
هل رأي الرسول جبريل عليه السلام علي هيئته الحقيقية؟
الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله أما بعد
فمن الآيات الكبرى التي حدثت للنبي محمد صلى الله عليه
وسلم رؤية أمين الوحي جبريل مرتين في مكة والإسراء والمعراج وإن هذا جانب من
الاحتفال برسول الله صلى الله عليه وسلم، وفقرة جديدة لإسعاد قلبه، وتوسيع لمدارك
المسلمين؛ فيعيدوا بناء تصوراتهم عن الإله العظيم الذي يعبدونه، الذي خلق جبريل
عليه السلام وبقية الملائكة العظام، والذي أبدع سدرة المنتهى، والذي أجرى الأنهار
في السماء والذي أحيا الأنبياء ليتحاوروا مع رسولنا صلى الله عليه وسلم وهو ما زال
في عالم الحياة..
وصدق الله إذ
يقول: "مَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ
عَزِيزٌ"(الحج: 74].
رؤية جبريل عليه السلام
وكانت رؤية جبريل عليه السلام في صورته الحقيقية التي
خلقه الله عليها هي إحدى آيات الله الكبرى وهي خلقة عظيمة، وآية من آيات الله، فهو
مخلوق عظيم له ستمائة جناح، كل جناح منها حجمه مدّ البصر، فقد روى الإمام أحمد
عَنِ عبد الله بن مسعود، أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"رَأَيْتُ
جِبْرِيلَ عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى، عَلَيْهِ "سِتُّمِائَةِ جَنَاحٍ"،
يُنْتَثَرُ مِنْ رِيشِهِ التَّهَاوِيلُ: الدُّرُّ وَالْيَاقُوتُ"(أحمد)..
وقد رآه النبي مرتين على صورته الحقيقة، حيث رآه في الأفق الأعلى، وعند سدرة المنتهى، والمقصود هنا أن الذي رآه النبي -صلى الله عليه وسلم- هو جبريل عليه السلام، لكن ظَنَّ البعض أنه رأى ربه في رحلة المعراج، والصواب أنه لم يره، ودليل ذلك قول عائشة -رضي الله عنها- عندما سُئلَّت عن ذلك قالت: أنه لم ير ربه، وقرأت قول الله تعالى:"لا تُدرِكُهُ الأَبصارُ وَهُوَ يُدرِكُ الأَبصارَ"،
يعني: لا نرى الله في
الدنيا، أما في الآخرة فسوف يراه النبي -صلى الله عليه وسلم- والمؤمنون يوم
الحساب، وفي الجنة، بإجماع أهل السنة والجماعة، بحيث يرونه رؤية ثابتة واضحة بيقين
لا شبهة فيه، ووضوحها ويقينها كرؤية الشمس والقمر، وهذه الرؤية خاصة بأهل الإيمان،
أما الكُفار فهم محجوبون عن رؤية الله -تعالى- بنص القرآن الكريم.
وقد اعتاد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرى جبريل عليه السلام في صورة إنسان؛ حيث كان يأتيه في صورة الصحابي الجليل دحية الكلبي رضي الله عنه؛
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"وَإِنَّهُ لَجِبْرِيلُ عَلَيْهِ
السَّلاَمُ نَزَلَ فِي صُورَةِ دِحْيَةَ الْكَلْبِيِّ"(النسائي )
ومع ذلك فقد أراد الله تعالى أن يكرّم رسوله صلى الله
عليه وسلم بشيء خاص لم نسمع بحدوثه مع نبي آخر في الحياة الدنيا، وهو رؤية جبريل
عليه السلام في هيئته الملائكية الحقيقية!
وقد روى الإمام مسلم عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: قُلْتُ
لِعَائِشَةَ: فَأَيْنَ قَوْلُهُ؟ "ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى"(النجم:
8 -10)، قَالَتْ: "إِنَّمَا ذَاكَ جِبْرِيلُ عليه السلام كَانَ يَأْتِيهِ فِي
صُورَةِ الرِّجَالِ، وَإِنَّهُ أَتَاهُ فِي هَذِهِ الْمَرَّةِ فِي صُورَتِهِ
الَّتِي هِيَ صُورَتُهُ فَسَدَّ أُفُقَ السَّمَاء"(مسلم).
قال النبي صلي الله عليه وسلم :"يا ابن سلام! إن الذي سألتني عنه لم يكن لي به علم غير أن جبريل نزل علي آنفاً فأخبرني به"، قال: إن الذي ينزل عليك يا رسول الله هو جبريل؟ قال: «نعم» قال: ذاك عدو اليهود من الملائكة -تصوروا أن اليهود يعادون الملائكة الذين لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يأمرون، ومع هذا اتخذهم اليهود أعداء- فقال النبي عليه الصلاة والسلام: "قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ"(البقرة:97 – 98).
عمر رضي الله عنه كانت له أرض في عوالي المدينة عند بني النضير وبني قينقاع، وكان يذهب إليها ليباشر العمل فيها، وكان اليهود يطمعون في عمر رضي الله عنه، أي: في ردته إلى الكفر على الأقل، حتى وإن لم يدخل في دين اليهود؛ لأن اليهود من عنجهيتهم وصلفهم وغرورهم لا يريدون من أحد أن يدخل في دينهم، إنما يريدون زعزعة الإيمان، وخروج أهل الإيمان من إيمانهم ودخولهم في الكفر العام لا في اليهودية؛ لأنهم يأبون أن يدخل مسلم في دينهم. انظروا إلى هذا الصلف وهذا الغرور، يدخل في النصرانية، في الدرزية، في الديمقراطية، في الماسونية، في الشيوعية، في أي ملة من ملل الكفر، لكنه لا يدخل في ملة اليهود،
هكذا يريد اليهود، وهم يحاولون بالليل والنهار إخراج الموحدين من توحيدهم ومن دينهم الحق إلى أي ملة من ملل الباطل. فلما طمع اليهود في عمر رضي الله عنه قالوا: يا عمر إنك لتعلم أنك أحب أصحاب صاحبك إلينا، قال: وبم ذاك؟ يعني: ما سر هذا الحب، فلم يعيروه جواباً. ثم قالوا: وإنا لنتبعك بشرط أن تخبرنا من ينزل على صاحبك؟ قال: أي يمين فيكم أعظم؟ قالوا: الرحمن، قال: والرحمن إن الذي ينزل عليه لجبريل، قالوا: أما علمت يا عمر أن ذاك عدونا من الملائكة؟ قال: إن الذي يعادي جبريل يعادي ميكائيل، قالوا: لا، بل ميكائيل ولينا، إنما عدونا جبريل، وهكذا فرق اليهود في إيمانهم بالملائكة على فرض أنهم قد آمنوا بميكائيل واتخذوه ولياً، وهم كذبة وغششة وخونة في مثل هذا القول كذلك، بل هم قد كفروا بجميع الملائكة لا يستثنون من ذلك واحداً،
والآيات والأحاديث شاهدة على موقف اليهود. وحجتهم في ذلك: أن جبريل إنما هو رسول الغلظة والشدة والفظاظة، بخلاف ميكائيل فإنه رسول الرحمة واللطف واليسر والتبشير وعدم التنفير، هكذا يقولون، وإن شئت فقل: هكذا يصفون ملائكة الله عز وجل. وعند مسلم من حديث ثوبان رضي الله عنه قال (دخل حبر من أحبار اليهود على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: السلام عليك يا محمد، قال ثوبان: فدفعته دفعة كاد يصرع منها، فقام الحبر وقال: يا ثوبان لم دفعتني؟ قال: قلت: ألا تقول: السلام عليك يا رسول الله؟ قال الحبر: إنما سميته باسمه الذي سماه به أهله)،
وهل يليق بكل أحد أن ينادى باسمه؟! أأنت تنادي أباك باسمه، أو أمك باسمها، أو الحاكم باسمه، أو القائد باسمه.
وهل كانت هذه المرة التي رأها في الإسراء هي الأولي؟
ولم تكن هذه المرة الأولي التي رأي الرسول صلي الله عليه وسلم جبريل بل كانت المرة الثانية أما الأولي فهي ما كان ومعه ميكائيل حينما أتيا ليهيأه لتلك الرحلة
كماجاء في الصحيحين عن أنس يروي عن رسول الله صلى الله عليهِ وسلم، بِقدومِ ثلاثةٍ من الملائكةِ الكِرامِ، بينَهم جبريلُ وميكائيلُ، فجعلوا جَسدَ رسولِ اللهِ لِظهرهِ مستقبِلًا الأرضَ وهو نائم، ثمَّ شقُّوا بطنَهُ، فغسَلوا ما كانَ بهِ من غلٍّ بماءِ زمزمَ، ثمَّ ملؤوا قلبَه إيمانًا وحِكمةً"(متفق عليه).
وقد روي ابن إسحاق في السيرة عن أصحابِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنهم قالوا له أَخبِرْنا عن نفسِك قال نعم أنا دعوةُ أبي إبراهيمَ وبُشرى عيسى عليهما السلامُ ورأَتْ أمي حين حملتْ بي أنه خرج منها نورٌ أضاءت له قصورُ الشام واستُرضِعْتُ
في بني سعدِ بنِ بكرٍ فبينا أنا في بَهمٍ أتاني رجلان عليهما ثيابٌ بِيضٌ معهما طَستٌ من ذهبٍ مملوءٍ ثلجًا فأضجعاني فشقَّا بطني ثم استخرجا قلبي فشقَّاه فأخرَجا منه علقةً سوداءَ فألقَياها ثم غسلا قلبي وبطني بذلك الثلجِ حتى إذا أَلقياه ردَّاه كما كان ثم قال أحدُهما لصاحبه زِنْه بعشرةٍ من أمَّتِه فوزنَني بعشرةٍ فوزنتُهم ثم قال زِنْه بمائةٍ من أمَّتِه فوزنني بمائةٍ فوزنتُهم ثم قال زِنْه بألفٍ من أمتِه فوزنني بألفٍ فوزنتُهم فقال دَعْه عنك فلو وزنتَه بأمَّتِه لوزنَهم"
(ابن كثير البداية والنهاية/2/256إسناده جيد).
قال ابن كثير: وقد رأى النّبي "صلى الله عليه وسلم" جبريل عليه السّلام، على هيئته التي خلقه الله سبحانه وتعالى عليها مرّتين؛ حيث كانت الأولى عقب فترة الوحي، عندما كان النّبي "صلى الله عليه وسلم" نازلًا من غار حراء، فرآه حينها على صورته، فاقترب منه، وأوحى إليه عن الله عزّ وجلّ ما أوحى،
وإليه أشار الله بقوله:"عَلَّمَهُ شَدِيدُ
الْقُوى ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوى وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلى ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ
أَوْ أَدْنى فَأَوْحى إِلى عَبْدِهِ ما
أَوْحى"( النجم، 5-10). والثّانية في ليلة الإسراء والمعراج عند سدرة
المنتهى، وهي ما أشير إليه في سورة النّجم بقوله سبحانه وتعالى: (وَلَقَدْ رَآَهُ نَزْلَةً
أُخْرَى عِنْدَ سِدْرَةِ المُنْتَهَى"( النجم، 13-148).
لماذا يعادي اليهود “جبريل” عليه السلام؟
معنى كلمة جبريل "عبد الله"، فجبر وميك وسراف، معناها: “عبد”، وإيل معنى "الله".
قال تعالى: "قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا
لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا
لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ "(البقرة/98):
أخرج الترمذي في سبب نزولها: أن اليهود قالوا للنبي صل الله عليه وسلم : إنه ليس نبي من الأنبياء إلا يأتيه ملك من الملائكة من عند ربه بالرسالة وبالوحي، فمن صاحبك حتى نتابعك؟، قال صلى الله عليه وسلم:"جبريل"، قالوا: ذاك الذي ينزل بالحرب وبالقتال، ذاك عدونا!، لو قلت: ميكائيل الذي ينزل بالقطر وبالرحمة تابعناك، فأنزل الله تعالى الآية الكريمة.
من معتقداتهم: أن الله تعالى أنزل على أحد أنبيائهم أن بيت المقدس سيخرب على يدي رجل يقال له بختنصر؛ وأخبر بالزمن الذى سيخرج فيه، فلما كان وقته، بعثوا رجلًا من أقوياء بني إسرائيل فى طلب بختنصر ليقتله؛ فانطلق يطلبه حتى لقي بختنصر ببابل، غلامًا مسكينًا، ليست له قوه؛ فأخذه صاحبهم ليقتله؛ فدفع عنه رجل، وقال لصاحبهم: إن كان ربكم الذي أذن في هلاككم، فلن تستطيع أن تقتله، وإن لم يكن هذا، فعلى أي حق تقتله؟، فصدقه صاحبهم، ورجع إليهم. وكبر بختنصر وقوي وغزاهم، فقال اليهود: إن ذلك الرجل الذي نهى صاحبنا عن قتل بختنصر هو جبريل تشكل على هيئة الرجل، فلهذا نتخذه عدوًا .
قيل: لأنه نقل الرسالة منهم إلى غيرهم، فظنوا أن عندهم صكًا شرعيًا على الرسالة، فلا تنزل إلا فيهم، فغضبوا لذلك وعادوه.
قالوا: أن جبريل ينزل بالخسف والتدمير، كما فعل بقرى قوم لوط، بينما ميكائيل، يأتي بالنبات والمطر والغيث والرزق.
جبريل عليه السلام فضح مفترياتهم وأخبر الرسول صلى الله
عليه وسلم بأسرارهم من تحريف للكتاب وقتل للأنبياء.
لماذا يرتدي بعض اليهود اللباس الأسود الطويل؟
لماذا اليهود يطلقون سوالف شعرهم (الجدايل)؟
كذلك تطلق تلك الطائفة سوالفهم الطويلة ولا يقصونها أبدًا، اعتقادًا منهم أنها مفاتيح الجنة.
لماذا يلبس اليهود القبعة؟
هذه القبعة، والتي تسمى الكيباه أو الكِبة، جاء في
التلمود حسب معتقداتهم: "قم بتغطية رأسك حت لا يكون غضب السماء فوقك"،
وكانت هذة القبعة فريضة هامة أثناء صلاتهم ولا تجوز دونها. ويستعمل اليهود
المتدينون طواقي ذات أشكال مختلفة. فالطواقي السوداء لأبناء الطوائف اليهودية من
أصل شرقي، وقيل: السوداء تختص بالأكثر تطرفًا منهم، وطلبة علم الدين اليهودي، أما
الطواقي بألوان مختلفة، فتميز اليهود المتدينين ذوي الاتجاهات القومية، وأما
البيضاء فهي للمحافظين منهم، ويرتديها مؤخرًا الإصلاحيين.