recent
أخبار عاجلة

دروس في الفقه | 1 | "من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين"



 دروس في الفقه (1) 

الدرس الأول | من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين  

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام علي أشرف المرسلين أما بعد فياعباد الله

يقول رسول الله صلي الله عليه وسلم :"مَن يُرِدِ اللَّهُ به خَيْرًا يُفَقِّهْهُ في الدِّينِ، وإنَّما أنا قاسِمٌ واللَّهُ يُعْطِي، ولَنْ تَزالَ هذِه الأُمَّةُ قائِمَةً علَى أمْرِ اللَّهِ، لا يَضُرُّهُمْ مَن خالَفَهُمْ، حتَّى يَأْتِيَ أمْرُ اللَّهِ"

(البخاري ).

اللهُ سُبحانه وتعالَى حَليمٌ رَحيمٌ بعِبادِه، يُحِبُّ لهم الخيرَ، وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ مَن أراد به اللهُ خيرًا عَظيمًا، ونفْعًا كثيرًا، يُفقِّهْهُ في الدِّينِ، فيَمنَحْه العِلمَ الشَّرعيَّ الَّذي لا يُدانيه خَيرٌ في هذا الوُجودِ في فضْلِه وشرَفِه، وعُلوِّ درَجتِه؛ لأنَّه مِيراثُ الأنبياءِ الَّذي لم يُورِّثُوا غيرَه، وجاء قولُه: «خَيرًا» نَكِرةً؛ ليَشمَلَ القَليلَ والكثيرَ، والتَّنكيرُ للتَّعظيمِ أيضًا؛

 لأنَّ المَقامَ يَقتضيهِ.ثمَّ أخبَرَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ المعطيَ حَقيقةً هو اللهُ تعالَى، ولستُ أنا مُعطيًا، وإنَّما أنا أَقْسِمُ ما أُمِرتُ بقِسمَتِه على حسَبِ ما أُمِرْتُ به؛ فالأمورُ كلُّها بمَشيئةِ اللهِ تعالَى وتَقديرِه، والإنسانُ مُصَرَّفٌ مَربوبٌ، فالمالُ للهِ تعالَى، والعِبادُ له سُبحانَه، والنبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قاسمٌ بإذنِه مالَه بيْنكم، فمَن قسَم له صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كثيرًا، 

فبقدَرِ اللهِ تعالى وما سبَقَ له في الكتابِ، وكذا مَن قسَمَ له قَليلًا؛ فلا يَزدادُ لأحدٍ في رِزقِه، كما لا يَزدادُ في أجَلِه، وسَببُ قولِه لذلك تَطييبُ قُلوبِ النَّاسِ؛ لمُفاضَلتِه بَعضَ الناسِ بالعَطاءِ. ثمَّ أخبَرَنا النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّه لا تَزالُ طائفةٌ مِن المسلمين ثابتةً على دِينِه، مُستمسِكةً به، وقائِمةً به إلى قِيامِ السَّاعةِ، قيل: إنَّ ثَباتَهم على الدِّينِ يَأتي بتَمسُّكِهم بالجِهادِ والقِتالِ في سَبيلِ نُصرةِ الحقِّ وإعلاءِ كَلمةِ اللهِ عزَّ وجلَّ، حتى يَأتِيَهم أمرُ اللهِ،

 وهي الرِّيحُ الطَّيِّبَةُ تَكونُ قبْلَ قيامِ السَّاعةِ تَقبِضُ أرواحَ المؤمنينَ، كما فُسِّر في بَعضِ الرِّواياتِ. وهذا ممَّا يدُلُّ على أنَّ الحقَّ لا يَنقطِعُ في أُمَّةِ الإسلامِ؛ فهناك مَن يَتوارَثُه جِيلًا بعدَ جِيلٍ.وفي الحديثِ: فَضْلُ العِلمِ، وفضْلُ تعلُّمِه، وأنَّ العِلمَ الشَّرعيَّ أشرفُ العُلومِ إطلاقًا؛ لعَلاقتِه باللهِ عزَّ وجلَّ.وفيه: أنَّ الفِقهَ في الدِّينِ مِن عَلامات خَيريَّةِ المسلِمِ. وفيه: أنَّ الإسلامَ لا يَذِلُّ وإنْ كَثُر أعداؤُه.وفيه: عَلَمٌ مِن أعلامِ نُبوَّتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.

 

عباد الله :" ربما طرأ على مسامع البعض منا كلمة ( فقه –سواء كانت فقه العبادات أوفقه المعاملات  ) ومنا من يسمعها لأول مرة ، فيا ترى ، ما معناها ؟

أحببت البدء بشرحها لنكون كلنا على بينة وعلم بـ ما معنى كلمة فقه العبادات؟ .

تعريف الفقه

تعريف الفقه الفقه لغةً: هو الفهم والإدراك والعلم، والفقه أخصّ من الفهم، فيطلق الفقه أحيانًا على مطلق الفهم وأحيانًا على فهم الأمور الدّقيقة، وأحيانًا على فهم مراد المتكلّم من كلامه وحديثه، ففقه الصّلاة في الإسلام، فهم الصّلاة وجميع تعاليمها، وقد وردت كلمة فقه في القرآن الكريم عشرين مرّة، وهو ما يحصل عليه الإنسان من غير دراسة وتخصّص، بينما التفقّه يكون نتيجة دراسة وتخصّص في علم ما،

منه قوله تعالى : ( قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيْرًا مِمَّا تَقُولُ .. )

إصطلاحا: هو معرفة ما للنّفس وما عليها من الأحكام العمليّة، العلم بالأحكام الشرعية العملية المكتسبة من أدلتها التفصيلية.

كلمة الشرعية هي قيد في التعريف ، خرج بها كل الأحكام غير الشرعية ، كالأحكام الطبية والهندسية وغيرها.

كلمة العملية هي قيد في التعريف ، خرج بها كل الأحكام الشرعية الإعتقادية كالإيمان بالملائكة ، الإيمان بالقضاء والقدر .

ونحن سنبدأ أولاً بفقه  العبادات:

والعبادة هي :"اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه ، من الأقوال والأفعال ، الظاهرة والباطنة.

والمراد بها هنا عندنا في فقه العبادات :

الطهارة و الصلاة و الزكاة والصوم والحج .

أي نحن هنا بإذن الله سنتفقه معا في ما يخص عباداتنا العملية التي نقوم بفعلها كمسلمين موحدين ونستزيد فيها علماً وفهماً .

 ولكن نسأل سؤالاً بعد أن عرفنا معني الفقه لغة واصطلاحاً نسمع عن كلمة المذاهب الفقهية فماهي تلك المذاهب ؟ وماعددها ؟ ولماسميت بالمذاهب الفقهية؟

وهذا السؤال سنجيب عنه إن شاء الله يوم الاثنين القادم

أسأل الله أن يشرح الصدور ، وينور القلوب ، وييسر أمر كل طالب علم للحق والهدى يارب العالمين.

google-playkhamsatmostaqltradent