recent
أخبار عاجلة

الدرس السابع عشر| ويسن قيام الليل - صلاة التراويح

 


الدرس السابع عشر | ويسن قيام الليل "صلاة التراويح"

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي أشرف المرسلين أما بعد فياعباد الله..لازلنا نواصل الحديث حول مستحبات وسنن الصيام ..ويسن للمسلم قيام الليل فهو سنة مستحبة في غير رمضان وفي رمضان تكون أولي.وتعرف هذه الصلاة بصلاة التراويح وسميت التراويح لأن الذي يصلي التراويح يستريح بالجلوس عقب كل أربع ركعات.

وحكمها سنة مؤكدة للرجال والنساء ويسن أداؤها جماعة .

وقد ثبتت مشروعية التراويح بفعل النبي صلي الله عليه وسلم فعن عُرْوَةُ،أَنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أَخْبَرَتْهُ:أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ لَيْلَةً مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ، فَصَلَّى فِي المَسْجِدِ، وَصَلَّى رِجَالٌ بِصَلاَتِهِ، فَأَصْبَحَ النَّاسُ فَتَحَدَّثُوا، فَاجْتَمَعَ أَكْثَرُ مِنْهُمْ فَصَلَّى فَصَلَّوْا مَعَهُ، فَأَصْبَحَ النَّاسُ فَتَحَدَّثُوا، فَكَثُرَ أَهْلُ المَسْجِدِ مِنَ اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ،

 فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَلَّى فَصَلَّوْا بِصَلاَتِهِ، فَلَمَّا كَانَتِ اللَّيْلَةُ الرَّابِعَةُ عَجَزَ المَسْجِدُ عَنْ أَهْلِهِ، حَتَّى خَرَجَ لِصَلاَةِ الصُّبْحِ، فَلَمَّا قَضَى الفَجْرَ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ، فَتَشَهَّدَ، ثُمَّ قَالَ:"أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّهُ لَمْ يَخْفَ عَلَيَّ مَكَانُكُمْ، وَلَكِنِّي خَشِيتُ أَنْ تُفْتَرَضَ عَلَيْكُمْ، فَتَعْجِزُوا عَنْهَا"، فَتُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالأَمْرُ عَلَى ذَلِكَ "(البخاري).

وقيام الليل يتحقق بركعتين وهو أفضل الصلاة بعد صلاة الفريضة، كما أنّه أفضل من النوافل التي تُؤدّى خلال النهار؛ لِما فيه من السرّية التي تكون بين العبد وربّه، وهو دليل إخلاص العمل لله؛ لِما فيه من المَشقّة الحاصلة بتَرك النوم، وأفضل أوقاته جوف الليل الذي يكون فيه الله -تعالى- أقرب ما يكون من عباده؛ 

لقول النبيّ صلي الله عليه وسلم:"إنَّ أقربَ ما يَكونُ الرَّبُّ عزَّ وجلَّ منَ العبدِ جوفَ اللَّيلِ الآخِرَ فإنِ استطعتَ أن تَكونَ مِمَّن يذكرُ اللَّهَ عزَّ وجلَّ في تلكَ السَّاعةِ فَكُن فإنَّ الصَّلاةَمَحضورةٌمشهودةٌإلى طلوعِ الشَّمسِ"(النسائي).

ويكون قيام الليل مؤكداً في شهر رمضان، وقد وعد الله -تعالى- من قامه بالصلاة، والذِّكر،وقِراءة القُرآن،والأعمال الصالحة بغفران ما تقدّم من ذنبه،بشرط الإخلاص واحتساب الأجر من الله تعالى لقول النبيّ صلي الله عليه وسلم :"مَن قَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ"(البخاري ومسلم).

 و يُستحَبّ قبل قيام الليل الاستعداد له؛ بالتقليل من الطعام؛ لِما في ذلك من زيادة حضور القلب، وخُشوعه، كما يُستحَبّ التطهُّر، ولبس الجميل من الثياب، والذهاب إلى القيام مُبكِّراً، والسَّعي إلى إدراك صلاة العشاء في المسجد جماعةً مع الإمام؛ لأنّ الفريضة من أفضل ما يُتقرَّب به إلى الله تعالى،وصلاتُها في جماعة تعدل قيام نصف الليل،وفيها يتعرّض المسلم لرحمة الله تعالى ومغفرته،ويستشعر وجوده تعالى ممّا يدفعه إلى قيام الليل بشوقٍ ورغبة.

 و تُعَدّ صلاة التراويح في جماعة من السُّنَن العينيّة المُؤكَّدة على الرجال والنساء عند جُمهور الفُقهاء من الشافعيّة، والحنفيّة، والحنابلة، خِلافاً للمالكية الذين يرون أنّها مندوبة نُدباً مُؤكَّداً، والسنّة العينيّة لو صلّاها عدد من الناس في جماعة، فهي تسقطُ عن الباقين، ويُسَنّ للرجل الذي يُصلّيها في بيته أن يُصلّيها في جماعة مع أهل بيته، ومن صلّاها وحده فجائز، إلا أنه قد فاته أجر الجماعة.

والفقهاء متفقون علي الجهر بالقراءة في التراويح وعلي أن ختم القرآن في صلاة التراويح خلال شهررمضان مندوب ومستحب ويرون أن الخشوع والخضوع من الجوانب الضرورية معها كما هو الشأن في الصلاة عموماً.

وعدد ركعات صلاة التراويح قد أختلف فيها الفقهاء فبعضهم أخذمن صلاةرسول الله للتراويح في المسجد أن عدد ركعات التراويح ثمان.

وأخذ فريق أخر أن عددها عشرون ركعة لأن عمر بن الخطاب صلاها عشرين ركعة فكأنه صلي في المسجد بالناس ماكان يؤديه الصحابة مع رسول الله صلي الله عليه وسلم في المسجد وفي بيوتهم.

فعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدٍ القَارِيِّ، أَنَّهُ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، لَيْلَةً فِي رَمَضَانَ إِلَى المَسْجِدِ، فَإِذَا النَّاسُ أَوْزَاعٌ مُتَفَرِّقُونَ، يُصَلِّي الرَّجُلُ لِنَفْسِهِ، وَيُصَلِّي الرَّجُلُ فَيُصَلِّي بِصَلاَتِهِ الرَّهْطُ، فَقَالَ عُمَرُ:"إِنِّي أَرَى لَوْ جَمَعْتُ هَؤُلاَءِ عَلَى قَارِئٍ وَاحِدٍ، لَكَانَ أَمْثَلَ" ثُمَّ عَزَمَ، فَجَمَعَهُمْ عَلَى أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، ثُمَّ خَرَجْتُ مَعَهُ لَيْلَةً أُخْرَى،وَالنَّاسُ يُصَلُّونَ بِصَلاَةِ قَارِئِهِمْ،قَالَ عُمَرُ:"نِعْمَ البِدْعَةُ هَذِهِ، وَالَّتِي يَنَامُونَ عَنْهَا أَفْضَلُ مِنَ الَّتِي يَقُومُونَ"يُرِيدُ آخِرَ اللَّيْلِ وَكَانَ النَّاسُ يَقُومُونَ أَوَّلَهُ".(البخاري).

وفريق ثالث من الفقهاء يري أنها ست وثلاثون ركعة لأن عمر بن عبد العزيز صلاها بالناس كذلك وفق اجتهاد خاص منه لأنه لاحظ أن أهل مكة كانوا يطوفونبالبيت الحرام عقب كل أربع ركعات فرأي عمر بن عبدالعزيز أن يصلي بدل كل طواف أربع ركعات فصارت بذلك التراوايح ستاً وثلاثين ركعة..

وسبب اقتصار النبي صلي الله عليه وسلم علي ثلاث ليال فقط؟يري الفقهاء أن عدم مداومة النبي صلي الله عليه وسلم علي صلاة التراويح جماعة بالناس في المسجد مخافة أن تفرض عليهم لأنه صلي الله عليه وسلم قال للصحابة لما سألوه عن ذلك:"قد رأيت صنيعكم فلم يمنعني من الخروج إلا أني خشيت أن تفرض عليكم..(البخاري).رحمة منه صلي الله عليه وسلم وشفقة بأمته.

عباد الله ومع باقي سنن الصيام المستحبة والمؤكدة والفرق بين قيام الليل والتهجد انتظرونا..مع "من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين"..

وصلي اللهم علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه وسلم.

google-playkhamsatmostaqltradent