recent
أخبار عاجلة

دروس في الحديث | 1 | إنما الأعمال بالنيات

 


دروس في الحديث(1).

الدرس الأول | إنما الأعمال بالنيات

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:فياعباد الله 

سنبدأ معكم بمشيئة الله تعالي دروس يومية بعد عودة المساجد لعمارتها مرة أخري نسأل الله أن لايحرمنا فضله ونعمه .. ودرس اليوم الأحد في الحديث ..

عن عمر بن الخطاب قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم  يقول: إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه"(البخاري).

هذا الحديث عده بعض أهل العلم -  نصف الإسلام، يعني قالوا: بأن مدار الإسلام على حديثين هذا واحد منها، وعده بعضهم ثلث الإسلام، يعني: أن الإسلام يدور على ثلاثة أحاديث هذا واحد منها، وعده بعضهم ربع الإسلام.

وروى عن الشافعي رضي الله تعالى عنه أن قال: يدخل هذا الحديث في سبعين باباً من الفقه،  واستحب العلماء أن تستفتح المصنفات بهذا الحديث، وممن ابتدأ به في أول كتابه: الإمام أبو عبد الله البخاري. وقال عبد الرحمن ابن مهدي: ينبغي لكل من صنف كتاباً أن يبتدئ فيه بهذا الحديث تنبيهاً للطالب على تصحيح النية.

ولفظة: "إنما" للحصر: تثبت المذكور وتنفي ما عداه" "إنما الأعمال بالنيات" والمراد بالأعمال: الأعمال الشرعية. ومعناه: لا يعتد بالأعمال بدون النية مثل الوضوء والغسل والتيمم وكذلك الصلاة والزكاة والصوم والحج والاعتكاف وسائر العبادات، فأما إزالة النجاسة فلا تحتاج إلى نية لأنها من باب الترك والترك لا يحتاج إلى نية، وذهب جماعة إلى صحة الوضوء والغسل بغير نية.

 وقوله: "وإنما لكل امرئ ما نوى" قال الخطابي يفيد معنىً خاصاً غير الأول وهو تعيين العمل بالنية، وقال الشيخ محي الدين النووي: فائدة ذكره أن تعيين المنوي شرط فلو كان على إنسان صلاة مقضية لا يكفيه أن ينوي الصلاة الفائتة بل يشترط أن ينوي كونها ظهراً أو عصراً أو غيرهما، 

ولولا اللفظ الثاني لاقتضى الأول صحة النية بلا تعيين أو أوهم ذلك والله أعلم. وقوله: "فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله" المتقرر عند أهل العربية: أن الشرط والجزاء والمبتدأ والخبر لا بد أن يتغايرا وههنا قد وقع الاتحاد وجوابه "فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله" نية وقصداً "فهجرته إلى الله ورسوله" حكماً وشرعاً.

قال ابن هبيرة - رحمه الله -: لا يقبل الله عملًا إلا بنية، حتى إن المسلم يضاعف له الثواب على أكله وشربه، وقيامه وقعوده ونومه ويقظته، على حسَب نيته في ذلك، وربما يجمع الشيء الواحد عدة وجوه من العبادات بالنية.

وإنما لكل امرئ؛ أي: إنسان ما نوى؛ أي: جزاء ما نواه في عمله، من خير أو شر.

"فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأةٍ ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه"

و الهجرة: الترك، والهجرةُ إلى الشيء: الانتقال إليه عن غيره، وفي الشرع: تركُ ما نهى الله عنه.

قال النووي: معناه: من قصد بهجرته وجه الله، وقع أجره على الله، ومن قصد دنيَا أو امرأة فهي حظه، ولا نصيب له في الآخرة بسبب هذه الهجرة.

 

وهذا الحديث ورد على سبب لأنهم نقلوا: أن رجلاً هاجر من مكة إلى المدينة ليتزوج امرأة يقال لها: أم قيس، لا يريد بذلك فضيلة الهجرة فكان يقال له: مهاجر أم قيس. والله أعلم.

 

عباد الله  :" نكتفي بهذا القدر اليوم من شرح حديث إنما الأعمال بالنيات  ولكن نسأل سؤالاً لنفكر فيه ونجيب عليه إن شاء الله  في درسنا الأحد القادم

والسؤال :" قوله صلي الله عليه وسلم : إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فهاتان جملتان، هل هذا من قبيل التكرار؟ يعني: هل الجملة الثانية بمعنى الأولى؟

عباد الله انتظرونا ونسأل الله لنا ولكم العفو والعافية في الدين والدنيا والآخرة..

google-playkhamsatmostaqltradent