
الرد السبيك على من أباح الأضحية بالديك
الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله
هل يجوز الضحية بالديك أو الفرخة؟
بادئ ذي بدء نقول بأن الأضحية شعيرة من شعائر الله ولابد أن تعظم
قال تعالى:ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ "(الحج/32).
وبهيمة الأنعام نسك من المناسك التي اختص الله بها الأمم ليشكروه ويذكروه عليها "وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا لِّيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ"(الحج/34).
ونقول أولاً | الأضحية:
من العبادات المؤكدة كما في كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه .قال الله جل وعلا"فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ"، وفي الصحيحين عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "ضحى النبي بكبشين أملحين ذبحهما بيده وسمى وكبر ووضع رجله على صفاحهما "(متفق عليه).
تعريفها : ما يُذبح من النعم تقرباً إلى الله تعالى من يوم عيد النحر إلى آخر أيام التشريق.
حكمها: سنة مؤكدة يثاب فاعلها ولا يأثم تاركه، قال في المغني: أجمع المسلمون على مشروعية الأضحية.
الحكمة من مشروعيتها :
اقتداء بأبينا إبراهيم عليه السلام واتباعاً لسنة نبينا محمد والدليل ان سيدنا إبراهيم:"وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ".
ثانيا️ | الرد علي الفتاوى المضللة.
قال الله جل وعلا" لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِين" (الحج:37)
وقال تعالى:" فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَر"(الكوثر). والنحر لا يكون إلا للإبل.
وعن عائشة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ما عمل ابن آدم من عمل يوم النحر أحب إلى الله ، عز وجل ، من هراقة الدم ، وإنه ليأتي يوم القيامة بقرونها وأشعارها وأظلافها ، وإن الدم يقع من الله بمكان قبل أن يقع بالأرض فطيبوا بها نفسًا"(الترمذي وابن ماجه).
و عن عائشة وأبي هريرة ، رضي الله عنهما ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن يُضحي اشترى كبشين عظيمين سمينين أقرنين أملحين موجوءين ، فذبح أحدهما عن أمته لمن شهد لله بالتوحيد وشهد له بالبلاغ ، وذبح الآخر
عن محمد وآل محمد صلى الله عليه وسلم.
والنبي صلى الله عليه وسلم أمر فاطمة :"احضري أضحيتك يغفر لكِ بأول قطرة من دمها"
وحديث ابن عمر قال:"كان الرسول عليه الصلاة والسلام يذبح وينحر بالمصلى أي بعد انصرافه من الصلاة الي اخر الحديث"
فلم يصح ذبح فرخه؟
لم يصح ذبح ديك ولافرخة لا نقلا ولاعقلا ولم يثبت فيه شيء عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ولا عن أكابر الصحابة والتابعين، وأصحّ ما ورد فيه أثر بلال عند عبد الرزاق:" عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ بِلالا، يَقُولُ: مَا أُبَالِي لَوْ ضَحَّيْتُ بِدِيكٍ، وَلأَنْ أَتَصَدَّقَ بِثَمَنِهَا عَلَى يَتِيمٍ أَوْ مُغَبَّرٍ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُضَحِّيَ بِهَا " ولا يعلم ذلك في سنة رسول الله ولا سنة الخلفاء الراشدين وقول بلال فيه انما هو اجتهاده وليس اجتهاد الصحابي حجة على السنة ولا غيره من أكابر الصحابة الفقهاء - هذا إن قلنا أن قصد بلال هو التضحية بالديك لكن لهذا الأثر توجيه آخر
وأما ما ورد عن ابن عباس:" قال عكرمة: بعثني ابن عباس بدرهمين، أشتري له بهما لحما، وقال: من لقيت، فقل هذه أضحية ابن عباس" قال ابن عبد البر في التمهيد يبين علة هذا الفعل: "ومعلوم أن ابن عباس إنما قصد بقوله، أن الضحية ليست بواجبة، وأن اللحم الذي ابتاعه بدرهمين أغناه عن الأضحى، إعلاما منه بأن الضحية غير واجبة ولا لازمة،
وكذلك معنى الخبر عن بلال لو صح، وبالله التوفيق".ا ه يعني أن ابن عباس كان يضحي تقريبا يوميا - ولكنه لم يشأ أن يفهم الناس أن الأضحية يوم العيد واجبة فعدل يوم العيد عن الأضحية واشترى لحما حتى يفهم الناس أن الأضحية غير واجبة.
و قال الله جل وعلا:"وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ"(الحج/34)..
قال القرطبي: والذي يضحى به بإجماع المسلمين الأزواج الثمانية. قيل في المغني: أجمع المسلمون على مشروعية الأضحية.
الإجماع :حجة مقطوع عليها، يجب المصير إليها، وتحرم مخالفته، ولا يجوز أن تجتمع الأمة على الخطأ.
ولا يحل لمسلم مخالفه الإجماع.
مرتبة الإجماع تلي مرتبة الكتاب والسنة.
قال ابن حزم رحمه الله : ومن خالفه - أي الإجماع - بعد علمه به، أو قيام الحجة عليه بذلك فقد استحق الوعيد في الآخرة.
وصلي اللهم علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه وسلم