recent
أخبار عاجلة

كيف تكون حسن الخاتمة وماهي علاماتها ؟

 


كيف تكون حسن الخاتمة وماهي علاماتها ؟

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام علي أشرف الخلق أجمعين ..أما بعد : -

حسن الخاتمة هو: أن يوفق العبد قبل موته للتقاصي عما يغضب الرب سبحانه، والتوبة

 من الذنوب والمعاصي، والإقبال على الطاعات وأعمال الخير، ثم يكون موته بعد ذلك

 على هذه الحال الحسنة، والعلامة التي يظهر بها للعبد حسن خاتمته فهي ما يبشر به

 عند موته من رضا الله تعالى واستحقاق كرامته تفضلا منه تعالى،

علامات حسن الخاتمة في القرآن الكريم  :

وهناك علامات كثيرة تظهر علي العبد المسلم قبل موته وبعد موته تدل علي حسن

 خاتمته كما جاء في القرأن الكريم : إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ

 الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ  نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي

 الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ  نُزُلًا مِّنْ

 غَفُورٍ رَّحِيمٍ"(فصلت/32,31).

وهذه البشارة تكون للمؤمنين عند احتضارهم، وفي قبورهم، وعند بعثهم من قبورهم.

علامات حسن الخاتمة في السنة النبوية المطهرة

من علامات حسن الخاتمة أن يموت على طاعة من طاعات الله تعالى ورسوله صلى الله

 عليه وسلم ، كما لو مات في صلاة أو في صيام أو في حج أو في عمرة أو في جهاد

 في سبيل الله أو في دعوة إلى الله . ومن يرد الله به خيراً يوفقه إلى عمل صالح فيقبضه

 عليه .ومما يدل على هذا المعنى ما قاله صلى الله عليه وسلم:"إذا أراد الله بعبده خيراً

 استعمله"قالوا: كيف يستعمله؟ قال:"يوفقه لعمل صالح قبل موته"(أحمد والترمذي).


ومما يدل على هذا أيضا ما روي عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: قال

 رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله

 كره الله لقاءه" فقلت: يا نبي الله! أكراهية الموت، فكلنا نكره الموت؟ فقال:"ليس كذلك،

 ولكن المؤمن إذا بشر برحمة الله ورضوانه وجنته أحب لقاء الله، وإن الكافر إذا بشر

 بعذاب الله وسخطه كره لقاء الله وكره الله لقاءه"(البخاري ومسلم).


وفي معنى هذا الحديث قال الإمام أبو عبيد القاسم ابن سلام : "ليس وجهه عندي كراهة الموت وشدته، لأن هذا لا يكاد يخلو عنه أحد، ولكن المذموم من ذلك إيثار الدنيا والركون إليها، وكراهية أن يصير إلى الله والدار الآخرة"، وقال : "ومما يبين ذلك أن الله تعالى عاب قوما بحب الحياة فقال: " إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ  "(يونس: 7).


قال الإمام النووي رحمه الله:"معنى الحديث أن المحبة والكراهية التي تعتبر شرعا هي

 التي تقع عند النزع في الحالة التي لا تقبل فيها التوبة، حيث ينكشف الحال للمحتضر،

 ويظهر له ما هو صائر إليه"

ومن علامات حسن الخاتمة:-

 النطق بالشهادتين علي فراش الموت  عن معاذ رضي الله عنه قال : قال رسول الله

 صلى الله عليه وسلم :" من كان آخر كلامه من الدنيا لا إلا الله دخل الجنة "(أبو داود

 والحاكم ).    

وفي رواية أخري يقول  صلى الله عليه وسلم:"من قال لا إله إلا الله ابتغاء وجه الله ختم

 له بها دخل الجنة، ومن تصدق بصدقة ختم له بها دخل الجنة"( أحمد وغيره).

ومنها: الموت برشح الجبين، أي : أن يكون على جبينه عرق عند الموت، لما رواه

 بريدة بن الحصيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"موت المؤمن بعرق

 الجبين"(أحمد والنسائي والترمذي وغيرهم).

ومن علامات حسن الخاتمة:

الموت ليلة الجمعة أو نهارها عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال : قال رسول

 الله صلى الله عليه وسلم:" ما من مسلم يموت يوم الجمعة ، أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله

 فتنة القبر"(الترمذي).

ومنها ثناء جماعة من المسلمين عليه بالخير لحديث أنس رضي الله عنه قال : مُرَّ

 بجَنَازَةٍ فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا خَيْرًا، فَقالَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: وَجَبَتْ، وَجَبَتْ، وَجَبَتْ،

 وَمُرَّ بجَنَازَةٍ فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا شَرًّا، فَقالَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: وَجَبَتْ، وَجَبَتْ،

 وَجَبَتْ، قالَ عُمَرُ: فِدًى لكَ أَبِي وَأُمِّي، مُرَّ بجَنَازَةٍ، فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا خَيْرٌ، فَقُلْتَ: وَجَبَتْ،

 وَجَبَتْ، وَجَبَتْ، وَمُرَّ بجَنَازَةٍ، فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا شَرٌّ، فَقُلْتَ: وَجَبَتْ، وَجَبَتْ، وَجَبَتْ؟ فَقالَ

 رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: مَن أَثْنَيْتُمْ عليه خَيْرًا وَجَبَتْ له الجَنَّةُ، وَمَن أَثْنَيْتُمْ عليه

 شَرًّا وَجَبَتْ له النَّارُ، أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللهِ في الأرْضِ، أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللهِ في الأرْضِ، أَنْتُمْ

 شُهَدَاءُ اللهِ في الأرْضِ."(مسلم).


ومنها: الاستشهاد في ساحة القتال في سبيل الله، أو موته غازيا في سبيل الله، أو موته بمرض الطاعون أو بداء البطن كالاستسقاء ونحوه، أو موته غرقاً، ودليل ما تقدم ما  ماروي عنه  صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ما تعدون الشهيد فيكم؟ قالوا: يا رسول الله ، من قتل في سبيل الله فهو شهيد، قال: إن شهداء أمتي إذا لقليل قالوا: فمن هم يا رسول الله ؟ قال: من قتل في سبيل الله فهو شهيد، ومن مات في سبيل الله فهو شهيد، ومن مات في الطاعون فهو شهيد، ومن مات في البطن فهو شهيد، والغريق شهيد"(مسلم). 

الاستشهاد في ساحة القتال: لقوله تعالى:"لاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ"(آل عمران/).

ومنها: الموت بسبب الهدم، لما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:"الشهداء

 خمسة:"المطعون، والمبطون، والغرق، وصاحب الهدم، والشهيد في سبيل الله"

(البخاري ومسلم) .

ومن علامات حسن الخاتمة،

وهو خاص بالنساء : موت المرأة في نفاسها بسبب ولدها أو هي حامل به، ومن أدلة

 ذلك ما روي عن عبادة بن الصامت أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أخبر

 عن الشهداء، فذكر منهم: "والمرأة يقتلها ولدها جمعاء شهادة، يجرها ولدها بسرره

 إلى الجنة" يعني بحبل المشيمة الذي يقطع عنه"(أحمد وغيره).

ومنها الموت بالحرق وذات الجنب، ومن أدلته أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم عدد

 أصنافاً من الشهداء فذكر منهم الحريق، وصاحب ذات الجنب: وهي ورم حار يعرض

 في الغشاء المستبطن للأضلاع.

ومنها: الموت بداء السل، حيث أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه شهادة.

ومنها أيضاً : ما دل عليه قوله صلى الله عليه وسلم قال: "من قتل دون ما له فهو

 شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد"(أبو داود

 والنسائي وغيرهما).

ومنها: الموت رباطاً في سبيل الله، لما روي عنه صلى الله عليه وسلم قال:"رباط يوم

 وليلة خير من صيام شهر وقيامه، وإن مات جرى عليه عمله الذي كان يعمله، وأجري

 عليه رزقه، وأمن الفتان"(مسلم) .ومن أسعد الناس بهذا الحديث رجال الأمن وحرس

 الحدود براً وبحراً وجواً على اختلاف مواقعهم إذا احتسبو الأجر في ذلك .

علامات ترى على الميت بعد وفاته :

أ - الابتسامة على الوجه .

ب - ارتفاع السبابة .

ت - الوضاءة والإشراقة والفرحة بالبشرى التي سمعها من ملك الموت ، وأثرها على

 وجهه.واعلم أخي الكريم أن ظهور شيء من هذه العلامات أو وقوعها للميت، لا يلزم

 منه الجزم بأن صاحبها من أهل الجنة، ولكن يستبشر له بذلك، كما أن عدم وقوع شيء

 منها للميت لا يلزم منه الحكم بأنه غير صالح أو نحو ذلك. فهذا كله من الغيب.


روي عنه صلي الله عليه وسلم:" ارقبوا الميت عند موته ثلاثا ، إن رشح جبينه وذرفت

 عيناه وانتشر منخراه فهى رحمة من الله قد نزلت به ، وإن غط غطيط البكر المختنق

 واحمر لونه وأزبد شدقاه فهو عذاب من الله قد حل به "(الترمذى الحكيم والسيوطى ).

وعن ابن مسعود رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم "المؤمن يموت برشح

 الجبين" (البيهقي).


أسباب حسن الخاتمة

* من أعظمها: أن يلزم الإنسان طاعة الله وتقواه، وراس ذلك وأساسه تحقيق التوحيد،

 والحذر من ارتكاب المحرمات، والمبادرة إلى التوبة مما تلطخ به المرء منها، وأعظم

 ذلك الشرك كبيره وصغيره.

ومنها: أن يلح المرء في دعاء الله تعالى أن يتوفاه على الإيمان والتقوى.

ومنها: أن يعمل الإنسان جهده وطاقته في إصلاح ظاهره وباطنه، وأن تكون نيته

 وقصده متوجهة لتحقيق ذلك، فقد جرت سنة الكريم سبحانه أن يوفق طالب الحق إليه،

 وان يثبته عليهن وأن يختم له به.


الاستقامة :قال تعالى : "إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلاّ

 تَخَافُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ"(فصلت/31).

 حسن الظن بالله :عن أبي هريرة رضي الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال

 :"يقول الله تعالى أن عند حسن ظن عبدي بي "(البخاري ومسلم).


التقوى :قال تعالى :"وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا"

 الصدق :قال تعالى:"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ"

 التوبة :قال تعالى : "وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ"

ذكر الموت وقصر الأمل و الخوف من أسباب سوء الخاتمة

كالإصرار على المعاصي وتسويف التوبة وحب الدنيا .

سوء الخاتمة

أما الخاتمة السيئة فهي: أن تكون وفاة الإنسان وهو معرض عن ربه جل وعلا، مقيم

 على مسا خطه سبحانه، مضيع لما أوجب الله عليه، ولا ريب أن تلك نهاية بئيسة،

 طالما خافها المتقون، وتضرعوا إلى ربهم سبحانه أن يجنبهم إياها.

وقد يظهر على بعض المحتضرين علامات أو أحوال تدل على سوء الخاتمة، مثل

 النكوب عن نطق الشهادة - شهادة أن لا إله إلا الله - ورفض ذلك، ومثل التحدث في

 سياق الموت بالسيئات والمحرمات وإظهار التعلق بها، ونحو ذلك من الأقوال والأفعال

 التي تدل على الإعراض عن دين الله تعالى والتبرم لنزول قضائه.

أما علامات سوء الخاتمة فهي كثيرة ومتعددة ومنها :

1- أن يموت على شرك ، أو على ترك الصلاة متهاوناً بأمر الله وأمر رسوله صلى الله

 عليه وسلم ، وكذا من يموت على الأغاني والمزامير والتمثيليات والأفلام الماجنة  ومن

 يموت على الفاحشة بعمومها والخمر والمخدرات .

2- ومن العلامات التي تظهر على الميت بعد الوفاة : عبوس الوجه وقتامته وظلمته

 وعدم الرضى بما سمع من ملك الموت بسخط الله ، وظهور سواد على الوجه . وقد يعم

 السواد سائر الجسد - إلى غير ذلك - عياذاً بالله .


3- وعلي من تهاون في أداء الصلاة - وأخص تاركها - بالإسراع بالتوبة إلى الله

 والمحافظة عليها حتى يحصل الخشوع فيها ؛ لأنها عمود الإسلام ، ولأن ما بين الرجل

 والكفر ترك الصلاة كما علمنا نبينا وقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم :"العهد الذي

 بيننا وبينهم الصلاة ، فمن تركها فقد كفر "(أحمد ومالك ).


والصلاة حصن حصين لصاحبها ، فهي تنهى عن الفحشاء والمنكر لقوله تعالى :" إن

 الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر" ( العنكبوت 45).

فأين أنت يا رعاك الله من هذا الحصن… ؟ أين أنت من هذا النهر الذي يغسل خطاياك

 خمس مرات في اليوم والليلة… ؟ تب الآن قبل فوات الأوان … وقبل فُجاءة ملك

 الموت فإن حصاد ما زرعته في الدنيا يبدأ ساعة أمر ملك الموت بإخراج الروح …

 فازرع خيراً تجن عواقبه .


أما من أعرض عن هذا الخير ، وترك الصلاة : فعلامة سوء خاتمته السواد الذي يعم

 بدنه عند تغسيل جنازته . نعوذ بالله من الخذلان .ولعل من المناسب أن نذكر بعض

 الأمثلة على ذلك:

فمن الأمثلة:-

ما ذكره ابن القيم: أن أحد الناس قيل له وهو في سياق الموت: قل لا إله إلا الله، فقال:

 وما يغني عني وما أعرف أني صليت لله صلاة؟! ولم يقلها. "(الجواب الكافي)

* ونقل الحافظ ابن رجب رحمه الله عن أحد العلماء، وهو عبدالعزيز بن أبي رواد أنه

 قال: حضرت رجلا عند الموت يلقن لا إله إلا الله، فقال في آخر ما قال: هو كافر بما

 تقول . ومات على ذلك، قال: فسألت عنه، فإذا هو مدمن خمر، فكان عبدالعزيز يقول:

 اتقوا الذنوب، فإنها هين التي أوقعته"(جامع العلوم والحكم ).


ونحو هذا ما ذكره الحافظ الذهبي رحمه الله أ، رجلا كان يجالس شراب الخمر، فلما

 حضرته الوفاة جاءه إنسان يلقنه الشهادة فقال له: اشرب واسقني ثم مات.

وذكر الحافظ الذهبي رحمه الله أيضا (في كتابه: الكبائر) أن رجلا ممن كانوا يلعبون

 الشطرنج احتضر، فقيل له: قل لا إله إلا الله فقال: شاهك. في اللعب، فقال عوض كلمة

 التوحيد: شاهدك.

ومن ذلك ما ذكره العلامة ابن القيم رحمه الله عن رجل عرف بحبه للأغاني وترديدها،

 فلما حضرته الوفاة قيل له: قل لا إله إلا الله، فجعل يهذي بالغناء ويقول: تاتنا تنتنا

 حتى قضى، ولم ينطق بالتوحيد.

وقال ابن القيم أيضا: أخبرني بعض التجار عن قرابة له أنه احتضر وهو عنده، وجعلوا

 يلقنونه لا إله إلا الله وهو يقول: هذه القطعة رخيصة، وهذا مشتر جيد، هذه كذا. حتى

 قضى ولم ينطق التوحيد نسأل الله العافية والسلامة من كل ذلك.

وقيل بأن رجل كان يعمل بالتجارة ولما نام علي فراش الموت قيل له قل لاإله إلاالله فكان

 يردد عشرة عشرين ثلاثين جنيهاً..

وسوء الخاتمة على رتبتين :"

 نعود الله من ذلك: على القلب عند سكرات الموت وظهور أهواله: إما الشك وإما

 الجحود فتقبض الروح على تلك الحال وتكون حجابا بينه وبين الله، وذلك يقتضي البعد

 الدائم والعذاب المخلد .

والثانية وهي دونها، أ، يغلب على قلبه عند الموت حب أمر من أمور الدنيا أو شهوة

 من شهواتها المحرمة، فيتمثل له ذلك في قلبه، والمرء يموت على ما عاش عليه، فإن

 كان ممن يتعاطون الربا فقد يختم له بذلك، وإن كان ممن يتعاطون المحرمات الأخرى

 من مثل المخدرات والأغاني والتدخين ومشاهدة الصور المحرمة وظلم الناس ونحو

 ذلك فقد يختم له بذلك، أي بما يظهر سوء خاتمته والعياذ بالله ، ومثل ذلك إذا كان معه

 أصل التوحيد فهو مخطور بالعذاب والعقاب.

أسباب سوء الخاتمة

وبهذا يعلم أن سوء الخاتمة يرجع لأسباب سابقة، يجب الحذر منها.

ومن أعظمها: فساد الاعتقاد، فإن من فسدت عقيدته ظهر عليه أثر ذلك أحوج ما يكون

 إلى العون والتثبيت من الله تعالى:

ومنها: الإقبال على الدنيا والتعلق بها.

ومنها: العدول عن الاستقامة والإعراض عن الخير والهدى.


ومنها: الإصرار على المعاصي وإلفها ، فإن الإنسان إذا ألقت شيئا مدة حياته وأحبه

 وتعلق به، يهود ذكره إليه عند الموت، ويردده حال الاحتضار في كثير من الأحيان.

وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله:"إن الذنوب والمعاصي والشهوات تخذل صاحبها عند

 الموت، مع خذلان الشيطان له، فيجتمع عليه الخذلان مع ضعف الإيمان، فيقع في سوء

 الخاتمة، قال تعالى:"وكان الشيطان للإنسان خذولا"(الفرقان:29).


* وسوء الخاتمة - أعاذنا الله منها - لا يقع فيها من صلح ظاهره وباطنه مع الله،

 وصدق في أقواله وأعماله، فإن هذا لم يسمع به، وإنما يقع سوء الخاتمة لمن فسد

 باطنه عقدا، وظاهره عملا، ولمن له جرأة على الكبائر، وإقدام على الجرائم ، فربما

 غلب ذلك عيه حتى ينزل به الموت قبل التوبة) أ .هـ


لأجل ذلك كان جديرا بالعاقل أن يحذر من تعلق قلبه بشيء من المحرمات، وجديرا به أن

 يلزم قلبه ولسنانه وجوارحه ذكر الله تعالى، وأن بحافظ على طاعة الله حيثما كان، من

 أجل تلك اللحظة التي إن فاتت وخذل فيها شقي شقاوة الأبد.

الهم اجعل خير أعمالنا خواتيمها، وخير أعمارنا أواخرها، وخير أيامنا يوم نلقاك فيه،

 اللهم وفقنا جميعا لفعل الخيرات واجتناب المنكرات .

 وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

google-playkhamsatmostaqltradent