recent
أخبار عاجلة

القيم الإسلامية في القران والسنة | لفضيلة الشيخ عبدالناصربليح

  


القيم الإسلامية في القران والسنة

لفضيلةالشيخ عبدالناصربليح

العناصر:"

1-تعريف القيم ومدي ارتباطها بالأخلاق.

2-خصائص القيم الإسلامية .

3- ماهي مصادر القيم الإسلامية.

4-أهمية القيم الإسلاميةوأنواعها .

 الحمد لله رب العالمين ,وأشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له في سلطانه ولي الصالحين,وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله اللهم صلاة وسلاماًعليك ياسيدي يارسول الله أما بعد فياجماعة الإسلام  :"لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّـهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّـهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّـهَ كَثِيرًا"(الأحزاب/21).

 

عباد الله :" حديثنا إليكم اليوم عن القيم الاسلامية وهي مجموعة الأخلاق والأحكام والضوابط المستوحاة من القرآن والسنة والتي تصنع نسيجَ الشخصية الإسلامية ، وتجعَلُها متكاملة قادرةً على التفاعل الحيِّ مع المجتمع، وعلى التوافُقِ مع أعضائه، وعلى العملِ من أجلِ النَّفْس والأُسرة والعقيدة.

عباد الله:" وهل يوجد فرق بين الأخلاق والقيم؟ خلاصة القول في هذه المسألة هو أنّ بعض المحقّقين يرى أنّه من الصعب إيجاد فرقٍ بين القيم والأخلاق.

 

 خصائص القيم الإسلامية :

فالقيم  لها خصائص عدة منها :"

القيم الفطرية: مثل الرحمة، والتعاون، والعدل، والحب قال تعالى: "فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ"(الروم/30 ).

ومنها القيم الإنسانية :"وهي قيم عالمية ترتبط بالذات الإنسانية الثابتة لا في المتغيرات من الوسائل، وتشترك الإنسانية في تقديسها وإن تباينت أفهام الناس حولها مثل:"الحرية، المحبة، المساواة..وجاءت رسالة النبي صلى الله عليه وسلم لترسيخ هذه القيم ونشرها، قال صلى الله عليه وسلم :"إنما بعثت لاتمم مكارم الأخلاق"(أحمد).

قيم مرنة فطرية إنسانية تستجيب لحاجات الإنسان الثابتة والمتجددة في كل الأزمنة والأمكنة، يقول الله تعالى:"وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَطَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ"(الأنعام/ 38).

قيم الغايات : لكي يعمل المجتمع بشكل سليم لابد له من التوافق حول قيم أساسية مشتركة تنحصر فيما هو أساسي لحياة الإنسان ونمائه.

مثل البعد البدني: وهوحفظ النفس بتحريم الاعتداء.

والبعد الأخلاقي: وهوحفظ العرض بتحريم الزنا.

والبعد العقلي: وهوحفظ العقل بتحريم المخدرات.

والبعد الديني: وهو حفظ الدين بتحريم الردة.

 مصادر القيم الإسلامية:

عباد الله :" ماهي مصادر القيم الإسلامية؟

للقيم والأخلاق مصادر عديدة تنبع منها ويكمل بعضها الآخر،وهي متنوعة وتشمل: القرآن الكريم، السنة النبوية، والإجماع والأعراف . 

فالقرآن الكريم  وهو كتاب الله الذي  لايأتيه الباطل من بين يديه ولامن خلفه وهو المصدر الأول للقيم والأخلاق، وجامع لكل ما يحتاجه الناس لإصلاح أخلاقهم وأعمالهم الظاهرة والباطنة،وفيه هداية للصراط المستقيم، للوصول الى سعادة الدنيا والأخرة."إنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا"(الإسراء/9).

والسنة النبوية :"وهي المصدر الثاني للتشريع، ويستدل على ذلك بقوله تعالى :"وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّـهَ إِنَّ اللَّـهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ"(الحشر/7).

الإجماع:" وقد ذكر في القرآن الكريم العديد من الآيات التي تدل على أن إجماع الأمة يعتبر مصدر للقيم والأخلاق، ومنها قوله تعالى :"وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ"(البقرة/43). فالإجماع يقوم بحسم أي واقعة جديدة، ذات طابع أخلاقي أو فقهي أو عبادي،

كذلك الأعراف :" وهي ما تعارف عليه أهل العقول السليمة وليس في الشرع ما يخالفه"فالمعروف عرفاً كالمشروط شرطاً..

                                       أهمية القيم الإسلامية

عباد الله:" وللقيم الإسلامية أهمية على الفرد والمجتمع بأكمله، فأهمية القيم الإسلامية للفرد أنها تساعد على بناء شخصية المسلم، وتحديد أهدافه في حياته،   كما إنّ للقيم الإسلامية أثراً كبيراً في ضبط الشهوات والمطامع، وإصلاح الأخلاق والنفس، وهذا ما يدفع الإنسان إلى الإحسان وعمل الخير، هذا بالإضافة إلى دور القيم الإسلامية في تقوية النفس فلا تضعف في المواطن التي يجدر بها أن تكون قويةً..

ومن أهمية القيم الإسلامية للمجتمع :"أنها تساعد في المحافظة على تماسك المجتمع ووحدته واستقراره، بالإضافة إلى دورها الفعّال في تمكين المجتمع من مواجهة التغيرات التي قد يتعرّض لها بين حينٍ وآخرٍ، كما إنّها تحمي المجتمع من النزوات والشهوات الطائشة والأنانية المُفرطة، وتعمل على ربط أجزاء ثقافة المجتمع ببعضها، فتبدو متناسقةً مبنيةً على أساسٍ علميٍ يرسخ في أذهان الأفراد.

عباد الله :" والقيم الإسلامية تتفرّع   إلى نوعين:

النوع الأول:" يُعرف بقيم التخلّي؛ أي التخلي عن العادات السيئة، مثل: شرب الخمر، وفعل المُوبقات،

والنوع الثاني:" يُسمّى القيم الإيجابية؛ أي التحلّي بالقيم الحسنة؛ كالصدق، والرحمة، والأمانة، والكرم، وقدوة المسلمين في ذلك رسولنا   صلى الله عليه وسلم 

نماذج  لبعض القيم  الإيجابية :

عباد الله :"وهناك نماذج كثيرة للقيم الإيجابية ومنها : 

الصدق :" ويشمل صدق اللسان والأفعال والأحوال؛ وأمّا صدق اللسان فيُقصد به مطابقة واستواء ما يصدر من اللسان على الأقوال، وصدق الأعمال يعني استواء الفعل على الأمر، وأمّا صدق الأحوال فيعني استواء الجوارح على الإخلاص، وقد حث الله تعالى على الصدق، فقال سبحانه :"يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَكونوا مَعَ الصّادِقينَ"(التوبة/119).وقد لقب نبينا صلي الله عليه وسلم بالصادق الأمين قبل البعثة وبعدها.

الرحمة:" ويُقصد بها الحالة الوجدانية التي تنبع من رقّة القلب وتقوم على مبدأ الإحسان، وقدضرب لنا الرسول صلي الله عليه وسلم أروع الأمثلة في هذا الخلق فقد مدحه ربه بقوله :"وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ"(الأنبياء/107).    

ومنها :"الكرم والجود وهما يدلّان على سعة وكثرة العطاء، وقد كان صلي الله عليه وسلم أجود الناس وأكثرهم كرماً، وقد شمل عطاؤه أنواع الجود كله، فقد بذل نفسه وماله وعلمه في سبيل تبليغ دعوة الإسلام للبشرية، وكان سخيّاً يؤثر غيره على نفسه، لا يمنع سائلاً، ويلتمس أهل الحاجة فيعطيهم ما تيسّر لديه.

عباد الله أقول ماتسمعون وأستغفر الله العظيم  لي ولكم   

الخطبة الثانية 

الحمدلله والصلاة والسلام علي رسول أما بعد فياعباد الله لازلنا نواصل الحديث حول القيم الأخلاقية ومنها  

الصبر:"وقد  ضرب صلّى الله عليه وسلّم- أروع الأمثلة في هذا الخلق ؛ فصبر على ضيق الحياة وشدتها، وعلى أذى المشركين وكيدهم له من استهزاءٍ وسُخريةٍ وعنتٍ،  كذلك صبره على الطاعة؛ فقد كان يقوم الليل حتى تتفطّر قدماه بالرغم من أنّ الله تعالى  قد غفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر.

ومنها الزهد:" فكان  صلي الله عليه وسلم زاهداً في الدنيا؛ مقبلاً علي الحياة الآخرة،فيقول صلي الله عليه  قال:"عَرضَ عليَّ ربِّي ليجعلَ لي بَطحاءَ مَكَّةَ ذهبًا فقلتُ: لا يا رب ولكنِّي أشبعُ يومًا وأجوعُ يومًا فإذا جُعتُ تَضرَّعتُ إليكَ وذَكَرتُكَ، وإذا شَبِعْتُ حَمِدْتُكَ وشَكَرتُكَ"(أحمد والترمذي).

عباد الله ومن القيم الفاضلة.

التواضع:" وقد ورد الأمر من الله  تعالى  لرسوله صلي الله عليه وسلم بالتواضع، إذ قال :"وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ"(الشعراء/215).

و كان صلي الله عليه وسلم متواضعاً لربه، قائماً بالعبادات والأوامر، ناهياً العباد عن الغلو في إطرائه والثناء عليه؛ لئلا يصل العباد بذلك لعبادته من دون الله تعالى، كما كان النبي متواضعاً للعباد، فكان يمرّ بالصبيان ويلقي السلام عليهم، كما كان حريصاً على عيادة المريض، وحضور الجنازة، وإجابة الدعوة، وعُرف بحُسن عشرته لزوجاته.  

ومنها الرفق:" ويُقصد به اليسر والسهولة في الأمور، فقد كان النبي -عليه الصلاة والسلام رفيقاً، ومن صور رفقه اختياره للأمور اللينة، :"ما خُيِّرَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ بيْنَ أَمْرَيْنِ، أَحَدُهُما أَيْسَرُ مِنَ الآخَرِ، إلَّا اخْتَارَ أَيْسَرَهُمَا، ما لَمْ يَكُنْ إثْمًا"(مسلم).

اللهم ارحمنا فإنك بناراحم ولاتعذبنا فأنت علينا قادر والطف بنا يامولانا فيما جرت به المقادير عباد الله أقول قولي هذا وأقم الصلاة .

google-playkhamsatmostaqltradent