recent
أخبار عاجلة

خطبة الجمعة حديث القرآن والسنة النبوية عن العمل لفضيلة الشيخ عبدالناصربليح

 

حديث القرآن والسنة النبوية عن العمل

مفهوم العمل في اللغة والاصطلاح

مفهوم العمل في الإسلام

حديث  القرآن عن العمل

السنة النبوية الشريفة تحث على العمل

تحميل الخطبة pdf

تحميل الخطبة ورد

الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله وبعد فياعباد الله

للعمل في الإسلام مفهومًا محددًا وله أهمية كبرى باعتباره هو الأساس لعمارة

 الأرض،وقد وضع الدين الإسلامي ضوابط لتنظيم العمل .وقبل ذلك نعرف أولاً مفهوم

 العمل لغة واصطلاحاً..


مفهوم العمل في اللغة والاصطلاح

العمل في اللغة هو الفعل والمهنة والجمع أعمال وعمل عملًا وأعمله غيره واستعمله ..

أما مفهوم العمل اصطلاحًا فهو كل ما يزاوله الإنسان من أنشطة صناعية أو زراعية أو

 مهنية أو تجارية وغيرها بهدف..


مفهوم العمل في الإسلام

عباد الله:" يظهر مفهوم العمل ومكانته في الإسلام بوجه عام من خلال اعتباره هو

 الأساس لعمارة الأرض ولتوفير الحاجات الأساسية للمعيشة وهو عبادة ولذلك فهو

 واجب من واجبات الإنسان من ناحية كونه الركن الرئيس في حق الحياة والعيش وأنه

 من أهم شروط الاستخلاف في الأرض وهو أن يقوم الإنسان بعمارة الأرض ولا تتم

 العمارة إلا بالعمل وقال تعالى:"هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ

 تُوبُوا إِلَيْهِ  إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ"( هود/ 61).


تؤكد الآية الكريمة على وجوب عمارة الأرض واستعمركم فيها يعنى أمركم بعمارتها .

فالله تعالى لم يخلق الإنسان في هذه الحياة حتى يلهو ويعبث ولا ليغتر القوي بقوته

 ويطغى بجبروته ولا ليستكين الضعيف إلى ضعفه ويستقر الفقير على حاله ولكنه

 سبحانه وتعالى خلق الإنسان وركب فيه طاقة العمل وأدواته وسخر له الكون ظاهرًا

 وباطنًا في السماء وفي الأرض ليكون خليفة الله تعالى في الأرض ويعمل على عمرانها

 ويسعى في إصلاحها .


فمفهوم العمل في الإسلام مرتبط بالعمل الصالح والعمل الذي ينتج الطيبات وتشمل

 الأعمال الصالحة كل عمل طيب وكل سعي حلال يؤديه الإنسان ويشارك به في نهضة

 أمته.


حديث  القرآن عن العمل

قال تعالى:"فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا فَإِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ

 فَاسْلُكْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي

 الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ"(المؤمنون/ 27).   حث الله تعالى نبيه نوح عليه السلام على

 العمل وصنع السفينة .


وقال تعالى :"وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ أَنِ

 اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ  وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ

 غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ

 رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ  يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ

 وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ

 الشَّكُورُ"(سبأ / 10 ).حث الله تعالى نبيه داود عليه السلام على العمل كان يعمل حدادًا.


قال تعالى:"وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا

 اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ

 أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ"(النور/ 55).


قال تعالى :"مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ

 أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ "(النحل /97).

وقال تعالى:"وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا"(الإسراء / 9).


السنة النبوية الشريفة تحث على العمل

عباد الله:" هناك أحاديث كثيرة في الحث على الكسب والعمل لأنَّ العمل هو الوظيفة التي

 يأتي من خلال مجهودٌ جسديٌّ أو فكريٌّ لتحصيل قوت اليوم والاحتياجات الرئيسيَّة، عَنْ

 عَائِشَةَ -رضي الله عنها-، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ أَطْيَبَ مَا أَكَلَ

 الرَّجُلُ مِنْ كَسْبِهِ، وَإِنَّ وَلَدَ الرَّجُلِ مِنْ كَسْبِهِ".(النسائي).


وقال صلّى الله عليه وسلّم-: "ما من مسلم يَغْرِسُ غرسًا إلا كان ما أُكِلَ مِنهُ له صدقةً،

 وما سُرقَ له منه صدقةٌ، وما أكل السَّبُعُ منه فهو له صدقةٌ، وما أكلتِ الطيرُ فهو له

 صدقةٌ، ولا يَرْزَؤُهُ أَحَدٌ إلا كان له صدقةٌ"(مسلم).


وقال صلَّى الله عليه وسلَّم :"لَأَنْ يأخذَ أحدكم حَبْلَهُ، فيَأْتِي بحِزْمَةِ الحطبِ على ظهرِهِ

 فيَبيعها، فيَكُفَّ اللهُ بها وجهَهُ، خيرٌ لهُ من أن يسألَ الناسَ، أعطوهُ أو منعوهُ"(البخاري).

وقال صلي الله عليه وسلم قال :" إن قامت الساعة و في يد أحدكم فسيلة  فإن استطاع

 أن لا تقوم حتى يغرسها فليغرسها "(صحيح).


وقال صلّي الله عليه وسلم :"ما بعث الله نبيًا إلا رعى الغنم . فقال أصحابه وأنت فقال

 نعم كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة"(البخاري).


حث الرسول صلي الله عليه وسلم علي  فضل العمل

عباد الله:" إنَّ العمل من أهمِّ الأمور التي رغَّبت فيه الشريعة الإسلاميَّة، حيث قال الله

 -تعالى- في سورة فصلت:"وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي

 مِنَ الْمُسْلِمِينَ"(فصلت/33).


يقول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ صَدَقَةٌ قَالُوا: فَإِنْ لَمْ يَجِدْ؟ قَالَ: فَيَعْمَلُ بِيَدَيْهِ

 فَيَنْفَعُ نَفْسَهُ وَيَتَصَدَّقُ، قَالُوا: فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ أَوْ لَمْ يَفْعَلْ؟ قَالَ: فَيُعِينُ ذَا الحَاجَةِ

 المَلْهُوفَ، قَالُوا: فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ؟ قَالَ: فَيَأْمُرُ بِالخَيْرِ،أَوْ قَالَ: بِالْمَعْرُوفِ، قَالَ: فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ؟

 قَالَ: فَيُمْسِكُ عَنِ الشَّرِّ فَإِنَّهُ لَهُ صَدَقَةٌ"(البخاري ومسلم).


وقال صلَّى الله عليه وسلَّم: "ما يزال الرجلُ يسألُ الناسَ، حتى يأتي يومَ القيامةِ وليس

 في وجهِه مُزعَةُ لحمٍ"(البخاري ومسلم).

قال صلى الله عليه وسلم:"كُلُّكُم راعٍ وكُلُّكُم مسؤولٌ عن رعيته"(متفق عليه).


 حث  الرسول صلي الله عليه وسلم علي إتقان العمل

عباد الله :"حثَّ الإسلام على إتقان العمل، سواءً أكان ذلك في الأمور المتعلِّقة بالدُّنيا أم

 بالآخرة، ومن الجدير بالذِّكر أنَّه من الواجب إتمام العمل على أكمل وجهٍ؛ فمثلاً الصَّلاة

 من الواجب استيفاء أركانها وشروطها لتكون مقبولةً عند الله -تعالى-، وفيما يأتي بيان

 بعض الأحاديث التي تدلُّ على إتقان العمل: قال الرَّسولِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-: "إِذَا

 قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ، وَإِذَا ذَبَحْتُمْ، فَأَحْسِنُوا الذِّبْحَةَ، وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ، وَلْيُرِحْ

 ذَبِيحَتَهُ"(مسلم). 


وقالَ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: "إن الْعَبْدُ إِذَا نَصَحَ لِسَيِّدِهِ وَأَحْسَنَ عِبَادَةَ اللَّهِ، فَلَهُ أَجْرُهُ

 مَرَّتَيْنِ".(مسلم).

 قال النبيُّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلم: "إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ كَتَبَ الْإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ"(أبوداود).


الخطبة الثانية

الحمد لله والصلاة والسلام علي أشرف المرسلين أما بعد فياعباد الله:" 

حث الرسول صلي الله عليه وسلم علي فضل عمل الرجل بيده

 عباد الله :"إنَّ الله تبارك وتعالى- يحبُّ العبد الذي يلتزم بصدق العمل، فالصِّدق هو أساس العمل الناجح، وهو السبب الرئيس في بناء الفرد والمجتمع، حيث يحدُّ من جرائم المجتمع ويزيد من كفاءة التعليم ويُحفِّز الاستثمارات الدَّاخليَّة والخارجيَّة، وفيما يأتي بيان بعض من الأحاديث التي تبيِّن فضل عمل الرَّجل بيده: قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "ما مِن مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا، أَوْ يَزْرَعُ زَرْعًا، فَيَأْكُلُ منه طَيْرٌ أَوْ إِنْسَانٌ أَوْ بَهِيمَةٌ، إِلَّا كانَ له به صَدَقَةٌ"(مسلم).


وعن أَبِي بُرْدةَ الْأَنْصَارِيِّ رضي الله عنه قَالَ: "سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أَيُّ الْكَسْبِ أَطْيَبُ؟ فَقَالَ: عَمَلُ الرَّجُلِ بِيَدِهِ وَكُلُّ بَيْعٌ مَبْرُورٌ"(البزار وصححه الحاكم).

ودعي الرسول للعمل والبعد عن التسول وأخذ الصدقة: 

في قوله صلى الله عليه وسلم-: "اليدُ العليا خيرٌ من اليدِ السُّفلَى واليدُ العليا المُنفِقةُ

 والسُّفلَى السَّائلةُ"(البخاري ومسلم).

 وقال صلي الله عليه وسلم:" لأَنْ يَحْتَطِبَ أَحَدُكُمْ حُزْمَةً عَلَى ظَهْرِهِ خَيْرٌ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ

 أَحَدًا، فَيُعْطِيَهُ أَوْ يَمْنَعَهُ"(البخاري). 

قال صلي الله عليه وسلم : "رَحِمَ اللَّهُ رَجُلاً سَمْحًا إِذَا بَاعَ، وَإِذَا اشْتَرَى، وَإِذَا اقْتَضَى"(البخاري).

إن العمل يعد واحد من أهم وأكثر الأمور التي دعا لها الدين بالقرآن الكريم وبالسنة

 النبوية ، فقد حث الله عز وجل على العمل في العديد من الآيات القرآنية ،وقدذكرنا لكم

 غيض من فيض من آيات القرآن والأحاديث النبوية في هذا الموضوع وعلي العاقل أن

 يعلم بأن العمل حق وشرف وستر ووقاية من التسول والفقر ..

اللهم أتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار

عباد الله أقول قولي هذا وأقم الصلاة

google-playkhamsatmostaqltradent