حيث القرأن عن الأمانة
الحمد لله رب العالمين العلي الكبير اللطيف الخبير القائم على كل نفس بما كسبت والمجازي لها بما عملت واشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في سلطانه هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو على كل شيء قدير وأشهد أن سيدنا ونبينا وحبيبنا محمداً عبده ورسوله اللهم صلاة وسلاما عليك يا سيدي يا رسول الله وعلى آلك وصحبك وسلم تسليما كثيرا ..
أما بعد
فيا جماعة الإسلام :
يقول المولى سبحانه وتعالي"إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً"( الأحزاب 33/72-73).
أخوة الإيمان والإسلام :
لقد كرمنا الله عز وجل بالإيمان والقرآن وبين في هذا القرآن أنه عظم شأن الأمانة التي ائتمن عليها المكلفين في امتثال الأوامر واجتناب المخلوقات العظيمة عرض تخيير فأشفقن منها وحملها الإنسان على ضعفه وعجزه فكان الحمل الثقيل وتبين الآيات أن الناس قد انقسموا في حملها إلى ثلاث أقسام.
منافقون وأظهروا القيام بها وهم كاذبون ومشركون تركوها ظاهراً وباطناً ومؤمنون قاموا بها ظاهراً وباطناً فاستحق المنافقون والمشركون العذاب الأليم واستحق المؤمنون أن يتوب الله عليهم ويغفر لهم فيما قصروا فيه وعوضهم النعيم المقيم عما تحملوه وقاموا به.
أخوة الإيمان والإسلام :
تعريف الأمانة : والأمانة ضد الخيانة وتطلق على كل ما عهد به إلى الإنسان من التكاليف الشرعية وغيرها فالإيمان أمانة والطاعة أمانة وكل حق لله تعالى على العباد فهو أمانة وكل حق للغير عليك فهو أمانة والولاية أمانة ولا إيمان لم لا أمانة له.
حديث القرآن عن الأمانة
وقد تحدث القرآن عن الأمانة في أكثر من موضع بل عشرات المرات :
1- قال تعالى :"إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً "( النساء /58).
فأمر الله بأداء الأمانة كاملة غير منقوصة ولا مبخوسة إلى أهلها ويدخل في ذلك أمانة الولاية والأحوال والأسرار والمأمورات التي لا يطلع عليها إلا الله تعالى وقد مدح الله عز وجل أهل الأمانة في سياق مدح المؤمنين فقال :" وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (المؤمنون).
وقد وصف الله عز وجل ملائكته وأنبياءه بهذه الصفة الحميدة فقال تعالى عن جبر
( ينَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنْ الْمُنذِرِينَ" الشعراء/193-194).
وعندما يتحدث عن الأنبياء وهم يبلغون قومهم "إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ" ( الشعراء /107-108).
أخوة الإيمان :
حديث الرسول صلي الله عليه وسلم عن الأمانة وقد وردت جملة من الأحاديث الصحيحة عن الأمانة وفضلها .
1- جاء في الحديث الشريف عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال كنا جلوساً مع رسول الله فطلع علينا رجل من أهل العالية فقال " يا رسول الله أخبرني بأشد شيء في هذا الدين وألينه ؟ فقال : ألينه شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وأشد شيء يا أخا العالية الأمانة إنه لا دين لمن لا أمانة له ولا صلاة له ولا زكاة له ... "
(الترغيب والترهيب).
2- فالصلاة أمانة والوضوء أمانة والكيل أمانة , أي إن هذه التكاليف أمانة أمرنا الله تعالى أن نؤديها كاملة غير منقوصة لأن الأمانة شعور بالمسئولية واحتكام إلى الضمير الحي السليم قال صلي الله عليه وسلم " كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته فالإمام راع ومسئول عن رعيته والرجل راع في أهله ومسئول عن رعيته والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها والخادم راع في مال سيده ومسئول عن رعيته "(أبواود).
وفي حديث البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي قال " أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً ومن كان فيه خصلة منهن كان فيه خصلة من نفاق حتى يدعها إذا أؤتمن خان وإذا حدث كذب وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر ".
وقد بين الرسول صلي الله عليه وسلم " من كان فيه صفة الأمانة فلا عليه ما فاته من الدنيا يقول :" أربع من كن فيه فلا عليه ما فاته من الدنيا صدق حديث وحسن خلق وحفظ أمانة وعفة في طعمة ".
وفي الترهيب من الخيانة يروى ": أنه يؤتى بالعبد يوم القيامة فيوقف بين يدي الله تعالى فيقول الله تعالى رددت أمانة فلان فيقول لا يا رب فيأمر الله تعالى ملكا فيأخذ بيده وينطلق به إلى جهنم ويريه الأمانة بعينها في قعر جهنم فيهوى فيها سبعين عاما حتى ينتهي إلى قعرها ثم يصعد بالأمانة فإذا بلغ أعلى جهنم زلت قدمه فيهوى فيها وكذلك ثم يصعد ثم يهبط وهكذا حتى يدركة لطف ربه وبشفاعة المصطفى صلي الله عليه وسلم فيرضى عنه صاحب الأمانة "(السيوطي).
عبا الله أقول ماسمعتم وأستغفر الله العظيم لي ولكم
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
أما بعد
فيا جماعة الإسلام : عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال كنا جلوساً مع رسول الله صلي الله عليه وسلم فطلع علينا رجل من أهل العالية فقال " يا رسول الله أخبرني بأشد شيء في هذا الدين وألينه ؟ فقال صلي الله عليه وسلم : ألينه شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وأشد شيء يا أخا العالية الأمانة إنه لا دين لمن لا أمانة له ولا صلاة له ولا زكاة له"(الترغيب والترهيب).
فالصلاة أمانة والوضوء أمانة والكيل أمانة , أي إن هذه التكاليف أمانة أمرنا الله تعالى أن نؤديها كاملة غير منقوصة .فهي خلق من أخلاق الإسلام فتتميز شخصية المسلم بالأمانة حيث يقول صلى الله عليه وسلم:"لَا إِيمَانَ لِمَنْ لَا أَمَانَةَ لَهُ، وَلَا دِينَ لِمَنْ لَا عَهْدَ لَهُ"(أحمد).
اللهم إنا نسألك السلامة من كل إثم والغنيمة من كل بر يا رب العالمين.