recent
أخبار عاجلة

خير الناس أَقْرَؤُهُمْ الحلقة الأولي

 


خيرُ النَّـاسِ للناسِ أَقْرَؤُهُمْ  (الحلقة الأولي).

الحمدلله والصلاة والسلام علي رسول الله وبعد :

فأمة محمد صلى الله عليه وسلم أمة مرحومة بإذن الله، من مات منها موحداً غير مشرك بالله يدخل الجنة، لكن هناك تفاوت في هذه الأمة ليسوا على درجة سواء، فمنهم القريب، ومنهم الأقرب والأقرب منهم من يدخل الجنة بغير حساب جعلني اللهُ وإياكم منهم .. ومنهم من يقف للسؤال ومنهم من تناله شفاعة النبي العدنان ..

عن قتادة قال: ذُكر لنا أن عمر بن الخطاب قال في حجّة حجّها ورأى من الناس رِعَة

 سيئة،  فقرأ هذه:"كنتم خير أمة أخرجت للناس"، الآية. ثم قال: يا أيها الناس، من

 سره أن يكون من تلك الأمة، فليؤد شرط الله منها.( رواه ابن جرير).

وشرط الله منها هي الخيرية أن يكون خير الناس للناس حتي يكون من تلك الأمة ..

وعلامات هذه الخيرية أمور كثيرة من أمر بالمعروف ونهي عن المنكر وآمن بالله

 واتقاه حق تقاته ووصل رحمه وأكرم أهله وأحسن إلي جيرانه وحسن خلقه وتعلم

 القرآن وعلمه وصدق لسانه ونقي قلبه بعيدًا عن الفتن معتزلاً لها ..الخ هذا الصفات

 التي استحسنها ديننا الإسلامي وووصف الرسول صلي الله عليه وسلم بها خير الناس

 للناس .. وهم كثيركما سنري ..

إذن؛

 من هم خير الناس عند الله؟

ومن هم أحب الناس إلى الله؟

.فتش عن نفسك بين هؤلاء، وانظر أين موقعك منهم :

عَنْ دُرَّةَ بِنْتِ أَبِي لَهَبٍ قَالَتْ: قَامَ رَجُلٌ إِلَى النبي صلي الله عليه وسلم  وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ،

 فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الناس خيرٌ؟ قال: خَيْرُ النَّاسِ أَقْرَؤُهُمْ وَأَتْقَاهُمْ لِلَّهِ، وَآمَرُهُمْ

 بِالْمَعْرُوفِ، وَأَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَأَوْصَلُهُمْ لِلرَّحِمِ"(أحمدوالطبراني).

وحديث درّة هذا شاهدٌ لما دلَّت عليه الآية الكريمة؛ لأنَّ صلةَ الرحم داخلةٌ في الأمر

 بالمعروف والنَّهي عن المنكر، والقراءة كونه أقرأهم؛ لأنَّ القارئ الحقيقي هو الذي

 يعمل، والقُرَّاء هم العلماء العاملون، هم داخلون في الآية الكريمة، والسَّند فيه شريك،

 عن سماك، لكنَّه على كل حالٍ حسنٌ بالجملة من شواهده من القرآن والسُّنَّة.

            خيرُ النَّـاسِ للناسِ أَقْرَؤُهُمْ 

فالرسول صلى الله عليه وسلم يبين في الحديث "خَيْرُ النَّاسِ أَقْرَؤُهُمْ"أي أن من أفضل الناس وخير الناس للناس من اتصف بالصفات المذكورة في هذا الحديث ومنها أن يكون أقرؤهم أي يواظب علي تعلم العلم وقراءة القرآن

فأقرؤهم أكثرهم قراءة، وإتقاناً، وحفظاً للقرآن، وقد تعددت أقوال العلماء في المراد

 بقول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "يَؤُمُّ الْقَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللَّهِ ... " (مسلم وغيره).

 فقال بعضهم أكثرهم حفظا، وقال آخرون أحسنهم قراءة.

وَقِيلَ: أَحْسَنهمْ قِرَاءَة وَإِنْ كَانَ أَقَلّهمْ حِفْظًا،وَقِيلَ:"أَعْلَمهُمْ بِأَحْكَامِهِ "

والأظهر أن معناه أكثرهم قراءة بمعنى أحفظهم للقرآن، كما ورد أكثرهم قرآناً. عن أبي

 مسعود الأنصاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"يَؤُمُّ القوم

 أقرؤهم لكتاب الله، فإن كانوا في القراءة سواء، فأعلمهم بالسنة، فإن كانوا في السنة

 سواء، فأقدمهم هجرة، فإن كانوا في الهجرة سواء، فأقدمهم سِلْمًا، ولا يَؤُمَّنَّ الرجل

 الرجل في سلطانه، ولا يقعد في بيته على تَكْرِمَتِهِ إلا بإذنه"(مسلم).

فالأحق بالإمامة وهو الأحفظ للقرآن، لكن لا بد أن يكون عالماً بأحكام صلاته؛ إذ ليس

 للجاهل بأحكام الصلاة أن يؤم الناس، فإن استووا في الحفظ، فالأعلم بالسنة فإن

 تساووا في ذلك، فأولهم هجرة فإن تساوو في ذلك، فأولهم إسلاماً. ثانيها: ألا يتقدم

 الضيف على صاحب البيت في الإمامة إلا إن أذن له، فصاحب البيت أولى بها من

 الضيف.

ثالثها: ألا يقعد الضيف على فراش صاحب المنزل الخاص به إلا بإذنه.  المراد بقوله:

 "أقرؤهم لكتاب الله" هو أكثرهم حفظًا للقرآن، والذي يوضحه الحديث: "وليؤمكم

 أكثركم قرآنًا"(البخاري ). 

فإن استويا في القراءة، فأعلمهم بسنة نبيه محمَّد -صلى الله عليه وسلم-؛ فإنَّ السنة

 المطهرة هي الوحي الثاني، وهي المصدر الثاني للتشريع.

فإن استويا في العلم بالقرآن وحفظه، والعلم بالسنة وحفظها، فأقدمهم هجرةً من بلاد

 الكفر إلى بلاد الإسلام، فإن لم تكن هجرةٌ فأقدمهم توبةً وهجرةً عمَّا نهى الله عنه،

 وأقربهم امتثالاً لما أمر الله تعالى به.

وفي رواية: "فأقدمهم سنًّا"؛ ذلك أنَّ من قدم سنه قدُم إسلامه، وكثرت أعماله الصالحة.

هذا الترتيب ينبغي ملاحظته عندما يحضر جماعة ليصلوا، أو عند إرادة تولية الإمامة

 لأحد المساجد، أما إذا كان للمسجد إمام راتب فهو المقدَّم، ولو حضر أفضل منه؛ لقوله

 -صلى الله عليه وسلم-: "ولا يؤمَّنَّ الرجل في سلطانه".

وأَنَّه يُعلى شأنَ المسلم ويرفَعُ قَدرَه كما قال الله  تعالى : "يَرفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا مِنكُم

 وَالَّذِينَ أُوتُوا العِلمَ دَرَجَاتٍ"(المجادلة/11).

عن ابن عبَّاسٍ, أَنَّه قالَ في تفسيرِ هذه الآية: "يَرفَعِ اللهُ الذين آمنُوا منكم والذين أوتوا

 العلم على الذين آمنوا ولم يؤتوا العِلمَ درجات"

 وعن ابنِ مَسعُودٍ, قالَ: ما خصَّ اللهُ العلماءَ في شيءٍ, من القُرآنِ ما خصَّهم في هذه

 الآية، فضَّلَ اللهُ الَّذين آمنُوا وأوتوا العلم على الذين آمنوا ولم يؤتوا العلم".


 وقد نفى الله  تعالى التّسوِيَةَ بينَ العلماءِ وغيرِهم، فقال تعالى :"قُل هَل يَستَوِي الَّذِينَ

 يَعلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعلَمُونَ"(الزمر/9).

 وبيَّن النبيٌّ  الفرقَ بينَهماحينما  ذُكِرَ له صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم رجُلانِ؛ أحدهما عابدٌ،

 والآخَرُ عالِمٌ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: فضلُ العالمِ على العابدِ كفضلي على

 أدناكم ثمَّ قالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ إنَّ اللَّهَ وملائِكتَهُ وأَهلَ السَّماواتِ والأرضِ

 حتَّى النَّملةَ في جُحرِها وحتَّى الحوتَ ليصلُّونَ على معلِّمِ النَّاسِ الخيرَ "(الترمذي). 

 وفي رواية" وإنَّ فضلَ العالمِ على العابدِ كفضلِ القمرِ ليلةَ البدرِ على سائرِ الكواكبِ ،

 وإنَّ العلماءَ ورثةُ الأنبياءِ ، وإنَّ الأنبياءَ لم يُورِّثُوا دينارًا ولا درهمًا ، ورَّثُوا العِلمَ فمن

 أخذَه أخذ بحظٍّ وافرٍ "(أبوداود والترمذي).

 وقال الفُضَيلُ بنُ عِياضٍ,:"عَالِمٌ عَامِلٌ مُعَلِّمُ يُدعَى كبيراً في مَلَكُوتِ السموات".وعن

 عليٍّ, قال: نِعمَ الرٌّجُلُ الفقيهُ في الدِّين.وقال أبو الدَّرداء: من رأي الغَدوَ والرَّواح إلى

 العلم ليس بجهادٍ, فقد نقصَ عقلُه ورأيُه.

وعن الأزديِّ قال: سألتُ ابنَ عبَّاسٍ, عن الجهاد فقال: أَلاَ أدلٌّك على خيرٍ, من الجهاد؟

 فقلتُ: بلَى، قال: ابتَنِي مسجداً وتعلّم فيه الفرائضَ والسٌّنَّةَ والفِقهَ في الدِّين".

نعم فخير الناس للناس أقروهم "

وصلي اللهم علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه وسلم

google-playkhamsatmostaqltradent