُ في فمِ الفَرسِ لتُقادُ بهِ.

وفي الحديثِ: الترهيبُ الشديدُ مِن كتْمِ العِلمِ، وهذا يَستلزِمُ الأمرَ بنَشرِ العِلمِ بينَ الناسِ وتَعليمِه لهم.

وعليه فينبغي علي كل إمام مسجد وعالم وفقيه أن يبين للناس أراء المذاهب وبخاصة في مسألة مهمة كزكاة الفطر للخروج من الحيرة فتذكر أراء الفقهاء ولو رجحت قولك بجمهور العلماء وأن الواجب إخراج الطعام وهو الأصل  فلابأس بذلك وأن تذكر رأي أبوحنيفة وعمر بن عبدالعزيز والثوري  والبخاري وغيرهم ..في مسألة إخراج القيمة ومن أخذ بالجمهور فقد أصاب ومن أخذ برأي من قال بالقيمة فقد أجزائه ..

وصلي اللهم علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه وسلم 

google-playkhamsatmostaqltradent