recent
أخبار عاجلة

إذا كنز الناس الذهب والفضة فاكنز أنت هذا الدعاء

 


إذا كنز الناس الذهب والفضة فاكنز أنت هذا الدعاء


الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله وبعد

فعن شداد بن أوس رضي الله عنه، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:"يا

 شداد بن أوس، إذا كنَز الناسُ الذهبَ والفضة، فاكنِز هؤلاء الكلماتِ: اللهم إني أسألك

 الثباتَ في الأمر والعزيمة على الرُّشد، وأسألك شُكْر نعمتك، وحُسْن عبادتك، وأسألك

 لسانًا صادقًا، وقلبًا سليمًا، وأسألك من خير ما تَعلَم، وأعوذ بك من شرِّ ما تعلم،

 وأستغفرك لما تعلم، إنك أنت علام الغيوب"(الطبراني في معجمه الكبير  صحَّحه الألباني في السلسلة

 الصحيحة ، وحسَّنه شعيب الأرناؤوط في تحقيق المسند).

دعاء عظيم غفَل عنه كثيرٌ من الناس، مع العلم أننا بحاجة إليه في زمن كهذا، عُجَّ

 بالفتن، وعمَّت فيه البلوى، واختلط (الحابل بالنابل)، "وبهذا يكون العبد دائمًا مُتعلِّقًا

 بربه لا بالمخلوقين، وتكون همَّته لله بملازمة الدعاء والتوسل إليه بأسمائه وصفاته في

 كلِّ حال وعلى كل حال، فيكون شُغْل المرء بربه إذا ما عَرضتْ له حاجة أو لم تَعرِض،

 فلا يَسكُن قلبُه إلا باللجوء إلى الله"، فلا بد من اجتماع القلب والهمة على تَدبُّر هذا

 الدعاء وتَفهُّمه، فكلما دعا به العبد استشعر عظمتَه، ولامَس شَغَاف قلبه، فيشعُر بلذته؛

 لأن من فَهِم شيئًا فُتحت له لذة مناجاته.

الثبات على الدين مطلب أساس لكل مسلم صادق يريد سلوك الطريق المستقيم والفوز

 بجنات النعيم بعد رضا رب العالمين.

ومعنى الثبات: هو التمسك بدين الله، والعيش على منهجه وشرعته، والتمسك بسنة

 نبيه إلى حين الوفاة.

وهذا مطلب دائم لم يستغن عنه المسلمون في زمن من الأزمان، غير أنهم لم يكونوا قط

 في زمن أحوج منهم إليه من هذا الزمان الذي عمَّت فيه البلوى، وقل فيه العلم، وزاد

 الجهل، واختلط على كثير من الناس أمور دينهم.

 

أسباب سؤال التثبيت

وتكمن أهمية الموضوع وضرورة سؤال الله التثبيت على الإيمان في أمور:

أولها: انتشار الفتن وأنواع المغريات

وصنوف الشهوات والشبهات، وانفتاح أبوابها كما لم تنفتح من قبل، وإقبال الناس على

 كليهما، وتساقطهم فيهما تساقط الفراش في النار.. فتن كقطع الليل المظلم مدلهمة

 مظلمة؛ لا يرى فيها النور، ولا يدري الإنسان أين يذهب؛ بل هو حائر، ما يدري أين

 المخرج.. وقد حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم كل هذا فيما رواه مسلم في صحيحه

 قال:"بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا أَوْ

 يُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنْ الدُّنْيا".

ثانيا: إقبال الدنيا على الناس وانفتاحها عليهم:

كما لم نتفتح من قبل ـ ففتحت لهم ذراعيها، وناءت عليهم بكلكلها، وحطت عليهم رحالها، وأبدت لهم زخرفها وازينت لهم؛ فمالوا إليها وافتتنوا بها، فعركتهم بثفالها، وطحنتهم برحاها، فداروا فيها دوران الثور في الساقية، لا يعرف مبتداه من منتهاه، فأخذتهم عن الآخرة، وأنستهم العمل لها، فعاشوا في غفلة معرضين كما قال رب العالمين:"اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ  مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مِّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ"(الأنبياء/1-2).

وقد كان الناصح الأمين قد حذر أتباعه المخلصين من هذا الحيف والمين، فروى عمرو

 بن عوف رضي الله عنه أنَّ النَّبي صلى الله عليه وسلم قال:"والله ما الفقر أخشى

 عليكم، ولكنِّي أخشى أَنْ تُبْسَط عليكم الدُّنيا كما بُسِطَتْ على من كان قبلكم، فتَنَافَسُوها

 كما تَنَافَسُوها، وتهلككم كما أهلكتهم"(متفق عليه).

ثالثا: الحملات المسعورة على الإسلام وأهله المتمسكين به:

ونبذهم بأفظع الصفات، وأقذع الألفاظ، .. حتى أصبح المسلم غريبا في أكثر بلدان

 الأرض مصداقا لخبر الصادق المصدوق:"بَدَأَ الإِسْلامُ غَرِيبًا ، وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا ،

 فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ"(مسلم).

ولقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن صفات هؤلاء الغرباء فقال:"الذين يصلحون إذا

 فسد الناس"(أحمد).

وفي حديث عبد الله بن عمرو في المسند:"فقيل: من الغرباء يا رسول الله؟ قال: أناس صالحون في أناس سوء كثير. من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم"(أحمد وصححه الألباني، وقال شعيب الأرناؤوط: حسن لغيره).

ولا شك أن هذه الغربة وهذا الاضطهاد وتلك المزلزلات تحتاج إلى تثبيت من رب الأرض والسموات.

رابعا: تعلق الأمر بالخواتيم:

فلا يكفي أن يثبت الإنسان بعض الوقت في حياته، وإنما لابد من الثبات حتى الممات،

 وعند الممات، وهذا معترك كبير ورهيب ومخيف.

خامسا: كثرة حوادث الارتداد على الأعقاب

والنكوص والانتكاسات، حتى طالت بعض من كان يشار إليهم بالبنان، ولا يتخيل هذا

 منهم بحال من الأحوال، نسأل الله الثبات لنا ولجميع المسلمين. فكيف يكون حال عموم

 الناس ومساكين البشر.

نعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن. ونسأله الثبات حتى الممات، وعند الممات وبعد الممات.

سادسا: كثرة الابتلاءات والامتحانات

 التي يتعرض لها الإنسان في حياته؛ ليعرف الصادق من الكاذب، والمؤمن من المنافق،

 والمخلص من غيره.. "أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ  وَلَقَدْ

 فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ  فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ"(سورة العنكبوت/2)،

 وقال سبحانه:"وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّىٰ نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ"

(محمد:31).

فالكل مبتلى وممتحن: فممتحن بالمال، وممتحن بالجاه، وممتحن بالملك، وممتحن

 بالشهرة، وممتحن بالشهوة، وممتحن بالفقر، وممتحن بالمرض. وممتحن في نفسه

 وممتحن في ولده، وممتحن في أهله. صور كثيرة وباب واسع ومعترك سقط فيه من

 سقط ولم ينج منه إلا القليل "وقليل من عبادي الشكور"0إلا الذين آمنوا وعملوا

 الصالحات وقليل ما هم" فاللهم إنا نسألك الثبات في الأمر.

سابعا: تعلق الأمر بالقلوب:

 وهي شديدة التقلب والتغير كما جاء في الحديث: "لقلب ابن آدم أشد انقلاباً من القدر

 إذا استجمعت غلياناً"(أحمد والحاكم).

وفي حديث آخر:"مثل القلب كمثل ريشة بأرض فلاة تقلبها الرياح ظهر البطن".

وما سمي الإنسان إلا لنسيه .. ولا القلب إلا أنه يتقلب

وكان صلى الله عليه وسلم كثيرا ما يقول في حلفه:"لا ومقلب القلوب"(البخاري عن ابن عمر).

وقد قال له صحابته يوما:"وتخاف علينا يا رسول الله؟ قال: وما يؤمنني والقلب بين

 أصبعين من أصابع الرحمن يقلبه كيف شاء".

أيها المُسلمون: أخطرُ شيءٍ اليوم على المُسلمين: تكالبُهم على الدنيا، والتنافُس فيها

 تنافُس السِّباع على الفريسة، كل ذلك لِذاتِ الدنيا بدون إيثار الآخرة الباقية، ودون أن

 يكون هذا الحبُّ لهذه الدنيا الفانِية محكومًا بضوابِط الشرعِ وتوجيهاتِه وتعليماتِه.

ولقد حذَّرَنا ربُّنا -جل وعلا- من هذا المسلَكِ:" يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ"(فاطر: 5).

المؤمنونُ أصحابُ رسالةٍ سامِيةٍ ينظُرون لهذه الدنيا على أنها مزرعةٌ للآخرة،

 فيتزوَّدون منها، ويطلبون فضلَ الله -جل وعلا- وفقَ أوامره -عزَّ شأنه-، قلوبُهم مُتعلِّقةٌ

 بالآخرة والعملِ لها، مع أخذِهم بنصِيبهم من الدنيا بالعمل النافعِ المُثمِر، والتجارةِ

 المحكومةِ بتقوى الله -جل وعلا-:"فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ

 فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ"(الجمعة: 10)،:"وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ

 الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي

 الْأَرْضِ"(القصص: 77).

إن المُتابِعَ لأحوال الأمة اليوم على مُستوى أفرادها ومُجتمعاتها، وحُكَّامها ومحكوميها،

 يجِدُ أن سببَ الشقاء وأصلَ المصائبِ والعَنَاء عند كثيرٍ من الناس، وأن أساسَ المِحَن

 والفِتَن: تغليبُ حُبِّ الدنيا، والافتِتانُ بها، وجعلُها محكومةً للتوجُّهاتِ والإراداتِ

 والمقاصِد، ومُسيطرةً على الأفعالِ والأقوالِ والتصرُّفات، فأصبحَ كثيرٌ يُوالِي على الدُّنيا،

 ومن أجلها يُعادُون، ولِذاتِها يُقاتِلون، فحينئذٍ وقعَ لهم الشقاءُ بأنواعه، وفقَدوا السعادةَ

 والفلاحَ، والعِزَّ والنجاحَ.

ومن أجل هذا حذَّرَت نُصوصُ الإسلام من هذا المسلَكِ الوَخيم والمنهجِ الأثيم، قال -جل وعلا-:"وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ"(العنكبوت: 64).

ورسولُنا -صلى الله عليه وسلم- يقول في قصةٍ مع الصحابة -رضي الله عنهم-: "فواللهِ

 ما الفقرَ أخشَى عليكم، ولكن أخشَى عليكم أن تُبسَطَ الدنيا عليكم كما بُسِطَت على من

 كان قبلَكم، فتتنافَسُوها كما تنافَسُوها، فتُهلِكَكم كما أهلكَتهم". متفق عليه.

وفي حديثٍ آخر: أنه -صلى الله عليه وسلم- جلسَ على المنبَر، قال أبو سعيد: وجلسنا

 حولَه، ثم قال -عليه الصلاة والسلام-: "إن مما أخافُ عليكم من بعدي: ما يُفتَحُ عليكم

 من زهرةِ الدنيا وزِينتِها". متفق عليه.

إن الفلاحَ الدنيوي والأخروي إنما يكونُ في تحقيقِ تقوى الله -جل وعلا- وطاعتِه، والحَذَر من مزالِقِ حبِّ الدنيا، أو أن تُؤثِّرَ على تقوى الله -جل وعلا- بنقصٍ أو تفريطٍ يُؤثِّرُ على هذه الحُقوق اللازِمة،"إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ * أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ"(يونس: 7، 8).

وحبيبُنا ونبيُّنا محمد -صلى الله عليه وسلم- يقول: "إن الدنيا حلوةٌ خضِرةٌ، وإن اللهَ مُستخلِفَكم فيها فينظُر كيف تعملون، فاتقوا الدنيا واتقوا النساءَ"(مسلم).

وفي حديثٍ آخر: يُخبِرُ -صلى الله عليه وسلم- عن فتنةِ هذه الأمة، فيقول: "إن لكل أمةٍ

 فتنةٌ، وفتنةُ أمتي: المال".

أي: أنهم يُمتَحَنون بهذه الدنيا؛ هل يجعلونها في طاعة الله -جل وعلا؟! هل يقومون

 بواجبِ الله وحقوق رب العالمين، أم يُؤثِرون الدنيا وتُفضِي بهم -والعياذُ بالله- إلى

 المُحرَّمِ والمذموم؟!

أمة الإسلام: أشدُّ الأمور خطرًا على العبدِ: أن يُزهِقَ أرواحًا بريئةً، أو أن يهتِكَ أعراضًا

 نقِيَّةً، أو أن يسلبَ حقوقًا مرعِيَّةً، أو أن يقعَ في ظلمٍ للخلقِ بأيِّ وجهٍ من الوجوه من

 أجلِ دُنيًا فانِية، ومتاعٍ زائلٍ.

من أقبَحِ الأفعالِ: فعلٌ يُبعِدُك عن رِضا ربِّ العالمين من أجلِ دُنيا حقيرةٍ وعَرَضٍ زائلٍ.

من أشنعِ المسالِكِ: مسلَكٌ يُلقِي بأوامرِ الله -جل وعلا- ظِهريًّا من أجل منصِبٍ زائفٍ أو

 كرسيٍّ لا يبقَى.

قال صلى الله عليه وسلم- قولاً ينبغي أن يكون نُصبَ أعيُننا: "ما ذِئبان جائِعانِ أُرسِلا

 في غنَمٍ بأفسَدِ لها من حِرصِ المرء على المالِ والشرفِ لدينه".

فحبُّ المال وحبُّ الشرف إذا لم يكن محكومًا بطاعة الله -جل وعلا- فإنه يكونُ من

 مُفسِدات الدين -والعياذ بالله-.

إن من يُقدِمُ على إفساد دينه لأجل دُنياه؛ من جمعِ مالٍ، أو حِرصٍ على منصبٍ أو

 وظيفةٍ، فهو ساعٍ في هلاكِ نفسِهِ عاجِلاً أم آجِلاً، سنَّةٌ إلهيَّةٌ ماضِيةٌ، لا تتبدَّلُ ولا تتغيَّرُ؛

 فقد دعا رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- على من كان هذا شأنُه: "تعِسَ عبدُ الدينار،

 تعِسَ عبدُ الدرهم، تعِسَ عبدُ القَطيفَة والخَميصَة، إن أُعطِيَ رضِي، وإن لم يُعطَ لم

 يرضَ"(البخاري).

إن حبَّ الدنيا، إن حبَّ الزعامة، إن السعيَ إلى المناصبِ والقيادَة مذمومٌ لذاته، لاسيَّما

 حينما يُساوِمُ المرءُ فيها على أمرٍ من أمور دينه، أو يتنازَل عن واجبٍ من واجباتِ

 خالِقِه؛ قال -صلى الله عليه وسلم-: "إنكم ستحرِصون على الإمارة، وستكونُ نَدامةً يوم

 القيامة".(البخاري).

وحينما قال له أبو ذرٍّ: ألا تستعمِلني يا رسول الله؟! قال: "يا أبا ذرٍّ: إنك ضعيفٌ، وإنها

 أمانةٌ، وإنها يوم القيامة خِزيٌ ونَدامةٌ إلا من أخذَها بحقِّها وأدَّى الذي عليه فيها".

 

google-playkhamsatmostaqltradent