recent
أخبار عاجلة

خطبة الجمعة -مصر أمانة في أعناقكم فصونوها-لفضيلة الشيخ عبدالناصربليح.

 


مصر أمانة في أعناقكم  فصونوها

فضل الله مصر على سائر البلدان

أهل مصر الطيبين  الأطهار الأخيار

حاكم مصر سلطان الدنيا كلهاعلي مرالأزمان

مصرخزينة الله في أرضه واقرؤا القرأن

مساجد مصرعامرة منذ فجر الإسلام

جند مصرفي  الأرض  خير الأجناد

أمن مصر المحروسةأمن لكل البلدان

الحمد لله رب العالمين ..والصلاة والسلام علي أشرف الخلق أجمعين ..أما بعد : :"فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَىٰ يُوسُفَ آوَىٰ إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ"(يوسف/99).

عباد الله :" فضل الله مصر على سائر البلدان، كما فضل بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض..

تحميل الخطبة PDF

  وهذا الفضل على ضربين: في دين أو دنيا، أو فيهما جميعاً، ففضل الله مصر وشهد لها في كتابه بالكرم وعظم المنزلة وذكرها باسمها وخصها دون غيرها، وكرر ذكرها، وأبان فضلها في آيات من القرآن العظيم، تنبئ عن مصر وأحوالها، وأحوال الأنبياء بها، والأمم الخالية والملوك الماضية، والآيات البينات، يشهد لها بذلك القرآن، وكفى به شهيداً..فالله عز وجل ذكرها في كتابه العزيز في أكثر من  أربعة وعشرين موضعاً؛ تصريحاً وتلميحاًوتعريضاً..

قال كعب الأحبار:"لولا رغبتي في بيت المقدس لما سكنت إلا مصر، فقيل له: ولم؟ قال: لأنها معافاة من الفتن، ومن أراد بها سوءاً كبه الله على وجهه، وهو بلد مبارك لأهله فيه".

وروى ابن يونس عنه قال: من أراد أن ينظر إلى شبه الجنة فلينظر إلى مصر إذا زخرفت، وفي رواية: إذا أزهرت.

أهل مصر الطيبين  الأطهار الأخيار

     عباد الله:" وأهل مصر أولئك الأطهار الأخيار الذين عرفوا بنقاء السريرة وطهارة المعدن وطيب الأصل .. قال صلي الله عليه وسلم :"إنكم ستفتحون أرضاً يذكر فيها القيراط، فاستوصوا بأهلها خيراً، فإن لهم ذمة ورحماً"(مسلم). قال الزهري:الرحم باعتبار هاجر، والذمة باعتبار إبراهيم عليه السلام، ومارية القبطية أم إبراهيم بن رسول الله صلي الله عليه وسلم ..والذمة هنا بمعنى: الحرمة والحق .

وفي رواية أخري" إنكم ستفتحون أرضا يذكر فيها القيراط فاستوصوا بأهلها خيراُ، فإن لهم ذمة ورحما فإذا رأيت رجلين يقتتلان في موضع لبنة فاخرج منها"(مسلم).

وقال عبد الله بن عمرو بن العاصي رضي الله عنهما :"أهل مصر أكرم عاجم كلها، وأسمحهم يداً، وأفضلهم عنصراً، وأقربهم رحماً بالعرب عامة، وبقريش خاصة. 

أهل مصرنسيج واحد من مسلمين وأقباط  

عباد الله :" وقبط مصر هم من سكن البلاد نصاري ومسلمين ففي مصرتري النسيج الوطني المكون من المسلمين والاقباط فلا تستطيع أن تفصل بينهما في العادات والتقاليد فالكل يعيش من خلال عادات وتقاليد مصرية واحدة وليست هناك عادات تخص المسيحيين دون المسلمين أو العكس ، وهذا ماقاله اللورد كرومر زمن الاحتلال البريطاني  عندما أرسل تقريره عن الحالة في مصر للتاج البريطاني قال فيه :" لَا تَسْتَطِيعُ أَنْ تَفْرُقَ بَيْنَ المُسْلِمِ وَالمَسِيحِيِّ فِي مِصْرَ وَفِي عَادَاتِهِمْ وَتَقَالِيدِهِمْ إِلَّا مِنْ خِلَالِ شَيْءٍ وَاحِدٍ وَهُوَ أَنَّ المُسْلِمَ يَذْهَبُ إِلَى المَسْجِدِ عِنْدَ الصَّلَاةِ وَالمَسِيحِيِّ يَذْهَبَ لِلكَنِيسَةِ "

ويقول صلي الله عليه وسلم :"إِذَا افْتَتَحْتُمْ مِصْرًا فَاسْتَوْصُوا بِالْقِبْطِ خَيْرًا ، فَإِنَّ لَهُمْ ذِمَّةً وَرَحِمًا"(الحاكم وصححه). وقال صلي الله عليه وسلم :" اللهَ اللهَ فِي قِبْطِ مِصْرَ، فَإِنَّكُمْ سَتَظْهَرُونَ عَلَيْهِمْ ، وَيَكُونُونَ لَكُمْ عِدَّةً ، وَأَعْوَانًا فِي سَبِيلِ اللهِ"(الطبراني).

عباد الله:"أليس عمرو بن العاص هو الذى كتب صكًا بالأمان نشره فى جميع أنحاء مصر دعا فيه البابا بنيامين إلى العودة لكرسيه ويؤمنه على حياته فظهر البابا وذهب إلى عمرو فاحتفى به ورده إلى مركزه عزيز الجانب موفور الكرامة وبدأ فى استرداد الإبراشيات التى أخذها الفرس وعمر الكثير من الأديرة فى وادى النطرون بعد خرابها على يد الفرس أيضًا، وكان البابا موصوفًاً بحسن التصرف حتى أن عمرو بن العاص استهدى برأيه فى شئون البلاد.

أليس ديننا هو الذي اعترف بكل الديانات السابقة له،وفرض الإيمان بالكتب السابقة للقرآن الكريم،والأنبياء السابقين لمحمّد صلّى الله عليه وسلّم؟ أليس المسلمون الأوائل هم من تعايشوامع اليهود والنصارى في مختلف الأمصار الإسلامية؟ وكفلوا لهم كافة الحقوق المشروعة، وفتحوا لعلمائها المجال في التأليف والعمل في الدولة والطب والترجمة أفادت منها حضارتنا الإسلامية.

حاكم مصر سلطان الدنيا كلها علي مر الأزمان

      عباد الله :" من لاعلم لهم بقدر مصر وسلطان مصر فسلطان مصر هو حاكم الدنيا بأسرها لما حباها الله عز وجل من خيرات وهبات.. قال أبوبصرة الغفاري:"سلطان مصر سلطان الأرض كلها".

وقال عمرو بن العاص :"ولاية مصر جامعة تعدل الخلافة"، فجعل كل بلاد الإسلام في كفة ومصر في كفة أخرى.

مصرخزينة الله في أرضه واقرؤاالقرأن

عباد الله :" خزينة الله في أرضه هي مصر كما جاء في القرآن علي لسان يوسف أن مصر هي خزائن الأرض قَالَ اجْعَلْنِي عَلَىٰ خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ"(يوسف/55).

وكما جاء في التوراة مكتوب:" مصر خزائن الأرض كلها، فمن أراد بها سوءاً قصمه الله".

وقال سعيد بن هلال: إن مصر مصورة في كتب الأوائل وقد مدت إليها سائر المدن يدها تستطعمها، وذلك لأن خيراتها كانت تفيض على تلك البلاد، وقد ذكر سعيد أن مصر أم البلاد وغوث العباد. وروي:" من أعيته المكاسب فعليه بمصر وعليه بالجانب الغربي منها"( ابن عساكر عن ابن عمرو).

وقال الجاحظ: إن أهلها يستغنون عن كل بلد حتى لو ضُرب بينها وبين بلاد الدنيا سور لغنيَ أهلها بما فيها عن سائر بلاد الدنيا.

مساجد مصرعامرة منذ فجر الإسلام

عباد الله:" وفي مصرالمساجد عامرة منذ فجر الإسلام  جامع عمرو بن العاص ، وهو أول جامع بني في قارة افريقيا، وقد ضبط قبلته جماعة كثيرة من الصحابة رضي الله عنهم قُدروا بثمانين رجلاً.

وفي مصر الجامع الأزهر الذي له الفضل المشهور، ولشيوخه مواقف كثيرة  في نصرة الإسلام وأهله، وهو اليوم منارة شامخة كما كان علي مر العصور، إن شاء الله تعالى، وقد قال ابن ظهيرة -رحمه الله تعالى- في الجامع الأزهر : "فليس في الدنيا الآن، فيما أعلم، له نظير ولا ينقطع ذكر الله تعالى عنه طرفة عين في ليل ولا نهار، وفيه أروقة لأصناف من الخلق منقطعين لعبادة الله -تعالى- والاشتغال بالعلوم وتلاوة القرآن، لا يفترون ساعة".

قال فيه شوقي:"

قُم في فَمِ الدُنيا وَحَيِّ الأَزهَرا*** وَاِنثُر عَلى سَمعِ الزَمانِ الجَوهَرا

وَاِجعَل مَكانَ الدُرِّ إِن فَصَّلـتَهُ  *** في مَدحِهِ خَرَزَ السَماءِ النَيّـــِرا

وَاِذكُرهُ بَعدَ المَسجِدَينِ مُعَظِّماً *** لِمَسـاجِدِ اللَهِ الثَلاثَةِ مُكبــــــِرا

أما نيل مصر فينبع من الجنة مع سيحان وجيحان

عباد الله:" قد حبي الله مصر ووهبها نيلاً ينبع من الجنة وهو النهر الذي ليس في أنهار الدنيا له نظير في خفته ولطافته وبعد مسراه فيما بين مبتداه إلى منتهاه  وقد ذكر في القرآن الكريم ست مرات بلفظ اليم ..وقد رأه الرسول صلي الله عليه وسلم ضمن أنهار الجنة .. قال صلي الله عليه وسلم:" سَيْحَانُ ، وَجَيْحَانُ،وَالْفُرَاتُ ، وَالنِّيلُ : كُلٌّ مِنْ أَنْهَارِ الْجَنَّةِ"(مسلم).

 عن قيس بن الحجاج عمن حدثه قال : " لما افتتحت مصر أتى أهلها عمرو بن العاص - حين دخل بؤونة من أشهر العجم – فقالوا : أيها الأمير ، لنيلنا هذا سنة لا يجري إلا بها . قال: وما ذاك ؟ قالوا: إذا كانت اثنتي عشرة ليلة خلت من هذا الشهر عمدنا إلى جارية بكر من أبويها ، فأرضينا أبويها وجعلنا عليها من الحلي والثياب أفضل ما يكون ، ثم ألقيناها في هذا النيل .

فقال لهم عمرو : إن هذا مما لا يكون في الإسلام ، إن الإسلام يهدم ما قبله .قال : فأقاموا بؤونة وأبيب ومسرى والنيل لا يجري قليلا ولا كثيرا ، حتى هموا بالجلاء ، فكتب عمرو إلى عمر بن الخطاب بذلك ، فكتب إليه : إنك قد أصبت بالذي فعلت ، وإني قد بعثت إليك بِطاقة داخل كتابي ، فألقها في النيل .

فلما قدم كتابه أخذ عمرو البطاقة فإذا فيها " من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى نيل أهل مصر : أما بعد ، فإن كنت إنما تجري من قبلك ومن أمرك : فلا تجر ، فلا حاجة لنا فيك ، وإن كنت إنما تجري بأمر الله الواحد القهار ، وهو الذي يجريك فنسأل الله تعالى أن يجريك "قال : فألقى البطاقة في النيل ، فأصبحوا يوم السبت ، وقد أجرى الله النيل ستة عشر ذراعا في ليلة واحدة ، وقطع الله تلك السنة عن أهل مصر إلى اليوم "(رواه ابن عبد الحكم وابن عساكر في تاريخ دمشق).

جند مصر خير أجناد الأرض  لحماية الأوطان

 عباد الله :"وجند مصر خير أجناد الأرض  لحماية الأوطان فهم يقومون بحماية الوطن والأرض والعرض وذلك منذ فجرالتاريخ فاسألوا الهكسوس واسألوا التتار بل واسألوا الصليبين من الذي رد كيد وغشم هؤلاء إنهم خير أجناد الأرض بقيادة صلاح الدين وقطز وغيرهم  وهذا ما أخبر به الرسول صلي الله عليه وسلم :" إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا فيها جنداً كثيفاً فذلك الجند خير أجناد الأرض " فقال له أبو بكر رضي الله عنه: ولم ذلك، يا رسول الله؟ فقال: " لأنهم وأزواجهم في رباط إلى يوم القيامة " (رواه ابن عبد الحكم في فتوح مصر، وابن عساكر والدارقطني)).

وورد:" تكونُ فتنةٌ أسلم الناسُ فيها الجندَ الغربيَّ : يعني في مصرَ"(البزار).

أمن مصر المحروسة أمن لكل البلدان

 وفي الحقيقة أن هذا البلد رغم أنه مستهدف منذ فجر الإسلام بل منذ فجر التاريخ ..لأنها بوابة الإسلام و عموده وذروة سنامه   تتميز بموقعها الجغرافي ومناخها البديع ونيلها الجاري وأرضها الخصبة وأثارها النادرة ..الخ هذه الخيرات .فنجد أن الله حباها بالأمن والأمان فما أراد أحد أن يمسها بسؤ إلا قصمه الله عزوجل وذلك بفضل الله ثم بفضل دعاء الأنبياء ووصيتهم بأهلها وقبطها وعلي رأسهم سيد الخلق محمد صلي الله عليه وسلم .

ووصفها الله بالأمن والأمان والاستقرار فعلي لسان نبي الله يوسف :"فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَىٰ يُوسُفَ آوَىٰ إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ"(يوسف/99). فقدم المشيئة علي الأمن ليعلم الجميع أن مصر أمنة إلي أن يرث الله الأرض ومن عليها مهما حاك لها الأعداء ..

اللهم  اجعل مصرنا الحبيبة  أمناً أماناً واستقراراً سخاء رخاء وسائر بلاد المسلمين علي مرا لأيام و السنيين..

عباد الله أقول قولي هذا وأقم الصلاة

google-playkhamsatmostaqltradent