recent
أخبار عاجلة

إذا رأيت الناس يتسابقون علي شراء الذهب والدولارات ماذا تفعل؟

 


إذا رأيت الناس يتسابقون علي شراء الذهب والدولارات ماذا تفعل؟

الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله وبعد

أخي المسلم :"إذا رأيت الناس يتسابقون علي شراء الذهب والدولارات ماذا تفعل؟

فهناك أناس في هذه الأيام يتسابقون علي الدنيا بحجة  أن يؤمنوا مستقبلهم ومستقبل أولادهم ويظنون أن تامين المستقبل في الذهب والمال والعقارات  فمن الناس من يحرص  علي شراء الذهب ومنهم من يتسابق  علي الشقق السكنية و علي العقارات والأراضي و من  يريد وضع أمواله في البنوك يشتري دولارات أم دينارات أوريالات ونقول لهؤلاء وهؤلاء :"إن الغني بيد الله والمستقبل بيد الله عزوجل شريطة أن تتمسك بشرع الله

:" لا بأسَ بالغِنَى لمنِ اتَّقى ، والصِّحَّةُ لمنِ اتَّقى خيرٌ منَ الغِنَى ، وطيبُ النَّفسِ منَ النَّعيمِ "(ابن ماجه).

وتأمين مستقبل الأولاد بينه لنا المولي عزوجل في أية سورة النساء:" وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا"(النساء/9).

وقبل أن أقول لك ماقاله  الرسول لنا في شخص شداد بن أوس الصحابي الجليل عندما نري الناس قد اكتنزوا الذهب والعقارات ..

قبل ذلك أقول لك ماقاله الصادق المصدوق ً :" ليسَ الغنى عن كثرةِ العَرَضِ ولَكنَّ الغِنى غنى النَّفسِ "(ابن ماجه).

"الغني غني النفس والفقير فقير النفس "لومعك أموال قارون وعقارات قوم عاد وملك فرعون ونفسك دنيئة فلن تقنع ولن تشبع

 

هي القناعة فاحفظها تكن ملكاً

                               لو لم يكن لك إلا راحة البدن

وانظرلمن ملك الدنيا بأجمعها

                        هل راح منها بغير الطيب والكفن


الفقير فقير القلب و الغني غني النفس

كن غني القلب واقنع بالقليل

                مت ولا تطلب معاشا من لئيم

لا تكن للعيش مجروح الفؤاد

                إنما الرزق على الله الكريم

ﻓﻲ ﺃﺣﺪ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺃﻋﻄﻰ ﺭﺟﻞ ﻏﻨﻲ ﺳﻠﺔ ﻣﻠﻴﺌﺔ ﺑﺎﻟﻄﻌﺎﻡ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪ ﻟﺮﺟﻞ ﻓﻘﻴﺮ .. ﺍﺑﺘﺴﻢ ﺍﻟﻔﻘﻴﺮ ﻭﻏـﺎﺩﺭ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﻣﻊ ﺁﻟﺴﻠﺔ ...

ﺁﻓﺮﻍ ﺍﻟﻔﻘﻴﺮ ﺍﻟﺴﻠﺔ ﻣﻦ ﻣﺤﺘﻮﻳﺎﺗﻬﺎ ﻭﻧﻈﻔﻬﺎ، ﻭﻭﺿﻊ ﺑﻬﺎ ﺃﺯﻫﺎﺭ ﺭﺍﺋﻌﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﺛﻢ ﻋﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﻭﺍﻋﻄﺎﻫﺎ ﻟﻠﺮﺟﻞ ﺍﻟﻐﻨﻲ

ﺍﺳﺘﻐﺮﺏ ﺍﻟﻐﻨﻲ ﻭﺳأﻟﻪ :ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺃﻋﻄﻴﺘﻚ ﺳﻠﺔ ﻣﻠﻴﺌﺔ ﺑﺎﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪﺓ ﻭﺗﻌﻴﺪﻫﺎ ﻟﻲ ﻣﻠﻴﺌﺔ ﺑﺎﻟﺰﻫﻮﺭ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ

ﺃﺟﺎﺏ ﺍﻟﻔﻘﻴﺮ :"ﻛـﻞ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻳـﻌﻄﻲ ﻣﺎﻓﻲ ﻗـﻠﺒـﻪ"


عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يقول:"أتيتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عاشرَ عشرةٍ , فقال رجلٌ من الأنصارِ : من أكيَسُ النَّاسِ وأكرمُ النَّاسِ يا رسولَ اللهِ ؟ فقال : أكثرُهم ذِكرًا للموتِ وأشدُّهم استعدادًا له أولئك هم الأكياسُ ذهبوا بشرفِ الدُّنيا وكرامةِ الآخرةِ "(ابن ماجه).

وهذا هو رسول الله صلي الله عليه وسلم يطمئننا علي أنفسنا فيقول :" مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بِحَذَافِيرِهَا"(صحيح).

ذهب رجل الى بعض الزاهدين الصالحين  ليكتب له عقد بيت،فنظر الى الرجل فوجد أن الدنيا متربعة على قلبه فكتب:

اشترى ميت من ميت بيتاً في دار المذنبين له أربعة حدود، الحد الأول يؤدي الى الموت،

و الحد الثاني يؤدي إلى القبر، و الحد الثالث يؤدي إلى الحسابو الحد الرابع يؤدي اما للجنة و اما للنار.

فقال الرجل: ما هذا ، جئت تكتب لي عقد بيت، فكتبت لي عقد مقبرة ... !!

فقال له:

النفس تبكي على الدنيا و قدعلمت..أن السعادة فيها ترك ما فيها

لا دار للمرء بعد الموت يسكنها..الا التي كان قبل الموت بانيها

فان بناها بخير طاب مسكنه .....وإن بناها بشر خاب بانيها

أموالنا لذوي الميراث نجمعها ...ودورنا لخراب الدهر نبنيها

أين الملوك التي كانت مسلطنة..حتى سقاها بكأس الموت ساقيها

فكم مدائن في الآفاق قد بنيت ..أمست خرابا و أفنى الموت أهليها

لا تركنن الى الدنيا و ما فيها ... فالموت لاشك يفنينا و يفنيها

لكل نفس و ان كانت على وجل ..... من المنية آمال تقويها

المرء يبسطها و الدهر يقبضها..والنفس تنشرها و الموت يطويها

إن المكارم أخلاق مطهرة ..... الدين أولها و العقل ثانيها

و العلم ثالثها و الحلم رابعها..والجود خامسها و الفضل سادسها

و البر سابعها و الشكر ثامنها..والصبر تاسعها و اللين باقيها

و النفس تعلم أني لا أصادقها..و لست أرشد الا حين أعصيها

و اعمل لدار غد رضوان خازنها..والجار أحمد و الرحمن ناشيها

قصورها ذهب و المسك طينتها..والزعفران ربيع نابت فيها

أنهارها لبن محض ومن عسل..والخمر يجري رحيقا في مجاريها

و الطير تجري على الأغصان عاكفة..تسبح الله جهراً في مغانيها

من يشتري الدارفي الفردوس يعمرها..بركعةفي ظلام الليل يحييها

فقال الرجل: اكتب أنني وهبتها لله و رسوله ..:"ماعندكم ينفد وماعند الله باق"

أخي المسلم تعالي لنري ماذا قال رسول الله صلي الله عليه وسلم لشداد بن أوس حتي لانتكالب علي الذهب والعقارات ونحزن علي الدنيا قال له:"

يا شدَّادُ بنُ أوسٍ ! إذا رأيتَ النَّاسَ قد اكتنزوا الذَّهبَ والفضَّةَ؛ فاكنِز هؤلاء الكلماتِ : اللَّهمَّ ! إنِّي أسألُك الثَّباتَ في الأمرِ ، والعزيمةَ على الرُّشدِ ، وأسألُك موجِباتِ رحمتِك ، وعزائمَ مغفرتِك ، وأسألُك شُكرَ نعمتِك ، وحُسنَ عبادتِك ، وأسألُك قلبًا سليمًا ، ولسانًا صادقًا ، وأسألُك من خيرِ ما تعلَمُ ، وأعوذُ بك من شرِّ ما تعلَمُ ، وأستغفرُك لما تعلَمُ ؛ إنَّك أنت علَّامُ الغيوبِ"(صحيح).

نعم :"احرص علي هذا الدعاء فالدنيا فانية ولاتساوي عند الله جناح بعوضة كما قال صلي الله عليه وسلم:" لو كانتِ الدُّنيا تعدلُ عندَ اللهِ جناحَ بعوضةٍ ما سقى كافرًا منها شربةَ ماءٍ"(الترغيب والترهيب).

نعم لو كانتِ الدُّنيا تَعدِلُ عند اللهِ"، أي: تُساوي أو تزِنُ عند اللهِ عزَّ وجلَّ، "جَناحَ بَعوضةٍ"، أي: جَناحَ ذُبابةٍ؛ مثلًا للقِلَّة والصِّغَرِ والحَقارةِ والدَّناءةِ، "ما سقَى كافِرًا منها شَرْبةَ ماءٍ"

وإن الدار الأخرة هي الباقية  

قال تعالي:"وَمَا هَٰذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ"(العنكبوت/64).

:"بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا  وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى"(الأعلي/16-17).

فتخير لنفسك أي الدارين تسكن وأي السبيلين تسلك ..

قَدَّمْ لنَفسِك خَيراً وأنتَ مالِكُ مالِكْ

                         مِن قَبل أن تفنى ولَونُ حالِكَ حالِكْ

لم تَدرِ أنَّكَ حَقّاً أيَّ المَسالِكِ سالِكْ

                                لجِنَّةٍ أمْ لنارِإلى ممالِكِ مالِك

وأنتَ لابُدَّ يَوماً  بعدَ التَكاهُلِ هالِكْ

وصلي اللهم علي سيدنا محمد وعلي آه وصحبه وسلم

google-playkhamsatmostaqltradent