
تكبيرات العيد شعيرة وشعار
هل يجوزفيها التكبير جماعة؟
وهل يصلي علي النبي صلي الله عليه وسلم فيها وما حكم الصيغة المشهورة ؟
التكبير في الإسلام هو لفظ
يشير إلى عبارة "الله أكبر"، للدلالة على أن الله أعظم وأكبر من أي شيء في
الكون. ويذكر التكبير في العديد من الحالات منها في الصلاة، وعند ذبح الذبائح، وفي
الحج عند رمي الجمرات، وفي العيدين وأيام التشريق، وفي سجود التلاوة، وغيرها.
أحكام التكبير في العيدين
:
حكمة:
سنة من السنن العظيمة، قال تعالى: "ولِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ
وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ"(البقرة/185).
وقال تعالى:"وَيَذْكُرُوا
اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ"(الحج: 28).
2- وقال تعالى: "وَاذْكُرُوا
اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ"(البقرة: 203).
أنواع التكبير في عيد الفطرووقته:
التكبير المرسل أو المطلق
هو الذي لا يتقيد بحال.
التكبير المقيد هو الذي يكون دبر الصلوات، ويبدأ من صلاة المغرب ليلة الفطر إلى صلاة الصبح.
أنواع التكبير في عيد الأضحى
ووقته:
للحجاج:المطلق أو المرسل،
ويبدأ بعد رمي جمرة العقبة.
المقيد، فيكون بعد الصلوات
الخمس مباشرة، يبدأ من صلاة صبح يوم عرفة حتى عصر آخر يوم من أيام التشريق،
ومنهم من قال :" يكون
دبر الصلوات، ويبدأ من صلاة الظهر يوم النحر حتى صباح آخر أيام التشريق.
لغير الحجاج:" أما التكبير
المطلق فإنَّه يشرع في جميع الأوقات، ولا ينحصر في مكان معيّن، فللمسلم أن يكبر في
السوق وفي الطريق، وغير ذلك، ونحو ذلك، أما زمنه فيبدأ من أول هلال شهر ذي الحجة وحتى
آخر يوم من أيّام التشريق.
أما الحكمة من التكبير هي
تعظيم الله سبحانه، وذكره، وحمده، وإحياء كبريائه في القلوب، فتتوجه القلوب إليه وتقبل
النفوس على طاعته، فتحبّه وتتوكل عليه، فهو الكبير الذي لا أكبر منه، والمنعم والرازق،
والخالق، وكلّ ما سواه عبد له، فإذا عرف القلب مكانة الله تلك أقبل على طاعته، وامتثل
لأوامره، واجتنب نواهيه، وشكره، وحمده."ولِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ
وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ"(البقرة/185).
الجهر بالتكبير وحكم التكبير الجماعي أيّام العيد يعتبر التكبير الجماعي في العيد إحدى المسائل الخلافية، حيث ذهب بعض العلماء إلى أنَّ التكبير الجماعي جائز، وبعضهم أنكره، وآخرون ذهبوا إلى أنه غير مشروع، لأن السّنة أنَّ الناس يكبرون منفردين بصوت مرتفع، وبعضهم يرى أنها بدعة، لعدم فعل الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك، وقد منعه بعض المعاصرين".(حكم التكبير الجماعي قبل صلاة العيد"( إسلام ويب، 10-2-2013).
الإنصاف :"
يُسنُّ الجهرُبالتكبيرِوهذا
مذهبُ الجمهور: المالِكيَّة ، والشافعيَّة والحَنابِلَة، وهو روايةٌ عن أبي حَنيفةَ
، وقال به من الحَنَفيَّة أبو يوسف ومحمَّد بن الحسن والطحاويُّ .
ويجوز جماعة لإظهار روح شعائر
الإسلام واتحاد التكبير في المصلي او المسجد فمن غير المعقول أن يسمح بالتكبير جهراً
ولايكون جماعة فلو كبر كل واحد منفرداً بصيغة معينة لأحدثوا جلبة لايفهم منها شيء وهذا
ينافي مقاصد الشريعة السمحة .
الأدلَّة:
أولًا: من السُّنَّة
عن أمِّ عَطيَّةَ رَضِيَ اللهُ
عنها، قالت: "كنَّا نُؤمَر أنْ نَخرُجَ يومَ العيدِ، حتى نُخرِجَ البكرَ مِن خِدْرِها،
وحتَّى نُخرِجَ الحُيَّضَ، فيكنَّ خلْفَ الناسِ، فيُكبِّرْنَ بتكبيرِهم، ويَدْعون بدُعائِهم،
يرجونَ بَركةَ ذلِك اليومِ وطُهرتَ" (البخاري).
وَجْهُ الدَّلالَةِ:"أنَّه
لولا إظهارُ التكبيرِ من الرِّجالِ، لَمَا كبَّر النساءُ خَلفَهم بتكبيرِهم"
.
ثانيًا: من الآثار
1- كان ابنُ عُمرَ وأبو هُرَيرَة
يَخرُجانِ إلى السوقِ في أيَّامِ العشرِ يُكبِّرانِ، ويُكبِّر الناسُ بتكبيرِهما .
2- عن ابنِ عُمرَ رَضِيَ اللهُ
عنهما:"أنَّه كان إذا غدَا يومَ الفِطرِ ويومَ الأضحى يَجهَر بالتكبيرِ حتى يأتيَ
المصلَّى، ثم يُكبِّرَ حتى يأتيَ الإمامُ" (الدارقطني بسند صحيح).
ثالثًا: "ما في التكبيرِ ورفْعِ الصوتِ بهِ من إظهارِ شعائرِ الإسلامِ، وتذكيرِ الغَيرِ".
صيغ التكبير :
الله أكبر، الله أكبر، الله
أكبر، عند المذهب المالكي والشافعي.
الله أكبر، الله أكبر، لا
إله إلا الله والله أكبر ولله الحمد.
الله أكبر، الله أكبر، لا
إله إلا الله والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.
وكان أصبغ يزيد: "الله
أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرة وأصيلاً، ولا حول ولا قوة إلا بالله"(عقد الجواهر (1/242).
واستحسن الإمام الشافعي في
كتابه "الأم" الزيادة بما وردت عن النبيّ صلي الله عليه وسلم :" الله
أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرة وأصيلاً، لا إله إلا الله ولا نعبد
إلا إياه، مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر
عبده، وهزم الأحزاب وحده، لا إله إلا الله، والله أكبر"(الأم (3/254)، نهاية المحتاج
(2/400).
ودرج المصريون من قديم الزمان على الصيغة المشهورة وهي:"الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله الله أكبر الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر كبيرًا والحمد لله كثيرًا وسبحان الله بكرة وأصيلاً، لا إله إلا الله وحده صدق وعده ونصر عبده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وعلى أصحاب محمد وعلى أنصار محمد وعلى أزواج محمد وعلى ذرية محمد وسلم تسليمًا كثيرًا"،
وهي صيغة شرعية صحيحة قال عنها الإمام الشافعي : " وإن كبر على
ما يكبر عليه الناس اليوم فحسن، وإن زاد تكبيرًا فحسن، وما زاد مع هذا من ذكر الله
أحببتُه.(كتاب الأم - الإمام الشافعي - ج ١ - الصفحة ٢٧٦).
وزيادة الصلاة والسلام على
محمد وآله وأصحابه وأنصاره وأزواجه وذريته في ختام التكبير أمر مشروع ؛ فإن أفضل الذكر
ما اجتمع فيه ذكر الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم، كما أن الصلاة والسلام على
النبي صلى الله عليه وآله وسلم تفتح للعمل باب القبول فإنها مقبولة أبدًا حتى من المنافق
كما نص على ذلك أهل العلم ؛ لأنها متعلقة بالجناب الأجل صلى الله عليه وآله وسلم.
وبناء على ذلك فمن ادعى أن
قائل هذه الصيغة المشهورة مبتدع فهو إلى البدعة أقرب ؛ حيث تحجَّر واسعًا وضيَّق ما
وسعه الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم وقيد المطلق بلا دليل، ويسعنا في ذلك ما
وسع سلفنا الصالح من استحسان مثل هذه الصيغ وقبولها وجريان عادة الناس عليها بما يوافق
الشرع الشريف ولا يخالفه، ونهيُ من نهى عن ذلك غير صحيح لا يلتفت إليه ولا يعول عليه"(من
فتاوي دار الإفتاء المصرية).
وقالت الدار عبر صفحتها الرسمية
على "فيسبوك": "زيادة الصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وأصحابه وأنصاره
وأزواجه وذريته في ختام التكبير أمر مشروع؛ فإنَّ أفضل الذكر ما اجتمع فيه ذكر الله
ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم، كما أن الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وآله
وسلم تَفْتَحُ للعمل بَابَ القَبُول فإنها مَقْبُولَةٌ أَبَدًا حتى من المنافق، كما
نص على ذلك أهل العلم؛ لأنها مُتَعَلِّقَةٌ بالجناب الأجلِّ صلى الله عليه وآله وسلم".
وأشار إلي ذلك أيضاً القاضي
عياض في كتابه :"الشفا بتعريف حقوق المصطفى" في مواطن الصلاة علي النبي صلي
الله عليه وسلم ..
وقد ذكرالأرناؤوط في كتاب
"جلاء الأفهام في فضل الصلاة والسلام على محمد خير الأنام " في الموطن الحادي
والأربعون من مواطن الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم في أثناء صلاة العيد "
وإذا كانت الصلاة علي النبي أثناء صلاة العيد فهي في التكبيرات بعد الصلاة مستحبة أيضاً :عن علقمة أن ابن مسعود وأبا موسى وحذيفة خرج عليهم الوليد بن عقبة قبل العيد يوما فقال لهم إن هذا العيد قد دنا فكيف التكبير فيه قال عبد الله تبدأ فتكبر تكبيرة تفتتح بها الصلاة وتحمد ربك وتصلي على النبي ثم تدعو وتكبر
وتفعل مثل ذلك ثم تكبر وتفعل مثل ذلك ثم تقرأ ثم تكبر وتكرع ثم تقوم وتقرأ وتحمد ربك وتصلي على النبي محمد ثم تدعو وتفعل مثل ذلك ثم تكبر وتفعل مثل ذلك ثم تكبر وتفعل ذلك ثم تركع فقال حذيفة وابو موسى صدق أبو عبد الرحمن "(البيهقي في" السنن الكبري" والطبراني في "الكبير" وابن المنذر في "الأوسط").
ونقول :"إن الصلاة علي
النبي صلي الله عليه عبادة وطاعةلأوامرالله قال تعالي :" إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ
يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا
تَسْلِيمًا" (الأحزاب/56).
فلوكانت زيادة علي التكبيرات
الواردة فنعمت الزيادة ولانقول لمن يرددها امتنع عنها ،ولالمن لايلتزم بها افعلها ورددها
...والتكبير في العيدين سنة فلايبطلها الفعل أوالترك ..
وإذا كان الشعب المصري قد تعارف عليها من زمن كما ذكرنا فإن القاعدة الفقهية تقول :" المعروف عُرفاً كالمشروط شرطاً"( الأشباه للسيوطي: 92، ابن النجيم: 99، الوجيز: 251، القواعد للندوي: 65).
وهو كل ما تعارف عليه الناس من الأمور التي لا تحل حراماً، ولا تحرم حلالاً فما تعارَف عليه الناس هو قائم مقام الشرط في الالتزام والتقيد، وإن لم يُذكَرْ صريحًا.
والصلاةعلي رسول الله صلي
الله عليه وسلم تزين الكلام وتزيل الهموم ..
يروي أنه جاء رجل إلى النبي
عليه الصلاة والسلام وقال:" يا رسول الله! إني أكثر الصلاة عليك، فكم أجعل لك
من صلاتي؟ قال ما شئت، قال: الربع؟ قال: ما شئت، وإن زدت فهو خير لك، قال: النصف؟ قال:
ما شئت، وإن زدت فهو خير لك، قال: الثلثين؟ قال: ما شئت، وإن زدت فهو خير لك، قال:
يا رسول الله! فأجعل صلاتي كلها لك؟ قال: إذاً تكفى همك، ويغفر ذنبك"(الترمذي
وصححه).
فاللهم صلاة وسلاماً عليك
ياسيدي يارسول الله وعلي آلك وصحبك وسلم تسليماً كثيراً ..
والله من وراء القصد وهو يهدي
السبيل