recent
أخبار عاجلة

كيف أدار عمر بن الخطاب أزمة"المجاعة"عام الرمادة ؟

 


كيف أدار عمر بن الخطاب أزمة"المجاعة"عام الرمادة؟

فن إدارة الأزمات 

تدابير اتخذها عمر بن الخطاب للخروج من الأزمة

 توجيهات للمستهلكين حال الغلاء

حقائق لابد من الوقوف عليها وسلبيات لابد من تصحيحها

الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله وبعد فياعباد الله

غلاء الأسعار له تاريخ فهو تاريخ له قدم وأشهرها الغلاء والمجاعة التي حدثت في عهد عمر بن الخطاب عام الرمادة وسمي بعام المجاعة ولكن  لم يجلس عمر ويندب حظه وكأن الأمر لايعنيه وعمر بن الخطاب لم يكن يقبع في بيته حتى تغلو الأسعار، فضلا عن أن يأمر الناس بالصبر أو العزوف؛ فإنه كان يُراقب الأسواق ليدرأ أي اختلال مفتعل عساه يحدث في الأسوق؛ ومن ذلك أنه مر بحاطب بن أبي بلتعة، وهو يبيع زبيبًا له بالسوق، فقال له عمر بن الخطاب: إما أن تزيد في السعر، وإما أن ترفع من سوقنا .الموطأ (2/ 651).

تدابير اتخذها عمر بن الخطاب للخروج من الأزمة

  اتخذ عمرعدة تدابير للخروج من الأزمة ومنها:"

أولاً: حث الناس على كثرة الصلاة والدعاء واللجوء إلى الله، وكان يصلي بالناس العشاء، ثم يخرج حتى يدخل بيته، فلا يزال يصلي حتى يكون آخر الليل، ثم يخرج فيأتي الأنقاب –أطراف المدينة – فيطوف عليها ويقول في السحر: اللهم لا تجعل هلاك أمة محمد على يدي.

ويقول: اللهم لا تهلكنا بالسنين –يعني القحط- وارفع عنا البلاء، يردد هذه الكلمة..

دخل عمر بن الخطاب رضي الله عنه على ابنته حفصة رضي الله عنها فقدمت إليه مرقا باردا وصبت عليه زيتا فقال: أدمان في إناء واحد؟ لا آكله حتى ألقى الله عز وجل .

ثانياً: كتب إلى عماله على الأمصار طالباً الإغاثة، وفي رسالته إلى عمرو بن العاص -والي مصر-، بعث إليه: "يا غوثاه! يا غوثاه! أنت ومن معك ومن قبلك فيما أنت فيه، ونحن فيما نحن فيه". فأرسل إليه عمرو بألف بعير تحمل الدقيق، وبعث في البحر بعشرين سفينة تحمل الدقيق والدهن، وبعث إليه بخمسة آلاف كساء.

 

وهكذا أرسل إلى سعد بن أبي وقاص، فأرسل له بثلاثة آلاف بعير تحمل الدقيق، وبعث إليه بثلاثة آلاف عباءة. وإلى والي الشام، فأرسل إليه بألفي بعير تحمل الدقيق، ونحو ذلك مما حصل من مواساة المسلمين لبعضهم؛ لأن هذه الأمة واحدة. فإذا مسّ بعضها شدّة، تداعى الباقي لها، جسدٌ واحد.

 

ثالثاً: أحس عمر بمعاناة الناس، قال أنس: كان بطن عمر يقرقر عام الرمادة، وكان يأكل الزيت، ولا يأكل السمن. فقرقر بطنه فنقرها بأصبعيه، وقال: تقرقر، إنه ليس لكِ عندنا غيره حتى يُحيا الناس -أي: يأتي الله بالحياة والمطر الذي يغيث به الأرض-.

 

وقال أسلم: كنا نقول: لو لم يرفع الله المَحْلَ عام الرمادة؛ لظننّا أن عمر يموت هماً بأمر المسلمين. ثم يقوم  بوعظ الناس وينادي: أيها الناس، استغفروا ربكم ثم توبوا إليه، وسلوه من فضله، واستسقوا سقيا رحمة.

 

وطلب الناس من العباس عم النبي صلي الله عليه وسلم  الرجل الصالح، وأقرب الحاضرين إلى النبي صلي الله عليه وسلم  أن يخرج؛ ليستسقي لهم؛ استشفاعاً بدعاء الرجل الصالح من آل البيت، وكان العباس حياً، فلم يطلبوا من ميت ولم يطلبوا شيئاً لا يقدر عليه الحي، وخرج العباس يدعو الله، فدعا ودعا، وبكى، فاستجاب الله ونزل الغيث.

 توجيهات للمستهلكين حال الغلاء

في حالات ارتفاع أسعار الغلاء لا بد أيضاً للمستهلكين والمشترين من توجيهات:

 فمن ذلك عدم التوسع في الشراء، وجعله هوايةً كما هو عند الغرب؛ بعض الغربيين يجعلون من هواياتهم التسوّق، النزول إلى الأسواق، الطواف بالأسواق. الشراء صارت لذة وشهوة نفس، ليست بحسب الحاجة، لكن شهوة ولذة وهواية. فنقول: هذا المال محاسب عليه الإنسان، فيم اكتسبه، وفيم أنفقه؟، فلا تجعلنّ الأمر الذي عليه مناط حسابك يوم الدين شهوة نفس، والمهم أن تشتري بغض النظر عما تنفق.


وليس المسلم الحكيم بالذي يرهق نفسه بكثرة الشراء، ويهدر الأوقات والأموال والأعمار، وفي كثير من الأحيان يكون مصير شراء ما لا حاجة له من الأطعمة براميل القمامة. وقد قال تعالى: وكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا"(الأعراف/31). وقال: إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ"(الأنعام:141).. 


قال ابن تيمية :" فالذين يقتصدون في المآكل نعميهم بها أكثر من المسرفين فيها، فإن أولئك إذا أدمنوها وألفوها لا يبقى لها عندهم كبير لذة، مع أنهم قد لا يصبرون عنها، وتكثر أمراضهم بسببها. 


مرّ جابر بن عبد الله ومعه لحم على عمر -رضي الله عنهما- فقال: ما هذا يا جابر؟ قال: هذا لحمٌ اشتهيته فاشتريته. قال: "أو كلما اشتهيت شيئاً اشتريته، أما تخشى أن تكون من أهل هذه الآية: أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا"(الأحقاف/20).


  ولا بد من تربية الأولاد على هذا المبدأ لتكون الأسرة متحدة في هذه السياسة في الشراء.


- ثم مراعاة الأولوية في الإنفاق، وقد جاءت الشريعة بالحكمة، والحكمة وضع الأشياء في مواضعها، ونهت عن الظلم، وفي عدم وضع الشيء في موضعه في الشراء ظلم للنفس.

 

وقد وجد في بعض الدراسات أن الكماليات هي ثلثا المشتريات، ووجد أن العربة التي تملؤها ربة البيت في البقالات والمحلات الكبيرة غالبها من هذا الجنس الذي يمكن الاستغناء عنه. يقول أحد المستهلكين: هذه المعلبات في الأسواق الكبيرة خربت بيتي، كلما أذهب إليها لأشتري أدفع حوالي 500، وأحس أني لم أشتر شيئاً مفيداً.

 

- ثم ثالثاً: لا بد من ترشيد الاستهلاك، والحرص على أن يصرف القرش في محله، وإذا صارت القضية إنفاقاً في سبيل الله جادت النفس، وأما بالنسبة لما يشتريه الإنسان في العادة فالسياسة فيه قوله تعالى: وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا "(الإسراء: 29).

حقائق لابد من الوقوف عليها وسلبيات لابد من تصحيحها

عباد الله: كلنا أصبحنا نشكي من ضيق الحال وغلاء الأسعار وكلنا يولول ما العمل وماذا حدث؟

ولكن دعوة   لنقف وقفة صدق مع أنفسنا ونجاوب على تلك الحقائق لأنه من أعمالكم سلط عليكم أينما تكونوا يول عليكم "

أليس البعض منا من يبذر ويسرف  ويتفشخر ويتكبر؟

والترف يدفع ثمنه الفقراء , قال أبو يعلى الخليلي في " فوائده ص 4" " قال إسماعيل بن يحيى المزني يقول" لا تشاور من ليس في بيته دقيق ، فإنه مدله العقل وأنشأ يقول :

 من ليس في البيت دقيقه *** قل في الناس صديقه

 وجفاه أقربـــــــــــــــــاه *** وأخــــــــــوه وشقيقه

أليس البعض منا من سرق وزنا وارتشا وظلم ؟

أليس البعض منا من يعزم ليطعم أصحاب المقام الرفيع ويذهب الطعام الى مكب النفايات وننسى الجائع المحتاج؟

أليس البعض منا من يستمع للأغاني وينظر الى الحرام ؟

أليس البعض منا يغير أثاثة وسيارتة الفاخرة كل عام وعندما يطلبة المحتاج يقوم لتاتيني غدا ربما ربما يسير؟

أليس البعض منا في احتفال ومناسبة يخسر الألاف ولليتيم والأرملة اليد مغلولة؟

 أليس نحن من نسينا الأخرة وظننا أن المال سوف يخلدنا؟

 أليس البعض منا يسكن القصور والفلل والكثير بلا مأوى؟

أليس الأخ أصبح يأتي اخوة يطلعة على أحدث جهاز وأفخر سيارة واخوة في كبد وكدر لضيق الحال؟

أليس نحن من أحللنا الحرام لأنفسنا وسوفنا  أنه عندما نكبر سوف نعمل لأخرتنا وكأن الموت للكبارفقط ولايأتي الشباب؟

أليس نحن من عمل بنفسه  ذلك عقوق وظلم وكذب وقطع لأرحام وعدم تفقد الجار؟

أليس الكثير منا قطع رحمه ودبت الخلافات بين الأقارب وأصبح المجتمع يعج بالمشاكل وصلة الرحم تزيد في العمر وتبارك في الرزق وقطيعة الرحم خراب للديار وقصر للأعمار :قال صلى الله عليه وسلم : "من سره أن يبسط له في رزقه وأن ينسأ له في أثره فليصل رحمه» (متفق عليه)، ينسأ معناه: يؤخر له في أجله ويزداد له في عمره.  وقال  صلى الله عليه وسلم قال: "صلة الرحم، وحسن الخلق، وحسن الجوار، يعمرن الديار، ويزدن في الأعمار"(أحمد).

والنبي، صلى الله عليه وسلم، أوضح أن الله يبسط الرزق للمسلم الذي يصل رحمه حتى لو كان عاصياً "إن أعجلَ الطاعة ثواباً لَصِلَةُ الرحم، حتى أن أهل البيت ليكونوا فَجَرة، فتنموَ أموالهم، ويكثر عددهم، إذا تواصلوا"(الذهبي).  وهكذا فإن صلة الرحم من أفضل الأسباب المؤدية إلى كثرة المال والرزق 

 لنعود الى ديننا ليس الدين صلاة وصوم وحج إنما هنالك زكاة وقيم وأخلاق نبيلة لو نطبقها لعشنا جنتان ولكن هيهات وصت التوهان ان ينعدل الحال الا اذا اردنا نحن الصلاح فالصلاح الصلاح يا رب العباد

الصدقة عطاء وسماحة ، وطهارة وزكاة ، وتعاون وتكافل . . والربا شح ، وقذارة ودنس ، وأثرة وفردية . .

والصدقة نزول عن المال بلا عوض ولا رد .

 والربا استرداد للدين ومعه زيادة حرام مقتطعة من جهد المدين أو من لحمه . من جهده إن كان قد عمل بالمال الذي استدانه فربح نتيجة لعمله هو وكده . ومن لحمه إن كان لم يربح أو خسر ، أو كان قد أخذ المال للنفقة منه على نفسه وأهله ولم يستربحه شيئاً . .

ومن ثم فهو - الربا - الوجه الآخر المقابل للصدقة . . الوجه الكالح الطالح!

وصلي اللهم عل سيدنا محمد وعلي صحبه وسلم 

 

 

 

 

 

 

 

google-playkhamsatmostaqltradent