
أفضل رسالة وأعظم مهنة رسالة للإمام الهمام بمناسبة عودة الدروس
رسالتي إليك عزيزي الإمام الهمام بعد عودة الدروس بالمساجد لعلنا ننتفع بها ولتكن تذكرة لنا جميعاً : " وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ "(الذاريات/55).
أخي الإمام الهمام :
أنت تحمل أفضل رسالة وأعظم مهنة فلا تستهين
بنفسك ولا تنتقص من قدرها فأنت عند الله عظيم وغال. لا لأنك لاتحمل رسالة الأنبياء فحسب
وإنك تدعو إلي طريق الله المستقيم فتأخذ بأيدي الحيارى المذنبين لتنجيهم من هول الجحيم
إلي جنة رب العالمين.. من ذل المعصية إلي عز الطاعة.. من ظلام الجهل إلي نور العلم.
أخي الداعية: إن الناس جميعاً في أمس
الحاجة إليك كي تبعث فيهم روح الأمل والرجاء وبخاصة في هذه الفترة العصيبة من عمر الزمن
فأعداء الإسلام يتربصون به الدوائر ولكن الذي يبعث فينا الأمل ويبث في نفوسنا الرجاء
أنت ..أنت يا من تبلغ عن الله قوله تعالي :"إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ " فهذا القول
يهزنا من الأعماق. فنفيق علي أن شمس الإسلام لا تغيب ولن تغرب وأن الليل مهما طال لابد
من طلوع الفجر وأن الذباب لن يحجب ضوء الشمس.. وأن القافلة تسير مهما عوت الذئاب.
وأقسم لك يا أخي الفاضل : أنه لا صلاح لنا ولا خلاص لأمرنا إلا بالعودة إلي الله ولا نهضة لهذه الأمة إلا إذا انصلح حال الدعاة.. وعاد المسجد إلي سابق عهده وإلي دوره الريادي وقام فيه داعية مستنير وخطيب مؤثر ينادي يا معشر المسلمين يا أمة الإسلام إن الله عز وجل يدعوكم إليه
"يا ابنَ آدَمَ، إنَّك ما دَعَوتَني ورَجَوتَني غَفرتُ لك على ما كان منكَ ولا أُبالي، يا ابنَ آدَمَ، لو بلغتْ
ذُنوبُك عَنانَ السماءِ، ثم استغفَرْتَني غَفرتُ لك ولا أُبالي، يا ابنَ آدَمَ، إنَّك لو أتيتَني بقُرابِ
الأرضِ خَطايا، ثم لَقيتَني لا تُشرِكُ بي شيئًا، لأتيتُكَ بقُرابِها مَغفِرةً". (صحيح).
"ففروا إلي الله إني لكم منه نذير مبين ولا تجعلوا
مع الله إلهاً آخر إني لكم منه نذير مبين" (الذاريات "50-51).
أخي الداعية المستنير والخطيب المؤثر : إن الله قد اصطفاك لحمل دعوته ورعاية أمانته وصيانة عهده وتحقيق وعده.. اختارك أنت لا غير فلا تتقاعس علم الناس دين الله وشرعه الحنيف وابسطوه بين أيديهم"ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا"(فاطر/32).
وليكن ذلك ياأخي في سهولة ويسر لا تشدد ولا عصبية
"إن هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق" "إن الدين يسر ولن يشاد الدين
أحد إلا غلبه فسددوا وقاربوا وابشروا واستعينوا بالغدوة والروحة......." (البخاري).
واقرأوا يا أخوة فإن الأمة تنتظر قطوف قراءتكم.. اقرأوا استجابة لأول أمر إلهي نزل في القرآن الكريم "اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ"(العلق /1).
اقرأوا فالقراءة استزادة من العلم "وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا"﴿طه/١١٤﴾.
اقرأوا لتجددوا ولتجددوا غيركم ولتتغيروا وتغيروا الناس :" إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ"(الرعد 11).
والتغيير والتجديد هو سنة الله في كونه كما يقول صلي الله عليه وسلم "إن الله تعالي يبعث علي رأس كل مائة سنة من يجدد للأمة دينها"( أبو داوود والحاكم).
اقرأوا فإن تحصيل العلم عبادة :" وفي القراءة من أجل الاستزادة من العلم لذة ومذاق حلو لايعرفه إلا من جد فوجد وهذا ماقاله إبراهيم بن أدهم:"لو يعلم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه من النعيم لجالدونا عليه بالسيوف".
وقال الشافعي :"
سَهَري لِتَنقيحِ العُلومِ أَلَذُّ لي ***مِن وَصلِ غانِيَةٍ وَطيبِ عِناقِ
وَصَريرُ أَقلامي عَلى صَفَحاتِها ***أَحلى مِنَ الدَوكاءِ وَالعُشّاقِ
وَأَلَذُّ مِن نَقرِ الفَتاةِ لِدَفِّها ***نَقري لِأُلقي الرَملَ عَن أَوراقي
وَتَمايُلي طَرَباً لِحَلِّ عَويصَةٍ ***في الدَرسِ أَشهى مِن مُدامَةِ ساقِ
وَأَبيتُ سَهرانَ الدُجى وَتَبِيتُهُ ***نَوماً وَتَبغي بَعدَ ذاكَ لِحاقي
والله اسأل أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه "فَبَشِّرْ عِبادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَاب"(الزمر /18,17).
والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.