دروس في السيرة النبوية (1).
الدرس الأول : الهدف من شرح السيرة النبوية
الحمدلله والصلاة والسلام علي رسول الله
أمابعد فياعباد الله نقف مع حضراتكم اليوم مع درس في السيرة النبوية علي صاحبها
أفضل الصلاة والتسليم ..
لنتعرف علي سيرته وننهج نهجه ونقتدي به ونهتدي
بهديه صلي الله عليه وسلم
عملاً بقوله تعالي:" لَّقَدْ كَانَ
لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ
الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا"(الأحزاب/21).
فتعليم الناس السيرة النبوية بهدف اتباعه صلى
الله عليه وسلم والتأسي به.
تعليم الناس السيرة النبوية بهدف تثبيت قلوبهم
وزيادة اليقين فيها بتعلم تاريخ النبي صلى الله عليه وسلم فكما قال الله تعالى لنبيه
“وَكُلًّا نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنۢبَآءِ ٱلرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِۦ فُؤَادَكَ
ۚ وَجَآءَكَ فِى هَٰذِهِ ٱلْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ"(هود
- 120)
فإذا كان قلبه صلى الله عليه وسلم يزداد ثبوتاً
ويقيناً بسماع قصة نبي آخر فكذلك يكون حال كل من يتعلم سيرته العطرة.
تعليم الناس السيرة النبوية؛ لأن الجهل بها من
أسباب الزيغ والضلال والدليل على ذلك قول الله تعالى :" أمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ
فَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ"(المؤمنون/69) .
تعليم الناس السيرة النبوية بهدف الاطلاع على
أحوال النبي صلى الله عليه وسلم.
ومن ذلك أن يقتبس
المتعلم من أقواله وأفعاله وحركاته وسكناته ومطعمه ومشربه وملبسه ومن ثم إتباعه والاهتداء
بهديه.
تعلم السيرة النبوية بهدف؛ لأن السيرة النبوية
من أشرف العلوم التي يقضي يبذل الإنسان فيها وقته للتعلم.
حيث أنها تنير
درب المؤمن نتيجة الاطلاع على أقوال النبي صلى الله عليه وسلم وأفعاله ومن ثم يحصل
اتباعه والاقتداء به؛ وذلك لأن طاعته سبب لِدخول الجنة، ومعصيته سبب لِدخول النار. وأيضاً حتى تتحقق
لهم النجاة في الدنيا والآخرة. قال تعالي:"قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ
فَٱتَّبِعُونِى يُحْبِبْكُمُ ٱللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَٱللَّهُ غَفُورٌ
رَّحِيمٌ"(آل عمران - 31)
عباد الله ونحن إذا أردنا أن نبدأ في سيرة
الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم من اين نبدأ؟
فلتكن بداية السيرة النبوية، من قبل بعثة النبي
صلى الله عليه وسلم
حرب الفجار: وحرب الفِجَار هي إحدى حروب العرب
في الجاهلية، حصلت بين قبيلة كنانة وبين قبائل قيس عيلان، وقد سميت بحرب الفجار لأنها
وقعت في الأشهر الحرم (شهر رجب) والتي حرّم
الله فيها القتال.
ثم حلف الفضول: معاهدة أو اتفاق نشأ قبل بعثة
الرسول صلى الله عليه وسلم بين بنو هاشم وبنو تيم وبنو زهرة، تعاهدوا فيه على الدفاع
عن أي مظلوم في مكة، وقد شهد عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وهو في العشرين من عمره،
وكان سبب إنشاء الحلف خلاف حصل بين رجلين في مكة على تجارة بينهم.
مروراً بتجديد بناء الكعبة وقضية التحكيم: قررت قريش إعادة بناء الكعبة بعد تصدع جدرانها، وعملوا على جمع المال لبنائها، واتفقوا على ألا يدخِلوا في بنائها إلا مالًا حلالاً، وأثناء بنائهم للكعبة خصصوا لكل قبيلة بناء جزءٍ منها، فجمعت كل قبيلة الحجارة على حدة وأخذوا يبنونها معًا، وحينما وصلوا إلى مرحلة وضع الحجر الأسود،
اختلفوا فيمن يحظى بشرف وضع الحجر الأسود في مكانه، فوقع الاختيار
على الرسول صلى الله عليه وسلم في التحكيم بينهم، وبعدها طلب الرسول صلى الله عليه وسلم رداءً فوضع الحجر
وسطه وطلب من رؤساء القبائل المتنازعين أن يمسكوا جميعًا بأطراف الرداء، وأمرهم أن
يرفعوه، حتى إذا أوصلوه إلى موضعه وأخذه الرسول بيده ووضعه في مكانه، وبذلك تم حل النزاع
الواقع بينهم.
ثم ننظر كيف كان حال العرب في الجاهلية قبل الإسلام
كان يُرثى له، حيث انتشرت العديد من العادات
الذميمة والأعراف القبيحة بين أفراد المجتمع كتجارة الرقيق والزنا والمعاملة الدونية
للمرأة، فبُعِث الرسول محمد صلى الله عليه وسلم لنشر الرسالة التي أوكلها الله إياه،
وكان له الفضل في هداية الأمة ونقلها من الكفر والعبودية إلى الإسلام،
وقد مرت الدعوة بالعديد من المراحل السرية والجهرية،
كما أوذي الرسول صلى الله عليه وسلم حتى هاجر من مكة مكان ولادته، لكن ذلك لم يزده
صلى الله عليه وسلم إلا إصرارًا فنشر الدعوة خارج مكة وأسلمت الكثير من القبائل العربية
حينها، ثم وافته المنية في المدينة تاركًا سنته العطرة للأمة الإسلامية ووصايا عظيمة
للبشرية.
عباد الله ومن هنا سنبدأ حديثنا إن شاء الله
في الدرس القادم وحال العالم قبل مولد رسولنا صلي الله عليه وسلم ..
وصلي اللهم علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه
وسلم ..