recent
أخبار عاجلة

خطبة الجمعة | حياته صلى الله عليه وسلم من مولده إلى بعثته | لفضيلة الشيخ عبدالناصربليح

 


حياته صلى الله عليه وسلم من مولده إلى بعثته

العناصر

مقدمة

مولده ورضاعته صلي الله عليه وسلم

موت أمه وكفالة جده عبدالمطلب له:"

العناية الإلهية تحفظه وترعاه قبل بعثته.

رعيه للغنم وتجارته بمال خديجة

زواجه صلى الله عليه وسلم من خديجة بنت خويلد رضي الله عنها:‏

شهوده صلى الله عليه وسلم بنيان الكعبة

نزول الوحي وتبليغ الرسالة

 

الحمدلله رب العالمين وأشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له في سلطانه:" هُوَ ٱلَّذِى بَعَثَ فِى ٱلْأُمِّيِّنَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُواْ عَلَيْهِمْ ءَايَٰتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلْكِتَٰبَ وَٱلْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِى ضَلَٰلٍۢ مُّبِينٍۢ"

وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله اللهم صلاة وسلاماً عليك ياسيدي يارسول الله أمابعد فياعباد الله :"  

مولده ورضاعته صلي الله عليه وسلم

في صبيحة يوم الاثنين التاسع من ربيع الأول، لأول عام من حادثة الفيل.. ولد نبي الرحمة خاتم النبيين وأشرف المرسلين وأكرم الخلق: محمد بن عبد الله بن عبد المطلب..يتيماً فقدمات أبوه عبد الله، وهو لا يزال جنينًا في بطن أمـــه، فلما ولد كان في حجر جده عبد المطلب يرعاه وينظر حاجته هو وأمه.‏

عباد الله :" وذكرت بعض الروايات أن أمه آمنة بنت وهب لم تجد في حملها ما تجده النساء عادة من ألم وضعف، بل كان حملاً سهلاً يسيراً مباركاً، كما روي أنها سمعت هاتفا يهتف بها قائلاً:"إنك قد حملت بسيد هذه الأمة، فإذا وقع على الأرض فقولي: إني أعيذه بالواحد من شر كل حاسد، وسميه محمدا"(السيرة النبوية في ضوء القرآن والسنة لمحمد أبي شهبة (1/173).

ولما وضعته أمه خرج معه نور أضاء ما بين المشرق والمغرب، حتى أضاءت منه قصور بصرى بأرض الشام وهو المولود بمكة"(السيرة النبوية الصحيحة لأكرم ضياء العمري (1 /1.1).

رغم أنه   صلى الله عليه وسلم ولد  يتيمًا فقيرًا، فقد توفي والده عبد الله أثناء حمل أمه آمنة بنت وهب فيه.

وكان من عادة العرب أن يدفعوا أولادهم عند ولادتهم إلى مرضعات يعشن في البادية؛لكي يبعدوهم عن الأمراض المنتشرة في الحواضر، ولتقوى أجسادهم، وليتقنوا لغة العرب الفصيحة في مهدهم"(سيرة ابن هشام).

ولذلك دفعت آمنة بنت وهب وليدها محمد صلى الله عليه وسلم  إلى مرضعة من بني سعد تسمى حليمة.

ولم يكن كما نسمع اليوم من بعض السفيهات أن المرأة ليست ملزمة برضاعة ولدها..الخ. وإذا كان ذلك كذلك لما أمر الإسلام الوالدة أن ترضع ولدها حولين كاملين قال تعالي:"وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ"(البقرة/233). وقد رأت حليمة العجائب من بركة هذا الطفل المبارك محمد - صلى الله عليه وسلم  حيث زاد اللبن في صدرها، وزاد الكلأ في مراعي أغنامها، وزادت الأغنام سمنًا ولحمًا ولبنًا، وتبدلت حياة حليمة من جفاف وفقر ومشقة ومعاناة إلى خير وفير وبركة عجيبة، فعلمت أن محمدًا - صلى الله عليه وسلم - كونه ليس مثل كل الأطفال، بل هو طفل مبارك، واستيقنت أنه شخص سيكون له شأن كبير، فكانت حريصة كل الحرص عليه وعلى وجوده معها، وكانت شديدة المحبة له .

موت أمه وكفالة جده عبدالمطلب له:"

عبادالله"وكأن القدر يقف لهذا اليتيم بالحوادث المؤلمة فجاءالدور على أمه آمنة لتودعه هي الأخرى :‏

لما خافت حليمة وزوجها على محمد صلى الله عليه وسلم بعد حادثة شق الصدر، فعادا به إلى أُمِّه آمنة، فمكث عندها إلى أن بلغ ست سنين، ثم خرجت به إلى المدينة إلى أخواله بني عدي بن النجار، تزورهم به، ومعها أم أيمن تحضنه، فأقامت عندهم شهرًا ثم رجعت به إلى مكة فتوفيت بالأبواء (قرية على يمين الطريق المتجه إلى مكة المكرمة من المدينة المنورة).‏وعندما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم ست سنوات توفيت أمه، فعاش في رعاية جده عبد المطلب الذي أعطاه رعاية كبيرة، وكان يردد كثيرًا أن هذا الغلام سيكون له شأن عظيم، ثم توفي عبد المطلب عندما بلغ النبي  صلى الله عليه وسلم - ثماني سنوات، وعهد بكفالته إلى عمه أبي طالب الذي قام بحق ابن أخيه خير قيام.

العناية الإلهية تحفظه وترعاه:قبل بعثته  .

عباد الله وقد أراد الله أن يحفظ نبيه   صلى الله عليه وسلم  منذ صغره فايده بمعجزة شق الصدر  وكانت الجزيرة العربية في ذلك الوقت قد انتشرت فيها عبادة الأصنام والأوثان، والإيمان بالخرافات والجهالات، كما انتشرت الأخلاف الوضيعة والعادات السيئة والتقاليد القبيحة مثل: الزنى، وشرب الخمر، والتجرؤ على القتل وسفك الدماء، وقتل الأبناء ووأد البنات - أي دفنهن حيات - خوفا من الفقر أو العار وقد صور لنا القرأن الكريم هذه الحياة بقوله تعالي:"وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِالْأُنثَىٰ ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ  يَتَوَارَىٰ مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَىٰ هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَاسَاءَ مَا يَحْكُمُونَ"(النحل/58-59).

وكما قال شوقي :"

أَتَيتَ وَالناسُ فَوضى لا تَمُرُّ بِهِم.إِلّا عَلى صَنَمٍ قَد هامَ في صَنَمِ.

وَالأَرضُ مَملوءَةٌ جَوراً مُسَخَّرَةٌ . لِكُلِّ طاغِيَةٍ في الخَلقِ مُحتَكِمِ.

ورغم نشأة النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الأجواء الجاهلية إلا أنه منذ صغره لم يتلوث بأي من هذه الوثنيات والعادات المنحرفة، ولم ينخرط مع أهل قبيلته في غيهم وظلمهم، بل حفظه الله من الوقوع في أن من ذلك منذ نعومة أظفاره.

فقد حفظه الله منذ الصغر بطهارة وتنقية صدره وقد وقعت له معجزة شق الصدر  مرتين، الأولى في بادية بني سعد وهو عند مرضعته حليمة،وكان في الرابعة من عمره.

فعن أنس بن مالك: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل وهو يلعب مع الغلمان، فأخذه فصرعه فشق عن قلبه فاستخرج القلب، فاستخرج منه علقة فقال: هذا حظ الشيطان منك ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم، ثم لأَمه -أي جمعه وضم بعضه إلى بعض- ثم أعاده في مكانه، وجاء الغلمان يسعون إلى أمّه -يعني ظِئْره أي مرضعته- فقالوا: إن محمدًا قد قتل، فاستقبلوه وهو منتقع اللون. قال أنس: وقد كنتُ أرى أثر المخيط في صدره".(مسلم).وأما المرة الثانية كانت في ليلة الإسراء كما روى ذلك البخاري ومسلم .‏

وكان نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم  ينأى بنفسه عن كل خصال الجاهلية القبيحة، فكان لا يشرب الخمر، ولا يأكل من الذبائح التي تذبح للأصنام، ولم يكن يحضر أي عيد أو احتفال يقام للأوثان،لشدة كراهيته لعبادة الأصنام وتعظيمها، فكان لا يحب مجرد سماع الحلف باللات والعزى وهما صنمان مشهوران كان العرب يعظمونهما ويعبدونهما ويكثرون الحلف بهما وكان يستنكر الزنى واللهومع النساء والعزف والخمر.

وكان صلي الله عليه وسلم يمتاز في قومه بالأخلاق الصالحة، حتى أنه كان أعظمهم مروءة، وأحسنهم خلقًا، وأكثرهم حلمًا.فاشتهر عنه مساعدة المحتاجين، وإعانةالمبتلين، وإكرام الضيوف، والإحسان إلى الجيران، والوفاء بالعهد، وعفة اللسان، وكان قمة في الأمانة والصدق حتى عرف بين قومه بـ"الصادق الأمين"

رعيه للغنم وتجارته بمال خديجة:

عباد الله:" وفي صغره كان النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم  يعمل في رعي الأغنام  ثم اتجه للعمل في التجارة حين شب، وأبدى مهارة كبيرة في العمل التجاري، وعرف عنه الصدق والأمانة وكرم الأخلاق وحسن السيرة والعقل الراجح والحكمة البالغة.

عباد الله أقول ماسمعتم وأستغفر الله العظيم لي ولكم

الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله وبعد  فلازلنا نواصل الحديث عن حياة الحبيب المصطفي من مولده لبعثته.

زواجه صلى الله عليه وسلم من خديجة بنت خويلد رضي الله عنها:‏

عباد الله :"لما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسًا وعشرين سنة، تزوج خديجة بنت خويلد، وهي من سيدات قريش، ومن فضليات النساء، وكانت أرملة وأول امرأة يتزوجها الرسول صلى الله عليه وسلم، ولم يتزوج عليها في حياتها، وولدت له كل ولده إلا إبراهيم، فقد ولدته مارية القبطية التي أهداها له مقوقس مصر.‏

وقد مات القاسم وعبد الله قبل الإسلام، أما البنات فأدركن الإسلام وأسلمن رضي الله عنهن، وتوفيت خديجة رضي الله عنها قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة بثلاث سنين.‏وكان صلى الله عليه وسلم يثني عليها، ويظهر محبتها وتأثره لدى ذكرهابعد وفاتها، فقد كانت لها مواقف عظيمة في الإسلام، وفي نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم والإيمان به.‏

شهوده صلى الله عليه وسلم بنيان الكعبة: ‏

عباد الله:"لما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم خمساً وثلاثين سنة شهد بنيان الكعبة، وتراضت قريش بحكمه فيها ، وكانوا قد اختلفوا فيمن يضع الحجر الأسود مكانه فاتفقوا على أن يحكم بينهم أول داخل يدخل المسجد، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: هذا الأمين ، فقال: هلموا ثوباً ، فوضع الحجر فيه وقال: لتأخذ كل قبيلة بناحية من نواحيه وارفعوه جميعاً ، ثم أخذ الحجر بيده فوضعه في مكانه.

نزول الوحي وتبليغ الرسالة

عباد الله:" وفي سنِّ الأربعين نزل عليه الوحي بالرسالة، فدعا إلى عبادة الله وحده ونبذ الشرك، وكانت دعوته سرِّيَّة لثلاث سنوات..

اللهم أت نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها..

عباد الله قوموا إلي صلاتكم يرحمكم الله وأقم الصلاة .

google-playkhamsatmostaqltradent