recent
أخبار عاجلة

الدرس الثاني | تكملة حديث "إنما الأعمال بالنيات"

 


الدرس الثاني | تكملة حديث إنما الأعمال بالنيات

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:فياعباد الله:

سألنا الأحد الماضي عند شرحنا لحديث إنما الأعمال بالنيات سؤالاً ووعدنا بالأجابة عليه هلتتذكرون السؤال ..

السؤال هو قوله صلي الله عليه وسلم : إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فهاتان جملتان، هل هذا من قبيل التكرار؟ يعني: هل الجملة الثانية بمعنى الأولى؟

الجواب: لا ليس كذلك، فالجملة الأولى على الأرجح أن ذلك في بيان أحكام الأعمال، وما يكون معتبراً منها وما تؤثر فيه النية، إنما الأعمال بالنيات بعضهم يقول: لم يقل الأفعال، وإنما قال الأعمال؛ لئلا يدخل في ذلك أعمال القلوب، يعني: إذا قيل الأفعال، يقولون: بأن الفعل يشمل فعل الجوارح، 

وقول اللسان، والترك، والتروك أفعال، والأقرب -والله تعالى أعلم- أنه لا فرق من هذه الحيثية بين الأفعال والأعمال، فالأعمال والأفعال تصدق على أعمال القلوب، وتصدق على أعمال الجوارح، وتصدق على أقوال اللسان، وتصدق على التروك، فالترك فعل، فالله  عزوجل قال: لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ  كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ [المائدة:78-79].

فسمى ترك الأمر بالمعروف بنص القرآن فعلاً، بل أبلغ من هذا سماه صنعاً، والصنع أحكم وأدق وأخص من الفعل، هو فعل بإحكام بإتقان، لقوله عن الأحبار والرهبان، فإن ترك الأحبار، والرهبان، والعلماء للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أشد من ترك غيرهم، قال: لَوْلاَ يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ عَن قَوْلِهِمُ الإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ [المائدة:63]، فسمى ترك الأحبار والرهبان للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر صنعاً، والترك فعل في صحيح المذهب.

وقول الصحابي   لما كان النبس صلي الله عليه وسلم  يبني مسجد قباء ويحمل اللبن، قال:

لئن قعدنا والنبي يعمل        فذاك منا العمل المضلل

فسمى الترك عملاً، يقال له: فعل، ويقال له: عمل.

قال: إنما الأعمال بالنيات، يعني: أنها تعتبر بالنيات، هذا الاعتبار تارة يكون بالصحة، بحيث أنه لا يصح العمل أحياناً إلا بنية، فلو أنه صلى ولم ينو، أو اغتسل ولم ينو، أو توضأ ولم ينو، فمثل هذا لا يصح هذا العمل، لو صام ولم ينو، فإنه يعتد بعمله.

كما أن النية تفرق بين العادة والعبادة، هذا غسل، وهذا نظافة، يعني: اغتسل غسل شرعي، وهذا غسل نظافة، ففرقت بين العادة والعبادة.

وكذلك النية تفرق –أيضاً- بين أنواع العبادات، فهذه التي صليناها هي فرض العشاء، هذه التي تصليها بعدها هي الراتبة، التي صليتها حينما دخلت المسجد أول ما دخلت، هذه تحية المسجد، التي صليتها قبل الفجر هذه راتبة الفجر، التي صليتها بعدما أقيمت الصلاة هذه الفريضة، فالنية تفرق بين أنواع العبادات.

هذا صوم فرض، قضاء، وهذا نذر، وهذا تطوع، فهذا أيضاً داخل في قوله: إنما الأعمال بالنيات، فتميز النية بين هذا وهذا،

عباد الله :" ونكتفي بهذا القدر علي أن نسأل سؤالاً لنجيب عليه في الدرس القادم بمشيئة الله تعالي  والسؤال هو هل يصح عمل بلا نية أو لا يصح؟

وصلي اللهم علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه وسلم

google-playkhamsatmostaqltradent