
ابني بيتك
هل بيوت وقصور الجنة كبيوتنا وقصورنا في الدنيا ؟
الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله وبعد فقد تحدثنا في الحلقة الماضية عن أنواع
البيوت في الأخرة وهل هي كبيوتنا وقصورنا في الدنيا ؟واليوم نتحدث عن هذه البيوت
والقصور والغرف والخيام
فهي ليست كبيوتنا في الدنيا ؟
اسمع الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يصف الجنة :"الجنة بناؤها لبنة من فضة و لبنة من ذهب و ملاطها المسك الأذفر و حصباؤها
اللؤلؤ و الياقوت و تربتها الزعفران من يدخلها ينعم لا يبأس و يخلد لا يموت لاتبلى
ثيابهم ولايفنى شبابهم"(أحمدوالترمذي).
وصف مساكن أهل الجنة موجود في القرآن والسنة
النبوية بأنها منازل عالية العلو، مبنية من الذهب والفضة، تتألف من مختلف الأجنحة والغرف
والصالات، وتزيّن بالجنان والمناظر الجميلة والأنهار المتدفقة. ويقول الله تعالى في
القرآن الكريم: "وعد الله المتقين جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها، وذلك
الفوز العظيم" (البقرة/ 25).
وعن أبي هريرة قلنا يا رسولَ اللهِ حدّثْنا
عن الجنةِ ما بناؤُها قال :"لبنةٌ من ذهبٍ ولبنةٌ من فضةٍ"(الترمذي).
طيب ده لبن طوب الجنة تعالي ندخل غرف
الجنة اسمع من حبيبك محمد صلي الله عليه وسلم :"إِنَّ في الجنةِ غُرَفًا يُرَى
ظَاهِرُها من باطِنِها ، و باطِنُها من ظَاهِرِها . فقال أبو مالِكٍ الأَشْعَرِيُّ
: لِمَنْ هيَ يا رسولَ اللهِ ؟ قال : لِمَنْ أَطَابَ الكَلامَ ، و أَطْعَمَ الطَّعَامَ
، و باتَ قائِمًا و الناسُ نِيامٌ"(الترغيب والترهيب).
ومعني :"يرى ظاهرها من باطنها وباطنها
من ظاهرها". أن المرء يرى ما فيها لأن جدارها شفاف، أو يعلم ما بها لرائحتها الطيبة
وأنوارها المضيئة.
بل تعالي لتسمع وصف رسول الله صلى الله
عليه وسلم لبيوت الجنة وما فيها، فقال صلى الله عليه وسلم :"جنتان من فضة، آنيتهما
وما فيهما، وجنتان من ذهب، آنيتهما وما فيهما". وفيها لأصحابها ما تشتهيه الأنفس،
وتلذ الأعين.
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى : "أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي
الصَّالِحِينَ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ
بَشَرٍ ذُخْرًا بَلْهَ مَا أُطْلِعْتُمْ عَلَيْهِ
، ثُمَّ قَرَأَ " فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ
أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ"(البخاري ومسلم ).
طيب تعالي كده
من الذي يبني تلك البيوت ؟
يبنيها لك العلي القدير وقد وعد بذلك يقول الله عز وجل:" وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ"(التوبة/72).
ففي هذه الآية الكريمة يخبر الله تعالى بما أعده للمؤمنين والمؤمنات من النعيم المقيم
والخيرات في جنات لهم فيها بيوت طيبة المقام، حسنة البناء. لبنة من فضة، ولبنة من ذهب،
وملاطها المسك الأذفر -أي ما بين اللبنتين مسك طيب الرائحة- وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت،
وتربتها الزعفران، من يدخلها ينعم ولا يبأس، ويخلد ولا يموت، لا تبلى ثيابهم، ولا يفنى
شبابهم :" وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ لا تَسْمَعُ فِيهَا لاغِيَةً
فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ وَنَمَارِقُ
مَصْفُوفَةٌ وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ "(الغاشية ٨-١٦).
وقال تعالي:"فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ
فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ قُطُوفُهَا
دَانِيَةٌ كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا
أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ"(الحاقة/21-24)
فليحرص المسلم أن يكون في درجة عالية في
الجنة :"كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ وَمَا أَدْرَاكَ
مَا عِلِّيُّونَ كِتَابٌ مَّرْقُومٌ يَشْهَدُهُ
الْمُقَرَّبُونَ إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي
نَعِيمٍ عَلَى الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ تَعْرِفُ
فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ يُسْقَوْنَ
مِن رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ خِتَامُهُ مِسْكٌ
وَفِي ذَٰلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ وَمِزَاجُهُ مِن تَسْنِيمٍ عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ"(المطففين
/18- 28).
وَفِي ذَٰلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ
أي وفي مثل هذا الحال فليتفاخر المتفاخرون ، وليتباه ويكاثر ويستبق إلى مثله المستبقون
و:"لمثل هذا فليعمل العاملون"( الصافات / 61).
تريد أن تبني لنفسك بيتاً في الجنة ؟
اسمعك تقول" نعم " لأن الجنة
لن يدخلها خامل ولاكسول ليس بالسهل أن تدخل الجنة لقوله صلي الله عليه وسلم
:" حُفَّتِ الجَنَّةُ بالمَكارِهِ، وحُفَّتِ
النَّارُ بالشَّهَواتِ"(مسلم).
من أراد أن يبني الله تعالى له بيتا في
الجنة فليقبل على عبادة ربه، وليحسن إلى الناس، وليكثر من عمل الصالحات، ليسكن أعلى
الجنات، وليجتهد لبلوغ تلك المنزلة بالدعاء وصدق الرجاء إلى الله عز وجل، كما فعلت
امرأة فرعون "إذ قالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة". فاستجاب الله تعالى
لها، وبنى لها بيتا في الجنة.
فاللهم ارزقنا بيوتا عندك في الجنة.وغرفاً
عندك في الجنة وقصوراً عندك في الجنة وخياماً عندك في الجنة ..اللهم إنا نسألك
رضاك والجنة ..
أخي المسلم ماهي أنواع الدور ؟
وقد اقتضت حكمة الله تعالى أن جعل لنفوس الخلق أربع دور، كل دار أعظم
من التي قبلها.
الدار الأولى: في بطن الأم، وذلك المحصن الضيق، والغم، والظلمات الثلاث.
والدار الثانية، هي: الدار التي نشأت فيها، وألفتها، واكتسبت فيها الخير
والشر، وأسباب السعادة والشقاوة دار الدنيا وهي دار الابتلاء والاختبار.
والدار الثالثة: البرزخ، وهي أوسع من هذه الدار وأعظم، بل نسبتها إليها
كالنسبة هذه الدار إلى الأولى. كم لبثت في بطن أمك؟
تسعة أشهر.وكم تلبث في الحياة الدنيا؟من ستين إلى سبعين سنة.
البرزخ أطول من هذه الدنيا، وإذا كنت ترى أن اللبث في بطن الأم تسعة أشهر
قصيرًا، بالنسبة إلى الدنيا من ستين إلى سبعين سنة، فاعلم بأن حياتك في هذه الدنيا
أقصر من البرزخ، والنسبة إليها كتلك إن لم تكن أكثر، فنعيش في البرزخ أكثر مما نعيش
في الدنيا، نعيش تحت الأرض أكثر مما نعيش فوق الأرض، حتى يرث الله الأرض ومن عليها.
والدار الرابعة: دار القرار إما إلى الجنة، وإما إلى النار، ولا دار بعد
ذلك.
هذه الدار الأخرة هي الحياة الأبدية
قال تعالي:"وَمَا هَٰذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ"(العنكبوت/64).
وقد جرت سنة الله تعالي أن ينقل
خلقه طبقًا بعد طبق، حتى يبلغهم الدار النهاية الأخيرة التي لا دار بعدها:" فَرِيقٌ
فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ (الشورى: 7).
ولكل نفس في كل دار حكم وشأن، فتبارك الله
منشأ النفوس، وفاطرها، مميتها ومحيها، مسعدها ومشقيها، الذي فاوت بينها، وفاوت بين
علومها، وأعمالها، وقواها، وأخلاقها.
فتريد أن تبني بيتك وتكن من السابقين
لهذا البيت اجتهد في الطاعة والعبادة حتي تفوز بجنة عرضها السموات والأرض أعدت
للمتقين ولم تعد للعاصين الفاسقين الظالمين ..
قال تعالي:"وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ
مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ"(آل
عمران/133)
هذه الجنة أقل نعيم فيها يعدل نعيم الدنيا عشرمرات فمابالنا بأعلي الناس نعيماًفعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بنِ مسْعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "إِنِّي لَأَعْلَمُ آخِرَ أَهْلِ النَّارِ خُرُوجًا مِنْهَا وَآخِرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ دُخُولًا ، رَجُلٌ يَخْرُجُ مِنْ النَّارِ كَبْوًا فَيَقُولُ اللَّهُ : اذْهَبْ فَادْخُلْ الْجَنَّةَ فَيَأْتِيهَا فَيُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهَا مَلْأَى فَيَرْجِعُ فَيَقُولُ : يَا رَبِّ وَجَدْتُهَا مَلْأَى ، فَيَقُولُ : اذْهَبْ فَادْخُلْ الْجَنَّةَ فَيَأْتِيهَا فَيُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهَا مَلْأَى فَيَرْجِعُ فَيَقُولُ : يَا رَبِّ وَجَدْتُهَا مَلْأَى ، فَيَقُولُ : اذْهَبْ فَادْخُلْ الْجَنَّةَ فَإِنَّ لَكَ مِثْلَ الدُّنْيَا وَعَشَرَةَ أَمْثَالِهَا – أَوْ : إِنَّ لَكَ مِثْلَ عَشَرَةِ أَمْثَالِ الدُّنْيَا – فَيَقُولُ : تَسْخَرُ مِنِّي – أَوْ : تَضْحَكُ مِنِّي - وَأَنْتَ الْمَلِكُ ؟! فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ ، وَكَانَ يَقُولُ : ذَاكَ أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً"
(البخاري ومسلم)،
والسؤال الذي أردنا الإجابة عليها كيف
تبني بيتك في الجنة هل بالطوب اللبن أو الأبيض أو الأسمنتي بأي نوع ..
هذا ماسنتعرف عليه في الحلقات القادمة
وسنري هذه البيوت لمن وأعددت لمن؟
وصلي اللهم علي سيدنا محمد وعلي آله
وصحبه وسلم