recent
أخبار عاجلة

ابني بيتك كيف تبني لنفسك بيتاً فى الجنة ؟

 


ابني بيتك كيف تبني لنفسك بيتاً فى الجنة ؟  

الحمد  لله والصلاة والسلام علي رسول الله أمابعد كيف تبني بيتك في الجنة ؟

الحصول على بيتٍ في الجنّة من أعظم الغايات التي يسعى إليها المؤمن في حياته الدنيوية، ولقد عرّف النبي -صلّى الله عليه وسلّم- بعض أسباب بناء بيتٍ في الجنة، والأعمال التي تُوصل لتلك الغاية العظيمة، وفيما يأتي بيان بعض الأعمال التي ينال بسببها المسلم بيتاً في الجنة:

وكم يسعى الإنسان ويشقى في هذه الحياة الدنيا ليبني له بيتاً فيها ، فيخسر من ماله وجهده وفكره ووقته ما لا يخطر على بال . ويكون هذا الشخص قد تحمل الهموم والغموم والأرق والقلق ، ولربما سكب ماء وجهه،طلباً القرض والدين ، وسائلاً الإمهال والتأجيل ، وفي النهاية هو يعلم أن هذا كله عرضٌ زائل ومتاعٌ حقير .

ثم هذه البيت معرض للبِلى والزوال ، والحرق والهدم ، والتشقق والتصدع ،والزلازل وإن سلم البيت من ذلك كله فلن يسلم صاحبه من الموت،فكلٌ مسافر مع قافلة الراحلين كما قال الله عز وجل:"أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ.."(النساء/78) .

                            مافي الحياة بقاء مافي الحياة ثبوت

                           نبني البيوت وحتماً تنهارتلك البيوت

                          تموت كل البرايا سبحان من لايموت

لذلك لم ذهب رجل إلي بعض الصالحين  ليكتب له عقد بيت، فنظر إليه فوجد أن الدنيا متربعة على قلبه فقال له أعطني قلماً وقرطاساً ورقة وكتب:

بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد فقد  اشترى ميت من ميت داراً تقع في بلد المذنبين وعلي سكة الغافلين  له أربعة حدود، الحد الأول الموت،و الحد الثاني القبر، و الحد الثالث الحساب  والحد الرابع إما جنة و إمانار كما يريد الواحد القهار

فقال الرجل : "ما هذا يارجل، جئت تكتب لي عقد بيت، فكتبت لي عقد مقبرة ... !!

فقال له يارجل:

النفس تبكي على الدنياوقدعلمت

                        أن السلامة فيها ترك ما فيها

لا دارللمرء بعد الموت يسكنها

                        إلا التي كان قبل الموت بانيها

فان بناها بخير طاب مسكنها

                           وإن بناها بشر خاب بانيها

أموالنا لذوي الميراث نجمعها 

                         ودورنا لخراب الدهر نبنيها

أين الملوك التي كانت مسلطنة

                  حتى سقاها بكأس الموت ساقيها

كم من مدائن في الآفاق قد بنيت

                أمست خراباً وأفنى الموت أهليها

لا تركنن إلى الدنيا و ما فيها

                   فالموت لاشك يفنينا و يفنيها

لكل نفس وإن كانت على وجل

                           من المنية آمال تقويها

المرء يبسطها و الدهر يقبضها

                  والنفس تنشرها والموت يطويها

إن المكارم أخلاق مطهرة

                         الدين أولـها والعقل ثانيـها

والعلم ثالثها والحلم رابعها

                 والجود خامسها والفضل سادسها

و البرسابعها والشكرثامنها

                       والصبرتاسعها واللين باقيها

والنفس تعلم أني لا أصادقها

                    و لست أرشد إلا حين أعصيها

واعمل لدارغد رضوان خازنها

                   والجارأحمدوالرحمن ناشيها

قصورها ذهب والمسك طينتها

                   والزعفران ربيع نابت فيها

أنهارها لبن محض ومن عسل

           والخمر يجري رحيقا في مجاريها

و الطير تجري على الأغصان عاكفة

                  تسبح الله جهراً في مغانيها

من يشتري الدار في الفردوس يعمرها

                  بركعة في ظلام الليل يحييها

" كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإكْرَامِ"(الرحمن/26-27).

فبكي  الرجل وقال: "اكتب أنني وهبتهالله ورسوله.." مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ ٱللَّهِ بَاقٍۢ "

عباد الله:"المؤمن تسموا نفسه ويتشوق ليبني له بيت وقصر في الجنة .كما اشتاقت لذلك أسية امرأة فرعون :"وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ"(التحريم/11). ومن الملاحظ هنا أنها اختارت الجار قبل الدار فقالت رب ابن لي عندك بيتاًولم  تقل رب ابن لي بيتا عندك في الجنة.. فاختارت الجار قبل الدار..

أخي المسلم :"هل مساكن الجنة بيوت فقط أم قصور فقط أم فنادق أم خيام أم ماذا؟

أما عن مساكن أهل الجنة وكيفية الحصول عليها : فقد جاء في القرآن والسنة أن مساكن أهل الجنة متنوعة ، فمنها القصور ،  ومنها البيوت ، ومنها الغرف ، ومنها الخيم .

وأما القصور : فقد قال أبو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ :"بَيْنَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، إِذْ قَالَ :" بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُنِي فِي الجَنَّةِ ، فَإِذَا امْرَأَةٌ تَتَوَضَّأُ إِلَى جَانِبِ قَصْرٍ فَقُلْتُ : لِمَنْ هَذَا القَصْرُ ؟ فَقَالُوا : لِعُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ ، فَذَكَرْتُ غَيْرَتَهُ فَوَلَّيْتُ مُدْبِرًا ، فَبَكَى عُمَرُ وَقَالَ :"أَعَلَيْكَ أَغَارُ يَا رَسُولَ اللَّهِ"(البخاري ومسلم).

أصبحَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فدعا بلالًا فقالَ : يا بلالُ بما سبقتَني إلى الجنَّةِ ؟ فما دخلتُ الجنَّةَ قطُّ إلَّا سَمِعْتُ خَشخَشتَكَ أمامي فأتيتُ على قصرٍ مُربَّعٍ مُشرفٍ مِن ذَهَبٍ فقلتُ : لمَن هذا القصرُ ؟ قالوا : لرجلٍ عربيٍّ فقلتُ : أَنا عربيٌّ لمَن هذا القصرُ ؟ قالوا : لرجلٍ مِن قُرَيْشٍ قلتُ : أَنا قُرَشيٌّ لمَن هذا القصرُ ؟ قالوا : لرجلٍ مِن أمَّةِ محمَّدٍ قلتُ : أنا محمَّدٌ لمَن هذا القصرُ ؟ قالوا : لعمرَ بنِ الخطَّابِ فقالَ بلالٌ : يا رسولَ اللَّهِ ، ما أذَّنتُ قطُّ إلَّا صلَّيتُ رَكْعتينِ ، وما أصابَني حدثٌ إلَّا توضَّأتُ عندَها ،ورأيتُ أنَّ للهِ عليَّ رَكْعتَينِ ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ بِهِما"(الترمذي وأحمد).

وأما البيوت فجاء ذكرها في غير حديث ..

 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ،قَالَ :"أَتَى جِبْرِيلُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : " يَا رَسُولَ اللَّهِ : هَذِهِ خَدِيجَةُ قَدْ أَتَتْ مَعَهَا إِنَاءٌ فِيهِ إِدَامٌ ، أَوْ طَعَامٌ أَوْ شَرَابٌ ، فَإِذَا هِيَ أَتَتْكَ فَاقْرَأْ عَلَيْهَا السَّلاَمَ مِنْ رَبِّهَا وَمِنِّي وَبَشِّرْهَا بِبَيْتٍ فِي الجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ لاَ صَخَبَ فِيهِ ، وَلاَ نَصَبَ "(البخاري ومسلم).والقصب هنا قصب اللؤلؤ المجوف .

فأما الغرف ؛ فجاء ذكرها في غير آية وحديث ، ومن ذلك :قال الله تعالى:"لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ "(الزمر/20).

فأخبر تعالى أنها غرف فوق غرف ، وأنها مبنية بناء حقيقة ؛ لئلا تتوهم النفوس أن ذلك تمثيل ، وأنه ليس هناك بناء ، بل تتصور النفوس غرفا مبنية كالعلالي ، بعضها فوق بعض ، حتى كأنها ينظر إليها عيانًا .

ومبنية : صفة للغرف الأولى والثانية؛ أي :"لهم منازل مرتفعة ، وفوقها منازل أرفع منها".

وقال تعالى:"أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا  "(الفرقان/75). والغرفة : جنس ، كالجنة .

وقال تعالى :"وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ"(سبأ/37).

وجاء عَنْ عَلِيٍّ قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :"إِنَّ فِي الجَنَّةِ غُرَفًا تُرَى ظُهُورُهَا مِنْ بُطُونِهَا وَبُطُونُهَا مِنْ ظُهُورِهَا  ، فَقَامَ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ : لِمَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ :"لِمَنْ أَطَابَ الكَلَامَ ، وَأَطْعَمَ الطَّعَامَ ، وَأَدَامَ الصِّيَامَ ، وَصَلَّى بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ "(الترمذي).

وأما الخيام :

  عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :"إِنَّ لِلْمُؤْمِنِ فِي الْجَنَّةِ لَخَيْمَةً مِنْ لُؤْلُؤَةٍ وَاحِدَةٍ مُجَوَّفَةٍ طُولُهَا سِتُّونَ مِيلًا،لِلْمُؤْمِنِ فِيهَا أَهْلُونَ يَطُوفُ عَلَيْهِمْ الْمُؤْمِنُ فَلَا يَرَى بَعْضُهُمْ بَعْضًا، وفي لفظ عندهماعَرضُهَاسِتُّونَ مِيلًا"(البخاري ومسلم).

والحاصل :

أن كل مؤمن يدخل الجنة له فيها مساكن ، ولن يكون أحد فيها بلا مسكن ؛ إذ كيف يكون لأدنى أهلها منزلة ، مثلُ الدنيا عشر مرات ، ويكون فيها أحد بلا مسكن ؟!

ولكن النعيم في الجنة متفاوت؛فأصحاب الدرجات العلى لهم ما ليس لمن دونهم .

ونسأل الله أن يبلغنا وإياكم جنان الخلد ، ويرزقنا فيها النعيم المقيم .

هل بيوت وقصور الجنة كبيوتنا وقصورنا؟

سؤال نجيب عليه في الحلقة القادمة 

google-playkhamsatmostaqltradent