recent
أخبار عاجلة

أسماء الله الحسني -السلام جل جلاله

 


أسماء الله الحسني السلام جل جلاله 

اِجْتَمَعَتْ الأُسْرَةُ كَعَادَتِهَا كُلَّ مَسَاءٍ لِلحَدِيثِ عَنْ أَسْمَاءِ اللهِ الحُسْنَى وَلَكِنَّ صفوان  قَدْ تَخْلُفُ عَنْ الاِجْتِمَاعِ لِأَنَّهُ كَانَ قَدْ اِسْتَأْذَنَ مِنْ جِدَّة لِلتَّوَجُّهِ لِزِيَارَةِ زَمِيلٍ لَهُ مَرِيضٌ. وَاِنْتَظَرَتْه الأُسْرَةُ  قَلِيلًا فَعَادَ وَوَجْدُ الجَمِيعِ فِي اِنْتِظَارِهِ..

صفوان : "السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.. الجَمِيعُ يُرِدْ:" وَعَلَيْكُمْ السَلَامُ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهِ..

فَاطِمَةُ : "لَقَدْ تَأَخَّرْتُ قَلِيلًا يامحمد وَكُنْتُ أَخْشَى أَنْ يُؤَجِّلَ الحَدِيثَ اللَّيْلَةَ عَنْ اِسْمِ اللهِ السَّلَامُ وَهُوَ الاِسْمُ السَّادِسُ مِنْ أَسْمَاءِ اللهِ الحُسْنَى?.

صفوان : "لَقَدْ ذَهَبْتُ زَمِيلَي أَحْمَدَ لِعِيَادَتِهِ وَرَجَّعْتُ مُسَرِّعًا كَيْ نَسْتَأْنِفَ الحَدِيثَ تَفَضَّلْ. يَا جِدِّي..

الجِدُّ : "نَعَمْ يَا أَبْنَائي إِنَّ الحَدِيثَ عَنْ اِسْمِ اللهِ السَّلَامُ وقدأمرنا رَسُولُ اللهِ صلي الله عليه وسلم أَنْ نُفْشِيَ السَّلَامَ فَقَالَ:" إِنَّ السَّلَامَ اِسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللهِ تَعَالَى وَضْعَهُ فِي الأَرْضِ فَأَفْشَوْا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ "(البُخَارِيُّ).

 وَعَنْ عَبْد الله بِنْ مَسْعُودٌ قَالَ: "كُنَّا إِذَا صَلَّيْنَا خَلْفَ رَسُولِ اللهِ قُلْنَا:" السَّلَامُ عَلَى اللهِ السَّلَامُ عَلَى جِبْرِيلَ السَّلَامُ عَلَى مِيكَائِيْل قَالَ فَعَلِمْنَا النَّبِيَّ صلي الله عليه وسلم فَقَالَ: "إِنَّ اللهَ هُوَ السَّلَامُ فَإِذَا جَلَسْتُمْ فِي رَكْعَتَيْنِ فَقُولُوا التَّحِيَّاتِ لِلهِ وَالصَّلَوَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيَّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهِ السَّلَامِ عَلَيْنَا وَعَلَى عُبَّادِ اللهِ الصَّالِحِينَ فَإِنَّكُمْ إِذَا قُلْتُمُوهَا أَصَابَتْ كُلُّ عَبْدُ صَالِحُ فِي السَّمَاءِ وَفِي الأَرْضِ" (اِبْنٌ حَبَّانِ).

أحمد :" وَمَا مَعْنِيُّ اِسْمِ السَّلَامِ يَا جِدِّي?.

الجِدُّ : "هُوَ السَّالِمُ مِنْ المعائب وَالنَّقَائِصُ لِكَمَالِهِ فِي ذَاتِهِ وَصْفَاتِهِ وَأَفْعَالِهِ,. وَقِيلَ:" الَّذِي سَلَّمَ الخَلْقَ مِنْ ظُلْمِهُ فَهُوَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لَا يَظْلِمُ أَحَدًا حَيْثُ حَرَمَ الظُّلْمُ عَلَى نَفْسِهُ قَائِلًا فِي الحَدِيثِ القُدْسَى: "يَا عُبَّادِي إِنَّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِيَّ وَجَعَلْتُهُ مُحَرَّمًا بَيْنَكُمْ فَلَا تَظَالَمُوا"(مسلم).

صفوان : "قَرَأْتُ أَنَّ السَّلَامَ مَأْخُوذٌ مِنْ مَادَّةِ" السُّلَّمِ "وَسِلْمُ الشَّيْءِ اِسْتَقَامَ عَلَى الهَيْئَةِ المَطْلُوبَةُ مِنْهُ. فَإِذَا وَصَفَ اللهُ نَفْسَهُ بِأَنَّهُ السَّلَامُ فَهُوَ وَصْفٌ اِرْتَقَى أَنْ يَكُونَ اِسْمًا.

يَاسِرُ: "وَمَا الفَرْقُ بَيْنَ اِسْمِ اللهِ السَّلَامُ وَالقُدُّوسُ?.

 الجِدُّ :" القُدُّوسُ المُبَرِّئُ مِنْ جَمِيعِ العُيُوبِ فِي المَاضِي وَالحَاضِرِ وَالسَّلَامِ لَا يَطْرَأُ عَلَيْهِ شِئ مِنْ العُيُوبِ فِي الزَّمَانِ وَالمُسْتَقْبَلِ فَإِنْ الَّذِي يَطْرَأُ عَلَيْهِ شِئ مِنْ العُيُوبِ تَزُولُ سَلَامَتُهُ وَلَا يُبْقَى سَلِيمًا...

فَاطِمَةُ : "وَبِمَا نُفَسِّرُ تَحِيَّةَ الإِسْلَامِ السَّلَامُ?.

الجِدُّ:"مَعْنَاهَا يَا بِنْيَتُي أَنَا سِلَّمٌ لَكَ غَيْرَ حَرْبٍ وَوَلَّى غَيْرَ عَدُوٍّ, فَكَانَ الَّذِي يُلْقَى السَّلَامُ يَعْلَمُ غَيْرَهُ بِالسَّلَامَةِ وَالأَمْنِ مِنْ نَاحِيَتِهِ..

تالين : "لَقَدْ قَرَأْتَ أَنَّ السَّلَامَ كَانَ تَحِيَّةُ المَلَائِكَةِ لِآَدَمَ فِي المَلَأِ الأَعْلَى وَتَحِيَّةِ ذُرِّيَّتِهِ مِنْ بَعْدِهُ?.

الجِدُّ :" نَعَمْ يَا بِنْيَتُي فَقَدْ رَوَى عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال :"خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ طُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا فَلَمَّا خَلَقَهُ قَالَ اذْهَبْ فَسَلِّمْ عَلَى أُولَئِكَ النَّفَرِ وَهُمْ نَفَرٌ مِنْ الْمَلَائِكَةِ جُلُوسٌ فَاسْتَمِعْ مَا يُجِيبُونَكَ فَإِنَّهَا تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ قَالَ فَذَهَبَ فَقَالَ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ فَقَالُوا السَّلَامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ قَالَ فَزَادُوهُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ "(البخاري ومسلم).

صفوان : "وَالسَّلَامُ أَيْضًا هُوَ تَحِيَّةُ المَلَائِكَةِ لِأَهْلِ الجَنَّةِ يَقُولُ اللهُ تَعَالَى:" جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ ۖ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ  سَلَامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ ۚ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ"(الرعد/23-24).وقال تعالي:" لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا"(الواقعة/25-26).

 الجد :" والسلام ياأبنائي تحية المسلمين فيما بينهم وشعار المحبة لهم قال تعالي:"  فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً ۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ"(النور/61).

تالين : "حَقًّا تَحِيَّةُ الإِسْلَامِ السَّلَامُ, وَتَحِيَّةُ المُسْلِمِينَ فِيمَا بَيْنَهِمْ السَّلَامُ, وَتَحِيَّةُ البَيْتِ الوَاحِدُ السَّلَامُ, وَتَحِيَّةُ أَهْلِ الجَنَّةِ السَّلَامُ?.

الجِدُّ :" نَعَمْ يَا بِنْيَتُي وَكَيْفَ لَا يَكُونُ تَحِيَّةُ أَهْلِ الجَنَّةِ السَّلَامَ وَاللهِ, عَزَّ وَجَلَّ, قَدْ سَمَّي نَفْسِهُ السَّلَامُ فِي قَوْلِهِ تَعَالِي..:" هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ"(الحشر/23).

وسمي الجنة السلام فقال تعالي:"لَهُمْ دَارُ السَّلَامِ عِندَ رَبِّهِمْ ۖ وَهُوَ وَلِيُّهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ"(الأنعام/127). وقال تعالي :"وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَىٰ دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ"(يونس/25).

فَاطِمَةُ : "مِنْ اجْلِ ذَلِكَ لَا يَدْخُلُ الجَنَّةَ إِلَّا مَنْ أَفْشَى السَّلَامَ وَكَانَ السَّلَامَ فِي طَبَعَهُ وَقَوْلَهُ وَفِعْلُهِ?.

الجِدُّ:" فَتَحَ اللهُ عَلَيْكَ يَا بِنْيَتُي فَهَذَا مَا حَثَّنَا عَلَيْهِ.. رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" لَا تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا أَوَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ"(مسلم).

أحمد : "وَعَلَيَّ هَذَا فَأَهْلُ الجَنَّةِ فِي سَلَامٍ دَائِمٌ وَلَيْسُوا كَأَهْلِ الدُّنْيَا مُشَاجَرَاتٌ وَأَحْزَانٌ وَخُصُومَاتٌ?.

 الجِدُّ:" نَعَمْ يَا أَبْنَائي أَهْلُ الجَنَّةِ فِي سَلَامٍ دَائِمٌ وَيُدَلِّكُ عَلَى هَذَا قُول المَولِيَ عَزَّ وَجَلَّ..:"ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ"(الحجر/46). وَهَذَا دَلِيلُ عُلًى أَنَّ أَهْلَ الجَنَّةِ فِي سَلَامٍ دَائِمٌ وَهُمْ الَّذِينَ يَنْعَمُونَ بِنِعْمَةِ السَّلَامِ فِي الدُّنْيَا كَمَا يَنْعَمُونَ بِأَعْظَمِ نَعَمْ السَّلَامُ فِي دَارِ الكَرَامَةِ بِكَلَامِهِ تَعَالَى المَبَاشِرَ لِهُمْ:"إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ  هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُم مَّا يَدَّعُونَ  سَلَامٌ قَوْلًا مِّن رَّبٍّ رَّحِيمٍ"(يس/55-58). وشَاءَ اللهُ أَلَا تُكَوَّنُ الدُّنْيَا فِي سَلَامٍ كَامِل لِأَنَّهَا لَيْسَتْ دَارَ قَرَارٍ أَمَّا الجَنَّةُ فَهِيَ دَار السَلَام وَأَهْلُهَا فِي عَافِيَةٍ وَسَلَام فَلَا حُسُدَ وَلَا حَقِّد.

 

فَاطِمَةُ: "إِنَّهُ لِأُسَمِّ جَمِيلَ فِيهُ سِلْمٌ وَسَلَام فماذ نَفْعَلُ حَتَّى نَفُوزُ بِدَار السَلَام?. الجِدُّ:" وَلِكَيٍّ نَفُوزُ بِالجَنَّةِ وَيُظْفِرُ المُسْلِمُونَ بِدَار السَلَام عَلَيْهُمْ أَنْ يُخَلِّصُوا أَنْفُسَهُمْ مِنْ التخاسد والتباغض وَالظُّلْمُ فَإِنَّ مَظَالِمَ العُبَّادِ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ القِيَامَةِ, كَمَا أَنَّهَا لِأَتَحَقَّقَ الأَمْنُ النَّفْسِيُّ وَالاِجْتِمَاعِيُّ فِي الدُّنْيَا. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَا تَحَاسَدُوا, وَلَا تناجشوا, وَلَا تَبَاغَضُوا, وَلَا تَدَابَرُوا, وَلَا يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعٍ بَعْضٌ, وَكَوَّنُوا عِبَادٌ اللهَ إِخْوَانًا, المُسْلِمُ أَخُو المُسْلِمُ, لَا يَظْلِمُهُ وَلَّا يُخَذِّلُهُ وَلَّا يُحَقِّرُهُ, التَّقْوَى هَاهُنَا - وَيُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ - بِحَسَبِ اِمْرِئٍ مِنْ الشَّرِّ أَنْ يُحَقِّرَ أَخَاهُ المُسْلِمُ, كُلُّ المُسْلِمِ عَلَى المُسْلِمِ حَرَامٌ: دَمُهِ وَمَالُهِ وَعَرْضهِ" (مُسْلِمٌ).

 

أحمد : "قَرَأْتُ فِي أَحَدٍ كَتَبَ المَكْتَبَةَ الخَاصَّةَ بِجِدِّي.. أَنَّ كُلَّ سَلَامَةُ بَيْنَ النَّاسِ مِنْ تَجَلِّي نُورِ السَّلَامِ جَلَّ جَلَالُهُ.

 

الجِدُّ: "نَعَمْ يَأْبَنِي.. إِنْ رَأَيْتُ سَلَامَةَ فِي بَدَنِكَ فَأَشْكُرُ السَّلَامَ جَلَّ جَلَالُهُ الَّذِي سَلَّمَ.. وَإِذَا رَأَيْتِ السَّلَامَةَ فِي دِينِكَ وَعَرِّضْكِ فَاُشْكُرْ السَّلَامَ جَلَّ جَلَالُهُ الَّذِي تُكُرِّمَ عَلَيْكَ بِأَمْنِهِ. ز فَالسَّلَامُ الَّذِي يُحِيطُ بِنَا وَيُؤْمِنُ حَيَاتَنَا مِنْ تَجَلِّي نورالسلام جَلَّ جَلَالُهُ فَدِينُ الإِسْلَامِ دَيْنُ حِمَايَةٍ وَمَحَبَّةٍ وَأَمْنٍ وَأَمَانٍ فَمَنْ يَدْخُلُ دِينَ الإِسْلَامِ يَكُونُ فِي حِمَايَةِ السَّلَامِ جَلَّ جَلَالُهُ وَرِعَايَتُهِ فَكُلُّ سَلَام فِي آلِكُون مُسْتَمَدٍّ مِنْهُ عزوجل وَيَرْجِعُ إِلَيْهُ..

 

 صفوان :" تَقُولُ السَّلَامَ مِنْ اللهِ وَإِلَيْهُ كَيْفَ ذَلِكَ؟..

. الجِدُّ: "نَعَمْ يَأْبَنِي السَّلَامُ مِنْ اللهِ وَاِلِيَّ اللهُ السَّلَامُ لِذَلِكَ تُخْبِرُنَا السَّيِّدَةُ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا حَيْثُ تَقُولُ:" كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا سَلَّمَ لَمْ يَقْعُدْ إِلَّا مِقْدَارَ مَا يَقُولُ:"اللهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ وَمِنْكَ السَّلَامُ، تَبَارَكْتَ ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ." (مُسْلِمٌ وَالتَّرْمِذِي).. وَقَالَ اِبْنُ هِشَامَ فِي سِيرَتِهِ:" وَحَدِّثْنِي مِنْ أَثِقُ بِهِ, أَنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَلَامُ أَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ; فَقَالَ: أقرىء خَدِيجَةُ السَّلَامُ مِنْ رَبِّهَا; فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا خَدِيجَةُ, هَذَا جِبْرِيلُ يقرئك السَّلَامُ مِنْ رَبَكٍ, فَقَالَتْ خَدِيجَةُ: اللهُ السَّلَامُ, وَمِنَّةُ السَّلَامِ, وَعَلَى جِبْرِيلَ السَّلَامُ..

 ‏وعن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال :"أَتَى جِبْرِيلُ النَّبِيَّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ! هَذِهِ خَدِيجَةُ قَدْ أَتَتْ مَعَهَا إِنَاءٌ فِيهِ إِدَامٌ أَوْ طَعَامٌ أَوْ شَرَابٌ، فَإِذَا هِيَ أَتَتْكَ؛ فَاقْرَأْ عَلَيْهَا السَّلامَ مِنْ رَبِّهَا – وَمِنِّي -، وَبَشِّرْهَا بِبَيْتٍ فِي الْجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ، لا صَخَبَ فِيهِ ولا نَصَبَ"(البخاري).

تالين : "وَمَنْ هُوَ العَبْدُ الَّذِي يَسْتَحِقُّ أَنْ يُوَصِّفَ بِصِفَةِ السَّلَامِ?

الجَدُّ: "العَبْدُ الَّذِي يَسْتَحِقُّ أَنْ يُوَصِّفَ بِصِفَةِ السَّلَامِ عَلَيْهِ أَنْ يَسْلَمَ مِنْ الغَشِّ وَالحِقْدِ وَالحُسُدِ وَإِرَادَةِ الشَّرِّ وَأَنْ تُسَلِّمَ جَوَارِحَهُ مِنْ المَعَاصِي وَأَنْ تُسَلِّمَ صِفَاتِهُ مِنْ الاِنْتِكَاسِ وَالاِنْعِكَاسِ فَلَا يَكُونُ عَقْلُهِ أَسِيرٌ شَهْوَتُهِ وَغَضَبُهِ. بَلْ يَكُونُ الغَضَبُ وَالشَّهْوَةُ أَسِيرَيْنِ لِعَقَلَهُ وَحَكَّمَتْهُ. ذَلِكَ هُوَ العَبْدُ الَّذِي يُقَابِلُ رَبُّهْ عزوجل بِقَلْبٍ سَلِيمٍ وَيَكُونُ جَدِيرًا بِوَصْفِ السَّلَامِ..وعَنْ أَبِى أُمَامَةَ الْبَاهِلِىِّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"ثَلاَثَةٌ كُلُّهُمْ ضَامِنٌ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ رَجُلٌ خَرَجَ غَازِيًا فِى سَبِيلِ اللَّهِ فَهُوَ ضَامِنٌ عَلَى اللَّهِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُ فَيُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ أَوْ يَرُدَّهُ بِمَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ وَغَنِيمَةٍ وَرَجُلٌ رَاحَ إِلَى الْمَسْجِدِ فَهُوَ ضَامِنٌ عَلَى اللَّهِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُ فَيُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ أَوْ يَرُدَّهُ بِمَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ وَغَنِيمَةٍ وَرَجُلٌ دَخَلَ بَيْتَهُ بِسَلاَمٍ فَهُوَ ضَامِنٌ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ "(البخاري وأبو داود).

 

صفوان : "عَلَى هَذَا فَالسَّلَامُ هُوَ أَحَدٌ طَرْقُ الجَنَّةِ وَالمُسْلِمِ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَصِلَ لِلَجْنَةٍ قَالَ تَعَالِي:"وَعِبَادُ الرَّحْمَٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا (الفرقان/63).وَهِيَ كَلِمَةٌ حَقِّ تَشْتَقُّ مِنْ اِسْمِ اللهِ السَّلَامَ جَلَّ جَلَالُهُ. يُرَادُ بِهَا حَقِّ وَسَلَام.

الجِدُّ: "كَلِمَةُ السَّلَامِ كَلِمَةٌ حَقِّ وَالمُسْلِمُ الحُقُّ مِنْ سُلَّمٍ المُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدُهُ وَكُلِّ مِنْ تَلَفُّظِ التَّوْحِيدِ أَسْلَمَ ظَاهِرَهُ وَأَصْبَحَ فِي حَصَانَةٍ فِي دَمِهِ وَمَالُهُ وَعَرْضُهُ وَفِي هَذَا يَقُولُ المَولِيُ عزوجل:"وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَىٰ إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا.."(النساء/94).

وَجَعَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ خَيْرٌ المُتَخَاصِمِينَ هُوَ الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلَامِ وَعَنْ أَبِي أَيُّوبُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ يَلْتَقِيَانِ، فَيُعْرِضُ هَذَا، وَيُعْرِضُ هَذَا، وَخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلَامِ"(مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ).

وَلَيْلَةُ القَدَرِ بِصِيَامِهَا وَقِيَامِهَا وَاِعْتِكَافُهَا تُحَقِّقُ السَّلَامَ النَّفْسِيَّ وَالاِجْتِمَاعِيَّ فِي مُجْتَمَعِ الإِسْلَامِ قَالَ تَعَالِي:" سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ"(القدر/5).

 

فَاطِمَةُ : "وَمَا حَظُّ العُبَّادِ مِنْ هَذَا الاِسْمُ يَا جِدِّي?

 

 الجِدُّ :" وَحَظُّ العُبَّادِ مِنْ هَذَا الاِسْمُ يَا أَبْنَائي: "أَنْ يَسْأَلُوا اللهَ بِحَقٍّ فَيَقُولُوا:" اَللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ وَإِلَيْكَ يَعُودُ السَّلَامَ فَحِينَا رِبْنَا بِالسَّلَامِ وَأَدْخَلْنَا الجَنَّةَ دَار السَلَام بِسَلَامٍ..

google-playkhamsatmostaqltradent