
أسماء الله الحسني للأطفال
"الرَّحِيمُ جَلَّ جَلَالُهُ"الدرس الثالث(3).
تأخرالجد
سَعِيدُ فِي المَسْجِدِ وَجَلَسَ البِنَاءُ يَنْتَظِرُونَ قُدُومُهُ فِي شَوْقٍ
وَلَهْفَةٍ فَهَمٍّ عَلَى مَوْعِدٍ مَعَ اِسْمِ الرَّحِيمِ سُبْحَانَهُ
وَتَعَالَى..
صفوان : "هَلْ تَدْرِي لِمَاذَا تَأَخُّرٌ
جِدْكَ ياياسر?.
أحمد:" كُنْتُ أَصْلِي بِمَسْجِدٍ أُخُرٌ
لِأَنَّ إِمَامَ المَسْجِدِ الَّذِي يُصَلِّي فِيهُ جِدُّكِ يُطِيلُ فِي
القِرَاءَةِ وَلَيْسَ عِنْدَهُ رَحْمَةً بِالمُصَلِّينَ وَرُبَّمَا تَأَخُّرَ
جِدِّكِ لِهَذَا الغَرَضِ..
تالين:" لَقَدْ حَضَرَ جَدِّي وَهُوَ بِأَلْبَابٍ سَأَفْتَحُ لَهُ..
الجِدُّ: "مَعْذِرَةٌ يَا أَبْنَائي لَقَدْ
تَأَخَّرَتْ لِأَنَّ الإِمَامَ أَطَالَ القِرَاءَةَ وَكُنَّا نُنَاقِشُهُ فِي
هَذَا الأَمْرِ.
أحمد :"حَسَنًا يَا جِدِّي لَيْتَكِ
ذَكَّرْتِهُ بِالرَّحْمَةِ الَّتِي نَادِي بِهَا الرَّسُولُ صلي الله عليه وسلم
وَالَّتِي نَتَحَدَّثُ عَنْهَا بِالأَمْسِ وَاليَوْمَ مِنْ خِلَالِ اِسْمِي "
الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ".
"الجِدُّ:" نَعَمْ يَأْبَنِي فَقَدْ طَلَبْنَا
مِنْهُ أَنْ يُذَكِّرَنَا هُوَ بِأَحَادِيثِ الرَّسُولِ صلي الله عليه وسلم الوَارِدَةِ
فِي الرَّحْمَةِ وَالتَّخْفِيفِ فِي الصَّلَاةِ وَلَاسِيَّمَا صَلَاةُ
الجَمَاعَةِ..
صفوان : "أُذَكِّرُ أَنَّ الرَّسُولَ صلي الله
عليه وسلم قَالَ:"إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ لِلنَّاسِ فَلْيُخَفِّفْ فَإِنَّ
فِيهِمْ الضَّعِيفَ وَالسَّقِيمَ وَذَاالْحَاجَةِ, وَإِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ
لِنَفْسِهِ فَلْيُطَوِّلْ مَا شَاءَ" (البُخَارِيُّ وَغَيْرَهُ).
الجِدُّ:
"نَعَمْ يَا أَبْنَائي فَقَدْ وَرَّدَ جُمْلَةٌ مِنْ الأَحَادِيثِ
وَالأَفْعَالِ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلي الله عليه وسلم تَحُثُّ عَلَى الرَّحْمَةِ
بِالمُصَلِّيَيْنِ فَقَدْ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ:"إنِّي لَأَتَأَخَّرُ عَنْ صَلَاةِ الصُّبْحِ
مِنْ أَجْلِ فُلَانٍ, مِمَّا يُطِيلُ بِنَا, قَالَ: فَمَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَضِبَ فِي مَوْعِظَةٍ قَطُّ أَشَدَّ مِمَّا
غَضِبَ يَوْمَئِذٍ, فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ, إِنَّ مِنْكُمْ مُنَفِّرِينَ,
فَأَيُّكُمْ أَمَّ النَّاسَ فَلْيُوجِزْ, فَإِنَّ مِنْ وَرَائِهِ الْكَبِيرَ
وَالضَّعِيفَ وَذَا الْحَاجَةِ" (البُخَارِيُّ).
وَعَنْ أَنَسَ بْنِ مَالِكُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِنِّي لَأَدْخُلُ فِي الصَّلاَةِ وَأَنَا
أُرِيدُ إِطَالَتَهَا, فَأَسْمَعُ بُكَاءَ الصَّبِيِّ, فَأَتَجَوَّزُ فِي صَلاَتِي
مِمَّا أَعْلَمُ مِنْ شِدَّةِ وَجْدِ أُمِّهِ مِنْ بُكَائِ"هِ (البُخَارِيُّ).
فَاطِمَةُ:
"صلي الله عليه وسلم نَبِيُّ الرَّحْمَةِ والمرحمة فَرَحْمَةُ النَّبِيِّ -
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِأُمَّتِهِ, وَخَاصَّةً بالضعفة مِنْ
النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ يَقْتَدِيَ بِهَا الأُمَمُ..
تالين : "يَا جِدِّي لَقَدْ وَافَقَ الحَدِيثَ
اللَّيْلَةَ مَا نَتَحَدَّثُ عَنْهُ مِنْ أَسْمَاءَ"الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ"
وَقَدْ حَدَّثْتِنَا عَنْ الرَّحْمَنِ فَكَيْفَ بِالرَّحِيمِ سُبْحَانَهُ
وَتَعَالَى?
الجِدُّ:"
الرَّحِيمُ مُشْتَاقٌ أَيْضًا مِنَ الْفِعْلِ رَحِمٌ فَإِذَا قِيلَ رَاحِمٌ فَهُوَ
مُتَّصِفٌ بِالرَّحْمَةِ وَالْمُبَالَغَةِ رَحِّمِنَّ وَرحيمُ وَيَفْتَرِقُ هَذَا
الْاِسْمُ عَنِ اِسْمِ الرَّحْمَنِ أَنَّهُ يَمُّكُنَّ تَسَمِّيَةَ غَيْرِ اللهِ
بِهِ كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى فِي وَصْفِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: "بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفُ رحيمُ" (التَّوْبَةَ / 128).
وَقَالَ عَبْدُ
اللهِ بْن عَبَّاسُ: "هُمَا اِسْمَانِ رَقِيقَانِ أَحَدَّهُمَا أَرَقُّ مِنَ
الْآخِرِ". وَقَالَ اِبْنُ الْمُبَارَكِ: "الرَّحْمَنُ إِذَا سُئِلَ
أَعْطَى وَالرَّحِيمَ إِذَا لَمْ يَسْأَلْ يُغْضِبُ"..
فَاطِمَةُ:
"يَا جِدِّي قَبْلَ أَنْ تَحَدَّثْنَا عَنْ اِسْمٍ الرَّحِيمَ
بِاِسْتِفَاضَةٍ نُرِيدُ أَنْ نَعْرِفَ مَا الْفَرْقِ بَيْنَ الرَّحْمَنِ
وَالرَّحِيمِ?.
الجِدُّ: " قِيلَ فِي ذَلِكَ عِدَّةُ أَقْوَالٍ:
الرَّحْمَنُ
مَعْنَاهِ:" ذوالرحمةالشاملةالتي وَسَّعَتْ الخَلْقَ فِي مَعَايِشِهِمْ,
وَعَمَّتْ المُؤْمِنَ وَالكَافِرَ..
وَالرَّحِيمُ خَاصٌّ بِالمُؤَمِّنِينَ كَمَا فِي
قَوْلِهِ:"وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا ً" (الأَحْزَابُ / 43).
لَكِنْ وَرَّدَ قَوْلُهُ تَعَالِيَ: "إِنَّ اللهَ بِالنَّاسِ لِرَؤُوفَ
رحيمُ" (البَقَرَةُ / 143).
- الرَّحْمَنُ
فِي الدُّنْيَا وَالرَّحِيمُ فِي الآخِرَةِ لَكِنْ قَدْ جَاءَ فِي الدُّعَاءِ عَنْ
الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "رَحِمْنَ الدُّنْيَا
وَالآخِرَةَ ورحيمهما".
-
وَالرَّاجِحُ: أَنَّ الرَّحْمَنَ صِفَةٌ لِلَذَّاتِ "ذَاتِ اللهِ"
وَالرَّحِيمُ صِفَةٌ لِلفِعْلِ..
فَاللّةٌ فِي ذَاتِهِ بَلَغَتْ رَحْمَتُهُ الكَمَالَ,
وَالرَّحِيمُ دَلَّ عَلَى أَنَّهُ يَرْحَمُ خَلْقَهُ بِرَحْمَتِهِ..
صفوان: "قَرَأْتَ بَعْضُ الخَوَاطِرِ حَوْلَ
اِسْمِي "الرَّحْمَنِ" "الرَّحِيمُ "لوتأذن لِي يَا جِدِّي
أَنْ أُذَكِّرَهَا?.
الجِدُّ:" نَعَمْ يامحمد زَادَكُمْ اللهُ عِلْمًا
أَنْتِ وَأُخُوَّتُكَ تُفَضِّلُ..
صفوان : "قَرَأْتُ أَنْ:"الرَّحْمَنُ:
"الَّذِي إِذَا سُئِلَ أَعْطَى وَالرَّحِيمُ الَّذِي إِذَا لم يسأل غَضَبٌ..
- الرَّحْمَنُ بِمَا سَتَرَ فِي الدُّنْيَا وَالرَّحِيمُ
بِمَا غَفَرَ فِي العقبي..
-
الرَّحْمَنُ:" بِإِزَالَةِ الكروب وَالرَّحِيمُ بِإِنَارَةِ القُلُوبِ..
- الرَّحْمَنُ:
"بِتَعْلِيمِ القُرْآنِ وَالرَّحِيمُ بِتَشْرِيفِ التَّسْلِيمِ..
أحمد :" اللهُ اللهُ .. وَأَنَا قَرَأْتُ أَنَّ
الاِسْمَيْنِ العَظِيمَيْنِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مُشْتَقٌ مِنْ الرَّحْمَةِ
وَلَكِنَّ قَالُوا: "كَلِمَةُ الرَّحْمَنِ تَعُمُّ المُؤْمِنَ وَالكَافِرَ
لِأَنَّ مَادَّةَ الرَّحْمَنِ أَكْثَرَ وَزِيَادَةَ المَبْنِيِّ تَدُلُّ عَلَى
زِيَادَةِ المَعْنِيِّ فَمَا الزِّيَادَةُ فِي اِسْمِ"الرَّحْمَنِ"عَلَى
اِسْمٍ" الرَّحِيمُ "يَا جِدِّي?.
الجِدُّ: "فَتَحَ اللهُ عَلَيْكُمَ يَا أَبْنَائي
فَأَنَا سَعِيدٌ بِإِطْلَاعِكُمْ وَتَحْضِيرَكُمْ لِمَا نَتَنَاوَلُهُ فِي
سَلِيلَةِ أَسْمَاءِ اللهِ الحُسْنَى وَاُرْجُوا أَنْ تَكُونُوا جَمِيعًا عَلَى
هَذَا النَّهْجِ فِي دِرَاسَتِكُمْ فَتَحْضِيرُ الدَّرْسِ قَبْلَ شَرْحِ
المُدَرِّسِ يُرَسِّخُ العَلَمَ فِي أَذْهَانِكُمْ وَيَفْتَحُ عُقُولَكُمْ..
تالين:"
نَعَمْ يَا جِدِّي نَحْنُ نُرَاجِعُ الدُّرُوسَ اليَوْمِيَّةَ الَّتِي دَرَسَتْ لِنَّا
فِي المَدْرَسَةِ وَنَحْضُرُ الدَّرْسَ القَادِمَ..
الجِدُّ:" حَسَنًا يَا أَبْنَائي وَلَكِنَّ دَعَوْنَا
نَجِيبُ عَلَيَّ سُؤَالُكَ ياياسرحتي لَا يُضَيِّعُ الوَقْتَ مِنْ بَيْنِ
أَيْدِينَا مَا الزِّيَادَةُ فِي اِسْمِ الرَّحْمَنِ عَلَى اِسْمٍ
"الرَّحِيمُ".
- إِنَّ
"الرَّحْمَنَ" وَصْفٌ يَشْمُلُ المُؤْمِنِينَ وَالكَافِرِينَ. بَيْنَمَا
اِسْمُ الرَّحِيمِ لِلمُؤَمِّنِينَ فَقَطْ وَلِذَا يَقُولُونَ: "رَحِمْنَ
الدُّنْيَا رحيمُ الأخرة" رَحِمَ الكافروجعله يَعِيشُ بِنِعْمَةٍ العَافِيَةِ
وَالمَالِ وَالوِلَادِ وَرُبَّمَا يَكُونُ فِتْنَةً لِعَوَامِّ المُسْلِمِينَ..
- وَاِسْمُ
الرَّحِيمُ أَطُولُ أَمَدًا وَأُحْسِنُ مَالَاً مِنْ الرحمانية الَّتِي تَكُونُ
آثَارَهَا فِي الدُّنْيَا فَقَطْ مَعَ عُمُومِهَا..
- لَفْظُ الرَّحْمَنِ يَدُلُّ عَلَى مَنْ تُصْدِرُ
عَنْهُ آثَارَ الرَّحْمَةِ وافحسان وَالرَّحْمَنُ اِسْمُ ذَاتٍ يُوَصِّفُ اللهَ
بِمُقَابِلِهِ..
- وَلَفْظُ
الرَّحْمَنِ يَدُلُّ عَلَى مَنْشَأِ هَذِهِ الرَّحْمَةِ عَلَيَّ أَنَّهَا مِنْ
الصِّفَاتِ الثَّابِتَةُ الوَاجِبَةُ وَبِهَذَا المَعْنِيِّ لَا يَسْتَغْنِي
بِأَحَدٍ الوَصْفَيْنِ عَنْ الأُخُرِ..
صفوان : "حَسَنًا يَا جِدِّي وَلَكِنَّ
حَدَّثْنَا عَنْ رَحْمَةِ اللهِ عزوجل بِعُبَّادِهِ فِي الدُّنْيَا وَفِي
الآخِرَةِ?.
الجِدُّ: "لوتحدثنا عَنْ سَعَةِ رَحْمَةِ اللهِ
بِعُبَّادِهِ مَا كَفَانَا وَقْتٌ وَلَكِنَّ نُقُولٌ:" اللهُ سُبْحَانَهُ:
"كَتَبَ عَلَى نَفْسِهُ الرَّحْمَةُ"(الأنعام / 12).. وَاللهِ, عَزَّ
وَجَلَّ, سَبَّقَتْ رَحْمَتُهُ غَضَبَهُ كَمَا جَاءَ فِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةُ عَنْ النَّبِيِّ أَنَّهُ قَالَ: "لَمَّا قَضَى اللهَ
الخَلْقُ كَتَبَ كِتَابًا فَهُوَ مَوْضُوعٌ عِنْدَهُ فَوْقَ العَرْشِ: إِنَّ
رَحْمَتَي سَبَّقَتْ غَضَبِ"ي (البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ).
وَلَمْ يَجْعَلْ فِي الدُّنْيَا إِلَّا جُزْءًا يَسِيرَا
مِنْ وَاسِعِ رَحْمَتُهُ يَتَرَاحَمُ بِهِ النَّاسُ وَيَتَعَاطَفُونَ وَبِهِ
تَرْفَعُ الدَّابَّةَ حَافِرُهَا عَنْ وَلَدِهَا رَحْمَةُ وَخَشْيَةٍ أَنْ
تُصِيبَهُ, كَمَا فِي الحَدِيثِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةُ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ
اللهِ يَقُولُ:"جَعَلَ الله الرَّحْمَةَ مِائَةَ جُزْءٍ ، فَأَمْسَكَ
عِنْدَهُ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ جُزْءًا وَأَنْزَلَ فِي الأَرْضِ جُزْءًا وَاحِدًا
، فَمِنْ ذَلِكَ الْجُزْءِ يَتَرَاحَمُ الْخَلْقُ حَتَّى تَرْفَعَ الْفَرَسُ
حَافِرَهَا عَنْ وَلَدِهَا خَشْيَةَ أَنْ تُصِيبَهُ "(البخاري).
تالين : "سُبْحَانَ اللهِ هَذِهِ الرَّحْمَةُ
الَّتِي جَعَلَهَا اللهُ فِي قُلُوبِ عِبَادَةٍ وَمَخْلُوقَاتِهِ كُلُّهُمْ لَا
تَزِيدُ عَنْ كَوْنِهَا جزءاواحدامن رَحْمَتَهُ, وَنَتَأَمَّلُ كَيْفَ وَسَّعَتْ
رَحْمَتُهُ مِنْ هَذَا الجُزْءِ عُبَّادَهُ فِي الدُّنْيَا فَمَاذَا عَنْ
التِّسْعَةِ وَالتِّسْعِينَ جُزْءًا فِي الآخِرَةِ?. الجِدُّ:" نَعَمْ يَا
إِسْرَاءٌ, فَبِهَذِهِ الرَّحْمَةِ يَعْفُو اللهُ وَبِهَا يَغْفِرُ وَبِهَا
يَقْبَلُ شَفَاعَةَ الشَّافِعِينَ وَيَعْفُو عَنْ العاصين. فَمِنْ حَدِيثِ عُمَرِ
بِنْ الخَطَّابُ.َنَّهُ قَالَ:" قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ بِسَبْيٍ ،
فَإِذَا امْرَأَةٌ مِنَ السَّبْيِ تَبْتَغِي إِذَا وَجَدَتْ صَبِيًّا فِي
السَّبْيِ أَخَذَتْهُ فَأَلْصَقَتْهُ بِبَطْنِهَا وَأَرْضَعَتْهُ ، فَقَالَ لَنَا
رَسُولُ اللَّهِ : أَتَرَوْنَ هَذِهِ الْمَرْأَةَ طَارِحَةً وَلَدَهَا فِي
النَّارِ ؟ قُلْنَا : لاَ وَاللَّهِ ، وَهِي تَقْدِرُ عَلَى أَنْ لاَ تَطْرَحَهُ ،
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ : لَلَّهُ أَرْحَمُ بِعِبَادِهِ مِنْ هَذِهِ
بِوَلَدِهَا"(البخاري).
صفوان : "وَاللهِ إِنَّ الإِنْسَانَ
لِيَتَوَقَّفَ طَوِيلًا مَعَ هَذَا الحَدِيثِ الرقراق الَّذِي يُبِينُ فِيهُ
رَسُولُ اللهِ مِثَالًا حسيًا لِهَذِهِ المَرْأَةِ فَقَدَتْ طِفْلَهَا فِي
الحَرْبِ, فَكَانَتْ إِذَا وَجَدَتْ صَبِيًّا فِي السَّبْيِ أَخَذَتْهُ
فَأَلْصَقَتْهُ بِبَطْنِهَا وَأَرْضَعَتْهُ وَقَدْ فَعَلَتْ ذَلِكَ لِيُخَفِّفَ
أَلَمَ اللَّبَنِ فِي ثَدْيِهَا, وَأَخَذْتُ تَبْحَثُ عَنْ طِفْلِهَا حَتَّى
وَجَدَتْهُ فَأَخَذَتْهُ وَضَمَّتْهُ وَأَرْضَعَتْهُ, فَرَحْمَةُ اللهِ
بِعُبَّادِهِ أَعْظَمَ مِنْ هَذِهِ الرَّحْمَةِ..
أحمد:" وَمَا زِلْتُ أُذَكِّرُ يَا جِدِّي هَذَا
الرَّجُلُ الَّذِي وَقَفَنَا أَنَا وَأَنْتَ أَمَامَهُ بَائِعَ الفَلَافِلَ (الطَعميةَ)
وَهُوَ يَقْلِيهَا فِي الزَّيْتِ وَهُوَ يَنْظُرُ إِلَيْهَا وَهِيَ تَفُورُ
غَلَيَانًا فَقَالَ بِتِلْقَائِيَّةٍ: وَاللهِ مَا نَهُونُ عَلَيْهِ!!!.
وَعِنْدَمَا سَأَلْتَهُ يَا جِدِّي مَنَّ يَا رِجْلَ?. قَالَ لَكَ: "عَلَى
رَبِّنَا وَاللهِ مَا نَهُونُ عَلَيْهِ يَرْمِينَا فِي النَّارِ هَكَذَا!!.
. الجِدُّ: "يَا أَبْنَائي كُونُوا رُحَمَاءَ
فِيمَا بَيْنَكُمْ فَالأَصْلُ فِي المُسْلِمِينَ الرَّحْمَةُ فيمابينهم. قَالَ
تَعَالِي:" مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى
الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ "(الفَتْحُ).. لَكُنَّ المُسْلِمِينَ
اليَوْمَ صَارُوا فِي كَثِيرٍ مِنْ الأَحْيَانِ أَشِدَّاءَ بَيْنَهِمْ... تَجِدُ
هَذَا فِي الطَّبِيبِ الَّذِي يُعَالِجُ مَرْضَاهُ نَسْي رُحَمَاءَ بَيْنَهِمْ,
وَكَذَلِكَ المُحَامِي الَّذِي يُدَافِعُ عَنْ
المَظْلُومِينَ نَسْ"ي وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا
بِالْمَرْحَمَةِ "(البَلَدُ / 17).
والتاجرالذي
يَبِيعُ وَيَبْتَاعُ نَسْيَ" رِحْمِ اللهِ رَجُلًا سَمْحًا إِذَا بَاعٌ
سَمْحًا إِذَا اِشْتَرَى سَمْحًا إِذَا اِقْتَضَى "(البُخَارِيُّ)..
إِنَّنَا بِحَاجَةٍ أَنْ نُعِيدَ هَذَا المَفْهُومَ إِلَى
الأَذْهَانِ إِنَّ اللهَ أَمَرَ المُؤْمِنِينَ أَنْ يَكُونُوا رُحَمَاءَ
بَيْنَهِمْ وَفِي الحَدِيثِ:" مَنْ لَا يَرْحَمُ لَا يَرْحَمُ
"(البُخَارِيُّ)..
وَقَدْ قَالَ رَسُولُ الإِسْلَامِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ لِأَصْحَابِهِ: "لَنْ تُؤْمِنُوا حَتَّى تَرْحَمُوا. قَالُوا: يَا
رَسُولُ اللهِ, كُلُّنَا رَحِيمٌ. قَالَ:" إِنَّهُ لَيْسَ بِرَحْمَةِ
أَحَدِكُمْ صَاحِبُهِ وَلَكِنَّهَا رَحْمَةٌ العَامَّةُ "(الطبراني)..
نَسْأَلُكَ يَا
أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ أَنْ تَرَحَّمْنَا:" رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا
بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ
الْوَهَّابُ (8) "(آلُ عُمْرَانٍ / 8)..
صفوان :" اَللَّهُمَّ إِنَّكَ أَرْحَمُ
بِنَا مَنْ أُمَّهَاتِنَا, وَرَحْمَتُكِ أَوْسَعُ مِنْ ذُنُوبِنَا, وَمَغْفِرَتُكَ
اُرْجِي مِنْ عَمَلِنَا فَاِغْفِرْ لِنَّا وَاِرْحَمْنَا يَا أَرْحَمُ
الرَّاحِمِينَ..
أحمد: " وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا
أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (286)"
"(البَقَرَةُ / 286)..
فَاطِمَةُ: "اَللَّهُمَّ أَنَا نَسْأَلُكَ رَحْمَةً
مِنْ عِنْدَكِ تُهْدِي بِهَا قُلُوبِنَا وَتَجْمَعُ بِهَا أَمْرِنَا وَتُلِمُّ
بِهَا شَعِّثْنَا وَتَبْلُغُنَا بِهَا رِضَاكِ فِي الدَّارَيْنِ ياذا آلِمْنَ
وَالعَطَاءُ يَا أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ:" وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ
وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ"(المُؤَمِّنُونَ / 118)..
تالين:" اَللَّهُمَّ إِنَّي ظَلَمْتُ نَفْسِي
ظُلْمًا كَثِيرًا وَلَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ فَاِغْفِرْ لِي
مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدَكِ وَاِرْحَمْنِي إِنَّكَ أَنْتِ الغَفُورُ
الرَّحِيمُ" (مُتَّفِقَ عَلَيْهِ)..