
أئمة وخطباء المساجد (الحلقة الثانية عشر)
تابع طريقة الإلقاء
تحضير..مهارة..تكرار..إطالة..أخطاء
لغوية..أحاديث موضوعة..قصص واهية !!
عزيزي الإمام تحدثنا عن تحضير الخطبة وعلاج التكرار والإلقاء.. والقيام واستحضار الهمة عند إلقاء الخطبة أو الدرس:"واليوم سوف نكمل طريقة الإلقاء :
"ماذا يجب أن تفعل بيديك ؟
لا تفكر فيهما.
فإذا انسدلتا بشكل طبيعي إلى جانبيك, يكون الأمر مثالياً.
لا تظن أبداً أن
أحداً سينتبه لهما أو أن لديه أدنى اهتمام بهما, هذا بالإضافة إلى أنهما ستكونان متحررتين
للقيام بحركات تلقائية عندما يستدعي الأمر ذلك.
الحركات والإشارات:للحركات
والإشارات أثرها الهام في الخطابة, وهي نوعان:
حركات لا إرادية: فالغاضب يقطب جبينه ويعبس وجهه, وذو الحماس تنتفخ أوداجه وتحمر عيناه, ومنهم من تنقبض أصابعه وتنبسط, ومنهم من يعلو صوته حماساً وتفاعلاً,
حركات إرادية: تعكس الانفعال والمشاعر وتعين على
مزيد من المتابعة والتوضيح.
وينبغي أن تكون
هذه الإشارات والحركات منضبطة بقدر معقول, وانفعال غير متكلف, ومتناسقة مع الشعور الحقيقي.
من الصعوبة إعطاء
قواعد محددة في هذا الباب, لأنه يعتمد على مزاج الخطيب, وعلى تحضيره وحماسه وشخصيته
وموضوعه, وعلى الجمهور والمناسبة.
وإذا استخدمت الإيماءات
والإشارات بمهارة, وبلا تكلف, وكانت ملائمة لمعاني الكلمات المصاحبة لها فإنه من الممكن
أن تكون يدا الخطيب أداة عجيبة لإيصال الأفكار وتحريك المشاعر.
أمثلة تطبيقية
:
عَنْ جَابِرِ بْنِ
عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا خَطَبَ احْمَرَّتْ
عَيْنَاهُ وَعَلا صَوْتُهُ وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ حَتَّى كَأَنَّهُ مُنْذِرُ جَيْشٍ يَقُولُ:
صَبَّحَكُمْ وَمَسَّاكُمْ وَيَقُولُ: " بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ
" وَيَقْرُنُ بَيْنَ إِصْبَعَيْهِ السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى وَيَقُولُ:
" أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ وَخَيْرُ الْهُدَى
هُدَى مُحَمَّد،ٍ وَشَرُّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ "…
الحديث(مسلم).
وفي رواية: يَحْمَدُ
اللَّهَ وَيُثْنِي عَلَيْهِ ثُمَّ يَقُولُ عَلَى إِثْرِ ذَلِكَ وَقَدْ عَلا صَوْتُهُ:…
ثُمَّ سَاقَ الْحَدِيثَ بِمِثْلِهِ.
عَنْ حُصَيْن بن
عبد الرحمن أن عُمَارَةَ بْنَ رُؤَيْبَةَ رَأَى بِشْرَ بْنَ مَرْوَانَ عَلَى الْمِنْبَرِ
رَافِعًا يَدَيْهِ فَقَالَ: قَبَّحَ اللَّهُ هَاتَيْنِ الْيَدَيْنِ لَقَدْ رَأَيْتُ
رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَا يَزِيدُ عَلَى أَنْ يَقُولَ بِيَدِهِ هَكَذَا،
وَأَشَارَ بِإِصْبَعِهِ الْمُسَبِّحَةِ(مسلم).
عَنْ أَنَسِ بْنِ
مَالِكٍ قَالَ: صَلَّى لَنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ رَقِيَ الْمِنْبَرَ
فَأَشَارَ بِيَدَيْهِ قِبَلَ قِبْلَةِ الْمَسْجِدِ ثُمَّ قَالَ: "لَقَدْ رَأَيْتُ
الآنَ مُنْذُ صَلَّيْتُ لَكُمْ الصَّلاةَ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ مُمَثَّلَتَيْنِ فِي
قِبْلَةِ هَذَا الْجِدَارِ، فَلَمْ أَرَ كَالْيَوْمِ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ"
ثَلاثًا(مسلم ).
عن أَبِي هُرَيْرَةَ
أنه قرأ"إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا"
إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى:"سَمِيعًا بَصِيرًا" قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى
الله عليه وسلم:" يَضَعُ إِبْهَامَهُ عَلَى أُذُنِهِ وَالَّتِي تَلِيهَا عَلَى
عَيْنِهِ"(مسلم)
الاتصال البصري:
لا بد من توزيع
النظر على الجمهور. فعيناك هما الحبل الذي يربطك بهم, يعرفون من خلاله مدى اهتمامك
بهم, وتعرف أنت من خلاله مدى اهتمامهم بما تقول.
وهذا يزيد ثقتك
بنفسك ويخلصك من الارتباك والتوتر, كما أنه يفيدك في معرفة ردود فعل المستمعين وانطباعاتهم
لتجري على موضوعك أو طريقة إلقائه التعديل المناسب.
ما هو دور الابتسامة
المشرقة ؟
الابتسامة من أبرز
مظاهر الشخصية، فهي تكسب الثقة في الحال, وتُظهر حسن نية المرء بسرعة.
تقول حكمة صينية:
" من لا يستطيع الابتسام يجب أن لا يفتح متجراً " فالابتسامة المرحبة مطلوبة
أمام الجمهور كما هي مطلوبة وراء الآلة الحاسبة في المتجر.
هناك خطباء يتقدمون
بأسلوب بارد متكلف وكأن عليهم القيام بمهمة مزعجة, فيحمدون الله عند انتهائهم. ونحن
أيضاً كمستمعين نشعر بمثل ذلك, لأن هذه الأساليب تنتقل بالعدوى.
ما هو تأثير الملابس
على الخطيب والمستمع ؟
في أحد البحوث
أجمع كل الأفراد أنهم عندما يكونون بمظهر لائق وأنيق يشعرون بتأثير ذلك في منحهم الثقة
بالنفس والرفع من تقديرهم الذاتي.
هذا هو تأثير الملابس
على من يرتديها, فما هو تأثيرها على الجمهور ؟
لا شك أن لها أثراً
عليه، فإذا كان الخطيب لا يعتني بملبسه, فإن الجمهور يُكنّ احتراماً ضئيلاً لهذا الإنسان
مثلما يفعل هو لمظهره.
وإذا اعتاد الناس
في مجتمع ما على لبس الخطيب أو الداعية لباساً معيناً "كالعباءة مثلاً في مجتمعنا
السعودي " فليعتن الخطيب بهذا الجانب مراعاةً لعرف المخاطبين وقبولهم, وتعزيزاً لأثر
خطبته في نفوسهم.
اجمع جمهورك:
الحقيقة أن الجمهور
لا يشعر بالإثارة عندما يكون متفرقاً. وما من شيء يقضي على الحماس كالفراغات الواسعة
والكراسي الفارغة بين المستمعين.
اجمع جمهورك فإنك
تستطيع إثارته بنصف الجهد. إن الإنسان وسط جمهور ضخم يفقد فرديته حيث يصبح فرداً من
الجمهور, ويحُرَّك بسهولة أكثر مما يكون فرداً واحداً. وسيتفاعل ويضحك للأشياء التي
لا تكاد تثيره حين يكون بين مجموعة صغيرة من المستمعين.
إذا كنت ستتحدث
إلى مجموعة صغيرة, يجب أن تختار غرفة صغيرة. وإذا كان المستمعون متفرقين اطلب منهم
التجمع في المقاعد الأمامية قربك. أصرّ على ذلك قبل أن تبدأ الكلام.
لا تقف أمام المنبر
إلا عندما يكون الجمهور ضخماً, وهناك سبب يدعوك لذلك.
أقم روابط حميمة,
واجعل خطابك كالحديث. وأبق الجو منعشاً.
أرنا وجهك, واهتم
بالإضاءة:
الناس يهتمون برؤية
الخطيب, لأن التغيرات التي تطرأ على تعابير وجهه هي جزء حقيقي من عملية التعبير عن
الذات. وهي تعني في بعض الأحيان شيئاً أكثر مما تعنيه الكلمات.
أما الإضاءة, فالخطيب
العادي ليس لديه أدنى فكرة عن أهمية الإضاءة المناسبة.
دع الضوء يغمر
وجهك. إذا وقفت تحت الضوء مباشرة ربما يكسو الظل وجهك, وإذا وقفت أمام الضوء مباشرة
من المؤكد أن لا يبدو وجهك واضحاً. أليس من الحكمة إذن أن تختار قبل أن تنهض للخطاب
البقعة التي تمنحك أفضل إنارة ؟
وأما الأثاث, فالترتيب
المثالي هو التخلي عن الأثاث. فلا شيء يلفت الانتباه وراء الخطيب, أو على جانبيه, لا
شيء سوى ستارة من القماش.
القضاء على قواطع
الانتباه:
لا يستطيع الجمهور
أن يقاوم إغراء التطلع إلى الأشياء المتحركة أو الملفتة للانتباه. إذا علم الخطيب هذه
الحقيقة, فإن عليه أن يقوم بالآتي:
أولاً: الابتعاد
عن العبث بملابسه والقيام بحركات عصبية تحط من قدره.
ثانياً: يجب أن
يتدبر الخطيب أمر جلوس الجمهور إذا أمكنه ذلك, لكي لا يجذب انتباههم دخول المتأخرين.
ثالثاً: يجب ألا
يلتقي الضيوف على المنبر.
طريقة مبتكرة:
يستخدم بعض الخطباء
المعاصرين رموزاً لأساليب ومهارات الإلقاء والتوقف يقوم بتدوينها بين جمل الخطبة, أو
بإزائها في الهامش, وذلك أثناء التدرب المسبق على الخطاب, أو يدوّنها على ملاحظاته
إذا استخدم طريقة الملاحظات المساعدة التي سبق ذكرها. كما يمكن الاستعانة بالألوان
بدلاً عن الرموز الخطية.
أمثلة تطبيقية
:
(.. ): وقوف (
! ) أسلوب تعجب
(…): وقوف طويل
( ؟ ): أسلوب استفهام
( رفع ): رفع مستوى
الصوت ( ترتيل ): ترتيل الآية
( خفض ): خفض مستوى
الصوت ( إشارة ): إشارة أو حركة إرادية مناسبة
هذه مجرد أمثلة
ولكل خطيب أن يستخدم ما يناسبه من الرموز.
وصلي اللهم علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه وسلم