
أسماء الله الحسني للأطفال ( لفظ الجلالة الله) الدرس الأول

جَلَسَ الْجِدُّ سَعِيدٌ بَعْدَ صَلَاَةِ الْعِشَاءِ
مَعَ أَحْفَادِهِ يَتَسَامَرُونَ وَيَتَحَدَّثُونَ كَعَادَتِهِمْ..
قَائِلَا لَهُمْ:"يَا أَبِنَائِي لِقَدَّ اِنْتَهَيْنَا
بِفَضْلِ اللهِ مِنَ الْحَديثِ عَنْ أَرْكَانِ الصَّلَاَةِ وَسَنَنِهَا
وَمُبْطَلَاتِهَا وَمَنْ قَبْلَ تَحَدثِنَا عَنِّ الْوُضُوءِ وَكَيْفِيَّتِهِ
سَوْفَ نَتَنَاوَلُ سِلْسلَةَ الْحَديثِ عَنْ أَسْمَاءِ اللهِ الْحُسْنِيِّ
بِمَشِيئَةِ اللهِ تُعَالِي كُلُّ لَيْلَةِ قَبْلَ النَّوْمِ..
تالين :" حَسَّنَاً يَا جِدِي فَنَحْنُ فِي
شَوْقٍ لِمَعْرِفَةِ أَسْمَاءِ اللهِ وَقَدْ وَعَدَتْنَا بِذَلِكَ مَنْ قَبْلَ ..
وَوَعَدَ الْحُرُّ دِينٌ عَلَيْهِ.
الْجِدُّ:" نَعَمْ يَا لينة سَنُحَاوِلُ- إِنْ
شَاءَ اللهُ تَعَالَى- أَنَّ نَتَنَاوَلُ- تِبَاعًا- بَعْضَ هَذِهِ الْأَسْمَاءِ،
وَنَبْدَأُ الْيَوْمَ بِاِسْمِ الْجَلَاَلَةِ:"اللهُ"- جُلْ وَعِلًا-،
بِاِعْتِبَارٍأَنَّ مَنْ فَقِهَ كُنْهَ هَذِهِ الْأَسْمَاءِ الْجَلِيلَةِ، فَقَدْ
أَمَسَّكَ بِمِفْتَاحِ مَعْرِفَةِ اللهِ تَعَالَى،وَالتَّقَرُّبَ إِلَيْهِ،بَلْ
وَتَحْقِيقَ مَحَبَّتِهِ.
صفوان :" لِقَدَّ قَرَأَتْ لِبَعْضِ الْعُلَمَاءِ أَنَّهُ:"
مِنْ عَرْفِ اللهِ بأسْمَائِه وَصَفَّاتِهِ وَأَفْعَالِهِ، أَحَبَّهُ لَا
مِحَالَةُ".
الْجِدُّ
:" لَفْظُ الْجَلَاَلَةِ " اللهَ"، هُوَ عِلْمٌ عَلَى الذاتِ، فَهُوَ
الدَّالُ عَلَى جَمِيعِ الْأَسْمَاءِ الْحُسْنَى، وَالصَّفَّاتِ الْعُلْيَا.
وَلِهَذَا يُضِيفُ اللهُ- سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-
سَائِرَ الْأَسْمَاءِ الْحُسْنَى إِلَى هَذَا الْاِسْمِ الْعَظِيمِ، كَقَوْلِهِ
تَعَالَى:" وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى"( الْأَعْرَافَ / 180).
وَقَوْلَهُ تَعَالَى:" اللهُ لَا إلَهَ إِلَّا هُوَ
لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى"( طه / 8).
وَيُقَالُ: الرَّحْمَنُ، الرَّحِيمَ، الْقَدِيرَ،
الْعَلِيمَ..
كُلَّهَا مِنْ أَسْمَاءِ اللهِ، وَلَا يُقَالُ:"
اللهُ " مِنْ أَسْمَاءِ الرَّحْمَنِ، وَلَا مِنْ أَسْمَاءِ الْعَلِيمِ.
صفوان :" لَفْظُ الْجَلَاَلَةِ( اللهَ) هُوَ
أَوَّلَ الْأَسْمَاءِ الْحُسْنَى الَّتِي نبتديء الْحَديثَ عَنْهَا، بَلْ هُوَ فِي
الْحَقِيقَةِ أعْظَمِهَا عَلَى الْإِطْلَاقِ، فَهُوَ الْاِسْمُ الَّذِي تَكَشُّفٍ
بِهِ الْكَرْبَاتُ، وَتَسْتَنْزِلُ بِهِ الْبَرَكَاتُ وَالدَّعْوَاتُ، وَتُقَالُ
بِهِ الْعَثْرَاتُ، وَتَسْتَدْفِعُ بِهِ السَّيِّئَاتُ، وَتَسْتَجْلِبُ بِهِ
الْحُسْنَاتُ.
فَاطِمَةٌ:" وَهَلِ اِسْمُ اللهِ مُشْتَقِّ أَمْ
جَامِدٌ؟
الْجِدُّ :" أَصِلُ لَفْظَ الْجَلَاَلَةِ "
اللهَ " اختُلفَ فِيهِ بَيْنَ أَصْحَابِ اللُّغَةِ ؛ فَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ:
إِنَّهُ اِسْمُ مُشْتَقُّ، وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ: إِنَّهُ اِسْمُ جَامِدُ، وَلِكُلِّ مِنْهُمْ حُجَّتَهُ.
فَهُوَ مُشْتَقٌّ مِنَ الْأُلُوهِيَّةِ وَالْإلَهِيَّةِ،
وَهِي الْعُبُودِيَّةُ. تَقُولُ الْعَرَبُ: أَلَّهَ الشَّيْءَ، أي: عَبَّدَهُ
وَذَلَّ لَهُ. فَأَصِلُ كَلَمَّةِ " اللهَ"- كَمَا قَالَ الْكِسَائِيُّ
وَالْفَرَّاءُ-: الْإلَهَ. أي: الْمَعْبُودُ.
وَقَرَأَ اِبْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا:"
وَيَذَرَكَ وَإِلاَهَتَكَ"، أي: وَعِبَادَتُكَ.
وَلِذَلِكَ قَالِ تَعَالَى:"وَهُوَ اللَّهُ فِي
السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ"(الْأَنْعَامَ / 3).
وَقَالَ – تَعَالَى:" وَهُوَ الَّذِي فِي
السَّمَاءِ إلَهٌ وَفِي الْأرْضِ إلَهٌ"( الزُّخْرُفَ/84).
وَلَفْظُ الْجَلَاَلَةِ "اللهَ" وَصَفٌّ فِي
الْأَصْلِ، لِأَنَّهُ بِمُعَنَّى الْمَعْبُودِ، وَلَكِنَّ غَلَّبَتْ عَلَيْهِ
الْعَلَمِيَّةَ، فَتَجْرِي عَلَيْهِ بَقِيَّةَ الْأَسْمَاءِ أَخْبَارًا وأوصافًا،
فَيُقَالُ: اللهُ: رحمنٌ، رحيمٌ، سميعٌ، عليمٌ، كَمَا يُقَالُ: اللهُ: الرَّحْمَنُ
الرَّحِيمُ.
أحمد :" وَلَلَفَظَ الْجَلَاَلُة" اللهُ
" خصَائِص كَثِيرَةَ يَاجَدْي فَهَلّا ذَكَّرَتْ لَنَا بَعْضَا مِنْهَا؟
الْجِدُّ : نَعَمْ لِلَفْظِ الْجَلَاَلَةِ اللهَ خصَائِص
كَثِيرَةَ نُذَكِّرُ مِنْهَا عَلِيَ سَبِيلِ الْمِثَالِ
1- أَنَّهُ عِلْمُ اِخْتَصَّ بِاللهِ وَحَدِّهِ، فَلَمْ
يَتَّسِمْ بِهِ أحَدٌ لَاحَقِيقَةٌ وَلَا مَجَازَا، فَصَرْفَ عَنْهُ جَبَابِرَةَ
الْأرْضِ، فَلَمْ يَجْرُؤْ أحَدُهُمْ أَنَّ يُسَمِّي بِهِ نَفْسُهُ.
2- أَنَّهُ لَا يَصِحُّ إِسْلَامُ أحَدٍ مِنَ النَّاسِ
إِلَّا بِالنُّطْقِ بِهِ، فَلَوْ قَالَ: لَا إلَهٌ إِلَّا الرَّحْمَنَ، لَمْ يَصِحُّ
إِسْلَامُهُ عِنْدَ جَمَاهِيرِ الْعُلَمَاءِ.
3- وَلَا تَنْعَقِدْ صَلَاَةَ أحَدٍ مِنَ النَّاسِ
إِلَّا بِالتَّلَفُّظِ بِهِ، فَلَوْ قَالَ: الرَّحْمَنُ أكَبَرٌ، لَمْ تَنْعَقِدْ
صِلَاتُهُ.
4- وَمِنْهُمْ مَنْ جَزَمَ بِأَنَّهُ اِسْمُ اللهِ
الْأَعْظُمِ، الَّذِي إِذَا دَعِيٍّ بِهِ أَجَابٍ، وَإِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى.
5- وَمِنْ خصَائِصه أَنَّهُ لَا يُسْقِطُ عَنْهُ
الْألْفُ وَاللَّاَمُ عِنْدَ النِّدَاءِ، فَنَقُولُ: يَا اللهِ، وَلَا نُقُولٌ
يَالرَّحْمَنُ، يَالرَّحِيمُ..وَكَذَلِكَ
سَائِرٌ الْأَسْمَاءِ.
6- غَالِبُ الأذكار مُقْتَرِنَةً بِهِ، تَقُولُ:
سُبْحَانَ اللهِ، الْحَمْدَ لله، اللهُ أكْبَرِ، لَا إلَهٌ إِلَّا اللهَ، لَا
حَوْلَ وَلَا قُوَّةٌ إِلَّا بِاللهِ، إِنَا لله وإِنَا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ،
حَسْبُنَا اللهَ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ.
7- لَفْظُ الْجَلَاَلَةِ هُوَ أَكْثَرُ الْأَسْمَاءِ وَرَوْدًا فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ بِمَا يَزِيدُ عَلَى 2000 مَرَّةً، وَاِفْتَتَحَ بِهِ- عِزَّ وَجَلٍ- ثَلَاثًاً وَثَلَاثِينَ آيَةٍ.
تالين :"وَهَلْ لِلَفْظِ الْجَلَاَلَةِ اللهُ ثَمَرَاتٌ كَمَا لَهُ خصَائِصٌ كَثِيرَةَ؟
الْجِدُّ :" نَعَمْ مِنْ ثَمَرَاتِ فِقْهِ لَفْظِ
الْجَلَاَلَةِ " اللهَ"، أَنَّهُ يَقْتَضِي التَّسْلِيمُ بِأَنَّهُ
وَحْدهُ الْمُسْتَحِقُّ لِلْعِبَادَةِ دُونَ سِوَاهُ، وَهَذَا هُوَ تَحْقِيقُ
التَّوْحِيدِ الَّذِي جَاءَتْ بِهِ الرِّسْلُ، وَأُنْزِلَتْ لِأَجَلِهِ الْكُتُبَ،
وَهُوَ تَوْحِيدُ الْعِبَادَةِ، حَيْثُ كُلَّ رَسُولٍ كَانَ يَقُولُ
لِقَوْمِهِ:" يَاقَوْمِ اُعْبُدُوا اللهَ مَا لَكُمْ مِنْ إلَهٍ
غَيْرُهُ"( الْأَعْرَافَ / 59).
يَقُولُ مَعَاذٌ بْنُ جَبَلٍ- رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-:
كُنْتُ رِدْفَ النَّبِيِّ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى حِمَارٍ
يُقَالُ لَهُ عُفَيْرٌ، فَقَالَ:" يَا مُعَاذُ، هَلْ تَدْرِي مَا حَقُّ اللهِ
عَلَى الْعِبَادِ، وَمَا حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللهِ؟".قُلْتُ: اللهُ
وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ.قَالَ:" فَإِنَّ حَقَّ اللهِ عَلَى الْعِبَادِ، أَْنْ
يَعْبُدُوهُ وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا.وَحَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللهِ- عَزَّ
وَجَلَّ-، أَنْ لَا يُعَذِّبَ مَنْ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا"( مُتَّفَقٌ
عَلَيْهِ).
صفوان :" لِقَدَّ قَرَأَتْ يَاجَدْي أَنَّ أهْلَ
الْجَاهِلِيَّةِ كَانُوا يَعْتَقِدُونَ وُجُودَ اللهِ، وَيُؤَمِّنُونَ
بِرُبُوبِيَّتِهِ؟
الْجِدُّ:" نَعَمْ يابني كَانُوا يَعْتَقِدُونَ
ذَلِكَ وَأَنَّهُ الْخَالِقُ، كَمَا قَالَ تَعَالَى:" وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ
مَنْ خَلَّقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللهُ"( الزُّخْرُفَ / 87).
، وَلَكِنَّهُمْ لَا يَصْرِفُونَ الْعِبَادَةَ لَهُ
وَحْدَهُ، بَلْ قَالُوا:" أَ جَعَلَ
الْآلِهَةَ إلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عجَابٌ"( ص / 5)، فَلَمْ
يَعْمَلُوا بِمُقْتَضَى مَا يَعْتَقِدُونَهُ، لِأَنَّهُ إِذَا كَانَ اللهُ-
سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- هُوَ الْخَالِقُ المربي لِجَمِيعَ عِبَادِهِ، فَهُوَ
الْمُسْتَحِقُّ لِلْعِبَادَةِ وَحَدِّهِ دُونَ غَيْرَهُ.
تالين :" هَلْ تَسْمُحُ يَاجَدْي أَنَّ
تَكَمُّلَ لَنَا بَاقِيَّ ثَمَرَاتِ لَفْظِ الْجَلَاَلَةِ فَلَا تَشَوُّقُنَا
وَتَتَرَكَّنَا؟
الْجِدُّ:" بَارَكَ اللهُ فِيكَ ياتالين فَمِنْ
ثَمَرَاتِ فِقْهِ لَفْظِ الْجَلَاَلَةِ "اللهَ"،أَنَّهُ يُورِثُ
الْمَحَبَّةُ:" فَإِنَّ الْإلَهَ هُوَ الَّذِي يَأْلَهُ الْعِبَادَ حُبًّا،
وَذُلًّا، وَخَوْفًا، وَرَجَاءً، وَتَعْظِيمًا، وَطَاعَةً لَهُ، بِمُعَنَّى
مَأْلُوهٍ، وَهُوَ الَّذِي تألَْهه الْقَلُوبَ أي: تُحِبُّهُ وَتُذِلُّ
لَهُ".
وَفِي حَديثِ مَعَاذَ، يَقُولُ اللهُ- تَعَالَى-
لِنَبِيِّهِ:" سَلْ".فَقَالَ النَّبِيُّ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ-:"اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ، وَتَرْكَ
الْمُنْكَرَاتِ، وَحُبَّ الْمَسَاكِينِ، وَأَنْ تَغْفِرَ لِي، وَتَرْحَمَنِي،
وَإِذَا أَرَدْتَ فِتْنَةَ قَوْمٍ فَتَوَفَّنِي غَيْرَ مَفْتُونٍ، وَأَسْأَلُكَ
حُبَّكَ، وَحُبَّ مَنْ يُحِبُّكَ، وَحُبَّ عَمَلٍ يُقَرِّبُنِي إِلَى
حُبِّكَ"(أحمد).
قَالَ رَسُولُ اللهِ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ-:"إِنَّهَاحَقٌّ فَادْرُسُوهَاثُمَّ تَعَلَّمُوهَا"(
التِّرْمِذِيِّ).
وَمِنْ أَعْظُمِ ثَمَرَاتِ فِقْهِ لَفْظِ الْجَلَاَلَةِ
"اللهَ"،تَحْقِيقَ الطُّمَأْنِينَةِ الْقَلْبِيَّةِ، كَمَاقَالَ
تَعَالَى:" الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللهِ
أَلَا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ"( الرَّعْدَ / 28).
أحمد:" جِدِي هُنَاكَ مَنْ ينكر وُجُودَ اللهِ
وَيَقُولُونَ نَحْنُ نُرِيدُ دَليلَا عَقْلِيَّا لِأَنَّنَا لانعترف
بِالْأَدِلَّةِ النَّقْلِيَّةِ؟
صفوان :" هَؤُلَاءِ يَقُولُونَ عَنْهُمْ
مُلْحِدِينَ أَيَّ يُنْكِرُونَ وُجُودَ اللهِ فَلِمَاذَا نَشْغَلُ أَنَفْسُنَا
بِهُمْ ياأحمد؟
الْجِدَّ:" كَيْفَ يا صفوان لِاِنْشَغَلَ
أَنَفْسُنَا بِهَؤُلَاءِ الَّذِينَ يُنْكِرُونَ وُجُودَ اللهِ لَابِدِ مَنْ
مُحَاوِرَتِهِمْ بِالْحُجَّةِ وَدَعْوَتِهِمْ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ
الْحَسَنَةِ كَمَا أَمَرِنَا اللهِ عِزِّ وَجَلٍّ..
وَدَلَالَةُ الْعَقْلِ عَلَى وُجُودِ اللهِ كَثِيرَةِ
نُذَكِّرُ مِنْهَا:
سَأَلَ بَعْضُ الْقُدْرِيَّةِالَّذِينَ يَنْفُونَ
قُدْرَةَ اللهِ، وَيُغَالُونَ فِي قُدْرَةِ الْإِنْسَانِ- أَبَا حَنِيفَةُ عَنْ
وُجُودِ اللهِ- عِزَّ وَجَلٍ- فَقَالَ لَهُمْ: دَعُونِي فَإنْي مُفَكِّرَ فِي
أَمْرِ أُخْبِرَتْ عَنْهُ، ذَكَّرُوا لِي أَنَّ سَفِينَةً فِي الْبَحْرِ
مَمْلُوءَةً بِالْبَضَائِعِ، وَلَيْسَ فِيهَا أَحَدٌّ يَحْرِسُهَا أَوْ
يَسُوقُهَا، وَمَعَ ذَلِكَ فَإِنَّهَا تَسِيرُ بِنَفْسُهَا، وَتَخْتَرِقُ
الْأَمْوَاجُ، وَتَسِيرُ حَيْثُ شَاءَتْ فَمَاذَا تَقُولُونَ ؟ قَالُوا: هَذَا
شَيْءٍ لَا يُقَبِّلُهُ الْعَقْلُ.
فَقَالَ أَبُو حَنِيفَةُ: يَا سُبْحَانَ اللهِ، إِذَا
لَمْ يَجْرِ فِي الْعَقْلِ سَفِينَةَ تَجَرَيْ فِي الْبَحْرِ مُسْتَوَيَةً مِنْ
غَيْرِ مُتَعَهِّدٍ وَلَا مجر، فَكَيْفَ يَجُوزُ قِيَامُ هَذِهِ الدُّنْيَا عَلَى
اِخْتِلَاَفِ أَحْوَالِهَا، وُسْعَةَ أَطْرَافِهَا، وَتَبَايُنَ أَكْنَافِهَا مِنْ
غَيْرِ صَانِعٍ وَحَافِظٍ؟!، قَالُوا:"صَدَّقَتَ وَتَابُوا إِلَى اللهِ،
وَحَسُنَ إِسْلَامُهِمْ".
وَ سُئِلَ أعْرَابِيٌّ عَنِ الدَّليلِ عَلَى وُجُودِ
اللهِ ؟ فَقَالَ: الْبَعَرَةُ تَدِلُّ عَلَى الْبَعيرِ، وَالرَّوْثَةُ تَدِلُّ
عَلَى الْحَمِيرِ، وَآثَارُ الْأَقْدَامِ تُدْلِ عَلَى الْمَسَيَّرِ، فَسَمَاءٌ
ذَاتُ أَبْرَاجٍ، وَأَرْضٌ ذَاتُ فِجَاجٍ، وَبِحَارٌ ذَاتُ أَمْوَاجٍ، أَلَا
يَدِلُ ذَلِكَ عَلَى وُجُودِ اللَّطِيفِ الْخَبِيرِ ؟!
صفوان :" قَرَأَتُ أَنَّ رَائِدَ الْفَضَاءِ
الرُّوسِيِّ يُورِي جَاجَارينِ ذَهَبَ فِي عام1961م 1381هـ عَلَى مَتْنِ أَوَّلَ
سَفِينَةِ فَضَاءِ رُوسِيَّةِ، وَعَنْدَمًا عَادَ تَوَجُّهٌ لَهُ الصَّحَفِيِّونَ
يَسْأَلُونَهُ عَنْ مُشَاهِدَاتِهِ وَمَاذَا حَدَثَ لَهُ، فَقَالَ لَهُمْ لِقَدَّ
اِنْبَهَرَتُ بِجَمَالِ الْكَوْنِ فَظَلَلْتُ أَبَحْثٌ عَنِ اللهِ !!!
صُدِمَ الْجَمِيعُ مِنْ هَذَا التَّصْرِيحِ،
فَاِجْتَمَعُوا طَوِيلَا مَنْ أَجَلْ دِرَاسَةً هَلْ يُنْشِرُ هَذَا التَّصْرِيحِ
أَمْ لَا فِي صُحُفِ الْيَوْمِ التَّالِي.
أَخِيرَا، اِتَّفَقُوا عَلَى أَنَّ يُنَشْرِ
التَّصْرِيحُ وَيُضَافُ عِبَارَةِ فَلَمْ أَجِدْهُ !!!
تالين :"فَسُبْحَانَ مَنْ أَنَطَقَ
الْكَافِرَالْمُلْحِدَوَأُنْسَاهُ كُلَّ حَيَاتِهِ التَّعْلِيمِيَّةِفِي مُدَارِسِ
الْإلْحَادِ ..
فَاطِمَةٌ :" فَهَلِ الَّذِي يَسْأَلُ الْأَمْوَاتَ
الضَّرَّ وَالنَّفْعَ، وَيَتَمَسَّحُ بِالْجُدْرَانِ وَيُقْبِلُ الأعتابَ
وَالتُّرَابَ، حَقَّقَ فِقْهَ لَفْظِ الْجَلَاَلَةِ؟
صفوان :" وَهَلِ الَّذِي يَعْتَمِدُ فِي حَيَاتِهِ
عَلَى حُبِ اِسْتِطْلَاعِ الْغَيْبِ بِالذَّهَابِ عِنْدَ الْعَرَّافِينَ
وَالْمُشَعْوِذِينَ، لَهُ عِلْمٌ بِدَلَالَاتِ لَفْظِ الْجَلَاَلَةِ؟
أحمد :"وَهَلِ الَّذِي يَتَحَايَلُ بِكُلِّ
الْوَسَائِلِ لِتَحْصِيلِ الْمَالِ بِطُرُقِ الْحَرَامِ, مِنْ رَشْوَةٍ,
وَسَرِقَةٍ, وَنَهْبٍ, وَغِشٍ, وَتَدْلِيسٍ.. يِعَرِّفُ حَقِيقَةَ لَفْظِ
الْجَلَاَلَةِ؟.
تالين :"وَهَلْ الَّذِينَ يُمْشَوْنَ بَيْنَ
النَّاسِ بِالغَيْبَةِ وَالنَّمِيمَةِ وَيُفْشُونَ أَسْرَارَ المَجَالِسِ
وَيَحْدُثُونَ بِكُلٍّ مَا سَمِعُوا. يَعْرِفُونَ حَقِّ اللهِ وَلَفَظَ
الجَلَالَةُ اللهَ...
الْجِدُّ :" وَهَلِ الَّذِينَ يَمُشُّونَ بَيْنَ
النَّاسِ بِالْفَتْكِ, وَالظُّلْمِ, وَالتَّقْتيلِ, وَالتَّشْرِيدِ, حَتَّى
ضَحَّوْا بِمِلْيُونَيْنِ وَنِصْفٍ مِنَ الْقَتْلَى وَالْجَرْحَى فِي الشَّامِ,
وَضَحَّى الآخَرُونَ بِقَرَابَةِ 200 أَلْفٍ فِي الْعِرَاقِ, مِنْهَا أَزِيدُ مِنْ
عَشْرَةِ آلَاَفِ فِي سِنَّةٍ وَاحَدَّهَ.. يَعَرِّفُ اللهَ, وَ: "يَحْذَرُ
الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ" . الْقَائِلُ مُنَادِيًا الْخَلَائِقِ
فِي المَحْشَرِ: "لِمَنِّ الْمُلْكُ اليَوْمَ?, فَلَا يُجِيبُ أَحَدٌ مِنْ
شِدَّةِ الْهَوْلِ, فَيُجِيبُ نَفْسُهُ سُبْحَانَهُ:" لِلَّهِ الْوَاحِدِ
الْقَهَّارِ "?.
اَللَّهُمَّ اِجْعَلْنَا مِمَّنْ تَوَاضُعٌ لَكَ
فَرَفَعْتُهُ وَأَقْبَلُ تَائِبًا فَقَبِلَتْهُ وَتَقْرُبُ لَكَ فَقَرَّبَتْهُ
وَذَلَّ لِهَيْبَتِكَ فَأَحْبَبْتُهُ وَسَأَلَكَ سُؤَالُهِ فَأَعْطَيْتُهُ
وَشُكِّي لَكَ هَمُّهِ فَفَرَّجْتُهُ وَسَتَرَتْ ذَنْبَهُ وَغَفَرْتِهُ... آمِينْ
يَارَبَّ العَالَمِينَ.