recent
أخبار عاجلة

ماحكم الخطيب الذي يطالب الناس وقت الخطبة بالصلاة علي النبي صلي الله عليه وسلم


 ماحكم الخطيب الذي يطالب الناس وقت الخطبة 
بالصلاة علي النبي صلي الله عليه وسلم

بعض الأئمة في خطبة الجمعة وأثناء الخطبة يقول: سمعونا الصلاة على النبي بين الفينة والأخرى ، وأكثر من خمس أو ست مرات في الخطبة الواحدة ، ويقول ذلك باللهجة العامية ، فهل هذا جائز؟


الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله وبعد فنقول وبالله التوفيق 

هذا ليس بمشروع ، لا يقول سمعونا ولا صلوا ووحدوا ، ولاينبغي علي الجمهور الرد عليه بل الواجب عليهم الإنصات في الخطبة ، للخطيب حتى يستفيدوا من خطبته ، وإذا صلى على النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين نفسه عند سماع ذكره صلى الله عليه وسلم ، هذا سنة ، لا يرفع صوته، حتى لا يشوش على غيره  لأن الحاضرين لسماع الخطبة إذا صلوا على النبي صلى الله عليه وسلم فإنهم يصلون عليه سراً،ولا يجهرون بذلك .عن  أبي هريرة أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال:" إِذَا قُلْتَ لِصَاحِبِكَ يَومَ الجُمُعَةِ: أنْصِتْ، والإِمَامُ يَخْطُبُ، فقَدْ لَغَوْتَ"(البخاري ومسلم).

أراء الفقهاء في حكم الصلاة علي النبي أثناء الخطبة

اختلف العلماء في حكم الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم أثناء الخطبة، نظراً لتعارض عموم الأمر بها في كل وقت دون استثناء، ولا سيما عند ذكر اسمه صلى الله عليه وسلم مع الأحاديث التي فيها الأمر بالإنصات أثناء الخطبة.

فقال أبو حنيفة: إن سماع الخطبة أفضل من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، لأنه يمكن إحراز فضيلة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في غير وقت الجمعة، ولا يمكن إحراز فضيلة سماع خطبة الجمعة في غير وقتها.

وذهب أبو يوسف (من الحنفية): إلى أنه يُصلي في نفسه دون أن يجهر، فإن ذلك لا يشغله عن سماع الخطبة، وليجمع بين الفضيلتين.

وقال المالكية: إن من أقبل على الذكر وكان ذلك يسيراً، وفي نفسه دون جهر، فلا بأس، وترك ذلك أحسن.

وأما الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فهي جائزة عندهم بلا خلاف إذا ذكر الإمام سبب ذلك، وكذلك التأمين عند دعاء الإمام، لكن بصوت منخفض.

قال في الفواكه الدواني: كما يجوز كل من التسبيح، والتهليل، والاستغفار، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عند ذكر أسبابها، قاله ابن عرفة.

وقال الشافعية: يسن الإنصات للخطيب، ولا يجب، بل ذكر بعضهم جواز الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم بصوت مرتفع، فقد قال في أسنى المطالب: وللمستمع للخطيب أن يرفع صوته بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.

وقال الحنابلة: لا بأس أن يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم فيما بينه وبين نفسه أثناء خطبة الجمعة. (المغني)فيصلي عليه سراً، كالدعاء اتفاقاً"(كشاف القناع).

 فلصَلاةِ الجُمُعةِ آدابٌ 

يَنبغي على المسلِمِ مُراعاتُها في هذا اليومِ، ومِن هذه الآدابِ: الإنصاتُ للخطيبِ في خُطبتِه، وقد نَبَّه النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على ذلك في هذا الحديثِ، فقال: إذا قُلْتَ لصاحبِك يَومَ الجُمُعةِ: أنصِتْ، فتُوجِّهُ غيرَكَ وتَحثُّهُ على الاستِماعِ للخُطبةِ، والإمامُ يَخطُبُ؛ فقد لَغَوْتَ، واللَّغوُ: هو الكلامُ الباطلُ السَّاقطُ، والمعنى: فقدْ جِئتَ بالباطلِ وجِئتَ بغيرِ الحقِّ، وفي هذا نهْيٌ عن جَميعِ أنواعِ الكلامِ حالَ الخُطبةِ، ولو كان ظاهِرُه النُّصحَ للغَيرِ ولو بقليلِ الكلامِ.

وإنَّما ذكَرَ هذه اللَّفظةَ "أنصِتْ"؛ لأنَّها لا تُعَدُّ مِن الكلامِ الكثيرِ، وفيها أمرٌ بالمعروفِ، فإذا لم يُبِحْها فأَحْرى وأَوْلى ألَّا يُباحَ ما سِواها ممَّا يَكثُرُ وليس فيه أمرٌ بمَعروفٍ. لأنَّ الحِكمةَ التي مِن أجْلِها نُهيَ عن قَولِ :"أنصِتْ" أنْ يَسمَعَ الناسُ الخُطبةَ.وفي الحديثِ: التَّحذيرُ مِن تَركِ الإنصاتِ للخُطبةِ، والانشغالِ بما دُونَها، ويَستلزمُ ذلك فَضيلةَ السُّكوتِ وقْتَ خُطبةِ الجُمعةِ والاستِماعِ إلى الإمامِ.

 و قال ابن تيمية :"ورفع الصوت قدام الخطيب مكروه أو محرم اتفاقاً ، ولا يرفع المؤذن ولا غيره صوته بصلاة ولا غيرها..ثم علق على ذلك قائلا : "ويلاحظ أن هذا الذي نبه عليه الشيخ لا يزال موجوداً في بعض الأمصار ؛ من رفع الصوت بالصلاة على الرسول أو غير ذلك من الأدعية حال الخطبة أو قبلها أو بين الخطبتين،وربما يأمر بعض الخطباء الحاضرين بذلك ، وهذا جهل وابتداع لا يجوز فعله "(الملخص الفقهي/ 120 ، 121).

وقال بعض العلماء :" في أمر الإمام الجمهور بالصلاة علي النبي صلي الله عليه وسلم ليس هذا من السنة في شيء ولو قالها الإمام فلا نجيبه حتى ولو قال: اذكروا الله، لأن الرسول صلي الله عليه وسلم  ما ثبت عنه أنه قال: وصلوا على نبيكم أو قال: اذكروا الله.

وهذا الآن بين الناس واقع وكثير، يقول: "صلوا على نبيكم، فيقول الناس كلهم صلي الله عليه وسلم ، بصوت مرتفع، أو يقول: اذكروا الله، تحصل المسجد يرتج يقولون: لا إله إلا الله، مع أن المأمور الإنصات وليس الجهر بالذكر.

 و يقول بعض العلماء: إن قصد بها تعليم الناس أنه يستحب لهم الصلاة على النبي صلي الله عليه وسلم  في يوم الجمعة أو ليلة الجمعة كما ورد في الحديث فهذا حسن، لكن أنا ظني أن كثيرًا من الخطباء لا يكون هذا المقصود في أذهانهم عند التلفظ بها، بل يظنون أن هذا من شروط الخطبة ويستمرون عليه.

فالآن الكلام صار واضحاً نوعًا ما، المداومة والمواظبة بدعة، لكن إن قصد أن يعلم الناس أحيانًا ويذكرهم بأن الصلاة على الرسول صلي الله عليه وسلم  سنة في يوم الجمعة وفيها أجر فلا بأس بذلك.

ولقوله صلى الله عليه وسلم" من قال : صه فقد لغا، ومن لغا فلا جمعة له"(أحمد وأبو داود).

 ولقوله صلى الله عليه وسلم في خبر ابن عباس :"والذي يقول : أنصت ليس له جمعة"( أحمد من رواية مجالد).

 ومعنى قوله " لا جمعة له " أي كاملة ولقوله صلى الله عليه وسلم لأبي الدرداء "إذا سمعت إمامك يتكلم فأنصت حتى يفرغ "(أحمد) .

وهل يجب الإنصات ويحرم الكلام ؟ 

مما تقدم من أراء الفقهاء فيه قولان مشهوران : 

الأصح عند الشافعية أنه يستحب الإنصات ولا يجب ، ولا يحرم الكلام وإنما يكره ، وبه قال عروة بن الزبير ، وسعيد بن جبير والشعبي والنخعي والثوري وداود ، 

وقال مالك والأوزاعي وأبو حنيفة وأحمد : يجب الإنصات ويحرم الكلام .

وحيث حرمنا الكلام فتكلم أثم ولا تبطل جمعته، والحديث الوارد " فلا جمعة له " أي : لا جمعة كاملة .

والقول الراجح هو: أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عند وجود سببها مشروعة، وأن الأحسن والأفضل  أن يكون ذلك سراً، وإنما رجحنا هذا لما فيه من الجمع بين امتثال الأمر بالإنصات، والأمر بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عند ذكر اسمه في الحديث وليس الأمر بالصلاة عليه مع عدم التشويش على المصلين.

أما الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم مع عدم ذكره من الخطيب، فالأفضل تركها، والانشغال بالخطبة.

حكم الخطيب الذي تلازمه هذه الأقوال والأوامر؟

وإن كانت هناك أراء لبعض العلماء  في الخطيب الذي يطلب من الجمهور الصلاة علي النبي وذكر الله فهو خالي الوفاض مفلس ليس عنده معلومات فيلجأ لشغل الجمهورواشتغالهم  بهذا حتي يرتج أرجاء المسجد بالذكر والصلاة علي النبي ويتحول المسجد إلي سويقة وليس مكان للعبادة والخشوع والخضوع والتذلل لله عزوجل  وقد نهي الرسول عن نصف كلمة أنصت وهي صه كما ورد في الحديث حتي لايتحول المسجد إلي سوق ..

وقالوا :"وعندما تبحث عن معلومة تخرج بها من هذا الخطيب فلاتجد وقد خرج الجمهور أيضاً خالي الوفاض من خطبة الجمعة ..وللأسف يمدح الخطيب من العامة الذين لاعلم لهم .. مثله مثل الخطيب الذي يأتي بالقصص الواهية لجذب الناس وثنائهم عليه عقب الخطبة ..وإلي الله المشتكي.

ولنا كلمة:"

علي السادة خطباء المساجد أن يتحرروا من هذه اللازمة التي ليس لها أي لازمة ويلتزموا بما جاء من هدي رسول الله صلي الله عليه والصحابة والتابعين فلم يثبت عنهم أنهم فعلوا ذلك..فلقد قرأت كثيراً عن مواضع الصلاة علي النبي صلي الله عليه وسلم فلم أجد موضع ووقت خطبة الجمعة من بينهم إلاسراً في نفسك والإمام يخطب ..

ولك أن تصلي علي النبي بعد ذلك كيفا شئت ..

وصلي اللهم علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه وسلم 

google-playkhamsatmostaqltradent