recent
أخبار عاجلة

ما الحكمة من فرضية الصلاة ليلة الإسراء والمعراج؟

 


ما الحكمة من فرضية الصلاة ليلة الإسراء والمعراج؟

الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له في سلطانه وأشهد أن سيدنا ونبينا وحبيبنا محمداً عبده ورسوله اللهم صلاة وسلاماً عليك ياسيدي يارسول الله أما بعد فياجماعة الإسلام

 يقول الله تعالى :"إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشى  مَا زاغَ الْبَصَرُ وَما طَغى  لَقَدْ رَأى مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى"(النجم/16-18).

عباد الله :" حديثنا إليكم اليوم عن الحكمة من فرض الصلاة ليلة الإسراء والمعراج لأنها العبادة الوحيدة التي فُرضت في السماء السابعة دون واسطةٍ بين الله تعالى ونبيه محمد صلّى الله عليه وسلّم ،وليس ذلك إلّا لبيان أهمّيتها، وفضلها، وعظمة مكانتها في ميزان الله تعالى، حيث فُرضت الصلاة أولًا خمسين صلاةً ثم خفّفها الله تعالى على الأمة حتى بلغت خمس صلواتٍ في اليوم والليلة.

 ففي حديث الإسراء ".. قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: فَفَرَضَ اللَّهُ علَى أُمَّتي خَمْسِينَ صَلاةً، قالَ: فَرَجَعْتُ بذلكَ حتَّى أمُرَّ بمُوسَى، فقالَ مُوسَى عليه السَّلامُ: ماذا فَرَضَ رَبُّكَ علَى أُمَّتِكَ؟ قالَ: قُلتُ: فَرَضَ عليهم خَمْسِينَ صَلاةً، قالَ لي مُوسَى عليه السَّلامُ: فَراجِعْ رَبَّكَ، فإنَّ أُمَّتَكَ لا تُطِيقُ ذلكَ، قالَ: فَراجَعْتُ رَبِّي، فَوَضَعَ شَطْرَها، قالَ: فَرَجَعْتُ إلى مُوسَى عليه السَّلامُ، فأخْبَرْتُهُ قالَ: راجِعْ رَبَّكَ، فإنَّ أُمَّتَكَ لا تُطِيقُ ذلكَ، قالَ: فَراجَعْتُ رَبِّي، فقالَ: هي خَمْسٌ وهي خَمْسُونَ لا يُبَدَّلُ القَوْلُ لَدَيَّ"(مسلم).

عباد الله:" والحكمة في فرضية الصلاة ليلة الإسراء أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  لما عُرِجَ به رأى تعبُّد الملائكة، وأن منهم القائم فلا يقعد، والراكع فلا يسجد، والساجد فلا يرقد، فجمع الله له ولأمته تلك العبادات كلها في كل ركعة يصليها العبد، بشرائطها من الطمأنينة والإخلاص.

وأيضًا كانت فرضيتها بغير واسطة إشارة إلى عظيم منزلتها، وسموِّ مكانتها في الدين ،وكيف لا وهي عماد الدين وأساس اليقين، ومنطلق التحرُّر من كل عبودية، إلا من العبودية لله وحده، والتخلص من كل ذلٍّ، إلا لربه وخالقه ورازقه ، وقد فُرِضت الصلاة في أعلى المقامات ، في السماء السابعة ، وهذا دليلٌ قاطع وبرهانٌ أكيد على أهميّة هذهِ العبادة.

عباد الله "والحكمة أيضاً أن الصلاة عمادُ الدِّين، وراحةَ القُلُوبِ ونور وبرهان ونجاةً للمؤمنين،من أقامها فقد أقام الدين ومن تركها فقد هدم الدين ألا وهي أعظم أركان الإسلام الخمس من حافظ عليها فهو السعيد الرابح ، ومن لم يحافظ عليها فهو الخاسر الشقى  قال صلى الله عليه وسلم: " أوَّلُ ما يحاسَبُ بِهِ العبدُ يومَ القيامةِ الصلاةُ ، فإِنْ صلَحَتْ صلَح له سائرُ عملِهِ ، وإِنْ فسَدَتْ ، فَسَدَ سائرُ عملِه"(الترغيب والترهيب).

لهذا كانت آخر وصايا النبي   صلى الله عليه وسلم لأمته قبل أن يودع الدنيا في سكرات الموت وهو يقول: الصَّلاةَ وما ملَكَت أيمانُكم، الصَّلاةَ وما مَلَكت أيمانُكم. "(أبوداود).

عباد الله" ومجيء رحلة الإسراء والمعراج بعد الهموم الكثيرة التي طالت بالنبي صلي الله عايه وسلم، ثمّ فرْضُ الصلاة فيه ممّا يدلّ على أنّ الصلاة سببٌ لإزالة الهموم والغموم عن العباد، ومصدر راحةٍ وهناءٍ لعباده. 

فرحلة الإسراء والمعراج جاءت تسلية وترويحاً للرسول عما أصابه من قومه ومن فقد عمه أبي طالب وزوجه خديجة حتي سمي العام السابق علي رحلة الإسراء والمعراج بعام الحزن ففرضت الصلاة ترويحًا للنفس من أعباء الحياة التي تَأخذ بزِمامها، وتستولي على جميع وِجْهاتها، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يا بلالُ أقمِ الصلاةَ، أرِحْنا بها"(أبوداود).

وفي هذا الحَديثِ يقولُ رَّجُلٌ من خُزاعةَ: سَمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَقولُ: "يا بلالُ، أَقِمِ الصَّلاةَ، أَرِحْنا بها"، أي: ارْفَعْ أذانَ الصَّلاةِ وأَقِمْها؛ لِنَستريحَ بِها، وكأنَّ دُخولَه فيها هو الرَّاحةُ مِنْ تَعَبِ الدُّنيا ومَشاغِلِها؛ لِمَا فيها مِنْ مُناجاةٍ للهِ تعالى وراحةٍ للرُّوحِ والقَلْبِ، ولا عَجَبَ في ذلك؛ فإنَّه صلَّى الله عليه وسلَّم هو القائلُ: "وجُعِلتْ قُرَّةُ عَيْنِي في الصَّلاةِ"(النسائي).

- وورود قصّة الملكين الذين أخرجا قلب النبي -صلّى الله عليه وسلّم- وطهّراه بماء زمزمٍ، وربط ذلك بالوضوء قبل الصلاة يعطي إشارةً إلى الطهارة التي تعمّ الباطن والظاهر للمصلّي.

-و صلاة النبي صلي الله عليه وسلم  إمامًا بالأنبياء كلّهم في المسجد الأقصى دلّت على نسخ كلّ شرائعهم، واتباعهم شريعة النبي صلي الله عليه وسلم، وكذلك الصلاة بالنسبة للمسلمين عنوان شرائعهم في دينهم.

- وعروج النبي إلى كلّ سماءٍ على حدّةٍ، كما ورد في الحديث الصحيح عن النبي، وكذلك الصلاة كما يُروى أنّها تعرج إلى السماء فتفتح لها أبواب السماء إن كانت مقبولةً عند الله تعالى.

عباد الله "الصلاة معراج المؤمن"برغم أن هذا القول ليس بحديث، كما يتوهَّم البعض، فإنه يصف بدقة الكيفيّة التي فرضت فيها الصلاة وحال العبد في صلاته، حيث أكرم الله عزّ وجلّ عبده ونبيه محمدًا -صلى الله عليه وسلّم- بالعروج إليه،ولما كان الإسراء والمعراج للرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  بالجسد والروح تكريمًا للنبي  صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، 

فإن ربَّ العالمين اختصَّ أمته بأن فرض عليها الصلاة في تلك الرحلة؛ لتكون عروجًا للمسلم بروحه وقلبه، وإذا كان الرسول (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) قد اقترب من ربه، فإن في الصلاة قربًا من الله تعالى قال تعالى:"كلا لا تطعه وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ". وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) قَالَ:"أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ، وَهُوَ سَاجِدٌ، فَأَكْثِرُوا الدُّعَاءَ"(مسلم).

- مرور النبي صلي الله عليه وسلم بالبيت المعمور في السماء السابعة، وهي بيتٌ يدخله كلّ يوم سبعون ألف ملكًا يصلّون فيه، ثمّ لا يعودون إلى يوم القيامة، فيدلّ ذلك على أنّه كما أنّ عبادة أهل الأرض الصلاة، فإنّها عبادة أهل السماء كذلك.

عباد الله :" لما كانت الصلاة علي المؤمنين كتاباً موقوتا "تنظم الوقت وتنظم حياة المسلم فهي تتعلق بالفكر والرأس فكان الجزاء من جنس العمل..ورؤيته صلى الله عليه وسلم أنه:"أتى على قومٍ تُرضَخ رؤوسُهم بالصخرة كلما رُضِخت عادت كما كانت، ولا يُفتَّر عنهم من ذلك شيء، فقال:"ما هؤلاء يا جبريل؟" قال:"هؤلاء الذين تتثاقل رؤوسُهم عن الصلاة المكتوبة"(البيهقيِّ).

عباد الله أقول ماسمعتم وأستغفر الله العظيم لي ولكم ..

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي أشرف المرسلين أما بعد فيا عباد الله :" الحكمة  من فرضية الصلاة ليلة الإسراء فهي النجاة من العذاب الأليم لمن حافظ عليها  والخسارة الكبيرة في الدنيا والآخرة لمن تركها،روي عنه  صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ:"أنه ذكر الصلاةَ يومًا فقال: من حافظ عليها كانت له نورًا وبرهانًا ونجاةً يومَ القيامةِ، ومن لم يحافظْ عليها لم يكن له نورٌ ولا برهانٌ ولا نجاةٌ، وكان يومَ القيامةِ مع قارونَ وفرعونَ وهامانَ وأُبيِّ بنِ خلفٍ"(أحمد).

 وإنما حُشِرَ مع هؤلاءِ لأنه إن اشتغل عن الصلاة بماله أشبه قارون فيحشر معه، أو بملكه أشبه فرعون فيحشر معه، أو بوزارته أشبه بهامان فيحشر معه، أو بتجارته أشبه بأبي بن خلف تاجر كفار مكة فيحشر معه" (الإمام ابن حجر الهيتمي / الزواجر عن اقتراف الكبائر ص249 ج1 ط1  ).

وقال تعالى:" فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا"(مريم/59).،

قال ابن عباسٍ رضي الله تعالى عنهما: ليس معنى أضاعوها تركوها بالكلية ولكن أخروها عن أوقاتها، وقال سعيد بن المسيب إمام التابعين رحمه الله: هو أن لا يصلي الظهر حتى يأتي العصر ولا يصلي العصر إلى المغرب ولا يصلي المغرب إلى العشاء ولا يصلي العشاء إلى الفجر ولا يصلي الفجر إلى طلوع الشمس، فمن مات وهو مُصِرٌّ على هذه الحالة ولم يتب وعده الله بِغَيٍّ وهو وادٍ في جهنم بعيد قعره خبيثٌ طعمه،

 قال  تعالى:" كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ  إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ عَنِ الْمُجْرِمِينَ  مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ"(المدثر: 38 – 43).،

وقال تعالى في آيةٍ أخرى:" فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ"(الماعون: 4، 5).، أي غافلون عنها متهاونون بها، ولما تهاونوا بها وأخروها عن وقتها وعدهم بويل وهو شدة العذاب، وقيل: هو وادٍ في جهنم لو سيرت فيه جبال الدنيا لذابت من شدة حره، وهو مسكن من يتهاون بالصلاة ويؤخرها عن وقتها إلا أن يتوب إلى الله تعالى ويتوب على ما فرط" (الكبائرللذهبي ص22).

حكم كثيرة لفرضية الصلاة في الاسراء والمعراج لوتحدثنا عنها ماكفانا وقت.

اللهم أتنا في الدنيا حسنة وفي الأخرة حسنة وقنا عذاب النار

عباد الله :" أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم وقوموا إلي صلاتكم يرحمكم الله..وأقم الصلاة..

google-playkhamsatmostaqltradent