recent
أخبار عاجلة

قراءة في خطبة الجمعة | التقليد الأعمي وفشله في تجديد الخطاب الديني

 


قراءة في خطبة الجمعة 

التقليد الأعمي وفشله في تجديد الخطاب الديني

خطبة جمعة وافقت تشيع جنازة فهي لا تتحمل من الوقت٧دقائق فقط نظراً للوحل الشديد و الخوف من سقوط الأمطار وكثرة أعداد المشيعين  فمنهم من صلى بالمسجد ومنهم من صلى خارجه ومنهم من صلى بالخيمة على الكرسي ومنهم من صلى أمام القبلة خارج المسجد متقدماً على الإمام وكل هؤلاء سألونا بعد الصلاة وتقبل الله من الجميع فالضرورات تبيح المحظورات..

وإذا أردنا أن نعد قرأة لخطبة اليوم،

 فالخطيب الألمعي هو الذي  يراعي حال الناس ويتحلي بفقه الواقع  و لا تأخذه العزة بالإثم  فيضاعف وقت الخطبة بل يقصر فيها  فإن من فقه الرجل أو مؤنة الرجل قصر الخطبة،فلم يراعي كل هذه الأمور التي ذكرناها،

والخطيب لم يهتم بموضوع الخطبة وهو التضحية في سبيل الوطن، وإنما كانت الخطبة عبارة عن تسجيل لخطبة للشيخ كشك، والشيخ كشك رحمه الله كان لا يراعي تخريج الأحاديث ويأتي بمواعظ قصصية وتلك مدرسة لا تتفق وتجديد الخطاب الديني لأن التجديد هو مراعاة الأخذ من النبعيين الصافيين الكتاب والسنة الصحيحة ، والالتزام بثوابت الدين وإهالة ماران على نصوص الدين من قصص واهية وروايات موضوعة..

والخطيب قلد  بالحرف والصوت وهي مدرسة اثبتت فشلها فالمقلدة لم يفلحوا إذن أبدا.  فالصراخ غير المبرر والشعارات الرنانة ، تدخل المصلين في نوبة من التسائل بعد الخطبة .

الخطيب لم يسأل نفسه لماذا يحفظ ما قاله في الخطبة من شعر وسجع وروايات موضوعة عن السيدة أمنة أم نبينا صلس الله عليه وسلم  .؟؟وهل يليق بخطيب أن  يعبث بمشاعر المصلين فينقل حرفياً  انتقل بحضراتكم الآن إلى الحبيب محمد الي المدينة التي نورها الله بهجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم واري أمامي سيدنا محمد وعنده من العمر ٦سنوات واري بجواره أمه أمنة عندها من العمر ٢٥سنة تقف أمام قبر زوجها الذي ماعاشر ها الا مرة لتنبت لنا خير ثمرة..ثم يقول أيها الأخوة الأحباب انتهت الزيارة ورجعت أمنة بمحمد وقالت له يامحمد كن رجلا لأنني سأموت..ومن دون الدخول في تفاصيل أسباب رواج الخطاب "الكشكي" بين المصريين لفترة طويلة، فإن الأزاهرة الذين هم أئمة الأوقاف، وبسبب هذا الرواج، اندفع كثير منهم إلى تقليد هذا المنهاج: مقدمة نارية بصوت عال، يجد المصلي نفسه مداناً بسببها من زاوية ما، بينما يواصل الصوت العالي سوق الأدلة لإثبات المثبت ونفي المنفي.وتأخذ المقدمة العشر دقائق ثم بعد ذلك الموضوع ولايستطيع أن يتوقف إلا بعد الانتهاء من التسجيل المحفوظ..

ياسادة :"قد افتقدت الخطبة  لفن الإلقاء والخطابة والواقعية، حيث كان  الخطيب خلال إلقائه لخطبته حريصاً على  الخيال والتقليد والتصنع والتكلف فلم يكن  مقنعاً لمستمعيه. فقد صرفت  الزخارف اللفظية   من يستمع إلى الخطبة عن موضوعها الأساسي.فهل يصدق المستمع الخطيب عندما يقول أنتقل بكم من هنا إلي هناك حيث مدينة الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم وحيث أري أمنة وهي تضع وليدها ..

 ياسادة الخطيب لم  يراعي  مقتضى الحال والذي يعد من أهم ما تختص به فنون الخطابة، ومن بينها أن يدور موضوع الخطبة على ما يعيشه الأشخاص من واقع، وما يحتاجون إلى الاطلاع عليه من أمور وموضوعات. ما الذي استفاده مستمع لخطبة قيلت منذ ستينيات القرن الماضي  تخلو من العظة والعبرة بل كلها شعر وسجع ويامحمد كن رجلاً لأنني سأموت .. وخزعبلات ماأنزل الله بها من سلطان ..

ياسادة الخطيب لم يحرص علي تنظيم أفكار الخطبة وتميزها بالتسلسل، وهو ما يشتمل على وصول الفكرة التي يدور حولها موضوع الخطبة إلى ذهن المخاطب بها ومدى تقبلهم لهذه الأفكار فكانت خطبة كما ذكرت معادة رتيبة اعتمد فيها الخطيب علي خيال الشيخ كشك.

 الخطيب لم يحرص علي  وحدة الموضوع، بل سرد في الخطبة الثانية قصة سيدنا يوسف ولاندري ماهي علاقة الخطبة الأولي بنبي الله يوسف مما إصاب فكر المتلقي بالتشتت، وانصراف ذهنه عن الموضوع والهدف الرئيسي للخطبة.

والشاهد:"لو أننا تركنا هؤلاء يعبثون بالمنابر وبنفس الأسلوب الذي عفي عليه الزمن فمتي نجدد ؟

وللأسف الشديد من هؤلاء المقلدة كثر فهناك  أخر مقلداً لحسان وكلاهما يحفظ الخطبة أو الدرس عن ظهر قلب فيجرجره هذا إلي نسيان الوقت بالمرة فيطيل الخطبة ويسبب الملل للمستمعين وأذكر ذات مرة في تشيع جنازة أن سمعت أحد المقلدين لحسان وظل يكر شريط حسان حتي أذن للظهر بعد وقته بنصف الساعة والناس يقولون له الظهر الأذان ولكنه لم يستطع أن يتوقف أو يختم حديثه إلا بعد انتهاء الشريط الذي يحفظه .. هذا الإمام السلفي للأسف مبعوثاً للخارج منذ أكثر من ست سنوات ويتم التجديد له من قبل زملائه تلاميذ حسان الذين يسيطرون علي مقاليد الأمور الآن.

هل هناك مدارس أخري للتقليد غير مدرسة كشك والحميدي الذي سرقها حسان؟

نعم اختلف أساليب الدعاة، من الصراخ والانفعال على طريقة الشيخ كشك إلى الأسلوب "المودرن" لعمرو خالد والدعاة "المودرن"، تكفيروين ظرفاء وشيوخ يقدمون مسلسلات تلفزيونية... هكذا تطور أسلوب الدعوة الدينيةشاشات الفضائيات الدينية، ومن قبلها سوق الكاسيت، أدركت أن جمهور الخطب، شأن أي جمهور، يمل التكرار، كما أن الذائقة تختلف من متدين إلى آخر، فعمدت إلى تقديم توليفة من الأداءات تضمن لها أعلى المستهدفات التسويقية،

فبصوت رخيم وقور، عمد مؤسسو الدعوة السلفية بالإسكندرية إلى تقديم ما لديهم من "دروس" بالهدوء ذاته على المنبر وأمام الشاشات، ولولا اختلاف بصمة الصوت لظن من يسمع محمد إسماعيل المقدم أنه يسمع ياسر برهامي أو أحمد فريد أو أحمد النقيب، وما يزيد هذا الإحساس هو المنهج الموحد الذي يتبعونه جميعاً في تقديم الموضوع.

والسؤال الذي يفرض نفسه ماهي أسباب رواج تلك الخطب وهذا التقليد بين السادة الخطباء ؟

ونرجيءالإجابة عن هذا السؤال للحلقة القادمة بمشيئة الله تعالي ..

والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل

google-playkhamsatmostaqltradent